عربي21:
2025-01-08@01:20:41 GMT

هل نفتح باب الأمل بعد سوريا أم نواربه؟!

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

تفتحت براعم الأمل مجددا في نفوس الشعوب التي تألمت وتضررت من جراء ما حسبته انتكاسة لـ"الربيع العربي"؛ فقد شهد الملايين ازدهار التوقعات في انجلاء طوفان المظالم، ثم فجأة لم تعد الأمور إلى سابق عهدها فحسب، بل زاد طغيان الظلم وجبروته، إذ إن المعاندين للشعوب استطاعوا السيطرة عليها بعدما تيقنوا من رحيلهم، فظنوا أنهم استطاعوا السيطرة على المقاليد إثر ذهاب رؤوس أنظمتهم.

ولكن بنجاح الشعب السوري الشقيق في تنحية بشار الأسد، رغم كونه الحاكم الوحيد في دول "الربيع" الذي استطاع الإبقاء على نفسه ونظامه معا، بعد مضي ما يزيد عن 13 سنة مضنية؛ استفاقت الآمال في بقية دول "الربيع" وثارت أسئلة وأولها: هل نستطيع استعادة روح الثورة مجددا كما فعل السوريون؟ أم أنها مجرد "أضغاث أحلام"؛ استيقاظها ثم المضي وراءها يؤلم النفوس المجهدة أكثر مما ينفعها؟

وللأمانة فإنه ما من شعب عربي استعذب -أخيرا- أنفاس حلم الحرية منذ عام 2011م يطيق غلق "أبواب الأمل" بنجاح ثورته، بل إن المقهورين بالحبس والإصابة ووداع عزيز واحتسابه شهيدا؛ لا يطيقون مجرد "مواربة" باب التمني بازدهار ثوراتهم مجددا، لكن: كيف تستقيم الأماني المفرودة الأشرعة على آخرها، وسفنها مستعدةٌ للإبحار نحو بحار الحرية، مع الواقع المستمر في "الجري في المكان" ولا شيء يتغير؟!

أكثرت أغلب شعوب "الربيع العربي" للأسف الشديد من التمني وانتظار التغيير دون تقديم مجهود مناسب موازٍ طوال الأعوام الماضية، وللأسف -أيضا- فإن هذه الأمنيات "الجمّة" أجهدت أفئدة الملايين حتى باتت ترى كل بارقة أمل مقبل انكسارا مخبأ. فلا يخفى أن كل "نوبة إفاقة" كانت تتبعها آلام مؤقتة للملايين؛ فمع ازدهار سقف التفاؤل كانت تأتي سيول الآلام مع انكسار الأول، وقد كان أجدر بنا أن نراقب أنفسنا وحراكنا جيدا لندرك أن "الفعل الثوري" ليس مرهونا بنا فحسب؛ فحتى لو أدينا كل ما علينا فإنه ليجدر بنا أن نترقب "انفراجة دولية" تستوعبنا، كما حدث مع الحراك الثوري في سوريا.

ولعل في سياق ازدهار آمال دول الربيع ثم انكسارها مع كل مدّ ثوري -حقيقي أو مُبالغ فيه- ما يشي ببعض من "قصر النفس" الثوري، ففي المقابل "يتخيل" البعض حتى من مناصري الثورات "غياب الربيع العربي" -لا قدر الله- فلا يتفهم أن "انتفاضة الخبز" في مصر في 17 و18 كانون الثاني/ يناير 1977م لم تكن انتفاضة خبز بل طلبا للحرية؛ وقد فجرها غلاء أسعار السلع الرئيسية، وإن الرئيس الأسبق أنور السادات لم يئدها بداية من إذاعة مسرحية "مدرسة المشاغبين" للمرة الأولى في عصر يومها الثاني ومرورا بالتراجع عن زيادة الأسعار، ومحاولة البطش بمفجريها، ثم الارتماء أكثر بأحضان الأمريكيين ومن قبلهم الصهاينة في "كامب ديفيد"؛ فالحقيقة أن الثورة ظلت مشتعلة تحت الرماد حتى ازدهرت بعد نحو 32 سنة في 11 كانون الثاني/ يناير 2011م. فهذه انتفاضة ظلت مستكينة مع الأحداث والأيام حتى اشتعلت ثورة بعد ثلاثة عقود ونيف؛ فما بالنا بالثورة نفسها وقد ابتدأت؟ وهكذا الحال مع الثورة السورية فإن "انتفاضة حماة" ظلت نواة "متقدة حبيسة" تحت الركام منذ وأدها "الأسد الأب" في 1982م حتى نجحت ثورة في قرب نهاية 2024م، ومرور كل هذه السنوات لم ينهِ الثورة رغم عظيم المآسي والتضحيات التي لم تنكشف كاملة لليوم!

