في اليوم الواحد والستين.. للمقاومة كلام آخر
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يمانيون../
يستعرض المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوات “اليونيفيل” ورئيس المحكمة العسكرية سابقًا العميد منير شحادة في مقالته لهذا الأسبوع ثلاثة سيناريوهات متوقعة لما يمكن أن يجري في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يومًا التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، ويؤكد أنه في حال لم تنسحب “إسرائيل” سيكون للمقاومة كلام آخر، وينتهي إلى أن ثمة ضغوطاً دولية لفرض المعادلة الآتية على المقاومة: إعادة الإعمار مقابل دفع أثمان في السياسة.
أصبح واضحاً أنه يجب أن نتحضَّر لمرحلة ما بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، حيث إن “الإسرائيلي” لن ينسحب من جنوب لبنان ولن ينفذ الاتفاقية التي رعتها أميركا وتم التوقيع عليها من قبل الطرفين.
ما موقف اللجنة الخماسية بعد هذا التاريخ والتي رشح عن رئيسها الجنرال الأميركي أنه نصح الطرف اللبناني بإعطاء فرصة أخرى لـ”إسرائيل” لكي تنفذ أهدافها قبل انسحابها؟
نصح أم لم ينصح، “إسرائيل” لن تنسحب ولن تنفذ الاتفاقية، وستقف اللجنة هذه ومن خلفها المجتمع الدولي عاجزَين عن إجبارها على التنفيذ وستعجز الدبلوماسية اللبنانية عن الحصول على أي وعود من المجتمع الدولي أو من أميركا لإجبار هذا الكيان المجرم على تنفيذ هذه الاتفاقية.
أقاويل كثيرة تصدر عن مدعي السيادة في لبنان، تجمع على أن المقاومة وقّعت على استسلام أو أنها رضخت لبنود سرية تسمح لـ”إسرائيل” بهذه الخروقات. وما هذه الادعاءات الكاذبة إلا لتلطي هؤلاء خلفها حتى لا يصدروا أي إدانة لهذه الخروقات، إذا لم نقل إن هذا مطلبهم حتى تبقى “إسرائيل” ضاغطة على المقاومة إلى أن يتحقق مبتغاهم.
هنا يمكننا أن نقول، كما أن “إسرائيل” حققت في فترة الستين يوماً ما لم تحققه خلال الحرب، فإن المقاومة حققت ما لم تحققه خلال الحرب، فقد ثبت خلال هذه الفترة أيضاً أن لا قوانين دولية ولا قرارات دولية ولا اتفاقيات دولية تحمي لبنان وأن “إسرائيل” لا شيء ناجع معها سوى القوة ولا شيء غير القوة.
وهنا، وكما تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن أن المقاومة تعافت وأصبحت جاهزة لأي تطورات في المستقبل القريب وأن على الدولة اللبنانية أن تفاوض مع المجتمع الدول لمرحلة ما بعد الستين يومًا، من منطلق قوة لا من منطلق ضعف، وأن المقاومة سيكون لها كلام آخر في اليوم الواحد والستين وهي وضعت معادلة: “تل أبيب” مقابل بيروت في حال اعتدت “إسرائيل”.
ما الكلام الآخر الذي سيكون للمقاومة في حال لم تنسحب “إسرائيل”؟
أولاً، يجب أن نقول، إن هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة لما يمكن أن يجري في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يومًا.
السيناريو الأول: أن تنسحب “إسرائيل” وتتوقف عن الخروقات وبهذا السيناريو الذي استبعدته لأن احتماله أصبح معدوماً، تكون إسرائيل قد نفذت الاتفاقية.
السيناريو الثاني: أن تنسحب “إسرائيل” وتبقى خروقاتها مستمرة.
السيناريو الثالث: ألا تنسحب “إسرائيل” وأن تبقى خروقاتها على ما هي عليه الآن.
هنا سنتحدث عما هو الكلام الآخر للمقاومة.
