يمانيون:
2025-01-08@01:14:30 GMT

اليمن يفرض معادلة جديدة.. حرب بدون بنك أهداف

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

اليمن يفرض معادلة جديدة.. حرب بدون بنك أهداف

يمانيون/ تقارير يأتي الإنجاز الاستخباراتي الذي حققه اليوم جهاز الأمن والمخابرات اليمني؛ تتويجًا للانتصارات المتلاحقة التي تحققها القوات المسلحة اليمنية في ميدان مواجهاتها ضد العدو الإسرائيلي ومن ورائه قوات جيش الولايات المتحدة وبريطانيا، وذلك في إطار إسنادها ودعمها المستمر للمقاومة الفلسطينية في غزة.

هذه الانتصارات تتمثل في استمرار ضرباتها المنكلة والمؤثرة في العمق الإسرائيلي بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة، وشل حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين العربي والأحمر بشكل تام.

ونلاحظ أن هذه الانتصارات لم تظهر مصاديقها وآثارها فقط على كيان العدو الإسرائيلي المؤقت، وإنما تجاوزت ذلك لتظهر على بنية القدرات العسكرية الجبارة للبحريتين الأمريكية والبريطانية، وكان لها الفضل العظيم في ضرب وطرد عدد من المدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية بدءًا بحاملة الطائرات “إيزنهاور” و”روزفلت” و”إبراهام لينكولن” وانتهاءً بالحاملة “يو أس أس هاري ترومان”، هذا ناهيك عن الأضرار الفادحة التي لحقت بالبحرية البريطانية خلال أيام المواجهة التي تجاوزت العام.

انتصار جديد في ميدان الاستخبارات

اليوم نشهد انتصارًا جديدًا للشعب اليمني تمثل في نجاح جهاز الأمن والمخابرات في إفشال أنشطة عدائية لأجهزة استخباراتية معادية، وكشفها عن تفاصيل هذه العملية النوعية في بيان أمني لها أصدرته اليوم الاثنين الموافق 6/1/2025م؛ لتتسع دائرة الفشل والعجز أكثر وأكثر لدى أعداء اليمن والأمة.

البيان الأمني أصاب قوى الشر والعدوان بصدمة جديدة تضاف إلى جملة الصدمات التي تلقتها في السابق؛ حيث أكد على إلقاء القبض على عناصر تتبع شبكة تجسسية بريطانية خلال شهر ديسمبر 2024م ووجود سعي حثيث للأجهزة الاستخباراتية لثلاثي دول الشر أمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات السعودية، إلى تكثيف أنشطتها العدائية لمحاولة إنشاء بنك أهداف، ما دعا الاستخبارات البريطانية إلى استقطاب وتجنيد وتدريب عناصر تجسسية استخباراتية بالتعاون والتنسيق مع الاستخبارات السعودية.

ونوه البيان الأمني إلى أن تجنيد العناصر جاء لاستهداف مقدرات البلاد الاستراتيجية أبرزها رصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية والطيران المسير، وكذا استهداف بعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض قيادات الدولة، كاشفًا أن العناصر التجسسية خضعت لاختبارات تقييمية وفنية في مرحلة الاستقطاب على يد الضباط البريطانيين والسعوديين في العاصمة السعودية الرياض.

لا نصر بدون بنك أهداف

تعد الاستخبارات العسكرية واحدة من أهم ركائز صناعة النصر في ميدان المعارك الحربية ضد العدو، ويعد الفشل في القيام بها على الوجه المطلوب داعيًا لا مهرب منه إلى تلقي الضربات المؤلمة بالعدو وإلحاق الهزيمة به، ويتمحور عمل الاستخبارات في جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية من خلال عدة مصادر كالأقمار الصناعية والطائرات المسيرة والتجسس على وسائل التواصل الاجتماعي وتجنيد عملاء وجواسيس بما يؤدي إلى الكشف عن نقاط ضعف الخصم وتمهيد الأرضية المناسبة التي يتوجب على العدو ضربها ليتحقق له النصر في النهاية، وبالتالي فإن أي دولة وإن كانت تملك جيشًا قويًا لا يمكنها أن تحقق نصرًا طالما كان جهاز استخباراتها ضعيفًا ولا يعمل وفق المحددات المطلوبة منه لأنها ستكون في الميدان كالأعمى تماما.

