لجريدة عمان:
2025-01-08@00:59:29 GMT

هل يقيل ترامب بنك الاحتياطي الفيدرالي؟

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

قوبل كل تعيين وزاري تقريبا أو تعيين موظفين أعلن عنه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بموجة متوقعة من الغضب الإعلامي. ربما يكون بوسعنا أن نعزو بعض هذه الهستيريا إلى تحيزات حزبية عميقة الجذور، بعضها يعكس مخاوف مشروعة، وبعضها الآخر محض هراء.

ولكن، عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد الأمريكي، تُـسَـلَّـط الأضواء على من قد يحاول ترامب إقالته وليس على من يخطط لتعيينه.

فبرغم أن ترامب أوضح أنه لن يسعى إلى إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ــ الذي تنتهي ولايته في مايو 2026 ــ فليس هناك من شك في أن ترامب يود لو يقول لباول: «أنت مطرود».

الواقع أن معاداة ترامب لباول أمر محيّر، خاصة وأن باول كان يؤدي وظيفته بامتياز. ورغم أن نجاح بنك الاحتياطي الفيدرالي في تحقيق هبوط اقتصادي سلس وسط رفع أسعار الفائدة بقوة كان أقل إثارة من الناحية البصرية لعملية استرجاع معزز الإطلاق بواسطة شركة SpaceX، فإنه إنجاز لا يقل إبهارا. فلم يتحقق مثل هذا التوازن الدقيق إلا مرة واحدة من قبل، في تسعينيات القرن الماضي، عندما كان «المايسترو» النقدي آلان جرينسبان يترأس بنك الاحتياطي الفيدرالي. ولأن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة تؤدي عادة إلى حدوث ركود اقتصادي، فإن أهل الاقتصاد يعتبرونها غالبا نجاحا عندما يكون الانكماش الناتج عن ذلك معتدلا أو على الأقل وجيزا.

في حين لم يكن أي رئيس أمريكي أسرع من ترامب ــ نجم برنامج « The Apprentice» السابق ــ في إقالة من يعينهم في مناصب، فإن الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن تحرك أبعد مما ينبغي في الاتجاه المعاكس، حيث امتنع عن إقالة أي من أعضاء حكومته. كان المثال الأبرز، وقوف بايدن إلى جانب وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس على الرغم من دور مايوركاس في الإشراف على سياسة «الحدود المفتوحة» غير المدروسة التي اتبعتها الإدارة. ما يُحسب لترامب أن المرشح الأبرز لخلافة باول، هو كيفن وارش، محافظ سابق في الاحتياطي الفيدرالي يحظى بتقدير كبير وكان دائما أكثر تشددا من باول.

ولكن بغض النظر عما إذا كان سيقيل باول أو لا، فإن محاولة ترامب اكتساب قدر أكبر من التأثير على عملية صنع القرار في الاحتياطي الفيدرالي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار توقعات التضخم ورفع أسعار الفائدة الطويلة الأجل. ورغم أن هذه العملية قد تتكشف بشكل تدريجي أكثر مما قد يتوقعه بعض المنتقدين الذين يعانون من «متلازمة خَـبَـل ترامب»، فإن العواقب قد تكون وخيمة.

في الأمد البعيد، قد تؤدي أي محاولة من جانب ترامب لتقويض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي إلى إعاقة قدرته على الاستجابة للأزمات الاقتصادية والمالية. فإذا لم تُـثَـبَّـت توقعات التضخم بشكل راسخ، سيواجه صناع السياسات صعوبة في تحفيز الاقتصاد دون التسبب في نمو الأسعار بشكل جامح. ومن شأن هذا «الانتصار» الرئاسي على الاحتياطي الفيدرالي أن يقلل من الثقة أيضا في مؤسسات رئيسية أخرى.

ما يدعو إلى التفاؤل أن إقالة باول ليست بهذه البساطة. فبينما يُـعَـيَّـن رؤساء مجلس الاحتياطي الفيدرالي من قبل الرئيس، فإن فترات ولايتهم محددة بموجب القانون، وهذا يعني أن الرئيس لا يملك سلطة إقالتهم. يستطيع ترامب أن يطلب من باول الاستقالة، لكن باول أوضح بالفعل أنه لن يتنحى.

مع ذلك، لا ينص الدستور الأمريكي على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. وفي ظل الدعم الكافي من جانب مجلسي الشيوخ والنواب، يستطيع ترامب تعديل القانون لإقالة باول. ولكن في الوقت الحالي، يتمتع مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحماية شبه يقينية تتمثل في أن أي محاولة جادة لتجاوز استقلاليته ستؤدي إلى تكدير صفو الأسواق المالية.

