يمانيون:
2025-02-12@04:58:50 GMT

التربية.. هي محور الارتقاء البشري..!!

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

التربية.. هي محور الارتقاء البشري..!!

أحمد الفقيه

في البدء كانت التربية هي الأساس في أي مجتمع من المجتمعات، بل هي العلامة الفارقة فيما وصلت إليه البشرية من تقدم ورقي وحضارة، وازدهار فكري ومادي، وتقني وعمراني شمل مختلف مناحي الحياة.

قال أحد خبراء التربية: “مستقبل أي أمة من الأمم مرهون بالحاضر، وأي انفصام بين الحاضر والمستقبل يترك آثاراً سلبية في سيكولوجية الفرد، لأنه هو محور الارتكاز في المنظومة التربوية”.

لذا علينا أن ندرك أن التربية هي للمستقبل، ولست أعني مستقبل الفرد بقدر ما أعني مستقبل الأمة، لأن مستقبل الأمة مرهون بمستقبل أفرادها التربوي. فالتربية هي المحرك الأساس للفعل الإنساني، ومقياس تحضر ورقي وتقدم الأمم والمجتمعات مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتقدمها ورقيها وسلوكها التربوي والإنساني. وهذا ما نشاهده في عالمنا اليوم؛ فالمدنية المعاصرة والأمم المتقدمة هي التي استطاعت أن تأخذ بتلابيب التربية القويمة والمنهاج التربوي المرتبط بالهوية الثقافية والإيمانية، وفي شتى جوانبها الإنسانية والعلمية والفكرية.

التربية، كما عرفها خبراء التربية المعاصرون، هي “عملية حفظ التراث ونقله من جيل إلى آخر”. وبهذا المفهوم، هي عبارة عن همزة وصل لنقل الثقافة والتراث الحضاري من الجيل القديم إلى الجيل الجديد، ضماناً لحفظه ومنعاً من اندثاره.

من هنا ندرك أهمية التربية بوصفها المعبر الحقيقي عن شخصية وهوية وحضارة وتراث أي أمة من الأمم. ومن هنا، لابد أن تنمي لدى الفرد مهارات القراءة والكتابة والبحث والتطبيق؛ فدون ذلك لا فائدة تُرجى من تعليم وتراث وثقافة لا تطبق في الحياة اليومية.

لذا، فالتربية عملية تطبيع مع الجماعة وتعايش مع الثقافة، وبهذا يتميز المجتمع البشري بامتلاكه ثقافة خاصة به تكيفه مع معيشته وتضمن استمراره في الحياة. وهناك ملاحظة هامة لابد من إيرادها، وهي أن الأهداف التربوية نوعان: عامة وخاصة، كما أنها قد تكون قريبة أو بعيدة المدى. ولهذا، فإن التربية تهدف إلى إعداد أجيالنا الحاضرة للتقدم العلمي والاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي. فلا تستطيع أمة من الأمم أن تتقدم اقتصادياً إلا من خلال التربية والعلم والثقافة.

من هنا، ندرك أهمية التقدم الذي يهدف إلى الارتقاء بالفرد والأمة علمياً وثقافياً وتكنولوجياً وتقنياً، ليشمل كافة مناحي الحياة وميادينها المختلفة. كما ندرك أن عصرنا الحالي هو عصر العلم والتكنولوجيا والرقي الحضاري، وأن كل تقدم ورقي مرتبط بركيزتين أساسيتين هما التربية الشاملة والتكنولوجيا، وبدونهما يصبح التقدم العلمي والحضاري مبتوراً لا يواكب متطلبات الحياة المعاصرة ولا يتماشى مع روح العصر الحديث.

صفوة القول:
التقدم العلمي والحضاري ليس تمسكاً أو تقليداً بقشور الحضارة الغربية كماً ونوعاً، وإنما مرهون بما يتوافق مع قيمنا وتقاليدنا وأخلاقنا المستمدة من عقيدتنا القويمة وتراثنا العربي الإسلامي الأصيل الذي ورثناه عن الآباء والأجداد عبر العقود الماضية.

