فيروس جديد ينتشر في الصين.. هل يجب أن نقلق منه؟
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أثار ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري في شمال الصين بعض التحذيرات عبر الإنترنت، لكن الخبراء يقولون إن خطر حدوث جائحة أخرى شبيهة بكوفيد منخفض، وأن اكتشاف هذه الأنواع من الفيروسات لا يعني زيادة أنواع الفيروسات وخطورتها وإنما تنامي القدرة على اكتشافها بسبب التطور التكنولوجي.
صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت عن خبراء قولهم إن الزيادة الواضحة في الحالات ترجع جزئيا إلى التكنولوجيا الجديدة التي تكتشف وتحدد الفيروس بسهولة أكبر.
وقالت الدكتورة جاكلين ستيفنز، المحاضرة البارزة في الصحة العامة بجامعة فليندرز في أستراليا إن أعراض فيروس الجهاز التنفسي البشري (HMPV) تشبه نزلات البرد أو الأنفلونزا، وهي واحدة من العديد من الفيروسات التي غالبا ما يتم تصنيفها تحت تعريف واسع النطاق لـ"نزلات البرد الشائعة"، مؤكدة أنه ليس مرضا يجب الإبلاغ عنه مثل كوفيد-19 أو الإنفلونزا.
وتابعت: "هناك مجموعة من الأمراض الأخرى.. التي لا يجب الإبلاغ عنها لأنها شائعة جدا ويصاب بها الكثير من الناس. إنها تجعلنا نشعر بالرعب لبضعة أيام ولكن إذا استرحنا وتعافينا لبضعة أيام فإننا نتحسن".
من جانبه، قال البروفيسور بول غريفين، مدير الأمراض المعدية في خدمات الصحة في ماتر في بريسبان بأستراليا إن: "التحدي في الوقت الحالي هو أنه لا يوجد الكثير مما يمكننا فعله باستثناء تثقيف الناس بأنه موجود للحد من انتقال العدوى، لا يوجد لقاح أو مضادات للفيروسات، على الرغم من وجود بعض اللقاحات قيد التطوير".
ويعتبر الخبراء أن فيروس الجهاز التنفسي البشري ليس مثل كوفيد-19، حيث كان موجودا منذ عدة عقود وهناك مستوى من المناعة لدى السكان العالميين من الإصابات السابقة، بينما كان كوفيد-19 مرضا جديدا لم يصيب البشر من قبل، مما أدى إلى انتشار الوباء.
وقال غريفين: "لا أعتقد أننا قلقون بالضرورة بشأن جائحة مع هذا الفيروس، لكن الزيادة في الحالات والتأثير الذي يحدثه كبيران، يمكن أخذ درس جيد من الوباء للحد من الانتشار، خاصة وأننا لا نملك لقاحات أو مضادات لفيروس الالتهاب البشري التنفسي".
ورفض غريفين النصح باتخاذ إجراءات صارمة أسوة بما حدث في كوفيد، لكنه قال إن "البقاء في المنزل وممارسة آداب السعال والعطس الجيدة ونظافة اليدين مهمة للغاية خلال فصل الشتاء".
كما حث الخبيران الناس على عدم الذهاب إلى العمل أثناء المرض، واقترح ستيفنز ارتداء كمامة عند الخروج من المنزل، لمنع إصابة الآخرين، وخاصة أولئك الأكثر عرضة للخطر.
وتشهد الصين ارتفاعا في حالات الإصابة بهذا الفيروس، مما أدى إلى تقارير عن اكتظاظ المستشفيات، وتدابير مراقبة جديدة ومخاوف عامة بشأن تفشي المرض.
وقد شهد الفيروس، الذي تم تحديده باسم الفيروس الرئوي البشري (HMPV)، ارتفاعا حادا في الحالات في جميع أنحاء المقاطعات الشمالية الصينية هذا الشتاء، وخاصة بين الأطفال.
يأتي تفشي المرض بعد 5 سنوات من تنبيه العالم لأول مرة إلى ظهور فيروس كورونا الجديد في ووهان بالصين، والذي تحول لاحقا إلى جائحة عالمية مع الإبلاغ عن 7 ملايين حالة وفاة.
وتنفذ السلطات الصحية تدابير جديدة لمراقبة وإدارة انتشار المرض، ومع ذلك، قللت بكين من أهمية التطورات باعتبارها حدثا سنويا في فصل الشتاء.
