“الجزائر تدوس علينا وتُهيننا منذ سنوات”.. بهذه الكلمات حاول النائب الفرنسي سيباستيان شوني وأحد أبرز قيادات اليمين الفرنسي المتطرف، التعبير عن خيبة أمله وأمل أنصار “النيوكولونيالية”، في رؤية بلده يستأسد مجددا على الجزائر والجزائريين.

وكان شوني يتحدث عبر قناة فرنسية عن سَجن بوعلام صنصال في الجزائر وعن حالة الفتور في العلاقة بين الجزائر وفرنسا، وأيضاً عن عجز قادة باريس عن فرض أجنداتهم و”رغباتهم” على قادة الجزائر الجديدة.

وليست هذه المرة الأولى التي يدلي بها مسؤولون وسياسيون فرنسيون بتصريحات تشبه إلى حد كبير الصراخ الذي يعكس حجم الألم.

ويتزامن كلام شوني عن الجزائر التي تُذل فرنسا، مع التصريح الذي أدلى به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، حول قضية سجن صنصال، إذ حاول جاهدا من دون جدوى، الظهور أمام الفرنسيين، بمظهر صاحب الأمر الذي يطاع ولا يرفض له طلب، ولو كان ذلك في الجزائر.

وكان من جملة ما قاله ماكرون خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، اليوم، هو عندما راح يحاول الزعم بأن الجزائر منعت بوعلام صنصال - الذي قال عنه في يوم من الأيام إنه صوت فرنسا في الجزائر – من العلاج.

وأضاف ماكرون الذي كان يحاول كسب رضا “اليمين” واليمين المتطرف في فرنسا، أن “الجزائر التي نحبها كثيرا والتي نشاركها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تدخل في تاريخ يسيء إليها”.

وبدا واضحا أن ماكرون يحاول جاهدا أن ينفي عجزه عن التصرف بطريقة الآمر الناهي أمام قادة الجزائر الجدد. وبالمقابل يحاول أيضا أن لا يغضب الجزائر، وذلك من خلال انتقاء كلمات فضفاضة تحتمل أكثر من معنى.

ويطلق الجزائريون على هذا الأسلوب الذي يعرفونه جيدا عبارة “يجرح ويداوي”، ولهذا يبدو أن أصحاب القرار في قصر المرادية يدركون تمام الإدراك حجم المأزق الذي وقع فيه ماكرون، لذلك فإنهم لن يقدموا له حتى فرصة منحه “شرف الالتفات”.

فالرئيس الفرنسي يواجه أزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخ بلاده منذ أكثر من نصف قرن، وهو على موعد مع جولة تصعيدية ثانية تنوي المعارضة في بلاده شنها ضده في قادم الأيام، لحمله على الاستقالة.

كما أن ماكرون الذي لم يعد يحظى بالقبول وسط الفرنسيين أبناء الجاليات، ومحل معارضة شرسة من طرف اليسار، لم يُوفق أيضا في نيل رضا اليمين واليمين المتطرف، بسبب عجزه عن إخضاع الجزائر في عدة مواضيع وملفات وعديد المناسبات.

وأمام كل ذلك، يبدو أن قادة باريس لم يجدوا من حل لحفظ ما تبقى لهم من ماء الوجه، سوى شن حملات تضليل ضد مؤسسات رسمية جزائرية، أو مرتبطة بالجزائر، مثل مصالح الأمن الجزائرية أو مسجد باريس، وأيضا عبر مطاردة مغتربين جزائريين مقيمين بفرنسا.

ومن المتوقع أن تستمر باريس في محاولة “إبراز العين الحمراء”، ليس أمام الجزائر، لكن أمام “أعداء وهميين”، حتى يراها رعاياها ومواطنوها، وحتى لا يقال مرة أخرى أن الجزائر أذلت ماكرون ومعه كامل فرنسا.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

فرار الجنود الاحتلال من “القتال في غزة” يشعل معارك بين قادة “الاحتلال”

 

 

الجديد برس|

 

اثار فرار الجنود “الإسرائيليين” خوفاً من القتال في غزة، موجة مشادات عنيفة بين زعماء “كيان الاحتلال”.

 

ووصف، زعيم “المعارضة الإسرائيلية” يائير لابيد: الحادثة بالفشل السياسي الهائل، قائلاً: حقيقة أن يضطر جندي احتياط إلى الفرار من البرازيل في منتصف الليل لتجنب اعتقاله بسبب القتال في غزة، هو فشل سياسي هائل من جانب حكومة غير مسؤولة.

 

ورد عليه “وزير خارجية الاحتلال” جدعون ساعر بهجوم عنيف، واصفاً “لابيد” بالكذاب، وقال أن “الكذاب لابيد” يعرف جيداً أن مثل هذه الحالات حدثت أيضاً خلال فترة ولايته كوزير للخارجية ورئيس للحكومة.

مقالات مشابهة

  • الأفافاس: تصريحات ماكرون تجاه الجزائر مُثيرة للإشمئزاز
  • بعد دعوة ماكرون الأوكرانيين للتنازل عن أراضيهم.. هل تتغير مواقف فرنسا في النزاعات الدولية؟
  • ماكرون: فرنسا لن تفقد احترام ترامب وستكون حليفًا قويًا له
  • وزير الاتصال من وهران: فرنسا احتلت الجزائر هروبا من مشاكلها الداخلية ومن حصار أوروبا
  • ماكرون يؤكد أن ترامب لديه «حليف قوي» في فرنسا
  • ماكرون أمام المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا: نؤكد ضرورة احترام التعددية في سوريا
  • باريس سان جيرمان يحرز لقب السوبر الفرنسي على حساب موناكو «فيديو»
  • فرار الجنود الاحتلال من “القتال في غزة” يشعل معارك بين قادة “الاحتلال”
  • تشكيل موناكو أمام باريس سان جيرمان في السوبر الفرنسي بقطر