تفجرت شعبية البروتين، فوفقًا لمقال صحافي نُشر عام 2023، من المتوقع أن تصل القيمة السوقية لمكملات البروتين (التي تشمل المخفوقات الجاهزة للشرب والمسحوق والعلكة والألواح) إلى 10.8 مليار دولار في عام 2030. وعلى الرغم من ارتفاع الطلب عليها، فربما يكون من الصعب معرفة السبب وراء ذلك، وفقًا لما نشره موقع "Outside".

الموعد المناسب لشرب المخفوق
إذا كان الشخص يخطط للحصول على جرعة مخفوق بروتين، فمن المفهوم أنه سيرغب في تعظيم الفوائد للحصول على أقصى استفادة.

وفقا للخبراء، هناك بعض المرونة فيما يتعلق بأفضل وقت لشرب مخفوق البروتين. ولكن يعتمد تحديد الوقت الأمثل على أهداف الشخص وأسلوب حياته بشكل عام.
تحديد مقدار البروتين
إن الحصة الغذائية الموصى بها للبروتين هي 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم للأشخاص الذين يحافظون على نمط حياة خامل في المقام الأول. لذا، فإن الشخص الذي يزن 140 رطلاً وغير نشط للغاية سيحتاج إلى حوالي 53 غراما من البروتين يوميًا. يقول ستيفن مالين، الأستاذ المشارك في قسم علم الحركة والصحة في جامعة روتجرز: "ولكن يمكن أن يحتاج الأفراد النشطون إلى ضعف ذلك".

تؤثر العوامل المستقلة عن الوزن على احتياجات الشخص من البروتين، بما يشمل حالات الحمل والرضاعة أو مدى ممارسة الرياضة. لدى وزارة الزراعة الأميركية آلة حاسبة على الإنترنت للمساعدة في تحديد الاحتياجات الفردية من البروتين. ما على الشخص سوى إدخال بيانات الوزن والطول ومستوى النشاط، وسيحصل على قائمة مخصصة بالبدلات الغذائية الموصى بها للبروتين والمواد المغذية الأخرى.

ويشير مالين إلى أن البعض يهدفون إلى الحصول على 20% من السعرات الحرارية اليومية من البروتين، وحوالي 60% من الكربوهيدرات، و20% من الدهون لدعم نمو العضلات والطاقة.

إجمالي كمية البروتين
يمكن من الناحية الفنية تناول مخفوق البروتين وقتما يشاء الشخص، كما تقول كارمن أورتيغا سانتوس، الأستاذة المساعدة في التمرينات وعلوم التغذية في كلية معهد ميلكن للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن. وتقول: "ليس هناك وقت أفضل محدد لتناول مخفوق البروتين"، موضحة أن "ما يهم أكثر هو إجمالي كمية البروتين اليومية التي يتم تناولها وكيف تتماشى مع أهداف [الشخص]".
نتائج متشابهة
يقول مالين إن أهداف اللياقة البدنية يمكن أن تؤثر على التوقيت المثالي لتناول مخفوق البروتين.

 إذا كان الشخص يحاول بناء العضلات، فإن هناك بعض البيانات التي تشير إلى أن تناول مخفوق البروتين في النافذة البنائية أو "النافذة الحرجة" - بعد ساعتين من ممارسة التمارين الرياضية - هو الأكثر فعالية لنمو العضلات.

ويوضح أن تحميل العناصر الغذائية مثل البروتين في أوقات محددة يمكن أن يؤثر على التعافي والقدرة على بناء العضلات. يمكن أن يساعد استهلاك البروتين والكربوهيدرات في تحفيز بروتين عضلي جديد في الجسم.

ولكن كشفت نتائج دراسة بحثية، أجريت عام 2017 ، تشابه تأثير توقيت تناول البروتين، قبل أو بعد التمرين، على نمو العضلات. وقامت مراجعة علمية، نُشرت في أغسطس 2024، بتحليل بيانات ما يقرب من 4000 من كبار السن وتوصلت إلى أنه على الرغم من أن مكملات البروتين ساعدت المشاركين على بناء كتلة العضلات، إلا أن التوقيت لم يكن مهمًا.

نظام غذائي متكامل
تقول أورتيغا سانتوس إذا كان الشخص قد تناول للتو وجبة كبيرة، فمن غير المرجح أن يكون تناول مخفوق البروتين فوقها هو الأفضل لأسلوب حياته. ولكن ربما يكون المخفوق خيارًا جيدًا بين الوجبات أو قبل التمرين. تقول أورتيغا سانتوس: "من الضروري تذكر أنه يجب أن استكمال التغذية العامة، وليس أن يحل [تناول المخفوق] محلها"، مرجحة أن يبقى الشخص منتبهًا لكمية البروتين التي يستهلكها كل يوم، مع الأخذ في الاعتبار أن مخفوقات البروتين تؤثر على كل شخص بشكل مختلف، لذا يوصي مالين بمعرفة ما يشعر الشخص به بعد شرب مخفوق البروتين قبل أن يقرر تناوله والاعتماد عليه.

