تركيا تريد ترسيم الحدود مع سوريا للاستحواذ على ثروة هائلة من الغاز
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
6 يناير، 2025
بغداد/المسلة: أثار تصريح وزير النقل والبنية التحتية التركي أورال أوغلو حول إمكانية التفاوض مع سوريا بشأن ترسيم الحدود البحرية في شرق المتوسط جدلاً واسعاً. التصريح، يُلمح إلى احتمالية اتفاق قد يعزز نفوذ البلدين في استكشاف موارد الطاقة، إذا ما تم التوصل إليه.
أكد أوغلو أن بلاده تأمل في التفاهم مع نظام سوري جديد مستقر لتوسيع مناطق التنقيب عن النفط والغاز.
تصريحات الوزير التركي وضعت سيناريوهات متفائلة بالنسبة لأنقرة، إذ يرى محللون أن أي اتفاق قد يمنحها فرصة لتعزيز حضورها في المتوسط على غرار اتفاقها البحري المثير للجدل مع ليبيا عام 2019.
يُذكر أن المسح الجيولوجي الأميركي قدّر في سنة 2010 إجمالي ما تحتويه منطقة حوض الشام من جهة البحر المتوسط، والتي تطل عليها مصر ولبنان وسوريا وفلسطين وتركيا وإسرائيل بـ3450 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، و1.7 مليار برميل من النفط.
قلق إقليمي وتوتر دبلوماسي
على الجانب الآخر، أثارت هذه التصريحات قلقاً إقليمياً، حيث اعتُبر أي تقارب تركي-سوري في هذا الشأن تهديداً للتوازنات الجيوسياسية. تحركات دبلوماسية مكثفة بدأت داخل الاتحاد الأوروبي، وسط اعتراضات على الخطوة التركية المحتملة، التي وُصفت بـ”غير القانونية” حتى من قبل أثينا ونيقوسيا.
الرفض الإقليمي ليس غريباً على سياسة أنقرة في المتوسط، فقد سبق أن أثارت اتفاقيتها مع ليبيا اعتراضات مشابهة، خاصة أنها تمت مع حكومة لم تكن تمثل إجماعاً داخلياً ليبياً.
مكاسب منتظرة لتركيا وسوريا
مع وجود نظام جديد في سوريا، ترى أنقرة فرصة استراتيجية لإبرام اتفاقيات تعزز مكانتها الإقليمية وتضمن حقوقها في استغلال الموارد الطبيعية. بالنسبة لسوريا، يمثل هذا التحرك نافذة اقتصادية مهمة تتيح استغلال احتياطيات الغاز في شرق المتوسط وربطها بأسواق الطاقة الأوروبية.
يرى محللون أن الشراكة التركية-السورية، إذا ما تمت، ستُحدث توازناً جديداً في شرق المتوسط، أمام قوى إقليمية مثل مصر وإسرائيل، ودول أوروبية كاليونان وفرنسا.
مشهد معقد ومستقبل غامض
يبقى ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وسوريا خطوة مؤجلة، لكنها تحمل في طياتها تأثيرات بعيدة المدى على التنافس الإقليمي في شرق المتوسط. مستقبل هذه الخطوة يعتمد على تغيرات النظام في سوريا، وقدرة الطرفين على التوصل لتفاهمات تصب في مصلحة التعاون، بعيداً عن نزاعات قد تُعمق الصراعات القائمة في المنطقة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی شرق المتوسط
إقرأ أيضاً:
تركيا والسعودية تحذران من تصاعد التوترات بغرب سوريا
حذرت تركيا والسعودية، اليوم الجمعة، من تفاقم العنف في سوريا بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في اللاذقية ومحيطها بين القوات الأمنية السورية ومسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد، مما أسفر عن سقوط أكثر من 70 قتيلا. وأكدت الدولتان دعمهما للحكومة السورية الانتقالية، مشددتين على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع أي تصعيد قد يهدد مستقبل البلاد.
وأعربت وزارة الخارجية التركية عن رفضها لأي عمل يستهدف حق السوريين في العيش بسلام، مشيرة إلى أن التوترات الأمنية في غرب سوريا قد تشكل تهديدا لمساعي تحقيق الاستقرار.
وأكد المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كيتشيلي، أن استهداف القوات الأمنية وتقويض سلطة الدولة قد يقوض الجهود الهادفة إلى قيادة سوريا نحو "الوحدة والأخوّة"، محذرا من أن مثل هذه الاستفزازات قد تتحول إلى تهديد واسع للسلام في سوريا والمنطقة.
من جهتها، أدانت السعودية بشدة الهجمات المسلحة التي استهدفت قوات الأمن السورية، ووصفتها بأنها "جرائم ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون".
وأكدت وزارة الخارجية السعودية دعم الرياض الكامل للحكومة السورية في جهودها لـ "حفظ الأمن والاستقرار والسلم الأهلي"، مشددة على أن هذه الأعمال قد تؤدي إلى تقويض العملية السياسية الجارية في البلاد.
إعلانوبدأت الهجمات، وفق مصادر أمنية، من بلدة بيت عانا في ريف اللاذقية، حيث قُتل عنصر أمني وأصيب آخرون، قبل أن يتعرض رتل أمني لكمين في مدينة جبلة أسفر عن مقتل 15 عنصرا من القوات الحكومية.
ويعد هذا التصعيد الأعنف منذ الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/كانون الماضي، حيث يحاول فلول النظام السابق استغلال التوترات الأمنية لإعادة فرض سيطرتهم في بعض المناطق.