إذا لم تكن إقالة باول خيارا مطروحا، فقد يقوم ترامب بتعيين لجنة «ظل» للسوق المفتوحة لتقويض سلطة باول والضغط على الاحتياطي الفيدرالي. وقد فعل ترامب شيئا مماثلا مع الرئاسة منذ انتخابه في نوفمبر؛ فالعالم يوليه قدرا أكبر كثيرا من الاهتمام مقارنة بما يحظى به بايدن.

من المؤكد أن هذه الاستراتيجية من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على الاحتياطي الفيدرالي. قد يواجه باول أسئلة صريحة حول سياسات احتياطي الظل الفيدرالي التي يتبعها ترامب خلال جلسات الاستماع في الكونجرس أو المؤتمرات الصحفية، لكن مثل هذه المجموعة لن يكون لها ثِـقَـل أكبر من غيرها من المنتقدين الخارجيين. وما لم يتفوق باستمرار على الاحتياطي الفيدرالي في التنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية ــ وهو سيناريو غير محتمل إلى حد كبير ــ فسوف يكون بنك الظل المركزي ببساطة موضع تجاهل.

مع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بالمخاطر التي يشكلها نهج ترامب. قَـد يُـقال إن استقلالية البنك المركزي هي أكثر إبداع في سياسة الاقتصاد الكلي أهمية منذ ثورة جانب العرض في سبعينيات القرن العشرين. وفي حين لعب استهداف التضخم و«قاعدة تايلور» دورا محوريا في تشكيل السياسة النقدية الحديثة، فإنهما يعتمدان على مصداقية البنوك المركزية واستقلاليتها. وتاريخيا، تفوقت البنوك المركزية التي يقودها تكنوقراط يركزون على الحفاظ على استقرار الأسعار باستمرار على البنوك المركزية المبتلاة بالتدخل السياسي.

لفهم المخاطر، لنفترض أن ترامب تمكن من إقالة باول وضغط على الاحتياطي الفيدرالي لإبقاء أسعار الفائدة منخفضة لتعزيز النمو الاقتصادي، وخاصة خلال أول عامين من ولايته، قبل أن يستعيد الديمقراطيون في الأرجح السيطرة على مجلس النواب. من شبه المؤكد أن أسعار الفائدة الطويلة الأجل ــ مثل تلك المفروضة على قروض المنازل والسيارات، والتي لا يتحكم فيها الاحتياطي الفيدرالي مباشرة ــ سترتفع، أولا بشكل تدريجي ثم بشكل كبير. وسرعان ما سيضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى عكس مساره، فيؤدي هذا إلى تآكل مصداقيته وإضعاف الاقتصاد الأمريكي.

الخبر السار هو أنه على الرغم من كل نزواته، يتسم ترامب في نهاية المطاف بالبرجماتية وهو ليس أيديولوجيا متشددا. فالعواقب الطويلة الأجل المترتبة على تقويض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي لن تكون في مصلحة أحد، بما في ذلك مصلحته هو شخصيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على الاحتیاطی الفیدرالی أسعار الفائدة

إقرأ أيضاً:

تراجع أسعار الذهب وسط ترقب الأسواق لتنصيب ترامب

تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الإثنين، في حين ارتفعت الأوقية ارتفاعًا طفيفًا بالبورصة العالمية، وسط ترقب الأسواق تنصيب دونالد ترامب خلال الشهر الجاري، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».

قال المهندس، سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب تراجعت بالأسواق المحلية بنحو 20 جنيهًا، خلال تعاملات اليوم،  ومقارنة بختام تعاملات ختام الأسبوع مساء السبت الماضي، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 3745 جنيهًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنحو 5 دولارات، لتسجل الأوقية مستوى 2645 دولارًا.

وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4280 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3210 جنيهات، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2497 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 29960 جنيهًا.

ووفقًا للتقرير الأسبوعي لمنصة «آي صاغة»، فقد ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 0.8 % وبنحو 35 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3735 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3765 جنيهًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية، بنسبة 0.7 % وبقيمة 19 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2621 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2640 دولارًا.

وتوقع، إمبابي، أن تشهد أسواق الذهب انتعاشًا في الطلب خلال الفترة المقبلة، واستحواذ سوق الذهب على حصة من أموال الشهادات البنكية، مع بدء صرف الاستحقاقات خلال الأسبوع الجاري، والبالغة نحو 1.3 مليار جنيه.
ولفت، إلى أن توجهات البنوك بعدم طرح شهادات بنكية بفائدة أعلى من  30 %، ستدفع المواطنين للذهب والعقار، للحفاظ على مدخراتهم، لاسيما مع التوقعات بتراجع أمام الجنيه أمام الدولار ليسجل نحو 61 جنيهًا مع نهاية العام الجاري.