مازال الطريق طويلاً أمامنا، ولدينا الكثير لننجزه، ولكن لابد أن نتسلح بالثقافة القرآنية والهوية الإيمانية التي تمكن الأجيال من كتابة فصل جديد وفريد في تاريخنا الإنساني المعاصر. التقدمية ليست تعني التجهم أو الاستهزاء بكل ما هو ديني أو تراثي، وإنما هي التحسن المستمر في كل ميدان من ميادين الحياة، وأهمها ميدان الأخلاق والرقي الإنساني والتعامل الراقي والحسن.

التربية التي تستطيع الأمة من خلالها أن ترتقي إلى مصاف التقدم الثقافي والحضاري والأخلاقي تعتمد على التمسك بالمثل الأعلى، ولله المثل الأعلى، والإيمان بأن العلم هو طريق التقدم والرقي والازدهار. وبدون عمل وأخلاق وتربية، لا يمكن أن يكون هناك تقدم أو رقي، مهما تعالت الأمنيات وسمت الأهداف.

كلمات مضيئة:
من هنا ندرك أن التربية عملية ضرورية للفرد والمجتمعات والشعوب، تنقل الفرد من طور الفردية البيولوجية إلى طور الشخصية السيكولوجية والاجتماعية. فالفرد يرث عن والديه بعض الخصائص البيولوجية، أما المكونات النفسية والاجتماعية والفكرية فليست ميراثاً بيولوجياً، بل اجتماعياً. والتربية ضرورية للإنسان لتوجيه غرائزه وسلوكياته، وتنظيم عواطفه، وتنمية ميوله بما يتوافق مع ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.

من وحي الشعر:
يا يمن الإيمان..!!
جئتك عاشقاً مستهاماً..
على جبيني وردة بيضاء
وعلى كتفي بقايا أحزان وأشلاء.

ما أجمل ألوان طيفك
عند الغروب..!ّ!
فأنت الروح والريحان
وشاطئ التحنان.

قسماً سأزرع أعماقي..
شوقاً وحباً وتحناناً..
مهما جار الزمن..
فأنت اللقيا والمكان..!

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: من هنا

إقرأ أيضاً:

تقنيات مبتكرة تدعم نوعًا جديدًا من الكاميرات للعمل بطريقة الدماغ البشري

المناطق_واس

نجح فريق مشترك من العلماء من جامعتي واشنطن وبرينستون الأمريكيتين، في تطوير نوع جديد من الكاميرات المدمجة المصممة للرؤية الحاسوبية، باستخدام تقنيات مبتكرة تدمج البصريات بالحوسبة.

 

أخبار قد تهمك النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية 10 فبراير 2025 - 6:50 مساءً وزير الشؤون الإسلامية يستقبل سفير طاجاكستان لدى المملكة 10 فبراير 2025 - 6:49 مساءً

وتتركز أهمية الرؤية الحاسوبية في جعل الأجهزة “تفهم” ما ترى، وهو ما يتطلب معالجة وتحليل صور الفيديو أو الصور الثابتة بشكل مشابه للطريقة التي يعالج بها الدماغ البشري الصور، ويسمح النموذج الأولي الجديد للكاميرا بالعمل بسرعة الضوء مع تقليل استهلاك الطاقة، مما يجعلها قادرة على التعرف على الأشياء بسرعة وكفاءة.

 

واستبدل العلماء العدسة التقليدية للكاميرا، المصنوعة عادة من الزجاج أو البلاستيك، بطبقات من 50 عدسة ميتا، وهي مكونات بصرية مسطحة وخفيفة الوزن تستخدم هياكل نانوية مجهرية للتلاعب بالضوء، وتم دمج هذه العدسات لتعمل كشبكة عصبية بصرية، والتي تعد نوعًا من الذكاء الاصطناعي المستوحى من دماغ الإنسان.

