دون كيشوت العصر الذي هرب من تنمر ترامب ومشاكل فرنسا الداخلية فصنع معارك وهمية لكنه خسرها
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
“الجزائر تدوس علينا وتُهيننا منذ سنوات”.. بهذه الكلمات حاول النائب الفرنسي سيباستيان شوني وأحد أبرز قيادات اليمين الفرنسي المتطرف، التعبير عن خيبة أمله وأمل أنصار “النيوكولونيالية”، في رؤية بلده يستأسد مجددا على الجزائر والجزائريين.
وكان شوني يتحدث عبر قناة فرنسية عن سَجن بوعلام صنصال في الجزائر وعن حالة الفتور في العلاقة بين الجزائر وفرنسا، وأيضاً عن عجز قادة باريس عن فرض أجنداتهم و”رغباتهم” على قادة الجزائر الجديدة.
وليست هذه المرة الأولى التي يدلي بها مسؤولون وسياسيون فرنسيون بتصريحات تشبه إلى حد كبير الصراخ الذي يعكس حجم الألم.
ويتزامن كلام شوني عن الجزائر التي تُذل فرنسا، مع التصريح الذي أدلى به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، حول قضية سجن صنصال، إذ حاول جاهدا من دون جدوى، الظهور أمام الفرنسيين، بمظهر صاحب الأمر الذي يطاع ولا يرفض له طلب، ولو كان ذلك في الجزائر.
وكان من جملة ما قاله ماكرون خلال الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين، اليوم، هو عندما راح يحاول الزعم بأن الجزائر منعت بوعلام صنصال - الذي قال عنه في يوم من الأيام إنه صوت فرنسا في الجزائر – من العلاج.
وأضاف ماكرون الذي كان يحاول كسب رضا “اليمين” واليمين المتطرف في فرنسا، أن “الجزائر التي نحبها كثيرا والتي نشاركها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تدخل في تاريخ يسيء إليها”.
وبدا واضحا أن ماكرون يحاول جاهدا أن ينفي عجزه عن التصرف بطريقة الآمر الناهي أمام قادة الجزائر الجدد. وبالمقابل يحاول أيضا أن لا يغضب الجزائر، وذلك من خلال انتقاء كلمات فضفاضة تحتمل أكثر من معنى.
ويطلق الجزائريون على هذا الأسلوب الذي يعرفونه جيدا عبارة “يجرح ويداوي”، ولهذا يبدو أن أصحاب القرار في قصر المرادية يدركون تمام الإدراك حجم المأزق الذي وقع فيه ماكرون، لذلك فإنهم لن يقدموا له حتى فرصة منحه “شرف الالتفات”.
فالرئيس الفرنسي يواجه أزمة سياسية غير مسبوقة في تاريخ بلاده منذ أكثر من نصف قرن، وهو على موعد مع جولة تصعيدية ثانية تنوي المعارضة في بلاده شنها ضده في قادم الأيام، لحمله على الاستقالة.
كما أن ماكرون الذي لم يعد يحظى بالقبول وسط الفرنسيين أبناء الجاليات، ومحل معارضة شرسة من طرف اليسار، لم يُوفق أيضا في نيل رضا اليمين واليمين المتطرف، بسبب عجزه عن إخضاع الجزائر في عدة مواضيع وملفات وعديد المناسبات.
وأمام كل ذلك، يبدو أن قادة باريس لم يجدوا من حل لحفظ ما تبقى لهم من ماء الوجه، سوى شن حملات تضليل ضد مؤسسات رسمية جزائرية، أو مرتبطة بالجزائر، مثل مصالح الأمن الجزائرية أو مسجد باريس، وأيضا عبر مطاردة مغتربين جزائريين مقيمين بفرنسا.
ومن المتوقع أن تستمر باريس في محاولة “إبراز العين الحمراء”، ليس أمام الجزائر، لكن أمام “أعداء وهميين”، حتى يراها رعاياها ومواطنوها، وحتى لا يقال مرة أخرى أن الجزائر أذلت ماكرون ومعه كامل فرنسا.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
خبير دولي عن قمة القاهرة الثلاثية: باريس وعمان تدعمان جهود مصر لوقف نزيف غزة
تصدرت الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أولويات المباحثات المكثفة التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك الأردني عبد الله الثاني في القاهرة.
وتأتي هذه القمة الثلاثية في ظل وضع مأساوي يشهده القطاع المحاصر، حيث تتصاعد الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية الضرورية.
أهمية قصوى توليها فرنسا والأردن للجهود المصريةوتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي أن هذه الزيارة تعكس الأهمية القصوى التي توليها فرنسا والأردن للجهود المصرية الحثيثة والمستمرة في محاولة احتواء الصراع وتقديم الدعم الإغاثي لسكان غزة.
وأوضح أستاذ القانون الدولي - في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” - أن مصر تعتبر، بحكم موقعها الجغرافي ودورها الإقليمي المحوري، طرفًا فاعلًا لا يمكن تجاهله في أي مساعٍ لحل الأزمة.
وأشار الدكتور أيمن سلامة إلى أنه جانب الملف الفلسطيني، شكل تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا محورًا أساسيًا في الزيارة.
توقيع بروتوكولات تدفع الشراكة المصرية الفرنسيةوأكد الخبير القانوني الدولي، أن المباحثات تشهد استعراضًا شاملاً للعلاقات الاستراتيجية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
وإنه من المتوقع أن يتم توقيع عدد من بروتوكولات التعاون التي من شأنها أن تدفع بالشراكة المصرية الفرنسية إلى آفاق أرحب، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
واختتم الدكتور أيمن سلامة، أن هذه القمة الثلاثية تؤكد على الدور المحوري لمصر في المنطقة وسعيها الدؤوب لتحقيق الاستقرار والسلام، بدعم وتنسيق وثيق مع قوى إقليمية ودولية فاعلة مثل فرنسا والأردن.
وتأمل الأطراف الثلاثة أن تسفر هذه الجهود المشتركة عن نتائج ملموسة تخفف من وطأة الأزمة الإنسانية في غزة وتمهد الطريق نحو حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.