لندن- أطلقت شرطة لندن، أمس الأحد، سراح الناشطة اليهودية ضد الحركة الصهيونية ياعل كاهن بعد اعتقالها واستجوابها. وكانت كاهن قد أضربت عن الطعام والنوم فور دخولها مقر الاحتجاز.

وعن تفاصيل إيقافها، تقول الناشطة للجزيرة نت إنها كانت "مراقبة طوال الوقت وتشعر بعدم الخصوصية حتى لقضاء حاجتها في زنزانة حبسها الانفرادي".

وأوضح المتحدث باسم شرطة لندن للجزيرة نت أنه "في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، كان الضباط حاضرين في احتجاج أسبوعي في منطقة سويس كوتيدج شمال العاصمة لتسهيله، وتم القبض على أحد المتحدثين بمجرد انتهاء الحدث للاشتباه في ارتكاب جريمة عنصرية مشددة بموجب قانون النظام العام، بعد تقديم شكوى إلى الضباط".

وأضاف "تم نقل المرأة (71 عاما) إلى مركز الشرطة واستجوابها. وتم إطلاق سراحها منذ ذلك الحين بكفالة في انتظار مزيد من التحقيقات".

Arrested last night at the IJAN protest, Jewish Israeli anti-Zionist @YaelKahn was just released after a nonstop protest at the police station took place through the night & day. She is not charged, but is under investigation. pic.twitter.com/kfCz0rs2e7

— IJAN (@IJAN_Network) January 4, 2025

تجربة صادمة

ووصفت ياعل تجربتها بالصادمة وأكدت أن "سوء المعاملة والانتهاكات لن تثنينا ولن نيأس، هذا الإيقاف لا يقارن باعتقال نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عندما احتُجزت بعد أن شكوا أني مسلمة حيث أربكتهم كنيتي كاهن وظنوا أنها "خان"، وأُصبت في ذراعي".

إعلان

ويقول سام ونستون، من الشبكة اليهودية الدولية لمناهضة الصهيونية، للجزيرة نت "لدينا حكومة صهيونية تأخذ بعض تعليماتها من القدس والسفارة الإسرائيلية، لا حياد هنا".

وأكد أنهم غاضبون لاعتقال كاهن "لمجرد أنها قارنت بين أفعال النازيين والإبادة الجماعية المروعة التي تُرتكب في غزة، إن المذبحة التي راح ضحيتها في الغالب نساء وأطفال تقل أعمارهم عن عام واحد على يد الدولة الإسرائيلية، تستحق مقارنتها بكل أبشع الجرائم في التاريخ".

وتابع "اعتقالها هو محاولة لإسكات حركتنا المتنامية ضد الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بدعم سياسي نشط وإمدادات عسكرية من حكومات غربية عديدة، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة".

كاهن أسهمت في إطلاق سراح أسيرات فلسطينيات من سجون الاحتلال (غيتي) دور بارز

ولعبت الناشطة اليهودية كاهن دورا بارزا في حملة الإفراج عن أسيرات فلسطينيات من السجون الإسرائيلية خلال الانتفاضة الأولى. وكشفت للجزيرة نت عن دورها في فك أسر 3 سيدات من عائلة القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد محمد المبحوح، وانتقدت سياسة إسرائيل "باعتقال نساء المطلوبين لديها لإجبارهم على تسليم أنفسهم".

وأوضحت أنها لم تتدخل في معرفة التفاصيل، لكنها علمت لاحقا أن "المبحوح وأخاه مطلوبان على خلفية خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين آفي سبورتس وإيلان سعدون عام 1988″. ونفت أي تواصل معهما أو مع أي من المطلوبين وأن جل نشاطها وتعاونها مع نساء فلسطينيات.

ووفقا لها، أسرت إسرائيل حينها والدة الأخوين المبحوح المسنة وزوجتيهما، وكان لهما أطفال رضع، و"فصلت المرضعة عن طفلها بكل قسوة، وتدخلت المحامية الإسرائيلية تامار بيليج وضغطت على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح النساء، وبدلا من وقف هذه الممارسة غير القانونية، قننت (إسرائيل) عمليات أسر زوجات وأمهات الفلسطينيين المطلوبين لديها".

إعلان

وأوضحت ياعل أنها "ما زالت تتذكر بوضوح أول أسيرة فلسطينية حامل أسهمت في إطلاق سراحها عام 1988، وبيّن البحث في سجلات الأسيرات وجود ناشطة تحمل نفس الاسم اعتقلت في العام نفسه وهي حامل بشهرها السابع، أنجبت طفلها بعد تعذيبها وضربها من قبل المحققات لإجهاضه، لكنها أنجبته وهي مقيدة اليدين ودون مساعدة طبية، واستشهد ابنها في الحرب على غزة سنة 2015".

وأكدت كاهن أنه "لا يمكن لأي تهديدات أو قمع أن يمنعني من قول كلمة إسرائيل النازية، يمكنهم قطع لساني كما فعل الفاشيون مع المغني والشاعر فيكتور جارا، لكنني سأستمر في التحدث ضد إسرائيل الصهيونية وفي دعم الفلسطينيين".