ما هو فيروس إتش إم بي في؟
هو فيروس تنفسي يسبب أعراضا مشابهة لنزلات البرد والأنفلونزا. وفي حين أن المرض يكون خفيفا عادة، إلا أنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي، وخاصة عند الرضع وكبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. الفيروس ليس جديدا ولكنه اكتسب اهتماما وسط زيادة في الحالات، وخاصة بين الأطفال دون سن 14 عاما في شمال الصين. تم التعرف عليه لأول مرة في عام 2001، ينتشر من خلال الرذاذ التنفسي أو ملامسة الأسطح الملوثة. وتشمل أعراضه السعال والحمى واحتقان الأنف والتعب، مع فترة حضانة تتراوح من 3 إلى 6 أيام.هل يمكن أن ينتشر الفيروس إلى دول أخرى؟
أبلغت هونغ كونغ عن بضع حالات، وتراقب الدول المجاورة مثل كمبوديا وتايوان الوضع عن كثب.
وطمأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية المواطنين والسياح قائلاً: "أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين"، مضيفًا أن "السفر إلى الصين آمن".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أستراليا فيروس الجهاز التنفسي البشري الأنفلونزا كوفيد 19 لقاح السعال هونغ كونغ الخارجية الصينية صحة الصين الالتهاب الرئوي أمراض الرئة علاج أمراض الرئة أستراليا فيروس الجهاز التنفسي البشري الأنفلونزا كوفيد 19 لقاح السعال هونغ كونغ الخارجية الصينية صحة فی الحالات
إقرأ أيضاً:
تفشي فيروس HMPV في الصين: مخاوف من تكرار سيناريو كوفيد-19
تزايدت حالات الإصابة بفيروس ميتانيموفيروس البشري (HMPV) في الصين، مما أثار مخاوف محلية وعالمية من احتمالية تكرار سيناريو جائحة كوفيد-19. الفيروس الذي يسبب أعراضًا مشابهة لنزلات البرد والإنفلونزا، يشهد انتشارًا متسارعًا خاصة بين الأطفال وكبار السن، وهو ما أعاد للأذهان ذكريات تفشي فيروس كورونا الذي انطلق أيضًا من الصين.
ما هو فيروس HMPV؟اكتُشف فيروس ميتانيموفيروس البشري (HMPV) لأول مرة في هولندا عام 2001، ومنذ ذلك الحين أصبح يُعتبر ثاني أكثر الفيروسات التنفسية شيوعًا المسببة للأمراض الحادة عند الأطفال دون سن الخامسة، بعد الفيروس المخلوي التنفسي. يُظهر الفيروس نمطًا موسميًا، حيث تزداد حالات الإصابة به عادةً في فصلي الربيع والشتاء.
ورغم أن العدوى الناتجة عن فيروس HMPV غالبًا ما تكون خفيفة وتشبه نزلات البرد الشائعة، إلا أنها قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك الأطفال الصغار، كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي.
أعراض الفيروس وطرق انتقالهتشمل الأعراض الشائعة:
السعال.الحمى.التهاب الحلق.سيلان الأنف.ينتقل الفيروس عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن العطس أو السعال، أو ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس.
هل هناك خطر وبائي عالمي؟رغم ارتفاع عدد الإصابات، يؤكد خبراء الصحة أن الفيروس لا يشكل تهديدًا وبائيًا عالميًا في الوقت الراهن. لكن سرعة انتشاره وازدياد الحالات تفرض مراقبة دقيقة. ووفقًا للدكتور ضرار البلعاوي، استشاري الأمراض المعدية، فإن الأمر لا يتعلق بظهور الفيروس حديثًا، بل بتزايد رصده وتسليط الضوء عليه.
جهود الوقاية والمخاوف الدوليةبدأت دول مجاورة مثل إندونيسيا والهند بمراقبة القادمين من الصين، مع تعزيز إجراءات الحجر الصحي، خاصة للمسافرين الذين تظهر عليهم أعراض تنفسية. وأكدت الصين أن الوضع تحت السيطرة، مشيرة إلى أن الحالات المسجلة أقل حدة من الأعوام السابقة.
إجراءات الحماية الشخصيةلتقليل خطر الإصابة، يوصي الخبراء باتباع إجراءات الوقاية الأساسية مثل:
غسل اليدين بانتظام.تجنب لمس الوجه بأيدٍ غير نظيفة.تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال.البقاء في المنزل عند الشعور بأعراض مرضية.بينما يواصل الفيروس انتشاره في الصين وبعض الدول الأخرى، يشدد الخبراء على أهمية الوعي والمراقبة دون الذعر، مع الاستعداد لمواجهة أي تطورات مستقبلية.