عضو العالمي للفتوى: "شاوروهن وخالفوهن" حديث مزور
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن هناك العديد من المفاهيم المغلوطة المنتشرة حول دور المرأة في الحياة الزوجية، خاصة فيما يتعلق بمشورة الزوجة وآرائها.
وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، بحلقة برنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: "من المهم أن نوضح أن بعض الأقوال التي تُنسب إلى الأحاديث النبوية عن عدم أخذ رأي المرأة أو تقليل قيمتها لا أساس لها من الصحة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا يستشير النساء، كما فعل مع السيدة أم سلمة في مواقف هامة تتعلق بمصير الأمة، وهو ما يعكس احترامه لعقولهن وآرائهن".
وقالت: "الفكرة السائدة التي تقول إن المرأة ناقصة عقل ودين غير صحيحة بالمرة، الشريعة الإسلامية تؤكد أن المرأة شقيقة الرجل، ويجب أن يكون لها حق المشاركة في اتخاذ القرارات، وخاصة في الأمور التي تتعلق بالحياة الزوجية والأسرة.. الإسلام منح المرأة مكانة عظيمة، وأكد على أن عقلها وحكمتها محل تقدير واحترام".
وأضافت: "عندما نتحدث عن التشاور بين الزوجين، نعود إلى ما ذكره القرآن الكريم في قوله: 'وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا'، كما في قوله: 'وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ'، ومن خلال هذه الآيات الكريمة، نعلم أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والمعاملة الحسنة، والتي تشمل التشاور في الأمور التي تهم الأسرة وتؤثر عليها".
وأكدت أن الأحاديث التي تُنسب زورًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مثل "شاوروهن وخالفوهن" أو "من أطاع امرأته كبه الله في النار"، لا أساس لها في السنة النبوية، وأن الإسلام يجعل من المرأة شخصًا ذا قيمة كبيرة، وأن ما يُشاع عن تقليل دورها ليس إلا خرافات لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
"قناة الناس" قناة دينية اجتماعية، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تُعنى بكل ما يهم الناس من أمور دينهم ودنياهم، وترسخ الوعى الدينى الصحيح والقيم والأخلاق بمنهج وسطى رشيد.
وتهدف القناة إلى تحقيق الريادة الإعلامية الدينية، كآلية من آليات الحفاظ على مرجعية مصر فى الفكر الديني المعتدل، من خلال نشر الوعى الديني الرشيد وترسيخه في كل ما يتعلق بالمجتمع من أمور دينه ودنياه، والحفاظ على الهوية وتعزيز الانتماء الوطني.
ولفتت إلى أن الحج للمرأة له شروط خاصة تضمن سلامتها وأمانها أثناء الرحلة، وأكدت أن المرأة إذا حصلت على إذن ولي أمرها وكان هناك ضمانات لأمنها، لا يشترط وجود المحرم.
وقالت: "الأصل في الحج أن المرأة تحتاج إلى إذن ولي أمرها، سواء كان زوجها أو والدها أو أي شخص آخر مسؤول عن ولايتها، كما أن المحرم كان شرطًا لحماية المرأة وضمان أمنها أثناء السفر، لكن مع توفر رفقة آمنة، مثل شركات الطيران التي تنظم رحلات منظمة وتضمن الأمان، يمكن للمرأة أداء الحج دون الحاجة إلى محرم، وهذا قول لعدد من الفقهاء الذين أفتوا بهذا."
وأضافت: "إذا كان هناك ضمانات من حيث الأمان والرفقة الموثوقة، فإن المرأة لا تكون بحاجة إلى محرم، وهو ما يسهل على العديد من السيدات أداء مناسك الحج والعُمرة دون وجود محرم. وبالتالي، إذا توافرت الشروط، يمكنها السفر بحرية، خاصة مع وجود الترتيبات الحالية في تنظيم السفر."
"قناة الناس" قناة دينية اجتماعية، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تُعنى بكل ما يهم الناس من أمور دينهم ودنياهم، وترسخ الوعى الدينى الصحيح والقيم والأخلاق بمنهج وسطى رشيد.
وتهدف القناة إلى تحقيق الريادة الإعلامية الدينية، كآلية من آليات الحفاظ على مرجعية مصر فى الفكر الديني المعتدل، من خلال نشر الوعى الديني الرشيد وترسيخه في كل ما يتعلق بالمجتمع من أمور دينه ودنياه، والحفاظ على الهوية وتعزيز الانتماء الوطني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الأزهر العالمي للفتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الحياة الزوجية المرأة في الحياة الزوجية المراة من أمور التی ت
إقرأ أيضاً:
ثلاثة أماكن في انتظارك !
قضية فهم الحياة على حقيقتها من القضايا الشائكة والمهمة، فقد تكون الحياة بالنسبة «لك ولي ولغيرنا» ما هي إلا مغامرة جريئة، أو لا شيء مهم بالنسبة لنا جميعًا. نعيش يومنا كيفما جاء وكيفما يذهب، يوم عادي وروتين متكرر. لكن التأمل والتدبر فـي نهج الحياة يُشعرنا بأن وراءها سرًا غامضًا وجللًا يصعب فهمه بسهولة.
