يمانيون:
2025-03-14@17:02:22 GMT

في اليوم الواحد والستين.. للمقاومة كلام آخر

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

في اليوم الواحد والستين.. للمقاومة كلام آخر

يمانيون../
يستعرض المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوات “اليونيفيل” ورئيس المحكمة العسكرية سابقًا العميد منير شحادة في مقالته لهذا الأسبوع ثلاثة سيناريوهات متوقعة لما يمكن أن يجري في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يومًا التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، ويؤكد أنه في حال لم تنسحب “إسرائيل” سيكون للمقاومة كلام آخر، وينتهي إلى أن ثمة ضغوطاً دولية لفرض المعادلة الآتية على المقاومة: إعادة الإعمار مقابل دفع أثمان في السياسة.

وهنا نص المقال:

أصبح واضحاً أنه يجب أن نتحضَّر لمرحلة ما بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، حيث إن “الإسرائيلي” لن ينسحب من جنوب لبنان ولن ينفذ الاتفاقية التي رعتها أميركا وتم التوقيع عليها من قبل الطرفين.

ما موقف اللجنة الخماسية بعد هذا التاريخ والتي رشح عن رئيسها الجنرال الأميركي أنه نصح الطرف اللبناني بإعطاء فرصة أخرى لـ”إسرائيل” لكي تنفذ أهدافها قبل انسحابها؟

نصح أم لم ينصح، “إسرائيل” لن تنسحب ولن تنفذ الاتفاقية، وستقف اللجنة هذه ومن خلفها المجتمع الدولي عاجزَين عن إجبارها على التنفيذ وستعجز الدبلوماسية اللبنانية عن الحصول على أي وعود من المجتمع الدولي أو من أميركا لإجبار هذا الكيان المجرم على تنفيذ هذه الاتفاقية.

أقاويل كثيرة تصدر عن مدعي السيادة في لبنان، تجمع على أن المقاومة وقّعت على استسلام أو أنها رضخت لبنود سرية تسمح لـ”إسرائيل” بهذه الخروقات. وما هذه الادعاءات الكاذبة إلا لتلطي هؤلاء خلفها حتى لا يصدروا أي إدانة لهذه الخروقات، إذا لم نقل إن هذا مطلبهم حتى تبقى “إسرائيل” ضاغطة على المقاومة إلى أن يتحقق مبتغاهم.

هنا يمكننا أن نقول، كما أن “إسرائيل” حققت في فترة الستين يوماً ما لم تحققه خلال الحرب، فإن المقاومة حققت ما لم تحققه خلال الحرب، فقد ثبت خلال هذه الفترة أيضاً أن لا قوانين دولية ولا قرارات دولية ولا اتفاقيات دولية تحمي لبنان وأن “إسرائيل” لا شيء ناجع معها سوى القوة ولا شيء غير القوة.

وهنا، وكما تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن أن المقاومة تعافت وأصبحت جاهزة لأي تطورات في المستقبل القريب وأن على الدولة اللبنانية أن تفاوض مع المجتمع الدول لمرحلة ما بعد الستين يومًا، من منطلق قوة لا من منطلق ضعف، وأن المقاومة سيكون لها كلام آخر في اليوم الواحد والستين وهي وضعت معادلة: “تل أبيب” مقابل بيروت في حال اعتدت “إسرائيل”.

ما الكلام الآخر الذي سيكون للمقاومة في حال لم تنسحب “إسرائيل”؟

أولاً، يجب أن نقول، إن هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة لما يمكن أن يجري في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يومًا.

السيناريو الأول: أن تنسحب “إسرائيل” وتتوقف عن الخروقات وبهذا السيناريو الذي استبعدته لأن احتماله أصبح معدوماً، تكون إسرائيل قد نفذت الاتفاقية.

السيناريو الثاني: أن تنسحب “إسرائيل” وتبقى خروقاتها مستمرة.

السيناريو الثالث: ألا تنسحب “إسرائيل” وأن تبقى خروقاتها على ما هي عليه الآن.

هنا سنتحدث عما هو الكلام الآخر للمقاومة.

في السيناريو الثاني، والذي أستبعده أيضًا، ستقوم المقاومة بالرد بقصف مستعمرات الشمال.