في السيناريو الثاني، والذي أستبعده أيضًا، ستقوم المقاومة بالرد بقصف مستعمرات الشمال.
في السيناريو الثاني، ستشرع المقاومة بتنفيذ عمليات خاصة ضد مراكز العدو المنتشرة داخل الأراضي اللبنانية، على غرار ما كانت تقوم به ما قبل العام ٢٠٠٠ (اندحار الجيش الإسرائيل من الأراضي اللبنانية).
وفي هذه الحالة، إذا كان الرد “الإسرائيلي” على هذه العمليات بقصف العمق اللبناني، فستكون المعادلة التي وضعتها المقاومة بوضع يافا المحتلة مقابل العاصمة بيروت جاهزة للتنفيذ.
ولنكن صريحين، فإن المقاومة وطوال هذه الفترة ما زالت تضبط نفسها عن الرد، لأن هناك ورقة ضاغطة عليها وهي عودة نازحي الجنوب إلى بلداتهم، حيث بدؤوا بترميم ما يمكن ترميمه، كما أن ورشات الترميم في الضاحية الجنوبية وفي البقاع على قدمٍ و ساق.
نحن مقبلون على مرحلة خطيرة في المستقبل القريب، فالمنطقة تتسارع فيها الأحداث بوتيرة لافتة، والتحديات كبيرة أيضاً، إن لناحية العدوان “الإسرائيلي” وإن لناحية الاستحقاق الرئاسي الذي يواجه ضغوطاً دولية لفرض المعادلة الآتية على المقاومة: إعادة الإعمار مقابل دفع أثمان في السياسة.
العهد الاخباري ـ منير شحادة
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ما المردود الذي تتحصل عليه إسرائيل بعد تكثيف قصف غزة؟
قلل الخبير العسكري العميد إلياس حنا من الأهمية العسكرية للقصف الجوي المكثف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مرجحا أن التصعيد الحالي مرتبط بعملية التفاوض الجارية في العاصمة القطرية.
وأوضح حنا -في تحليله للمشهد العسكري بغزة- أن الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى نقطة الذروة في عملية القصف، مشيرا إلى أن الواقع يقول إن هناك مردودا إسرائيليا سلبيا على الصعيدين العسكري والإستراتيجي.
وأعلن جيش الاحتلال -اليوم الأحد- أنه ضرب خلال يومين أكثر من 100 هدف في مختلف أنحاء قطاع غزة، مدعيا استهداف عدة مواقع استخدمها مقاتلون فلسطينيون لإطلاق مقذوفات باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.
وأكد الخبير العسكري أن المقاومة الفلسطينية نجحت في عملية التأقلم مع الواقع الميداني بعد عمليات القتل والتدمير والتهجير القسري، إذ تستخدم لكل هدف وسيلة قتالية معينة وفقا للظروف الميدانية وطريقة القتال.
ووفق حنا، فإن إسرائيل بات لديها نمط قتالي معين بضرب مكان جغرافي ما ثم الانسحاب منه والعودة إليه مجددا، في حين تتسم المقاومة الفلسطينية بصمود ميداني وعمليات استنزاف مستمرة.
وأعرب حنا عن قناعته بأن التصعيد الإسرائيلي مرتبط بالظرف والتوقيت الحاليين، في إشارة منه إلى عملية التفاوض الجارية في الدوحة بشأن إبرام صفقة تبادل للأسرى بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسط مؤشرات توحي بوجود جدية إسرائيلية.
إعلانوفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع سيتوجه غدا الاثنين إلى قطر للمشاركة في مفاوضات صفقة التبادل.
وخلص الخبير العسكري إلى أن العمليات العسكرية تمكن الطاقم السياسي على طاولة المفاوضات من فرض شروطه، أو تحسين الشروط المعروضة على الأقل.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إيقاع 10 جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح في اشتباك غرب بيت لاهيا شمالي القطاع، وذلك بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.