نصرالدين مفرح*

قـــــال تعالى: ﴿قُل سيروا في الأرضِ ثُمَّ ٱنظُرُوا۟ كَيف كَانَ عَـٰقِبَةُ المكذبين﴾ [الأنعام ١١] صدق الله العظيم

بهذا أود أن نوضح كذب وافتراء المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان في لقائه مع الأستاذ أحمد طه على قناة الجزيرة في مسائية الأحد الموافق 5 يناير 2025، وذلك لادعاءاته أن حكومة الفترة الانتقالية أرادت منع المسلمين من أداء صلاة الفجر وتشريع قانون للمثليين، بل أكد أن مباني جمعية القرآن الكريم بالرياض – الخرطوم قد سُلمت بالفعل للمثليين، إزاء هذا الافتراء والكذب المتعمد، نؤكد الآتي:

تم حل جمعية القرآن الكريم بواسطة لجنة إزالة التمكين بالقرار رقم 6.

هذه الادعاءات تأتي في إطار نفاق وتدليس فئة من فئات جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي خططت ودعمت انقلاب الإنقاذ، وحكمت السودان لمدة 30 عامًا بنفس النفاق والتدليس ولا زالت. نؤكد أن السبب الرئيسي وراء حل جمعية القرآن الكريم هو الفساد المالي الذي أزكم الأنوف باسم الله والقرآن الكريم في العقارات الوقفية التي تديرها، كما كان السبب الثاني والمهم أنها تتخذ من تحفيظ وتلاوة القرآن في المدارس والبنوك والجامعات والمؤسسات الحكومة والوزارات والمؤسسات العسكرية الجيش والشرطة والأمن، كانت تتخذ من ذلك مدخلاً للاستقطاب السياسي لصالح الحركة الإسلامية، بجانب كتابة التقارير الأمنية في موظفي مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية التي تخالف نظام الإنقاذ، وبسببها تم فصل عدد كبير من الموظفين. نؤكد أن جمعية القرآن الكريم كانت تملك أكثر من 150 عقاراً استثماريا وأراضي زراعية في السودان، بما فيها شركة ساوا لإنتاج الذهب التي كانت تحتكر مخلفات التعدين التقليدي [الكرتة] في ولاية نهر النيل لصالحها، لقد أغلقنا مع الأمين العام لديوان الأوقاف الإسلامية الاتحادي مولانا عبد العاطي أحمد أكثر من 14 حساباً في البنوك في ولاية الخرطوم فقط باسم الجمعية كلها كانت نشطة حتى أثناء فترة الثورة وقبيل تشكيل الحكومة وتشكيل لجنة إزالة التمكين، علاوة على رصدنا لمئات الآلاف من الدولارات التي تأتي من الخارج بدعوى إقامة مهرجان القرآن الكريم في رمضان كل عام. فقدنا عند الحصر أكثر من ٢٥ عربة وموتر ما بين اللاندكروزرات والبكاسي وغيرها فقط في ولاية الخرطوم، وبموجبها فتحت بلاغات في الأمين العام للجمعية وطاقمه، إضافة إلى صناديق التبرعات الموضوعة في البنوك والمستشفيات والمولات والشركات واستقطاعات الموظفين أحياناً لصالح طباعة المصحف الشريف، وهي أموال لا تخضع لأي رقابة من الدولة، ولا تخضع لسلطة المراجع العام لسنوات طويلة. المبنى الذي أشار إليه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين ظل تحت إشراف الأمين العام لديوان الأوقاف حتى ساعة انقلاب 25 أكتوبر، بل حتى قيام حرب ال١٥ من أبريل وهو موجود كمكتبة في الطابق الأرضي، ومكاتب إدارة أوقاف الجمعية بعد حلها وأيلولة ممتلكاتها إلى ديوان الأوقاف في الطابق الأول، وبه إذاعة القرآن الكريم في الطابق الثاني، التي لم تتوقف طوال فترة الحكومة الانتقالية. بجانب هذا المبنى فندق أنوار المدينة الذي فقد من خلال رصدنا لأكثر من 300 ألف دولار قبل وأثناء فترة الثورة بعد استرداده لصالح الأوقاف، عملنا على صيانته، وأعدنا تشغيله بواسطة خبير في الفندقة والسياحة، والذي رفض أخذ راتب نظير عمله، بل أوقف كل جهده وعمله لصالح القرآن الكريم، وفي خلال أربعة أشهر فقط بعد تشغيله، تم توريد أكثر من 90 ألف دولار لصالح ديوان الأوقاف خدمة للقرآن. لقد شغلت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف طوال فترة الحكومة الانتقالية لم أسمع ولم أرى ولم أشهد لا من قريب أو بعيد عن المثليين أو سن قانون لهم، ولا أتوقع لبلد مثل السودان أن يتجرأ أحد للتقدم بهكذا قانون لإجازته. ندعو الجميع إلى التحقق من المعلومات وعدم الانجرار وراء الأكاذيب والافتراءات التي تهدف إلى قلب الحقائق وإثارة الفتن. ستظل حكومة الفترة الانتقالية الوليد الشرعي لثورة ديسمبر، التي تجسدت فيها أعظم قيم الوعي والنضج والشفافية، لقد كانت هذه الحكومة ورغم المتاريس والتحديات إلا أني أشهد للزملاء بقيادة رئيس الوزراء، ومن خلفهم لجنة إزالة التمكين قد عملوا بجد لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة والسلام. نحن نؤمن بأن روح الثورة ستظل حية في قلوبنا، وأننا سنواصل العمل معًا لتحقيق السلام، الذي سيبنى على أسس الوحدة والتفاهم والتعايش السلمي . نعم، سكتنا كثيراً على الكذب المتعمد ليس ضعفاً ولكن انشغالاً بتقليل آثار الحرب وبحثاً عن السلام ، ولكن لن نسمح للأكاذيب والافتراءات مثل هذه بتشويه ما سرنا وثُرنا عليه وعملنا من أجله، وسنظل متمسكين بقيمنا ومبادئنا لتحقيق التغيير المنشود واستعادة السلام والأمن والتحول الديمقراطي في البلاد.