لقد توصل المفكرون والباحثون إلى حقيقة أخرى، وهي أن الجنس البشري ينقسم إلى نوعين لا ثالث لهما. فالأول يمثل نسبة 95%، وهم الفئة التي تعرف بأنها ليست عظيمة ولن تكون كذلك، لذا يقبلون موقعهم فـي الحياة بترحاب ورضا، ويستمرون فـي عملهم اليومي دون ضجيج أو أسئلة كثيرة. وأكثرهم لا يختلقون المشكلات ولا يقيمون المعضلات، بل ينشدون السكينة. أما النوع الثاني، ويمثله 5% من الناس، فهم من لديهم إحساس محدد بأنهم ينبغي أن يكونوا عظماء، وقد لا يعرفون كيف يحققون ذلك، إلا أنهم ينظرون حولهم ولا يقتنعون ببساطة أن يكونوا مثل الآخرين. لذا تجدهم يسلكون شتى الطرق ويقفزون على أعناق الناس حتى يصلوا إلى ما يريدون الوصول إليه.
يقول وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي فـي مقولة كثر تداولها من عدة مصادر، وردت كثيرًا على ألسنة الناس فـي مواقع مختلفة، لكن قرداحي أقنعني بأنه هو قائلها لأنه يفسرها أكثر من غيره، حيث يقول: «حتى تفهم الحياة أكثر، عليك زيارة ثلاثة أماكن: المستشفى، السجن، والمقبرة». ويفسر قرداحي ذلك قائلًا: فـي المستشفى ستفهم أن لا شيء فـي الدنيا أهم من الصحة، وفـي السجن ستشعر بمعنى الحرية الحقيقية، الحرية التي لا تُقدّر بثمن، وفـي المقبرة ستدرك أن هذه الحياة بكل متاعها وصراعاتها لا تساوي شيئًا، فعِش حياتك على أكمل وجه، لأنك لا تعرف أبدًا ما يخبئه لك القدر، والأرض التي تمشي عليها اليوم ستكون سقفا لك غدًا.
إذن، نمط الحياة وحقيقتها يختلف من موقع إلى آخر ومن نظرة إلى أخرى، لكن جميع البشر باختلاف طوائفهم وألوانهم وعشائرهم ينطلقون إلى مآربهم من خلال كونهم «أحياء يُرزقون»، ويسعون على هذه الأرض، ويعيشون دورة حياتهم وفق ما قُدّر لهم العيش فـيها، سواء رضوا بما قُدّر لهم أم لم يرضوا.
أما التضاد فـي نظرة الناس إلى مفهوم الحياة، فـيأتي من خلال مدى تفاعلهم معها أو مع بعضهم البعض، سواء فـي لحظات الحزن أو الفرح أو مع أي من مبهجات الحياة، فهذا أمر آخر. فهناك حقائق صادمة قد تستخلصها أنت بنفسك، وذلك من خلال سيرك اليومي فـي طرقات الحياة أو من نظرة الآخرين إليك. فعلى سبيل المثال، تكتشف كيف تتقاذفك الأقدار من حال إلى آخر، وكأنك فـي يمّ واسع، تبحر مع زمرة الناس، لكنك تعاني وتشعر بمعاناتك بنفسك.
أما نظرة الآخرين إليك، فتراها من خلال عيون الناس: فمنهم من يراك أطيب خلق الله على الأرض، ومنهم من يراك أكثرهم شرًا وعدائية من أي كائن تدفعه غريزة البقاء وإزاحة الآخرين من طريقه. وأيضًا ستلتقي بمن يراك غليظ القلب، صعب المراس، وأقسى الناس فـي تعامل، وقد يراك أكثرهم لينًا ودودًا. إذن، أنت بين مفترق طريقين: إما أن تكون أجمل الناس، أو أسوأهم على الإطلاق.
وفـي رحلة الحياة، ستلتقي بمن يستنفذ كل الكلمات التي تعبر بها عن الجمال فـي وصفك خَلقًا وخُلقًا، وبمن لا يكف عن نقدك... وستلتقي بمن يمدحك ويمدح أفعالك ويسرد للآخرين كيف أنت تبدو على حقيقتك، وستعلم بمن لا يكف عن ذمّك فـي غيابك. فـي حياتك، ستلتقي بكل شخصية وعكسها، فلا تُبَالِ لكل ما يُقال عنك، فقط عليك أن تمضي فـي طريقك، ولكن لا تُغْمِض عينيك عن أخطائك تجاه الآخرين، اجعل صفحتك نقية بيضاء، سواء فـي أقوالك أو أفعالك. أما الأخطاء، فهي أمر لا دخل لك فـيه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون». أخرجه الترمذي وغيره.
الخلاصة التي أشار إليها العقلاء تحضنا على النظر بعمق من خلال بؤرة الثقة بالنفس، وعدم الحيرة فـي الأمر، والعلم بأن العيب فـيمن يعيب، وأن كل امرئ يرى الناس بعين طبعه.