في السيناريو الثاني، ستشرع المقاومة بتنفيذ عمليات خاصة ضد مراكز العدو المنتشرة داخل الأراضي اللبنانية، على غرار ما كانت تقوم به ما قبل العام ٢٠٠٠ (اندحار الجيش الإسرائيل من الأراضي اللبنانية).

وفي هذه الحالة، إذا كان الرد “الإسرائيلي” على هذه العمليات بقصف العمق اللبناني، فستكون المعادلة التي وضعتها المقاومة بوضع يافا المحتلة مقابل العاصمة بيروت جاهزة للتنفيذ.

ولنكن صريحين، فإن المقاومة وطوال هذه الفترة ما زالت تضبط نفسها عن الرد، لأن هناك ورقة ضاغطة عليها وهي عودة نازحي الجنوب إلى بلداتهم، حيث بدؤوا بترميم ما يمكن ترميمه، كما أن ورشات الترميم في الضاحية الجنوبية وفي البقاع على قدمٍ و ساق.

نحن مقبلون على مرحلة خطيرة في المستقبل القريب، فالمنطقة تتسارع فيها الأحداث بوتيرة لافتة، والتحديات كبيرة أيضاً، إن لناحية العدوان “الإسرائيلي” وإن لناحية الاستحقاق الرئاسي الذي يواجه ضغوطاً دولية لفرض المعادلة الآتية على المقاومة: إعادة الإعمار مقابل دفع أثمان في السياسة.

العهد الاخباري ـ منير شحادة

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

كلام الطير على ألسنة الناس في الفلكلور السوداني

ألف الشيخ فريد الدين عطار نيشابوري كتابه "منطق الطير"، وهو منظومة رمزية ورحلة فلسفية للوصول إلى الحقيقة. وكتب جون كلود كاركاير مسرحيته "اجتماع الطيور"، ونشر ظافر جلود كتابه "الطيور في التراث والسرديات المعاصرة". وللطيور مكانتها في الثقافة السودانية في الغناء والرقص والشلوخ والزراعة والحصاد والشعر الشعبي وغير ذلك من مكونات الفلكلور السوداني، بما في ذلك كلام كثير ينسب إليها أو يُقال على لسانها. الطيور لا تتكلم، ولكنها تصدر أصواتاً يجتهد الناس في تفسيرها، ثم يضفون عليها من عندهم الكثير، وقد يتخاطبون معها أو يجتهدون في تفسير ما يظنون أنه حوار بينها. ويظن البعض أن الببغاء تتكلم، بينما هي تردد أصواتاً محددة علمها لها الإنسان. فالطيور لها منطق كما جاء في القرآن، وعلم الله سيدنا سليمان منطق الطير وتخاطب مع الهدهد كما جاء في سورة النمل.
كلام الطير في الباقير:
مقولة رائجة على ألسنة السودانيين، يقصد بها الكلام غير المفهوم أو عديم المعنى. ويعتقد البعض أن الباقير المذكورة هي بلدة الباقير على أطراف الخرطوم شمال ولاية الجزيرة، إلا أن الباقير هو مكان تجمع مياه (بركة، فولة، ميعة، تُردة، تَبْ أو خور) تحفه أشجار، تَرِدُه أسراب الطيور خاصة العصافير، فتجتمع وتصدر كل منها صوتاً واحداً متكرراً فيمتلئ الفضاء بأصوات كثيرة متداخلة لا يميز السامع بينها. ومن هنا جاءت المقولة المذكورة.
يذخر الفلكلور السوداني بالكثير من الكلام الذي ينسب لأصناف مختلفة من الطيور، ولكل من ذلك قصة ترويها. وكثيراً ما يخاطب الأطفال في ريف السودان الطيور في سعيهم لاستدراجها لمصائدهم أو أثناء رحلات هجرتها حين تطل على بيئاتهم، وللكبار رواياتهم عن الطيور يحدثون بها صغارهم في مؤانساتهم.
هذه الممارسات الفلكلورية دليل على تفاعل الإنسان مع بيئته وتنوع أحيائها التي تشكل الطيور عنصراً جميلاً في لوحتها الرائعة، وفيها دروس وحكم. وفي بعضها قصص يراد بها رسالة تربوية أو تعليمية للصغار، وفي بعضها فكاهة. نستعرض في هذا المقال القصير بعض هذه القصص والحكايات والأقوال على ألسنة الطير.
يأتي طائر السِمْبِر مهاجراً للسودان مع بدايات الخريف، ويشيد أعشاشه ويبيض ويفرخ في السودان. ويسجل حضوراً لافتاً، وهو من الطيور التي كانت المدارس تُعرّفها للتلاميذ بأنها من أصدقاء المزارع لدورها في مكافحة الحشرات الضارة بأكلها. ولهذا فقد جرى على الألسن مخاطبة السمبرية بقولهم: "السمبرية أم قدوم (أي ذات المنقار)، عيش أبوي متين بقوم (ينبت)"، فيجيء الرد على لسانها: "بقُوم باكر مع العساكر".
ومخاطبة "أم قيردون"، ذلك الطائر الصغير المهاجر، الذي جاء ذكره على لسان الحاردلو في مرافعته عن ابن عمه عمارة أمام الخليفة عبدالله التعايشي، حين اتهم بالتآمر مع الأشراف ضد الخليفة عبدالله، حيث قال الحاردلو مخاطباً الخليفة:
"أنصار كُتار تامِّين عبرة و كيل
ومِتِل نبت الرُبا وكتين ركوب الخيل
أكان ما جور زمان وناسن نظرها قليل
شرك أم قيردون كيفن بقُبْض الفيل؟"
ينادي الصغار "أم قيردون" قائلين:
"أم قيردون يا الحاجة، ولدك عريس يا الحاجة تحت الرقيص يا الحاجة".
وينادون الهدهد (قُمْبُر قُمْبٌر) قائلين: "قُمْبُر قُمْبٌر شيخ الطُمْبُر".
وتحظى القماري بحظ وافر من الكلام والنداء والخطاب والقصص.
القمرية:
ذات الطوق على العنق، ينادونها "قمرية دباسة أم حليقن مَوَاسى"، وهي African Collared Dove (القمرية الضاحكة). وقد فسر تغريدها تفسيراً متعدداً في مناطق السودان المختلفة. ففي ضفاف نهر الرهد بولاية القضارف يروون أنها امرأة مسخت قمرية لحادثة مفاجئة صدمتها، ويقال إن زوجها سافر وغاب طويلاً وانقطعت أخباره عنها. وبينما كانت جالسة بين صاحباتها منكوشة الشعر، جاءهم من يقول لها أن زوجها على أعتاب القرية وقد جاء بزوجة جميلة صغيرة السن ضرة لها. اضطربت المسكينة من هول المفاجأة ومن هيئة شعرها غير المصفف (غير ممشط)، وخشيت أن تراها الضرَّة بهذه الهيئة القبيحة. فصارت تقول لصاحباتها: "مشطوا لي قصتي، بي قعر بطتي (والبطة إناء تقليدي قديم يحفظ فيه الدهن خاصة عند البدو) النلاقى بيها ضرتي"، وتردد هذه الجملة إلى أن فقدت عقلها.
وفي شندي بنهر النيل، يفسرون صوت هذه القمرية بأنها تخاطب إخواتها مبشرة لهن بخبر سار يستوجب الحمد، فهي تقول: "أبوالصِقير كِتل، أبوالصِقير كِتل، أبوالصِقير كِتل، أحمدوا ربكم". فهي تبشر أهلها أن عدوهم اللدود الذي أشبع صغارهم وكبارهم افتراساً وقتلاً قد قُتل، وأن هذا الخبر السار يستوجب الحمد.
أما في ديار الكبابيش، فهي عندهم تخبر عن مقتل نسيبها وتحدد القاتل وأداة القتل، وتقول: "نسيبي كِتل، كتلو بابكر، بي عود الكِتر".
قمرية أخرى في الأحاجي تخبر عن بنت تزوجها رجل غريب طمعاً في مالها وسافر بها وانقطعت أخبارها عن أهلها. تخاطبهم القمرية قائلة: "أهل البي بتول، أهل البي بتول (أي يا أهل البي بتول)، راجلها انقلب تمساح، أكل المال وراح". ففي هذا حكمة: تحروا قبل أن تزوجوا بناتكم.
قمرية أخرى تتحدث مع "أم دلدلو" (The African Weaver Bird)، وهي العصفور المشهور بنسج بيته من لحاء الأشجار متدلياً من أغصانها وله فتحة من الأسفل للدخول والخروج. تقول القمرية لأم دلدلو: "أم دلدلو الخريف ما جاك؟"، كأنها تقول لها لقد أدركك الخريف ولم تكملي تشييد عشك. فترد عليها أم دلدلو: "سجم أم بيتن تلات قشّات"، أي لستُ أنا من يحدثونه عن الخريف، حَرّي بك أنتِ أن تخافي، فبيتك من بضع قشات ولا يحمى من أجواء الخريف، وذلك قدح في بيت القمرية الذي لا يقِي صغارها من أمطار الخريف كما يفعل بيت أم دلدلو. ولعل في هذا القول درس للصغار لأهمية تجويد الأعمال، وأن يتفكر المرء في حاله قبل أن يتفكر في أحوال الآخرين.
تطل الطيور المهاجرة في بدايات الخريف، وهو موسم لصيد العصافير. يجهز الأطفال شراكهم وشباكهم وساحة نزول الطيور (المتلة)، ويستحثونها للنزول في المتلة لأكل العيش والدخن والوقوع في الشِّراك. وتتردد الطيور عادة متوجسة من النزول من أغصان الأشجار للمصيدة التي جهزت تحت أو بالقرب من الأشجار. فينادي الأطفال على الطيور مرددين: "تلّلة تلّة في المتلة، الشيخ عبد الله قال ليك، كان ما أدليت اللوم عليك"، إلى أن تنزل الطيور على المصيدة. ومناداة أخرى يقولون للطائر: "حمد أب سيف أبو العُلِّيف، قال ليك، كان ما أدليت اللوم عليك". ومن الذي لا يخشى اللوم، فتنزل الطيور على المصيدة، أو هكذا يظن الأطفال أنها سمعت ووعت كلامهم واستجابت لندائهم.
صغار الدجاج (السواسيو، الكتاكيت) التي تتعرض لحادث دهس أو ضرب أو عملية خطف من الصقر فاشلة، وقد شارفت الموت، توضع عليها قرعة صغيرة أو ما شابهها من الأواني، ويخاطبها الطفل في محاولة لاستحيائها قائلاً: "ود القرعة قوم أرعى، ود الكتوش قوم كٌوس"، وهذه محاولة من الكبار لبث الأمل في نفوس الصغار وألا ييأسوا حتى من الحالات التي تبدو ميؤوس منها.
أم بيّوٌض، طائر البقر الأبيض (White Cattle Egret) يناديه الأطفال وهو طائر في الجو قائلين: "إمَّا (أي أمي) أم بيّوٌض، أديني وديعة مع الجديعة، بديك جُراب ملان تُراب مع الغُراب". فالغراب نقيضها في اللون، فهي ناصعة البياض وهو حالك السواد، وربما في الأمر تفاؤل ببياض اللون.
وطائر مهاجر آخر يسمى "نعيجة البحر"، يرى الناس في قرى نهر الرهد أنه يأتي مبشراً بقدوم النهر، فيفسرون صوته وهو طائر مارٌّ بقراهم أنه يقول: "البحر (أي نهر الرهد) جا في البيضاء (منطقة جنوب الحواتة بولاية القضارف)".
هذه بعض أحاديث الناس عن الطير، ولا شك أن الذاكرة الجمعية في ربوع السودان المختلفة ذاخرة بأكثر من هذا، فعل ما كتبته هنا يشجع آخرين على كتابة ما تختزنه ذاكرتهم والتعمق أكثر في هذه السياحة العابرة

yousifidris@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • تراجع إسرائيلي عن كلام التطبيع بعد نفي لبنان
  • بسبب بتر الصحراء.. نقابة مغربية تنسحب من الجبهة العمالية العربية للدفاع عن فلسطين
  • ???? شبح السيناريو الليبي وكيف ستمنع مركزية الاقتصاد تقسيم السودان على غرار ليبيا
  • خبير: القوات الأمريكية لن تنسحب من سوريا
  • الحوثيون يبدؤون حظر سفن إسرائيل وحماس والجهاد ترحبان
  • محافظ الإسماعيلية يفتتح "سوق اليوم الواحد" بمدينة فايد
  • للإسبوع الـ 12.. إقامة سوق اليوم الواحد بمدن الشرقية
  • منظمات دولية: بريطانيا تتجاهل انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
  • إقامة "سوق اليوم الواحد" بمشتول السوق وبلبيس ومنيا القمح
  • كلام الطير على ألسنة الناس في الفلكلور السوداني