محمد جودة يكتب: الصفقة لن تنهي الحرب
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
في ظل عدم تكافؤ ميزان القوة على الأرض وقلة حيلة الوسطاء والطريقة التى تدير بها اسرائيل الحرب على غزة، فإن أفضل ما يمكن أن تحصل عليه حماااس هدنة صغيرة بتنازلات كبيرة.
إن أي حديث من قبل أي طرف عن صفقة تنهي الحرب، تعكس صراحة حالة العته والسفاهة السياسية والفكرية بكل تجلياتها وتهدف لصرف الأنظار عن كل ما يجري في الواقع من إبادة جماعية للبشر وتدميرية لكل مناحي الحياة في قطاع غزة.
أعتقد أن من يقرء ويحلل تصريحات قادة الاحتلال وسلوك جيشه في قطاع غزة يدرك حجم الكارثة والمصيبة التي وقعت فيها غزة، وأن فكرة إنها الحرب لمجرد صفقة هي درب من الخيال والجنون، وأن ما تريده اسرائيل حاليا هو صفقة صغيرة لا أكثر لإطلاق سراح أكبر عدد من رهائنها الأحياء في غزة ومن ثم تستعيد هجومها على القطاع بشكل أعنف وأوسع.
لذلك برأيي أن ما هو مطروح الآن قد يفضي لهدنة مرهونة بسقف زمني وإن كان التسويق والترويج لهذه الصفقة يتحدث عن مراحل، فهذا فقط لدس السم في العسل ومجرد أكاذيب اسرائيلية تهدف للتمكين واسترداد اكبر قدر من الرهائن ولن يكون هناك لا مرحلة ثانية ولا ثالثة على الإطلاق.
ما يجب على حماس إدراكه أن محاولات كسب الوقت والمراهنة على المتغيرات في الميدان وفي الداخل الإسرائيلي هي مراهنات خاسرة، لا سيما مع تدهور الأوضاع أكثر في قطاع غزة وبالتالي سيكون الثمن والكلفة أعلى، خاصة كلما اقتربنا من موعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
ختاما أقول أننا لا نريد مفاوضات من أجل المفاوضات، كي تصبح هدفا، بل نريد حلًا وطنيا ومسؤولا، يعيد للفلسطينيين كرامتهم ووحدتهم ووقوفهم على قلب رجل واحد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الوقت الحالي، حلًا بتوافقات فلسطينية وبأولويات واضحة ومحددة، توقف هذه الحرب المسعورة وهذا الذبح النازي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فلسطين غزة قطاع غزة قادة الاحتلال اسرائيل
إقرأ أيضاً:
مفاوضات غزة.. يديعون أحرونوت: إسرائيل تحاول إبرام صفقة تبادل جزئية
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول رفيع مطلع على المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، أن إسرائيل تحاول مجددًا إبرام صفقة تبادل جزئية.
وتستهدف هذه الصفقة، وفقًا للمصادر، التوصل إلى اتفاق يشمل وقفًا لإطلاق النار في غزة لمدة عدة أسابيع، مقابل إطلاق سراح عدد صغير من الأسرى الإسرائيليين.
وأضاف المسؤول أن الصفقة المقترحة ستشمل أيضًا إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين الذين يحملون أحكامًا عالية.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بانسحاب لواء "كفير" من شمال قطاع غزة بعد شهرين من القتال العنيف هناك.
وأوضحت الإذاعة أن اللواء الذي شارك في العمليات العسكرية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في المنطقة، تكبد خسائر كبيرة حيث فقد 13 من جنوده خلال المعارك المستمرة في تلك المنطقة.
يأتي هذا الانسحاب في وقت حساس، وسط استمرار المواجهات في أجزاء مختلفة من القطاع.
في سياق آخر، ذكرت قناة “كان” العبرية أن فيديو الأسيرة الإسرائيلية ليري ألباج، المجندة التي تم أسرها من قبل كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، يُعتبر من أكثر الفيديوهات تأثيرًا على إسرائيل منذ بداية الحرب، وذلك لعدة أسباب رئيسية.
وأوضحت القناة أن الفيديو حظي بانتشار واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية نظرًا للجدل الذي أثير حول التسجيلات التي تم تقديمها لعائلات المجندات والمجندين الأسرى، التي تكشف عن آخر اللحظات التي تم التقاطها قبل أسرهم. وقد تم التركيز على الحالة النفسية للأسيرة ليري ألباج، التي ظهرت في الفيديو بموقف ضعيف جدًا، ما شكل صدمة معنوية كبيرة للجمهور الإسرائيلي.
وقالت القناة إن ظهور ليري ألباج في هذا الوضع الهش كسر صورة المجندات والجنود في الميدان، ما أحدث تأثيرًا نفسيًا كبيرًا على الجنود في الخدمة العسكرية، وكذلك على السياسيين والعسكريين الذين يواجهون ضغوطًا متزايدة.