لمدة أربع سنوات، جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن كوريا الجنوبية شريكاً رئيسياً في جهوده لاحتواء النفوذ العالمي المتنامي للصين. لكن بعد محاولة الرئيس يون سوك يول إعلان الأحكام العرفية الشهر الماضي، تثير الفوضى السياسية في سيول تساؤلات حول ما إذا كان بايدن على حق في وضع الكثير من الثقة في زعيم قوض الاستقرار الديمقراطي ببلاده، وفقاً لمسؤولين ومحللين تحدثوا لصحيفة "واشنطن بوست".

بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولته الأخيرة يوم الاثنين كأكبر دبلوماسي أمريكي يزور عاصمة كوريا الجنوبية التي تمزقها الاحتجاجات والانقسامات أخيراً. وكانت زيارة استثنائية لحليف مقرب من الولايات المتحدة نظراً للأحداث التي تجري كل ساعة في العاصمة والأسئلة حول مصير يون، الذي كان مختبئاً في المجمع الرئاسي الذي يقاوم محاولات اعتقاله.
مخاوف أمريكية

وبحكم التاريخ والجغرافيا والسياسة، كانت كوريا الجنوبية شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة في المنطقة لأجيال. لكن البلاد تعاني من أسوأ أزمة سياسية منذ عقود، والتي بدأت بقرار يون الصادم في 3 ديسمبر (كانون الثاني) لفرض أول إعلان للأحكام العرفية في البلاد منذ أكثر من 40 عاماً، فقط ليتم إيقافه بعد ساعات.
وقد راهن بايدن بشدة على يون، حيث استضافه في واشنطن لحضور عشاء رسمي ودود في عام 2023 كما حضر القمة الثالثة من أجل الديمقراطية، التي عقدت في سيول في مارس (آذار) لدعم الزعيم الكوري في التعامل مع أخطر تحد لديمقراطية بلاده منذ أكثر من جيل.
وقال بلينكن للصحفيين بعد لقائه مع وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاي يول: "ما يميز الديمقراطيات عن الأنظمة الأخرى هو بالضبط كيفية استجابتنا للتحديات، بما في ذلك التحديات الداخلية"، مضيفا أن لديه "مخاوف جدية" بشأن ما فعله يون.
وأضاف "عندما نواجه تحديات لأنظمتنا، فإننا لا ندعي أنها غير موجودة. ولا نتجاهلهم. بل نواجههم.. في بعض الأحيان يكون هذا مؤلماً، لكنه يغذي قوة أنظمتنا".

#Opinion: The Biden administration's dispatch of high-level officials to the Asia-Pacific region as it nears the end of its term reveals a lack of confidence in the endurance of its diplomatic legacy, highlighting the instability and uncertainty within the US-Japan-South Korea… pic.twitter.com/gPep7emGbT

— Global Times (@globaltimesnews) January 6, 2025 فوضى

وكان يون زعيماً محافظاً قدم انفتاحه غير المعتاد على الشراكة مع اليابان، المنافس التاريخي لكوريا الجنوبية، لواشنطن فرصة لبناء جهد ثلاثي ضد الصين وكوريا الشمالية. لكن هذا الجهد الآن في حالة من الفوضى. إذ لم يعط يون أي تحذير لإدارة بايدن قبل إعلانه الأحكام العرفية الشهر الماضي، وأدت مقاومته اللاحقة للاعتقال إلى زعزعة استقرار الأمة حيث تستعد لنهج جديد مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقالت جيني تاون، مديرة برنامج كوريا في مركز ستيمسون ومقره واشنطن: "لقد كان التحالف مرناً بشكل لا يصدق، لكنه بالتأكيد مختلف الآن.. هذه حالة فريدة لم نرها من قبل، وأعتقد أن هناك الكثير من الأسئلة حول شكل النهاية".
وأضافت تاون أنه مع استطلاع حديث أظهر أن شعبية يون زادت منذ جهوده لمقاومة الاعتقال، فإن السؤال الذي يلوح في الأفق حول مصير يون والتغيرات المحتملة في القيادة الكورية الجنوبية يعني أن واشنطن تواجه شريكاً لا يمكن التنبؤ به.