مخاوف

وتثير قصة هذه الناشطة مخاوف جدية بشأن معاملة اليهود المناهضين للصهيونية في لندن، لا سيما بعد اعتقال أستاذ التاريخ حاييم بريشيث، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي تعرض "لظروف احتجاز صعبة حيث مُنع من أدويته الخاصة به لأكثر من 10 ساعات وهو مريض قلب وسرطان، وتم تطبيق قوانين الإرهاب عليه".

وبسؤال شرطة لندن عن تاريخ وظروف احتجاز بريشيث، قالت إنه "تمت رؤيته من قبل أحد المتخصصين في الرعاية الصحية الذي ساعد في إعطائه الدواء المطلوب، بعد أن ذهب الضباط لاعتقاله من منزله". فيما أكد بريشيث للجزيرة نت أن "ذلك تم متأخرا بعد أكثر من 12 ساعة من احتجازه".

وتتشابه قصة بريشيث وكاهن بشدة في كونهما أبناء ناجيين من "الهولوكوست" وترعرعا في فلسطين، حيث نشأ بريشيث في جباليا، وياعل في حيفا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

"الجنائية الدولية" في مرمى اتهام إيطاليا بسبب مسؤول ليبي (تفاصيل)

اتهمت الحكومة الإيطالية، اليوم الأربعاء، المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب "أخطاء" في مذكرة التوقيف بحق رئيس الشرطة القضائية الليبية أسامة المصري نجيم، وهو ما أدى إلى إطلاق سراحه وترحيله إلى ليبيا.

ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن وزير العدل الإيطالي كارلو نورديو، تصريحات أدلى بها في كلمته أمام مجلس النواب الإيطالي، أوضح خلالها أن "مذكرة التوقيف التي أحالتها المحكمة إلى روما، في يناير(كانون الثاني) الماضي، بعد توقيف السلطات في تورينو للمسؤول الليبي المطلوب بتهمة ارتكاب جرائم حرب، كانت غير دقيقة وتتضمن ثغرات وتناقضات واستنتاجات متناقضة".

وأضاف نورديو أن "الوثيقة تفتقر إلى الدقة في تحديد التواريخ، التي يُفترض أن يكون المسؤول الليبي قد ارتكب خلالها الجرائم المنسوبة إليه"، مشيراً إلى أنها أوردت وقائع بدأت في فبراير2011 أو فبراير 2015، وهو ما اعتبره "تناقضات جسيمة".

وأشار الوزير الإيطالي إلى مشاكل أخرى في الوثيقة، من بينها أنها كُتبت باللغة الإنجليزية مع وجود مقتطفات باللغة العربية، وهو ما اعتبره "مشاكل في الجوهر والشكل".

من جانبه، أكد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، أن قرار ترحيل نجيم، جاء نظراً لاعتباره "يشكل خطراً"، كما نفى "وجود أي تعاون بين نجيم وإيطاليا، للمساعدة في السيطرة على تدفقات المهاجرين من ليبيا، أو أن روما تعرضت لضغوط خارجية لإطلاق سراحه".

من ناحية أخرى، طالبت المحكمة الجنائية الدولية بمعرفة الأسباب، التي استندت عليها إيطاليا، في إطلاق سراح نجيم، مؤكدةً أن روما سمحت له بالرحيل دون أي تشاور معها.

ورفض قادة المعارضة الإيطالية التفسيرات التي قدمها الوزيران، وطالبوا رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني، بالحضور شخصياً لشرح قرار الحكومة.

وفي وقت سابق، أفادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بأنها تخضع لتحقيق قضائي بسبب قرار الحكومة الإفراج عن أسامة المصري نجيم.

وقالت ميلوني، في مقطع فيديو نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنها "لن تخضع للابتزاز، ولن تسمح بأن يتم ترهيبها"، على حد قولها.

وأوضحت ميلوني أنها تخضع لتحقيق من المدعي العام في روما، فرانشيسكو لي فوي، عن التهم الموجهة إليها بالمساعدة والتحريض على ارتكاب جريمة وإساءة استخدام أموال عامة.

مقالات مشابهة

  • أقوى تعليق.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل بيان الخارجية المصرية ردا على التصريحات الإسرائيلية.. (فيديو)
  • إسرائيل تُواصل اعتقال الفلسطينيين في الضفة
  • وفاة كاهن من إيبارشية حلوان .. والبابا تواضروس يقدم التعزية
  • "الجنائية الدولية" في مرمى اتهام إيطاليا بسبب مسؤول ليبي (تفاصيل)
  • «غزة والضفة» لفلسطين.. رفض دولي لـ«التهجير» (ملف خاص)
  • صنعاء : الحوثيون يفرجون عن الناشطة سحر الخولاني
  • تفاصيل وأهداف عملية السور الحديدي الإسرائيلية شمال الضفة الغربية
  • صنعاء.. إطلاق سراح الناشطة سحر الخولاني من سجون الحوثيين
  • ناشطة يهودية: إسرائيل أكذوبة صهيونية والعلم الفلسطيني يمثلني (فيديو)
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية