التقليل من شرب الكحول.. مفتاح لصحة أفضل
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أوضح الخبراء، أن الدراسات الحديثة تتناقض مع المعتقدات السابقة التي كانت تشير إلى أن الاعتدال في شرب الكحول قد يكون له فوائد لصحة القلب. فقد كشفت الأبحاث أن الكحول يرتبط بأكثر من 200 حالة صحية سلبية، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور تيموثي نايمي، مدير المعهد الكندي لأبحاث المواد المخدرة في جامعة فيكتوريا في كولومبيا البريطانية، أن تقليل استهلاك الكحول يعد وسيلة فعالة لتحسين الصحة العامة.
وأشار نايمي إلى أن الكحول يتحلل في الجسم إلى مادة تعرف بالأسيتالديهيد، التي تضر الخلايا وتمنع قدرتها على الإصلاح، مما يهيئ بيئة مواتية لنمو السرطان. وأوضح أن شرب الكحول يزيد من خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان مثل سرطان القولون والكبد والثدي والفم والحلق.
وأكد نايمي أن اتباع الإرشادات الغذائية الحكومية في الولايات المتحدة، والتي توصي بأن يتناول الرجال مشروبين أو أقل في اليوم، والنساء مشروبا واحدا أو أقل، يمكن أن يمنع آلاف الوفيات سنويا.
وقد اقترحت لجنة استشارية، عمل بها نايمي، تقليص التوصية الأمريكية المتعلقة بشرب الكحول، بحيث لا يتجاوز استهلاك الرجال مشروبا واحدا فقط في اليوم. ولكن هذا الاقتراح قوبل بالرفض عندما تم إصدار التوصيات الفيدرالية في عام 2020.
وفي هذا الصدد، أضاف نايمي: "الرسالة البسيطة والأكثر تأكيدا هي أن التقليل من شرب الكحول أفضل صحيا، إذا كنت تشربه".
وكان الجراح العام الأمريكي، الدكتور فيفيك مورثي، قد دعا يوم الجمعة إلى تحديث الملصق التحذيري الصحي على المشروبات الكحولية ليشمل تحذيرًا بشأن خطر الإصابة بالسرطان. ولتنفيذ هذه الخطوة، يحتاج الأمر إلى موافقة الكونغرس.
وكتب مورثي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "بينما تفكر في ما إذا كنت ستشرب أو مقدار ما ستشرب، تذكر أن الأقل هو الأفضل عندما يتعلق الأمر بمخاطر الإصابة بالسرطان".
هل الشرب المعتدل صحي؟توجد دراسات تقارن بين مجموعات من الأشخاص بناءً على كمية استهلاكهم للكحول، وتشير إلى بعض الفوائد المحتملة للاعتدال في الشرب، لكن الطبيب نايمي أشار إلى أن هذه الدراسات لا يمكن الاعتماد عليها بالكامل، حيث يصعب ضمان عشوائية النتائج.
كما أضاف نايمي أن هناك مشكلة أخرى في هذه الدراسات، وهي أن معظمها لم تشمل فئات عمرية أصغر. وأوضح أن نحو نصف الأشخاص الذين يموتون نتيجة أسباب مرتبطة بالكحول يفقدون حياتهم قبل بلوغ سن الـ50 عامًا.
Relatedكيف تغيرت عادات شرب الكحول في أوروبا؟ اكتشف أكثر الدول استهلاكًا للمشروبات الروحيةتغريم ثلاث شركات كحول في البرتغال لاستخدامها العلم الوطني في الترويج لمنتجاتهامدن عالمية تفرض حظراً على الكحول ليلة رأس السنة وقيود صارمة تنتظركم!وتوجد دراسات أخرى تناقض الفكرة السائدة حول فوائد الكحول، حيث تقارن بين الأشخاص الذين يحملون متغيرا جينيا يجعل شرب الكحول غير مستحب، والأشخاص الذين لا يحملون هذا المتغير.
يميل الأفراد الذين يمتلكون هذا المتغير الجيني إلى شرب كميات قليلة جدا من الكحول أو تجنب شربه تماما. وأظهرت إحدى الدراسات أن هؤلاء الأشخاص أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، ما يشكل دحضا إضافيا للفكرة القائلة بأن الكحول يمكن أن يحمي من مشاكل القلب.