South Korea's president announced martial law. Their equivalent of parliament votes to overturn it. Then the president nullifies that vote and re-institutes it.

Soldiers here are forcing entry into the parliament building.

On a personal note, it should be a good… pic.twitter.com/yk7NFlVPxE

— Mrgunsngear (@Mrgunsngear) December 3, 2024

وقد واجه بلينكن استجواباً حاداً بشكل غير اعتيادي يوم الاثنين من مراسلين كوريين جنوبيين، طالب أحدهم بمعرفة سبب "عدم قوة إدارة بايدن بما يكفي" لإقناع الحلفاء باحترام المبادئ الديمقراطية بعد تأطير الشؤون العالمية على أنها أمور داخلية.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم كانوا يدركون دائماً أن يون قد يفقد السلطة لصالح منافس أقل صداقة لليابان، لكنهم لم يتوقعوا جهوده التي لم تدم طويلاً لإعلان الأحكام العرفية، وهي خطوة أثارت الديكتاتورية العسكرية لكوريا الجنوبية، التي انتهت في عام 1988.

تحقيقات جنائية

تم عزل يون في 14 ديسمبر (كانون الأول) بسبب إعلانه الأحكام العرفية. وستقرر المحكمة الدستورية، التي يشبه دورها مجلس الشيوخ الأمريكي، الآن ما إذا كانت ستؤيد المساءلة وإقالته من منصبه.
يخضع يون أيضاً لتحقيق جنائي ويمكن أن يقود إلى اعتقاله، وهو أول رئيس كوري جنوبي يواجه مثل هذا السيناريو، بسبب أفعاله المتعلقة بالأحكام العرفية. ففي الأسبوع الماضي، واجه حراس يون الرئاسيون المحققين لأكثر من خمس ساعات، مما أجبرهم في النهاية على تعليق جهودهم لاحتجازه.
وتجاهل وزير الخارجية تشو، الذي تحدث إلى جانب بلينكن، المخاوف بشأن مكانة سيول في العالم.

President Biden coaxed President Yoon Suk Yeol of South Korea to sing Don McLean’s “American Pie” during a state dinner on Wednesday. Yoon did not look like he needed much convincing.https://t.co/Icivhp70Pn pic.twitter.com/CH0fqJrWcd

— The New York Times (@nytimes) April 27, 2023

وقال: "إذا ركزت فقط على نقاط الضعف من دون عدسة مكبرة، فربما تشعر أنك غير متأكد من مستقبل كوريا، لكنني أعتقد أن المجتمع الدولي يركز على المرونة في ذلك".
وبحسب الصحيفة، فإن الشلل الذي استقر على سيول يعيق جهود واشنطن ليس فقط لشن دفاع فعال ضد الصين وكوريا الشمالية، ولكن أيضاً قدرتها على دعم أوكرانيا. وكان يون على استعداد التضحية بمخزونات بلاده من قذائف المدفعية لدعم حاجة كييف بشكل غير مباشر للذخائر.
في غضون ذلك، أرسلت بيونغ يانغ عشرات الآلاف من القوات إلى روسيا لدعم الجانب الآخر في القتال.

وعلى الرغم من التحديات الملحة على المسرح العالمي، من المتوقع أن تستمر أزمة القيادة المتفاقمة في سيول لأشهر عدة.
وتزامناً مع زيارة بلينكن، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً يوم الاثنين قبالة ساحلها الشرقي، حسبما قال الجيش الكوري الجنوبي.
وكانت هذه أول تجربة صاروخية باليستية تقوم بها بيونغ يانغ هذا العام وأول تجربة لها منذ شهرين، وكانت بمثابة تذكير بالبيئة الأمنية غير المستقرة في شبه الجزيرة الكورية خلال الفراغ المطول للقيادة في سيول.

تنصيب ترامب

وتقول الصحيفة إن أنصار يون يتطلعون إلى تنصيب ترامب في 20 يناير (كانون الثاني)، حيث لوح المتظاهرون بعلامات "أوقفوا السرقة" باللغة الإنجليزية وقالوا إنهم يأملون أن يأخذ ترامب جانبهم.