إننا بحاجة ماسة لبالغ الاعتقاد بأن ربيعنا منتصر ما دام مستمرا بأنفسنا ونسعى إليه، نؤمن به لكن دون إفراط وتعجل وانتظار كل "بارقة أمل" مع تناسي السياق الدولي؛ وهو الذي بدونه يصبح حالنا وحال بلادنا كما قال الشاعر القديم، مع الفارق الجمعي:

إذا لم يكن عون من الله للفتى   فأول ما يجني عليه اجتهاده

لذا فإننا بحاجة لعظيم الإدراك بأن "عمر الظلم ساعة؛ وعمر الحق حتى قيام الساعة"؛ وإننا رغم عظيم الألم والمعاناة وطوفان المظالم والضيق فإنه كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

وللحرية الحمراء باب بكل   يد حمراء مضرجة يدق

إننا لا نملك ولا نطيق -بعد- إلا الأمل في غد وإنه لناظره لقريب!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الربيع العربي الثورة الحرية سوريا سوريا حرية ثورة عرب الربيع مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

نهى عادل: “دخل الربيع يضحك” فيلم قريب من الواقع وكنت جزءا من قصصه.. لم أجد صعوبة فى إدارة الممثلين.. وشادية وسعاد حسني الأقرب إلى قلبى.. حوار

نهى عادل لـ صدى البلد: كنت منشغلة بفكرة ما هو ظاهر وما هو باطن الفيلم يتماشى مع تقلبات فصل الربيع ورباعيات صلاح جاهين المفضلة لى التشويش الصوتى كان مقصودا ليعكس حالة الارتباك بالشخصيات  

نهى عادل إحدى المخرجات القادمات بقوة فى عالم السينما المستقلة، استطاعت أن تكسب احترام الجميع خلال عرض فيلمها “دخل الربيع يضحك”، الذى يعد أولى تجاربها الإخراجية فى الروائى الطويل، خاصة أن العمل مليء بالتفاصيل رغم بساطة فكرته، والتى تقوم على الحياة اليومية التى تشهد عديد من التقلبات دون سابق إنذار، وربط هذا العام البسيط برباعيات صلاح جاهين عن الربيع “دخل الربيع يضحك لقانى حزين” لتجد حالة من التناغم بينها وبين فكرة العمل. 

التقينا المخرجة نهى عادل التى كشفت كثيرا من التفاصيل عن العمل الجديد وكيف بدأت فى التفكير بأولى تجاربها الإخراجية. 

فيلم دخل الربيع يضحكذكرتِ أن الفيلم مستوح من قصص حقيقية، كيف بدأ عملك على الكتابة؟

رغبت في أن يكون الفيلم قريبًا من الواقع وبسيطًا، لذا بدأت الكتابة منذ ثلاث سنوات، وكان الدعم الأكبر من أصدقائي المقربين، وعلى رأسهم المنتجة كوثر يونس التي ساعدتني في البداية، قبل أن تتولى مسؤولية إنتاج الفيلم.

ولكن كيف جاءت فكرة الفيلم ؟ 

فكرة الفيلم كانت تراودنى منذ زمنا بعيد، حيث كانت تنتابنى حالة من الإشغال فيما هو ظاهر وما هو باطن فى المواقف أو فى الشخصيات نفسها، واخترت 4 مواقف مختلفة بهدف حكى قصص لها علاقة بالمواقف عشتها أو كنت جزءا منها، واعتمدت فى الحكى على المعنى الأساسى لما هو ظاهر وما هو باطن داخل كل شخصية وكل موقف الذى يشبه فى ظاهره الربيع ولكن كل شخص أيضا يحمل كثير من المعانى المخفية بداخله وربما تصل الى الأحزان. 

فيلم دخل الربيع يضحكشاهدنا فى الفيلم أصوات عدد من المطربين منهم ليلى مراد وشادية وعبد الحليم حافظ إلى أى منهم تميل نهى عادل؟

كنت حريصة على توجيه تحية وإهداء الى كل مطربى الزمن الجميل، وكل صوت منهم له حضور كبير فى قصص الفيلم، وأنا من جانب أحب كل الأصوات ولكن كل من شادية وسعاد حسنى لهما مكانة مختلفة بالنسبة لى. 

الفيلم يعرض أربع قصص تبدأ بجمال وتنتهي بكوارث، فما علاقة ذلك بفصل الربيع؟

الفيلم يتماشى مع تقلبات فصل الربيع، حيث لكل شهر من فصوله قصة تنبض بالحياة ثم تواجه أزماتها والعنوان "دخل الربيع يضحك" مستلهم من رباعية الشاعر صلاح جاهين، حيث يرمز الضحك في البداية إلى ما يختبئ وراءه من قسوة مع مرور الوقت والمواقف في الفيلم مستوحاة من لحظات حقيقية عشتها مع أشخاص حقيقيين، مما جعل العمل بسيطًا وصادقًا.

فيلم دخل الربيع يضحكالبعض عاب على الفيلم وجود تشويش صوتي، فما تفسيرك لذلك؟

التشويش الصوتي كان خيارًا مقصودًا ليتماشى مع الحالة التي يعيشها الأبطال. كان الهدف أن يعكس هذا التشويش الارتباك والضياع الذي يشعر به الشخصيات، فكل تأثير له هدف فني يعبر عن المواقف التي يمرون بها.

هل واجهتِ صعوبة في التعامل مع الممثلين الجدد في تجربتك الأولى؟

لم أواجه صعوبة، بل كان العمل مع الممثلين الجدد تجربة ممتعة. اعتمدنا على العفوية في الأداء، ما أضاف طابعًا طبيعيًا وصادقًا للعمل وبعض المشاهد كانت ارتجالية بالكامل، وهذا أسهم في خلق جو من الواقعية، حيث عشنا الأجواء معًا بشكل غير رسمي، وكان ذلك مفتاح النجاح في الأداء.

ماذا يعني لك حصول فيلم "دخل الربيع يضحك" على أربعة جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي، بما في ذلك جائزة أفضل مخرجة؟

الحقيقة أنني لم أتوقع هذا النجاح الكبير وجائزة صلاح أبو سيف تحملني مسؤولية كبيرة، ومشاركتي في مهرجان القاهرة كانت حلمًا تحقق وما أسعدني أكثر هو تفاعل الجمهور مع الفيلم، سواء على مستوى المشاعر أو النقد، وهذا النجاح يمنحني دفعة قوية لمواصلة تقديم أعمال متنوعة في المستقبل.

فيلم دخل الربيع يضحك

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم سعيد: بعض الأطراف استغلت الربيع العربي الذي حدث في عدد من الدول
  • نهى عادل تكشف كواليس الاستعداد لفيلم دخل الربيع يضحك
  • ما تداعيات سقوط نظام آل الأسد على ثورات الربيع العربي؟
  • مقاهي سوريا تحتفل بسقوط النظام وتجمع فناني الثورة والمغتربين
  • الصين تحتفل بعيد الربيع في نهاية يناير
  • نهى عادل: “دخل الربيع يضحك” فيلم قريب من الواقع وكنت جزءا من قصصه.. لم أجد صعوبة فى إدارة الممثلين.. وشادية وسعاد حسني الأقرب إلى قلبى.. حوار
  • انتفاضة غاضبة في المخاء ضد انتهاكات ميليشيا عفاش ومرتزقة الاحتلال الإماراتي
  • بهدفين .. يونايتد يجهض انتفاضة ليفربول بتعادل مثير وصلاح يسجل
  • انتفاضة داخل الوفد اعتراضًا على فصل السيد البدوي.. وشيوخ بيت الأمة يهددون بالاستقالة