وفي حالة المواجهة اليمنية الإسرائيلية نجد أن العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني لازالوا منذ اليوم الأول لمواجهتهم ضد القوات المسلحة اليمنية؛ يقفون موقف العاجز الحائر أمام القدرات العسكرية اليمنية وذلك نتيجة عدم وجود معلومات استخباراتية دقيقة تكون كفيلة بخلق بنك أهداف ما يؤكد الفشل الاستخباراتي لقوى الشر، وهو الفشل ذاته الذي تحدث عنه الكثير من المحللين العسكريين، وتناولته الكثير من تقارير أجهزة الإعلام العبرية والغربية؛ حيث أكدت القناة العبرية الـ12 أن “إسرائيل تواجه تحديًا أمنيًا واستخباراتيًا كبيرًا في اليمن بالمقارنة مع الساحات الأخرى وأن على إسرائيل الاستعداد لرؤية ليالٍ أشد توترًا ورعبًا”.

عجز مستمر وفضيحة سعودية

يشكل استمرار جهاز الأمن والمخابرات في تحقيق إنجازاته الاستخباراتية والتصدي لكل مخططات العدو الإجرامية؛ ضربة قوية وسدًا منيعًا أمام أي اختراق تجسسي خارجي سيحقق ولا شك الغرض المطلوب للعدو، ويؤدي إلى ضرب وإضعاف القدرات العسكرية اليمنية؛ وصولًا إلى القضاء عليها بالطبع، وهذا بلا شك حلم بعيد المنال لطالما راود هذه القوى العدوانية، ولكن تحقيقه استعصى عليها نظرًا لصلابة المقاتل اليمني، وتماسك صفوف اليمنيين في المواجهة، والأهم هو يقظة جهاز الأمن والمخابرات الذي أثبت بحق مقدرته الفائقة على القيام بواجباته المسندة إليه بالوجه المطلوب، وهو بهذا الإنجاز الاستخباراتي أراد إيصال رسالة مهمة للعدو تؤكد فرض معادلة جديدة على ميدان المواجهة مفادها: “عليكم أيها المجرمون المعتدون أن تستهدفوا ما سبق لتابعكم السعودي استهدافه. عليكم أن تقاتلوا الشعب اليمني وجيشه العظيم كالأعمى دون أن يكون لديكم بنك أهداف في اليمن وهذا ما سنفرضه عليكم اليوم لننتصر عليكم شئتم ذلك أم أبيتم.”

وختامًا تنبغي الإشارة إلى أن البيان الأمني الصادر عن جهاز الأمن والمخابرات اليوم، شكل فضيحة مدوية للنظام السعودي الذي لا يتحرك في عدائه للشعب اليمني إلا من واقع تبعيته العمياء للغرب ومن واقع حقده على الشعب اليمني برمته، وهذا ما تجسد واقعًا حيًا في عدوانه العبثي الذي شنه على اليمن طيلة أحد عشر عامًا خلت، واستخدم خلاله كل الوسائل والإمكانات المتطورة لإخضاع الشعب اليمني ولكن هيهات.. ففي نهاية الأمر كانت الخيبات تلاحقه والهزيمة حظه التعس الذي لا مفر منه، وكل ذلك بالتأكيد لم يكن إلا بفضلٍ وتمكينٍ من الله القدير وبفضل الإيمان الصادق للشعب اليمني وثقته القوية بالله تعالى وحتمية نصره الذي وعد به عباده المؤمنين.

نقلا عن موقع المسيرة نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جهاز الأمن والمخابرات بنک أهداف

إقرأ أيضاً:

اليمن يواجه خطر الهيمنة العسكرية متعددة الأطراف

ثمة موجة من التفاؤل لدى اليمنيين بشأن قرب انتهاء سنوات من الصراع والفوضى والأزمات المركبة الناجمة عنها في بلدهم، على ضوء ما تحقق في سوريا، حيث بدت الأمور هناك على مدى سنوات أكثر تعقيدا مما عليه في اليمن، وهذا أمر يحتاج إلى مزيد من التدقيق في صحته، على ضوء الوقائع الماثلة على الساحة اليمن وحيث يبدو الحوثيون أحد التحديات الصعبة، فيما تحيط باليمن تحدياتٌ أخطرها على الإطلاق الهيمنة العسكرية متعددة الأطراف.

تشير الدلائل إلى تضاؤل كبير في جهوزية السلطة الشرعية لقيادة عملية عسكرية تطيح بنفوذ الحوثيين العسكري والسياسي في شمال اليمن، بالنظر إلى استمرار وقوع هذه السلطة تحت ظرف عبثي ضاغط؛ يعزز إمكانية تشظيها في أية لحظة إلى مكوناتها الأولوية المتمثلة في تشكيلات تعمل تحت الإشراف الكامل إما للإمارات أو للسعودية وتتبنى مشاريع عبثية، وتقع تحت تأثير الصراع المكتوم على النفوذ بين الرياض وأبو ظبي.

تضاؤل كبير في جهوزية السلطة الشرعية لقيادة عملية عسكرية تطيح بنفوذ الحوثيين العسكري والسياسي في شمال اليمن، بالنظر إلى استمرار وقوع هذه السلطة تحت ظرف عبثي ضاغط؛ يعزز إمكانية تشظيها في أية لحظة إلى مكوناتها الأولوية المتمثلة في تشكيلات تعمل تحت الإشراف الكامل إما للإمارات أو للسعودية وتتبنى مشاريع عبثية
ووضع كهذا يقلل من إمكانية التطبيق المحتمل للسيناريو المثالي العالق في أذهاننا، والمرتبط بإمكانية اتحاد القوى العسكرية المتنافرة تحت مظلة الشرعية، وانسجام الموقف الإقليمي وتوفر التوافق الدولي حول مرحلة ما بعد استعادة صنعاء، مع التأكيد هنا على أن هذا السيناريو موضوعي وليس فقط مثاليا، وهو متاح إذا أخذنا بعين الاعتبار الإمكانيات المتاحة وكفاءته في إنهاء التحديات الناجمة عن وجود جماعة سياسية عسكرية طائفية مرتبطة بإيران وتتحكم بشكل كامل بجزء هام واستراتيجي من اليمن وتخضعه للأولويات الجيوسياسية لإيران؛ بكل ما تمثله هذه الأولويات من مخاطر على الأمن الإقليمي وعلى مستقبل المنطقة.

تتوفر لدى السعودية حزمة من الخيارات الخادعة للتعامل المريح مع الأزمة والحرب في اليمن، في ظل انخراط الولايات المتحدة الأمريكية، قائدة ما يسمى تحالف "حارس الازدهار"، وعدد من دول الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بمهمة "أسبيدس" المخصصة لصد الهجمات الحوثية على السفن العابرة للبحر الأحمر، والهجمات الجوية الإسرائيلية على اليمن. فالسعودية لم تعد بفعل هذه التطورات تحت ضغط الذهاب الاضطراري لتوقيع اتفاق خارطة طريق مع الحوثيين، لتجنب عقوبات أمريكية، وسيناريو الانكشاف الاستراتيجي المحتمل أمام إيران ومليشياتها، على النحو الذي كشفت عنه الهجمات الخطيرة على أكبر منشآت المملكة النفطية في "خريص" و"بقيق" في أيلول/ سبتمبر 2019، كما لم تعد خارطة الطريق إحدى الحلول المتاحة، لا لتحقيق السلام في اليمن ولا لاحتواء النشاط العسكري للحوثيين.

إيران والحوثيون من جهتهم يدافعون بشراسة عن هدفين أساسيين؛ أولهما هو أمن إيران والآخر هو المشروع الجيوسياسي للحوثيين في اليمن، ويقومون بذلك عبر استراتيجية التصعيد والهجوم على المستعمرات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، وهم على يقين بأن هذا هو الخيار الوحيد المتاح للدفاع عن خياراتهم، يحدوهم اليقين بأن تغيير الوقائع في اليمن لن يتم فقط عبر تحييد قوة الحوثيين العسكرية، بل عبر توفر أرضية توافقية حول شكل اليمن المستقبلي فيما لو تقرر التعامل عن طريق الحسم العسكري ضدهم.

إيران والحوثيون من جهتهم يدافعون بشراسة عن هدفين أساسيين؛ أولهما هو أمن إيران والآخر هو المشروع الجيوسياسي للحوثيين في اليمن، ويقومون بذلك عبر استراتيجية التصعيد والهجوم على المستعمرات الإسرائيلية
السعودية في ضوء هذا المناخ المريح اعتمدت نهجا براجماتيا، يسمح بإدارة المشهد اليمني بما يتفق مع مصالحها، وهذا يفسر لماذا نقل المتحدث باسم جماعة الحوثي مقر إقامته من مسقط إلى الرياض، محملا بتطمينات والتزامات وتنازلات لتحفيز القيادة السعودية على إعادة مباشرة العمل بخارطة الطريق بصفتها صفقة ثنائية بين الرياض وصنعاء.

وفي الوقت نفسه، بدأت الرياض بتصدير وعود للقوى اليمنية بشأن مخطط محتمل للحسم العسكري مع جماعة الحوثي، وهذه الوعود لا تتوفر مؤشرات تدعمها على أرض الواقع حتى الآن، بل على العكس، هناك اضطراب وانهيار معيشي وتهاوٍ مريع في حياة سكان العاصمة المؤقتة عدن؛ بسبب انقطاع الكهرباء الطويل نتيجة عدم وجود وقود، في ضوء التصعيد الذي يقوم به ما يسمى حلف قبائل حضرموت بزعامة عمرو بن حبريش.

على أن الحسم العسكري ليس مستبعدا، وفي هذه الحالة دعونا نفترض أن ثمة مخططا سريا يجري تنفيذه بعيدا عن الأنظار؛ من أبرز التوقعات بشأنه إمكانية تحريك جبهة الساحل الغربي بهدف استعادة مدينة وموانئ الحديدة، بالتزامن مع تحريك جبهات أخرى، مع إبقاء المعركة ونتائجها السياسية رهن الإرادة السعودية والإقليمية والدولية، ومن شروط نجاح هذ السيناريو وجود تفاهمات مشتركة سعودية إماراتية. وهذا يقودنا إلى ضرورة التنبيه إلى الخطر الكامن الناجم عن غياب إرادة وطنية وقيادة يمنية كفؤة وقوة صلبة في حالة جهوزية كاملة للحسم، وجعل كل مفاعيل المعركة تحت تصرف اليمنيين وليست منحة قابلة للاسترجاع من قبل الداعمين، خصوصا في اللحظات الحاسمة.

الخطر الأكبر يأتي من إمكانية نجاح المقاربة الإماراتية للأزمة اليمنية، والتي قد تجرُّ معها واشنطن وتل أبيب إلى التعامل العسكري الجوي مع الحوثيين على قاعدة من التنسيق اللوجيستي مع الإمارات، لتحقيق هدف إضعاف الحوثيين واحتوائهم، وليس لإرساء سلام دائم في اليمن
على أن الخطر الأكبر يأتي من إمكانية نجاح المقاربة الإماراتية للأزمة اليمنية، والتي قد تجرُّ معها واشنطن وتل أبيب إلى التعامل العسكري الجوي مع الحوثيين على قاعدة من التنسيق اللوجيستي مع الإمارات، لتحقيق هدف إضعاف الحوثيين واحتوائهم، وليس لإرساء سلام دائم في اليمن يكون قادرا على إزالة ركام المشاريع التخريبية التي وضعت على الساحة اليمنية منذ عشرة أعوام.

ويمكن النظر إلى المطار العسكري الجديد الذي أنشأته الإمارات في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة أرخبيل سقطرى، بطول 2400 متر، مع مرافق ومنشآت أخرى مساعدة ورصيف بحري في الجزيرة، باعتباره الخطوة الأكثر عملية باتجاه تعزيز الشراكة الإماراتية الأمريكية، لتحقيق هدف التحكم العسكري متعدد الأطراف وطويل الأمد باليمن، والاستفراد بمزاياه الجيوسياسية، وتعزيز الأطماع الخطيرة لدولة الإمارات خصوصا بأرخبيل سقطرى.

ولا ندري هل يمثل التحرك السعودي الأخير في أرخبيل سقطرى عبر إقامة مشاريع خدمية ودعوة مسؤولين من الحكومة لزيارة الأرخبيل وافتتاح تلك المشاريع؛ جزءا من إجراء وقائي لتحجيم الادعاءات الإماراتية بالسيطرة على الأرخبيل وحرمان الإمارات من زيادة حصتها في التحكم بالمشهد اليمني، استنادا إلى التنسيق مع القوة الأمريكية وإلى التحالف الوثيق بين أبوظبي وتل أبيب، وهل يكفي التحرك السعودي الناعم هذا لتحييد الطموحات الإماراتية؟

x.com/yaseentamimi68

مقالات مشابهة

  • معهد “الأمن القومي” الإسرائيلي: من المستحيل تقريبًا إنشاء معادلة ردع ضد اليمنيين
  • سابقة تاريخية.. الأندية اليمنية تتقدم بشكوى أمام “كاس” ضد قيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم
  • ما هو جهاز المخابرات البريطاني (MI6)؟
  • بشأن اليمن.. ما الذي تريده “إسرائيل” من “ترامب” فور وصوله الى السلطة..!
  • صواريخ اليمن تضرب العمق الصهيوني: معادلة جديدة تربك الاحتلال
  • مسؤول أردني: القوات اليمنية دمرت الردع الإسرائيلي الذي أصبح في عداد المجهول
  • صحيفة “تلغراف” نقلا عن الاستخبارات الصهيونية : اليمن فاجأ “إسرائيل”
  • اليمن يواجه خطر الهيمنة العسكرية متعددة الأطراف
  • زاخاروفا: أحد أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا هو نزع السلاح