North Korea on Monday fired a ballistic missile that flew 1,100 kilometers (685 miles) before landing in waters between the Korean Peninsula and Japan, South Korea's military said, extending its weapons testing weeks before Donald Trump returns as U.S... https://t.co/B6dZOMwZAh

— The Washington Times (@WashTimes) January 6, 2025

في غضون ذلك، أعرب بعض منتقدي يون عن إحباطهم من أن واشنطن لم تفعل شيئاً يذكر لانتقاد تصرفات الرئيس.
وقال ماسون ريتشي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في سيول: "لم نتلق الكثير من إدارة بايدن. هذا يقوض أساس ما يقولون إنه كان حاسماً للغاية بالنسبة للتحالف منذ تولي بايدن السلطة، أي أنه من المفترض أن يستند إلى مجموعة من القيم الليبرالية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة كوريا الجنوبية الأحکام العرفیة کوریا الجنوبیة فی سیول South Korea

إقرأ أيضاً:

أول مسؤول بارز يستقيل من إدارة بايدن السابقة: نهج واشنطن تجاه حرب غزة كان فاشلا (حوار)

قال جوش بول، المسئول الرفيع السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، وهو أول مسئول أمريكى استقال من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، إن الإدارة السابقة اتخذت نهجاً فاشلاً فى التعامل مع إسرائيل والحرب على قطاع غزة، وضحّت بمصداقية الولايات المتحدة ونفوذها لتقديم الدعم غير المشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

وأكد «بول»، الذى عمل مديراً سابقاً لشئون الكونجرس والشئون العامة لمكتب الشئون السياسية والعسكرية، وهى وكالة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، فى حوار لـ«الوطن»، أن إدارة بايدن لم تجر أى محادثات جدية حول وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وكان الحديث عن إيقاف صفقة واحدة ويتعلق فقط بالعملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية، وإلى نص الحوار:

3 أسباب وراء استقالة جوش بول 

* ما الأسباب المباشرة لاستقالتك من إدارة الرئيس السابق بايدن؟

- قدمت استقالتى لـ3 أسباب، أبرزها نقل إدارة بايدن أسلحة فتاكة إلى إسرائيل لاستخدامها ضد الشعب الفلسطينى، فضلاً عن أن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل وفلسطين، التى يُفترض أن تؤدى إلى السلام، فشلت بشكل واضح وكانت مختلة منذ سنوات، وخلال تلك الفترة وما بعدها لم تكن هناك أى رغبة لدى البيت الأبيض أو قيادة وزارة الخارجية فى فتح نقاش حول أى من هاتين القضيتين، لذلك شعرت أنه إذا لم تناقش الحكومة الأمريكية هذه القضايا، فيجب أن يناقشها الشعب الأمريكى، ولتحقيق ذلك كان علىّ أن أستقيل.

* هل تعرضت لضغوط لعدم إعلان استقالتك؟

- قبل استقالتى أبلغت كبار المسئولين فى وزارة الخارجية أننى لا أستقيل فقط بسبب اختلافى مع السياسات، بل أيضاً للوقوف ضدها، ولم يحاول أى شخص منعى من القيام بذلك أو عدم التحدث علناً.

بول: شعرت بالتزام كامل ببذل كل ما أستطيع من أجل أطفال غزة

* كيف شعرت بعد الاستقالة؟

- بعد الاستقالة شعرت بالثقة أننى فعلت كل ما بوسعى داخل الوزارة لمحاولة تغيير السياسات، وأيقنت أن استقالتى قد تحقق أكثر مما كان ممكناً فعله من داخل النظام فى ذلك الوقت، وذلك كونى خارج الحكومة الآن، أستطيع التحدث عن هذه القضايا، وشعرت بالتزام كامل ببذل كل ما أستطيع من أجل أطفال غزة.