العسل والموز
ويوصي مالين أيضًا بالحذر من الأطعمة التي تبطئ عملية الهضم إذا كان الشخص يخطط لتناول مخفوق البروتين قبل التمرين أو أثناءه. ويشمل ذلك الأطعمة الغنية بالألياف، مثل بذور الشيا، أو الأطعمة التي تحتوي على الدهون، مثل زبدة الفول السوداني أو الأفوكادو. ويقول: "إن استبدالها بالكربوهيدرات البسيطة، مثل العسل أو الموز، يعد خيارًا جيدًا للدمج مع مخفوق البروتين قبل ممارسة التمارين الرياضية لتجنب حدوث اضطرابات معدية معوية محتملة".

محاذير وضوابط مهمة
تشير أورتيغا سانتوس إلى أن مخفوق البروتين يعتبر من الأطعمة فائقة المعالجة، والتي تم ربطها بعدد كبير من المضاعفات الصحية. إن صناعة المكملات الغذائية غير منظمة إلى حد كبير، مما يجعل من الصعب معرفة ما إذا كان ما يتناوله المرء هو في الواقع ما تنص عليه التسمية المذكورة على العبوات.

ولكن إذا كان الشخص يفضل تناول مخفوق البروتين، فإن التوقيت المناسب هو عندما يتناسب مع نمط حياته. وتقول أورتيغا سانتوس إن هذا يعني أنه من الأفضل تناول مخفوق البروتين عندما يكون لدى الشخص الوقت وعندما يتناسب مع احتياجاته الغذائية.

وتكرر أورتيغا سانتوس تحذيرها من أن مخفوق البروتين يجب أن يكمل التغذية الشاملة، وليس أن يحل محلها، مؤكدة أنه "يمكن أن يساعد على تحقيق الأهداف اليومية من البروتين، ولكن من الضروري موازنته مع الأطعمة الكاملة التي توفر العناصر الغذائية الأخرى، بما يشمل الألياف والفيتامينات والمعادن".
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البروتين المسحوق الغذائية الانترنت العضلات کان الشخص

إقرأ أيضاً:

العلاقات السامة.. عندما يصبح الحب قيدا مؤلما

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

العلاقات السامة تعد من أبرز القضايا التي تؤرق المجتمعات، وتترك آثارًا نفسية واجتماعية بالغة التعقيد على الأفراد. إنها تلك الروابط الإنسانية التي تتحول إلى عبء ثقيل بدلًا من أن تكون مصدر دعم وسعادة، حيث يصبح طرف واحد أو كلا الطرفين في حالة استنزاف مستمر للآخر، وتنشأ هذه العلاقات عندما تتسم بالتلاعب، والسيطرة والإيذاء النفسي أو الجسدي مما يجعلها تحديًا كبيرًا على الصعيد الشخصي والاجتماعي.

 أصبحت العلاقات السامة أكثر انتشارًا وخطورة، ولا ترتبط هذه الظاهرة بعلاقات محددة بل تمتد لتشمل كافة أنواع العلاقات الإنسانية، سواء كانت بين الأزواج أو الأصدقاء أو زملاء العمل، أو حتى أفراد الأسرة. وبالرغم من اختلاف أشكالها وتجلياتها، إلا أن العامل المشترك بينها هو ذلك الشعور المستمر بالاختناق وعدم الراحة.

العلاقة السامة هي تلك التي تفقد الشخص شعوره بذاته وقيمته. قد تكون مليئة بالنقد المستمر أو التلاعب العاطفي الذي يجعل الفرد يشعر وكأنه دائمًا مخطئ أو غير كافٍ. هذه الديناميكيات السلبية تجعل الطرف المتضرر في حالة من التوتر والقلق المستمر، مما يؤثر سلبًا على صحته النفسية والجسدية. والأسوأ من ذلك، أن البعض قد يظل عالقًا في هذه العلاقات بسبب خوفه من الوحدة أو الضغط الاجتماعي أو حتى الأمل في أن يتغير الطرف الآخر.

الآثار النفسية التي تتركها العلاقات السامة لا يمكن الاستهانة بها، إذ إنها تؤدي إلى انخفاض في تقدير الذات والشعور الدائم بالإجهاد العاطفي.. والأشخاص الذين يعيشون في هذه العلاقات غالبًا ما يعانون من القلق والاكتئاب واضطرابات النوم، وقد تتفاقم الأمور إلى حد التأثير على أدائهم اليومي وقدرتهم على بناء علاقات صحية مستقبلية. وفي بعض الحالات، تكون هذه العلاقات سببًا في العزلة الاجتماعية، حيث يفقد الفرد ثقته بالآخرين ويفضل الابتعاد عن الجميع.