 

وقال أركا ماجومدار، أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوبية والفيزياء في جامعة واشنطن: “ابتكرنا تصميمًا مختلفًا تمامًا عن البصريات التقليدية، إذ ندمج الحسابات مباشرة في البصريات، ما يتيح إجراء العديد من العمليات الحسابية ضمن هيكل العدسة نفسها”.

 

وأوضح فريق البحث أن هذه التقنية تحقق ميزتين رئيستين: أولهما تسريع عملية التعرف على الصور وتصنيفها “بما يزيد عن 200 مرة” مقارنة بالشبكات العصبية التقليدية التي تعتمد على الحوسبة باستخدام أجهزة الكمبيوتر الاعتيادية، مع الحفاظ على مستوى الدقة نفسه.. وثانيًا، تقليل استهلاك الطاقة بفضل الاعتماد على الضوء الوارد بدلًا من الكهرباء لتنفيذ العمليات الحسابية.

 

وقال فيليكس هايد، الأستاذ المساعد في علوم الكمبيوتر بجامعة برينستون: “تتمثل التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية في العديد من المجالات، مثل السيارات والشاحنات ذاتية القيادة والروبوتات والأجهزة الطبية، وكذلك الهواتف الذكية”.

 

وأضاف هايد أن الهدف كان إدخال الحسابات التي تجرى عادة بشكل إلكتروني في البصريات نفسها، بحيث تتم بسرعة الضوء، وبفضل هذا التصميم الجديد، تمكنا من تطوير نظام رؤية كمبيوتر يتيح إجراء العديد من الحسابات بصريًا دون الحاجة إلى معالجات إلكترونية معقدة، ويعتزم الفريق العمل مع مجموعات بيانات أكثر تعقيدًا، مثل اكتشاف الكائنات داخل الصور، وهو أمر حاسم لتحسين دقة الرؤية الحاسوبية في مختلف التطبيقات.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 10 فبراير 2025 - 6:52 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد10 فبراير 2025 - 6:46 مساءً“البوتشيا”.. رياضة تُعزز من جودة الحياة لذوي الإعاقة الحادة أبرز المواد10 فبراير 2025 - 6:45 مساءًالخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني ليست للبيع أو والمساومة أبرز المواد10 فبراير 2025 - 6:43 مساءًشؤون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 580 فلسطينيًّا الشهر الماضي أبرز المواد10 فبراير 2025 - 6:42 مساءًأمير الحدود الشمالية يرعى ندوة “جهود المملكة في تعزيز قيم التسامح” أبرز المواد10 فبراير 2025 - 6:35 مساءًلبنان تدين وترفض التصريحات الإسرائيلية ضد المملكة10 فبراير 2025 - 6:46 مساءً“البوتشيا”.. رياضة تُعزز من جودة الحياة لذوي الإعاقة الحادة10 فبراير 2025 - 6:45 مساءًالخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني ليست للبيع أو والمساومة10 فبراير 2025 - 6:43 مساءًشؤون الأسرى الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 580 فلسطينيًّا الشهر الماضي10 فبراير 2025 - 6:42 مساءًأمير الحدود الشمالية يرعى ندوة “جهود المملكة في تعزيز قيم التسامح”10 فبراير 2025 - 6:35 مساءًلبنان تدين وترفض التصريحات الإسرائيلية ضد المملكة النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • بلمهدي يدعو إلى الارتقاء بمستوى الخطاب الديني
  • موظف أممي يفارق الحياة في سجون الحوثيين (صورة)
  • دمار واسع شمل كل معالم الحياة في محور نتساريم بعد انسحاب قوات الاحتلال
  • عجائب الصيام على الجسم البشري
  • الضيقة المفاجئة
  • احترام الذوق العام
  • تربويون وطلاب: التعليم ركيزة تطوير رأس المال البشري
  • تقنيات مبتكرة تدعم نوعًا جديدًا من الكاميرات للعمل بطريقة الدماغ البشري
  • استعراض جهود الارتقاء بخدمات مراكز تنمية الطفولة المبكرة
  • مجلس الدولة يكرم المتميزين في «يوم الوفاء والتميز» الثلاثاء المقبل