التوجه العام الإرشاداترغم وجود اختلافات على الصعيد العالمي، إلا أن الاتجاه العام يميل إلى تقليص استهلاك الكحول. فقد خفضت المملكة المتحدة وفرنسا، والدنمارك، وهولندا، وأستراليا توصياتها المتعلقة باستهلاك الكحول. كما أعلنت إيرلندا أنها ستبدأ فرض ملصقات تحذيرية من السرطان على مشروبات الكحول اعتبارا من عام 2026.
وأوضحت كارينا فيريرا بورغيس، المستشارة الإقليمية للكحول في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، قائلة: "لقد تغير الإجماع العلمي بسبب الأدلة القوية التي تربط الكحول بأكثر من 200 حالة صحية، بما في ذلك السرطانات وأمراض القلب والأوعية الدموية والإصابات".
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فرصة تاريخية لليمين المتطرف.. رئيس النمسا يكلف هربرت كيكل بتشكيل حكومة جديدة الصحة العالمية تكشف الحقيقة وراء "المرض الغامض" في الكونغو.. هل هو مزيج من الملاريا والإنفلونزا؟ شاهد: لحظات هروب مدير منظمة الصحة العالمية من مطار صنعاء أثناء القصف الإسرائيلي وفاةسرطانكحولسرطان الثديالصحةمرضالمصدر: euronews
كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا دونالد ترامب أوكرانيا ألمانيا إسرائيل بشار الأسد سوريا دونالد ترامب أوكرانيا ألمانيا إسرائيل وفاة سرطان كحول سرطان الثدي الصحة مرض بشار الأسد سوريا دونالد ترامب أوكرانيا ألمانيا إسرائيل روسيا فرنسا أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في سوريا هجوم یعرض الآن Next شرب الکحول استهلاک ا
إقرأ أيضاً:
نمط الحياة الصحي مفتاح الوقاية من الأمراض المزمنة
أكد خبراء مشاركون في «تخطي حدود العمر: علوم واستراتيجيات الحياة الصحية المديدة» ضمن أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، أن الاكتشاف المبكر لأمراض مثل الزهايمر وسرطان الثدي، يُسهم في فهم أعمق لآليات تطورها وتأثيرها على المدى البعيد، وأن 80% من أمراض القلب و90% من حالات السكري يمكن الوقاية منها من خلال تبني نمط حياة صحي.
وأشارت كل من الدكتورة نيكول سيروتين، الرئيس التنفيذي لمعهد الحياة الصحية في أبوظبي، وتوني تيرزيس، نائب الرئيس المساعد للشؤون الطبية لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، إلى جهود دائرة الصحة في أبوظبي بالتعاون مع معهد الحياة الصحية والجمعية العالمية لطب طول العمر الصحي، في تطوير نماذج رعاية قابلة للتطبيق على نطاق واسع، تشمل تجارب سريرية واقعية تستند إلى بيانات محلية.
كما شدد المشاركون على أهمية تسريع نقل الابتكارات الطبية من المختبرات إلى المرضى، مشيدين بتجربة الإمارات في تسهيل الوصول العادل للعلاجات، حيث تم تقليص مدة المرحلة الثالثة من التجارب السريرية من 12 إلى 6 سنوات، مما يسرّع وصول الأدوية الحديثة إلى المستفيدين.
ولفت المتحدثون إلى أهمية توفر مؤشرات حيوية دقيقة، والحاجة إلى أطباء متمرسين قادرين على تطبيق هذه الابتكارات، مع التشديد على ضرورة الاستثمار في تدريب الكوادر الطبية، خاصة في تخصصات طب الأسرة والباطنة.
وأكد الخبراء أهمية إدراك الحكومات لقيمة طب طول العمر الوقائي، مشيدين بتجربة أبوظبي ودول الخليج في تبني هذه الرؤية ودمجها ضمن السياسات الصحية الوطنية.
وأشاروا إلى أن التركيز على الوقاية وتبني أنماط حياة صحية يمكن أن يسهم بشكل كبير في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة، بل وقد يطيل متوسط عمر الإنسان بما يصل إلى 25 عاماً.
وأكد المشاركون أن الوقاية باتت تمثل مجالاً واعداً يشهد نمواً متسارعاً، في ظل التحول من نموذج الرعاية القائم على «الاستجابة للأمراض» إلى نهج يركز على تعزيز الصحة والوقاية.