قال تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا، فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الآية 58 الأحزاب

*وزير الشؤون الدينيةوالأوقاف السابق*

الوسومنصرالدين مفرح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: نصرالدين مفرح جمعیة القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

الصغير: قسم “عودة الحياة” بالمتحف مسمى سياسي للكثير من الكذب والتدليس

قال حسن الصغير وكيل وزارة الخارجية الأسبق لدى الحكومة الليبية، إن المتحف الوطني في طرابلس محاط بكثير من الأكاذيب والأباطيل والتدليس.

كتب قائلًا على فيسبوك “متحف يعني تاريخ يعني ماضي، زرت أكثر من عشرين متحف حول العالم وقرأت الكثير عن التاريخ والمؤرخين والمتاحف والآثار، لم أر في حياتي ومن خلال تجربتي دولة واحدة يوجد بمتحفها أحداث جارية أو أعمال مستمرة”.

وتابع قائلًا “(قسم عودة الحياة)  مسمى سياسي لبعض البلاط هنا وبعض الإسفلت هناك والكثير من الأكاذيب والأباطيل والتدليس، مسمى يدخل متحف تاريخي يفترض بأنه يهتم ويوثق تاريخ ليبيا، هذه البقعة التي حكم عليها بالبؤس بأن يصبح مريض عقلي وذهني بهذا المركز فيما اصبحت عاصمتها”.

مقالات مشابهة

  • في العراق.. مدير عام الأمن العام التي رئيس الحكومة العراقي وهذا ما تم بحثه
  • مديرية الحج والعمرة تصدر تعليماتها الرسمية الخاصة بمناسك حج هذا العام
  • محافظ أسوان يكرم الفائزة بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة القرآن الكريم
  • بالصور.. 482 متسابقًا في مسابقة محافظ الأحساء لحفظ القرآن الكريم
  • محافظ أسوان يكرم الطالبة زينب السيد لفوزها بالمركز الأول بالجمهورية بمسابقة القرآن الكريم
  • الصغير: قسم “عودة الحياة” بالمتحف مسمى سياسي للكثير من الكذب والتدليس
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • حبس وتغريم مسؤولين في مجلس إدارة «مركز الدراسات الاجتماعية»
  • 483 متسابقاً يتنافسون في تصفيات مسابقة محافظ الأحساء للقرآن الكريم
  • مستقبل وطن بالأقصر يكرم حفظة القرآن الكريم وأبطال «كأس الأبطال»