التضحية بمصداقية الولايات المتحدة 

* هل فشلت إدارة بايدن فى إدارة صراع غزة؟ وماذا عن إدارة ترامب الجديدة؟

- نهج إدارة بايدن تجاه صراع غزة كان فاشلاً بشكل واضح منذ البداية، فمنذ زيارة وزير الخارجية أنتونى بلينكن والرئيس بايدن لإسرائيل وإعلان دعمه غير المشروط لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لم يكن هناك أى نقاش جاد داخل الإدارة حول استخدام نفوذ أمريكا الكبير للضغط على إسرائيل لإنهاء الصراع، كان هناك فقط استعداد للتضحية بمصداقية أمريكا ونفوذها وقيادتها وحقوقها المدنية، بل وحتى انتخابات 2024 نفسها، لاتباع السياسة الفاشلة التى تتمثل فى تقديم الدعم غير المشروط لنتنياهو.

أما بالنسبة لإدارة ترامب فلا أعتقد أنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار دون هذا التغيير فى القيادة الأمريكية، وأرى أنه من السابق لأوانه الحديث عن نجاح بأى معنى ملموس، فإذا استمر وقف إطلاق النار فى غزة، سيكون ذلك مجرد بداية لعملية طويلة وصعبة لإنقاذ ما تبقى من غزة، ودعم إعادة إعمارها، وتغيير الديناميكيات والاختلالات الهيكلية بين إسرائيل والفلسطينيين، والحكم على نجاح إدارة ترامب فى هذا الصدد سيكون بعد 4 سنوات.

* هل تعتقد أن مبعوث الرئيس الأمريكى ستيف ويتكوف هو السبب وراء دفع الاتفاق؟

- نهج الرئيس ترامب الذى يعتمد على إبرام الصفقات ويبتعد عن الجمود الأيديولوجى للرئيس بايدن وفريقه، جعل هذا الاتفاق ممكناً.

* هل لديك أى معلومات عن استقالات سرية داخل إدارة بايدن؟

- هناك 13 مسئولاً أعلنوا استقالتهم علناً من إدارة جو بايدن بسبب الدعم الأمريكى غير المشروط لهجمات إسرائيل على غزة حسب معرفتى، وهناك 3 أضعاف هذا العدد غادروا الحكومة بهدوء، لأنهم لم يرغبوا فى أن يكونوا جزءاً من هذه السياسات، كما أن هناك عدداً أكبر بكثير من المسئولين الذين ظلوا فى الحكومة وحاولوا الضغط من الداخل من أجل وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية، أتوقع أن نسمع عن بعضهم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

توفير كميات هائلة من الأسلحة لأوكرانيا وإسرائيل أثر بشكل كبير على المخزون العسكري

* هل تعانى الولايات المتحدة من نقص فى الأسلحة والذخائر بسبب أوكرانيا وإسرائيل؟

- بلا شك، فإن توفير كميات هائلة من الأسلحة لأوكرانيا وإسرائيل أثر بشكل كبير على مخزونات الولايات المتحدة العسكرية، وعندما نضيف إلى ذلك الطلب العالمى المتزايد على إعادة التسلح خاصة فى أوروبا وشرق آسيا، فإن هذا يمثل تحدياً كبيراً حتى بالنسبة للقاعدة الصناعية الدفاعية الضخمة للولايات المتحدة لإعادة تعبئة هذه المخزونات بسرعة، ومع ذلك، وبسبب أن معظم الأسلحة، خاصة فى أوكرانيا، منخفضة التقنية أو سهلة التصدير، فإن التأثير الأساسى لهذا النقص فى مخزونات الأسلحة الأمريكية سيظهر على هيئة تأخيرات فى تسليم الأسلحة للشركاء بدلاً من التأثير على القدرات العسكرية للولايات المتحدة نفسها.

وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.. لم تكن هناك محادثات جدية

* هل كانت هناك محادثات جدية داخل الإدارة الأمريكية حول وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل؟

- على حد علمى، لم تكن هناك أى محادثات جدية داخل الإدارة الأمريكية حول وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، الرئيس السابق بايدن ألمح إلى أن مثل هذا القرار قد يُدرس فى سياق العمليات الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية، لكنه فى النهاية علّق شحنة واحدة فقط من القنابل زنة 500 و2000 رطل، تم تسليم القنابل زنة 500 رطل لاحقاً، بينما نوع محدود من القنابل زنة 2000 رطل لا يزال معلقاً حتى اليوم.

