اتجاهات مستقبلية
النمو الاقتصادي والذكاء الاصطناعي في عام 2025
تُشير التقارير العالمية أنه من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي المصدر الرئيسي للتحوُّل والتغيُّر، لاسيّما أنه يمثل الميزة التنافسية في اقتصاد اليوم الذي يُوصف بأنه سريع التغيُّر؛ إذ تُشير التقديرات الدولية إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بما يصل إلى 15.
ومن المعروف أن بعض الأسواق والقطاعات والشركات الفردية أكثر تقدمًا من غيرها، كما أن الذكاء الاصطناعي مايزال في مرحلة مبكرة جدًّا من التطور بشكل عام، غير أن هناك فرصًا للأسواق الناشئة للتفوق على نظيراتها الأكثر تقدمًا في هذا المجال، وفقًا لوجهة نظر الاقتصاد الكلي، ومن الممكن لأي شركة من الشركات الناشئة اليوم، أو شركة لم يتم تأسيسها بعد، أن تصبح رائدة في السوق العالمي في غضون عشر سنوات بفعل أدوات الذكاء الاصطناعي.
وبمراجعة مؤشر تأثير الذكاء الاصطناعي AI impact index، الذي يُقَيِّم تأثير الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة من 1 إلى 5 درجات، بحيث يُشير 1 إلى أقل تأثير، و5 إلى أعلى تأثير، سوف نجد أن تأثير الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية بصفة عامة يصل إلى 3.8 درجات، وفيما يتصل بتأثيراته على القطاعات الفرعية لقطاع الرعاية الصحية سنجد أن تأثيره في قطاع مقدمي الخدمات الصحية يصل إلى 4.1 درجات، ويصل تأثيره في الصيدلة وعلوم الحياة إلى 3.9 درجات، وفي قطاع التأمين إلى 3.6 درجات، وفي قطاع صحة المستهلك إلى 3.4 درجات. أمّا في قطاع السيارات فيصل تأثيره بصفة عامة إلى 3.9 درجات، وبالنظر داخل هذا القطاع سنجد أن حدود تأثيره تتمايز من مجال لآخر، إذ إن تأثيره في مجال ما بعد البيع والإصلاح يصل لدرجة مرتفعة للغاية، تصل إلى 4.2 درجات، في حين يصل في مجال موردي المكونات إلى 4 درجات، وتأثيره في مجال التنقل الشخصي كخدمة يصل إلى 4 درجات أيضًا، والدرجة ذاتها في مجال الشركات المصنعة للمعدات الأصلية.
وعلى خلاف المتوقع، ومع الطفرة التكنولوجية المالية المشهودة حولنا، ماتزال هناك آفاق واسعة لتأثير الذكاء الاصطناعي في قطاع التمويل، إذ إن التقييم العام لتأثيره في هذا القطاع يصل إلى حدود 3.3 درجات، وفي مجال الخدمات المالية -باعتباره مجالًا فرعيًّا في قطاع التمويل- ينخفض التأثير إلى حدود 2.8 درجة، وفي مجال إدارة الأصول والثروات يصل إلى 2.9 درجة، وفي مجال المصارف وأسواق المال يصل إلى حدود 2.5 درجة، وفي قطاع التأمين يصل إلى 3.1 درجات. أمّا في قطاع النقل والخدمات اللوجستية فيدور التأثير حول 3.5 درجات، ومع الطفرة الكبيرة في هذا القطاع فإن تأثيره في مجال المواصلات مازال يدور حول 3 درجات، ويرتفع بعض الشيء في الخدمات اللوجستية ليصل إلى 3.9 درجات.
أمّا في قطاع التكنولوجيا والاتصالات والترفيه فيدور تأثير الذكاء الاصطناعي حول 2.5 درجة، تتفرع إلى 2.7 درجة في مجال التكنولوجيا، و2.5 درجة في مجال الترفيه والإعلام والاتصالات، في حين يصل في قطاع البيع بالتجزئة إلى 2.8 درجة، وفي قطاع الطاقة إلى 3.2 درجات، وفي قطاع التصنيع إلى درجتين اثنتين.
وباستطلاع التقديرات السابقة، نجد أن تأثير الذكاء الاصطناعي على اقتصاديات الدول -خاصة الناشئة منها- يبدو جليًّا أنه مفتوح الأفق، ويحمل العديد من القدرات الكامنة. وهذا التأثير يتوقف على ثلاثة عوامل رئيسية، تحدد شكله ومستقبله وحدود تأثيره، وتتباين من دولة لأخرى. وهذه العوامل هي: أولوية الاستجابة لمستجداته، وإنماء الموهبة والثقافة والتكنولوجيا باعتبارها حواضن له، وأخيرًا -وأهمها- الحوكمة والسيطرة، وهذه العوامل مجتمعة من الواضح أن دولة الإمارات تسعى حثيثًا إلى حيازتها.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: تأثیر الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی تأثیره فی ا فی قطاع وفی قطاع یصل إلى فی مجال مجال ا
إقرأ أيضاً:
رفقاء افتراضيون: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر العلاقات الإنسانية؟
وكالات
يشهد العالم تحولاً لافتاً في طريقة تواصل البشر، حتى على الصعيد العاطفي، حيث أصبحت العلاقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي واقعًا يكتسب شعبية متزايدة.