لكن، لماذا يظل البعض متمسكًا بهذه العلاقات رغم الضرر الواضح الذي تسببه؟ قد يكون السبب في ذلك هو الخوف من التغيير أو الوحدة، حيث يعتقد البعض أن البقاء في علاقة سامة أفضل من مواجهة المجهول، كما أن هناك ارتباطات عاطفية معقدة تجعل من الصعب على الأشخاص اتخاذ قرار الانفصال، والضغط الاجتماعي أيضًا يلعب دورًا كبيرًا، خاصة في العلاقات الأسرية أو الزوجية، حيث يخشى البعض نظرة المجتمع أو لوم الأسرة.

الاعتراف بوجود علاقة سامة هو الخطوة الأولى نحو التحرر منها. كثيرًا ما يكون من الصعب على الأفراد إدراك أن العلاقة التي يعيشونها غير صحية، حيث قد يغلف الطرف السام تصرفاته بمظاهر الحب أو الاهتمام. لكن مع الوقت، تتضح الصورة وتبدأ الآثار السلبية بالظهور بوضوح. هذه المرحلة تتطلب شجاعة كبيرة للاعتراف بالمشكلة وطلب المساعدة إذا لزم الأمر.

عندما يصل الشخص إلى قناعة بأن العلاقة لم تعد قابلة للإصلاح، يجب أن يتحلى بالقوة لاتخاذ خطوة الخروج منها. قد تكون هذه الخطوة مؤلمة لكنها ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. يجب أن يدرك الشخص أنه لا يستحق العيش في علاقة تنقص من قيمته أو تسبب له الأذى. والدعم الاجتماعي والمشورة المهنية يمكن أن يساعدا في هذه المرحلة الصعبة، حيث يُمكن للأصدقاء أو الأخصائيين النفسيين تقديم النصائح والدعم اللازم.

التعافي من العلاقة السامة ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن. يحتاج الشخص إلى وقت لإعادة بناء ثقته بنفسه والتغلب على المشاعر السلبية التي خلفتها العلاقة. التركيز على الذات من خلال تطوير الهوايات وممارسة الأنشطة المفضلة يساعد في استعادة الشعور بالقوة والسيطرة على الحياة. كما أن التحدث عن التجربة، سواء مع أصدقاء مقربين أو من خلال الاستعانة بمعالج نفسي، يمكن أن يسهم بشكل كبير في عملية التعافي.

وعلى الرغم من الألم الذي تسببه العلاقات السامة، إلا أنها تعد درسًا قيمًا في الحياة. إنها تعلمنا أهمية وضع الحدود والاعتراف بقيمتنا الذاتية. القرار بإنهاء علاقة سامة قد يبدو صعبًا في البداية، لكنه يمثل خطوة نحو الحرية وبناء حياة أفضل. يجب أن نتذكر دائمًا أننا نستحق أن نكون في علاقات تضيف إلى حياتنا ولا تنقص منها، علاقات تبنينا لا تهدمنا، وتشجعنا على أن نكون أفضل نسخة من أنفسنا.

إن العلاقات السامة ليست مجرد مشكلة فردية بل هي قضية اجتماعية تتطلب وعيًا أكبر من الجميع. من المهم أن نعمل على نشر ثقافة الاحترام المتبادل ودعم العلاقات الصحية، وأن نشجع على الحديث عن المشاعر والمشكلات دون خوف أو تردد. المستقبل الأفضل يبدأ عندما ندرك أننا نملك الحق في اختيار العلاقات التي تضيف إلى حياتنا وتُعزز من قيمتنا كأفراد.

مقالات مشابهة

  • فرناندو سانتوس: أتمنى التدريب في مصر .. وقرار كريستيانو رونالدو مذهل
  • أساس الألقاب في المجتمع السعودي
  • ما الفوائد الصحية التي تضيعها عندما لا تتناول وجبة الإفطار؟
  • الاختناق المتكرر بعد تجشؤ الطعام يدل على هذا المرض
  • أمريكا تعلن تسجيل أول وفاة بشرية بإنفلونزا الطيور
  • انهيار العضلات والأعصاب.. أضرار الإكثار من القهوة السريعة
  • العلاقات السامة.. عندما يصبح الحب قيدا مؤلما
  • الذكاء الاصطناعي.. شريكك المثالي لتحسين إنتاجيتك في العمل
  • أفضل الأوقات لتناول مخفوق البروتين