أشار، إمبابي، إلى تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية، وسط استقرار نسبي في سعر تداول الأوقية بالبورصة العالمية، بفعل حالة عدم اليقين، وترقب الأسواق لمؤشرات الاقتصاد الكلي الأمريكية، لتحديد توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة.

وارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنحو 18 % تقريبًا، وبقيمة 565 جنيهًا خلال تعاملات عام 2024، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنحو يتجاوز 27% وبقيمة 562 دولارًا، في أكبر زيادة سنوية منذ 2010، وذلك بفعل سياسة التيسير النقدي التي انتهاجها الفيدرالي الأمريكي، بجانب المشتريات القوية من البنوك المركزية، و تزايد وتيرة التوترات الجيوسياسية.

ومع ذلك، تراجعت أسعار الذهب في أوائل نوفمبر بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، مما عزز مؤشر الدولار.

أضاف، إمبابي، أن بيانات سوق العمل الأمريكية تعد المؤشر الأهم خلال الأسبوع الجاري، ومن ثم فإن ضعف بيانات تقرير الوظائف غير الزراعية سيؤدي إلى تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة، وتعزيز جاذبية الذهب وسط مخاوف التضخم المتزايدة، بينما يؤدي ارتفاع قوة سوق العمل إلى ارتفاع الدولار وعائدات سندات الخزانة، ويحد من إمكانات صعود الذهب في الأمد القريب.

في حين تولي الأسواق اهتمامًا وثيقًا للتطورات السياسية، من المتوقع على نطاق واسع أن تسهم التعريفات الجمركية والسياسات الاقتصادية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الضغوط التضخمية، وهو ما قد يدعم الذهب كتحوط ضد التضخم، كما تستمر التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط في إضافة جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وفي سياق متصل، أرجأ بنك الاستثمار جولدمان ساكس، توقعاته بوصول الذهب إلى 3000 دولار للأوقية، والتي كانت متوقعة في البداية بحلول نهاية عام 2025، بسبب توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

يتوقع البنك الآن أن يصل الذهب إلى مستوى 3000 دولار بحلول منتصف عام 2026، مستشهدًا بتوقعات منقحة لخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

صرح محللو جولدمان ساكس: "لقد عوضت القوى المتعارضة - انخفاض الطلب وارتفاع مشتريات البنوك المركزية- بعضها البعض بشكل فعال، مما أبقى أسعار الذهب في نطاق محدد على مدى الأشهر القليلة الماضية". 

وأضافوا أن شهية البنوك المركزية للذهب ستظل محركًا رئيسيًا للأسعار في الأمد البعيد، وتوقعوا متوسط ​​مشتريات شهرية تبلغ 38 طنًا حتى منتصف عام 2026.

واتجهت البنوك المركزية العالمية لشراء الذهب بغرض  تنويع استثماراتها بعيدًا عن الدولار، منذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا في أعقاب غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022

واشترت البنوك المركزية العالمية 694 طنًا من الذهب خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، في حين أعلن بنك الشعب الصيني في نوفمبر أنه استأنف عمليات شراء الذهب بعد توقف دام ستة أشهر.

في الآونة الأخيرة، تعرض الذهب لضغوط حيث أكد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي على الحذر في خفض تكاليف الاقتراض وسط مخاوف التضخم المتجددة.

يتوقع خبراء الاقتصاد في جولدمان الآن أن ينفذ بنك الاحتياطي الفيدرالي ما مجموعه 75 نقطة أساس في تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام، انخفاضًا من توقعاتهم السابقة البالغة 100 نقطة أساس.
ويتوقع المحللون أن يصل سعر الذهب إلى 2910 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025.

مقالات مشابهة

  • ترامب: نعمل على خفض أسعار الطاقة وتعزيز الاقتصاد الأمريكي
  • بنسبة لا تتعدى 75 نقطة أساس.. جولدمان ساكس يتراجع عن توقعاته لـ «الفيدرالي الأمريكي»
  • السلام يقيل مدرب الطائرة
  • الاستقرار يسيطر على أسعار الذهب عالميا وسط ترقب لرئاسة ترامب
  • تراجع أسعار الذهب وسط ترقب الأسواق لتنصيب ترامب
  • الاتحاد الإندونيسي يقيل شين تاي-يونغ ويستعد لتعيين مدرب جديد
  • إقالة مدرب منتخب إندونيسيا والبديل أوروبي
  • بعد ارتفاعها..تراجع أسعار النفط بدعم من الدولار وقبل بيانات المجلس الاحتياطي الأمريكي
  • «الفيدرالي الأمريكي»: ضبط مسدس وسلاح رشاش بموقع حادث «نيو أورليانز»