ففي عام 2024، بلغت قيمة هذا السوق نحو 2.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن تقفز إلى 9.5 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقًا لتقارير عالمية، وتدل الزيادة الهائلة بنسبة 2400% في عمليات البحث عن مصطلحات مثل “صديقة الذكاء الاصطناعي” على موقع “غوغل” بين عامي 2022 و2024، على تنامي الاهتمام بهذه الظاهرة.
فمنصات مثل “Character AI” تستقطب ملايين المستخدمين شهريًا، معظمهم من الرجال، وفقاً لما أورده موقع “سايكولوجي توداي”، ومع تدفق الاستثمارات والإعلانات على هذا القطاع، يبدو أن العلاقات الافتراضية لم تعد مجرّد تجربة هامشية، بل خيارًا حقيقيًا للبعض، يقدم رفقة خالية من الخلافات وتفاعلًا عاطفيًا مُخصصًا حسب الطلب.
ولكن، ومع كل ما يبدو من جاذبية في هذه العلاقات، تبرز تساؤلات جوهرية: ما الذي تعنيه هذه التحولات لمستقبل العلاقات الإنسانية؟ وهل نحن مستعدون للتنازلات التي قد تفرضها هذه التكنولوجيا الجديدة؟
وعبر التاريخ، دفعتنا الرغبة في إيجاد شريك عاطفي إلى تحسين ذواتنا، سواء عبر تعزيز الثقة بالنفس أو تطوير مهارات التواصل والتعاطف. هذا الدافع الطبيعي لم يُشكّل الأفراد فحسب، بل ساهم في تشكيل البُنى الاجتماعية.
وغير أن “عشاق الذكاء الاصطناعي” قد يغيّرون هذه المعادلة، إذ يقدمون رفقة مصممة خصيصًا لتلبية رغبات المستخدم دون الحاجة لبذل أي جهد.
والشركاء الرقميون مثاليون على نحو غير واقعي: لا يخطئون، لا يطلبون شيئًا، ويستجيبون دومًا بما يُرضي، وهذا النموذج، وإن بدا مريحًا، قد يرسخ تصورات خاطئة عن العلاقات الواقعية، حيث الاختلافات والمشاعر والاحتياجات المتبادلة هي القاعدة.
كما أن محاكاة الذكاء الاصطناعي للمشاعر، كأن “يخبرك” رفيقك الرقمي عن يومه السيئ، قد يخلق وهمًا بالتواصل الإنساني، لكنه في الحقيقة يفتقر إلى عمق التجربة البشرية.
وهنا تكمن الخطورة: إذا وُجه تعاطفنا نحو كيانات لا تشعر حقًا، فهل سنفقد تدريجيًا قدرتنا على التعاطف مع من حولنا؟ وأي نوع من المجتمعات قد ينشأ إذا غابت هذه القيمة؟
وتتطلب العلاقات الحقيقية مهارات معقدة كالصبر والتنازل والقدرة على رؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة، وهي مهارات لا تقتصر فائدتها على الحب فقط، بل تمس كل جوانب الحياة الاجتماعي، لكن العلاقات الافتراضية لا تستدعي هذا المجهود، ما قد يؤدي إلى تراجع قدرة الأفراد على التفاعل الإنساني السليم.
وفوق هذا كله، تبقى هناك عناصر لا يمكن استبدالها رقمياً، مثل التلامس الجسدي، الذي أثبتت الدراسات أنه يعزز من إفراز هرمونات الترابط، ويقلل التوتر، ويمنح شعورًا بالراحة لا يمكن تعويضه برسائل نصية أو محادثات افتراضية.
وحتى الآن، لا تزال الآثار النفسية لعلاقات الذكاء الاصطناعي قيد الدراسة، لكن مؤشرات مقلقة بدأت بالظهور، فزيادة الاعتماد على الرفقاء الرقميين قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية، وتعزيز توقعات غير واقعية من العلاقات البشرية، بل وربما تفاقم مشكلات مثل القلق والاكتئاب، وهي نتائج تتماشى مع دراسات سابقة ربطت الاستخدام المفرط للتكنولوجيا بتراجع الصحة النفسية.
إقرأ أيضًا:
ديب سيك تضرب بقوة تحديث جديد يهدد عرش أوبن إيه آي