أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة: ما حكم طهارة المريض المحجوز بالعناية المركزة؟.

كل عام وأنتم بخير.. الإفتاء تعلن غدا الأربعاء غرة شهر رجب 1446هـ الإفتاء توضح حكم العمل في البنوك حكم طهارة المريض

وردت دار الإفتاء أن لا يجب على المريض المحجوز بالعناية المركزة استعمال الماء في الطهارة حال منع الأطباء له مِن ذلك؛ حفاظًا على نفسه وعملًا بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، وبما وَرَدَ عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: «احتلمتُ في ليلةٍ باردةٍ في غزوة ذات السلاسل، فأشفقتُ إن اغتسلتُ أن أهلِكَ، فتيممتُ، ثم صليتُ بأصحابي الصبح، فذكروا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «يَا عَمْرُو، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ؟» فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت أن الله يقول: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقل شيئًا».

وعليه إذا أراد استباحة الصلاة التيمم، وإن تَعذَّر عليه التيمم صلَّى على حاله دون طهارة حسية أو معنوية، وصلاته بذلك مُجزئةٌ وصحيحةٌ، ولا إعادة عليه.

وقالت دار الإفتاء أن طهارةُ الثوبِ والبدنِ والمكانِ مِن مطلوبات الصلاة؛ والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: 4]، قال الإمام الشافعي في "تفسيره" (3/ 1411، ط. دار التدمرية): [قال اللَّه عزَّ وجلَّ: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ الآية، فقيلَ: يُصَلِّي في ثيابٍ طاهرةٍ، وقيلَ: غيرُ ذلكَ، والأوَّلُ أَشْبَهُ؛ لأن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أمرَ أن يُغسَلَ دم الحيضِ من الثوبِ] اهـ.

وأوضحت دار الإفتاء أن أمَّا طهارةُ البدنِ فلِمَا رواه الشيخان -واللفظُ لمسلمٍ- عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: مرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم على قبرينِ فقالَ: «أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ».

قال العَلَّامة ابن بَطَّال في "شرح صحيح البخاري" (1/ 325، ط. مكتبة الرشد): [أجمعَ الفقهاءُ على نجاسةِ البولِ والتنزُّه عنه. وقوله: «كان لا يَسْتَتِر من بَوله»، يعني أنَّه كانَ لا يَسْتُر جَسَدَه ولا ثِيَابَه من مُماسَّةِ البولِ، فلما عُذِّبَ على استخفافهِ لغَسلهِ والتحرزِ منه، دلَّ أنَّه مَن تركَ البولَ في مَخْرَجِهِ، ولم يَغْسِلْهُ، أنَّه حقيقٌ بالعذابِ].

ولذلك ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ طهارةَ الثوبِ والبدنِ والمكانِ مِن شروط صحة الصلاة. ينظر: "بدائع الصنائع" للعلامة الكاساني (1/ 114، ط. دار الكتب العلمية)، و"الشرح الكبير" للعلامة الدردير (1/ 201، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي (3/ 132، ط. دار الفكر)، و"كشاف القناع" للعلامة البُهُوتي (1/ 288، ط. دار الكتب العلمية).

وأوضحت دار الإفتاء أن من شروط صحة الصلاة أيضًا: الطهارة مِن الحدثين الأصغر والأكبر؛ لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾ [المائدة: 6]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» متفق عليه، واللفظ للبخاري.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإفتاء الإفتاء المصرية صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء أن

إقرأ أيضاً:

وقفة قبلية مسلحة في المنار بذمار تعلن الجهوزية لمواجهة أي تصعيد صهيوني أمريكي

يمانيون../
أعلنت قبائل مخلاف المنار في مديرية المنار بمحافظة ذمار اليوم، عن نكف قبلي نصرة للشعب الفلسطيني، مؤكدة الجهوزية التامة لمواجهة أي تصعيد صهيوني أمريكي ضد اليمن.

وشارك في الوقفة التي نظمتها القبائل، عدد من قيادات السلطة المحلية والتنفيذية والتعبوية، إلى جانب مشايخ وشخصيات اجتماعية، حيث جدد المشاركون تأكيدهم على السير على نهج أنصار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في نصرة الدين الإسلامي والمظلومين، تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

وأكد المشاركون في الوقفة موقفهم الثابت والمبدئي في دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني، مجددين التمسك بمنهج الله عز وجل وسنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبتوجيهات الإمام علي عليه السلام وآل البيت وأعلام الهدى.

وفي بيان صادر عن الوقفة، عبّر المشاركون عن شكرهم لله على نعمة الانتماء ليمن الحكمة والإيمان، مشيدين بأنشطة الهوية الإيمانية التي تربط الماضي بالحاضر، مستذكرين نصر الأجداد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأكّد البيان أن تهديدات قوى العدوان لن ترعب أحفاد الأنصار، بل ستزيدهم عزيمة وإصرارًا على الثبات في موقفهم المبدئي، مشددين على استمرار دعمهم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

مقالات مشابهة

  • حكم الصوم في شهر رجب .. دار الإفتاء تجيب
  • حكم الإحرام بالعمرة مع وجود جرح مستمر عند المشي.. دار الإفتاء ترد
  • حكم صيام شهر رجب.. الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند البيع والشراء
  • حكم طهارة المريض المحجوز بالعناية المركزة
  • بيان فضل الإمامة في الصلاة وشروطها
  • ما حكم تأجيل الحمل بسبب عدم القدرة على رعاية الأولاد؟.. دار الإفتاء تجيب
  • وقفة قبلية مسلحة في المنار بذمار تعلن الجهوزية لمواجهة أي تصعيد صهيوني أمريكي
  • فعاليات للهيئة النسائية في حجة بعيد جمعة رجب