* هل لديك أرقام تقريبية عن كميات الأسلحة التى أرسلتها أمريكا إلى إسرائيل؟

- بسبب الطبيعة غير الشفافة لنظام نقل الأسلحة فى الولايات المتحدة، وخاصة بالنسبة لإسرائيل، من الصعب معرفة الكميات والنوعيات والقيمة الدقيقة للأسلحة التى أرسلتها أمريكا إلى إسرائيل منذ أكتوبر 2023، ومع ذلك، نشرت جامعة براون تقريراً فى أكتوبر 2024 يقدم أحد أكثر المصادر شمولاً المتاحة للجمهور، يشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة أرسلت خلال العام المنتهى عشرات الآلاف من شحنات الأسلحة والذخائر والقنابل إلى تل أبيب.

* هل تحققت إدارة بايدن من أن إسرائيل تستخدم الأسلحة الأمريكية بما ينتهك القانون الإنسانى؟

- اتخذت إدارة بايدن قراراً واعياً بعدم طلب تقييمات قانونية من محاميها فى وزارة الخارجية بشأن ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنسانى الدولى، بالإضافة إلى ذلك، تم تعطيل العمليات المصممة لتقييم الحوادث التى تتسبب فيها الأسلحة الأمريكية بأضرار للمدنيين بواسطة المسئولين السياسيين المعينين من قبل إدارة بايدن، ونتيجة لذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تنتهك العديد من قوانينها الخاصة المتعلقة بالمساعدات الأمنية ونقل الأسلحة، بغض النظر عن رأى الناس فى السياسات، فإن حقيقة أن الحكومة الأمريكية تتصرف فى انتهاك لقوانينها يجب أن تكون أمراً يثير قلق جميع الأمريكيين.

* كيف ترى التناقض الأمريكي في حرب غزة؟

ارتكبت أمريكا العديد من الأخطاء فى السياسة الخارجية خلال السنوات الـ75 الماضية، وخاصة فى الشرق الأوسط، ومع ذلك كانت بالنسبة للكثيرين دولة معروفة بقيم الحرية والمساواة والعدالة، وهذه السمعة هى ما جعلتها رائدة عالمياً أكثر من قوتها الاقتصادية أو العسكرية، لكن فى تعاملها مع غزة أظهرت أمريكا نفاقاً دمر ما جعلها مختلفة عن القوى الكبرى الأخرى، هذا النفاق كان واضحاً بشكل خاص لأن حرب إسرائيل على غزة وحرب روسيا على أوكرانيا وقعتا فى نفس التوقيت، وفى أوكرانيا أدانت أمريكا الاحتلال غير القانونى وجرائم الحرب ودعمت العدالة الدولية، مما مكنها من تشكيل تحالف عالمى، بينما فى غزة، دعمت أمريكا الاحتلال غير القانونى وسهّلت جرائم الحرب، مما أدى إلى عزلتها المتزايدة بدايةً من مجموعة العشرين إلى الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • زلزال يضرب مدينة بوسط كوريا الجنوبية
  • بعد كبرى «الشركات التقنية».. كوريا الجنوبية تمنع استخدام «ديب سيك»
  • كوريا الجنوبية تعلن تمديد خفض الضريبة على الوقود لمدة شهرين
  • كوريا الجنوبية تحقق أكثر من 12 مليار دولار في فائض الحساب الجاري
  • كوريا الجنوبية تدعم دور مجلس حقوق الإنسان الأممي
  • احتياطي النقد الأجنبي في كوريا الجنوبية يصل لأدنى مستوياته
  • أول مسؤول بارز يستقيل من إدارة بايدن السابقة: نهج واشنطن تجاه حرب غزة كان فاشلا (حوار)
  • انخفاض حاد بدرجات الحرارة في كوريا الجنوبية
  • كوريا الجنوبية تشهد انخفاضًا في درجات الحرارة إلى ما دون 20 درجة تحت الصفر
  • سيول: جنود كوريا الشمالية توقفوا عن القتال في كورسك الروسية