وجبات دافئة لأشهر الشتاء.. هكذا تحضّر أطباق الفوندو والروستي السويسرية
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
عند زيارتك لأي مدينة في سويسرا، لا يمكنك إلا أن تلاحظ انصهار الطابع التقليدي والحديث مع نسيج ثقافي فريد ومتنوع، وهذا يجعل التأثيرات التاريخية تتناغم بشكل مثالي مع أنماط الحياة المعاصرة في هذا البلد الألبي.
ومن الشاليهات الجبلية الريفية إلى مطاعم المدن الكبرى، يجمع المطبخ السويسري بين نظيره الألماني والفرنسي وشمال إيطاليا، لكنه يختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى مع تقسيمات اللغة التي تشكل حدودا تقريبية في البلاد.
ومن أكثر جوانب هذه الثقافة شهرة هو طبق الفوندو الذي يجسد روح التميز في الطهي السويسري، فسواء تم الاستمتاع به كطبق رئيس أو وجبة خفيفة، تعتبر هذه الوجبة عنصرا أساسيا في المنازل والمطاعم السويسرية ويوفر طريقة دافئة لمشاركة وجبة مع العائلة والأصدقاء.
وصفة الفوندوالفوندو هو طبق شائع يتناوله السويسريون طوال أشهر الشتاء وحتى في أمسيات الصيف الباردة أحيانا، وهو ليس مجرد طبق جبن عادي، بل هو تجربة اجتماعية تجمع الناس معا في مطعم بجبال الألب أو أثناء التزلج أو في المنزل.
ويتكون هذا الطبق السويسري التقليدي من الجبن المذاب ويقدم في وعاء مشترك يُعرف باسم "الكاكلون" المصنوع من الفخار لأنه يسخن بالتساوي ويحتفظ بالحرارة للاستمتاع بالوجبة لفترة أطول.
إعلانولا توجد وصفة موحدة أو نوع معين للجبن لتحضير الفوندو لكن الطريقة التقليدية الشعبية تتمثل في مزيج متساوٍ من جبن غرويير وفاشرين فريبورغ، ويُعرف باسم "نصف نصف" أو (moitié-moitié).
وعادة ما يضاف النبيذ الأبيض على الجبن المذاب لكن يمكن استبداله بعصير التفاح لإضفاء طعم يميل للحموضة. كما يمكن إضافة الثوم والأعشاب الجبلية والفلفل الحلو أو الحار وجوزة الطيب بحسب الأذواق. وتشمل المرافقات في معظم الأحيان البطاطس والمخلل والبصل اللؤلؤي المخلل.
ويتم استخدام شوكة طويلة لغمس المكعبات الصغيرة للخبز الأبيض أو البني في خليط الجبن الكريمي العطري ويتم تحريك الشوكة لبضع ثوان لتغطية الخبز والسماح له بامتصاص الجبن، مع الحرص على عدم فقدان الخبز داخل الوعاء لأنه يعتبر أمرا غير لائقا ويعاقب عليه السويسريون مازحين بغرامة مثل دفع تكاليف المشروبات أو غسل الأطباق.
تاريخ الفوندو الشهيرويعود أصل كلمة "فوندو" إلى الكلمة الفرنسية "فوندر" (fondre) والتي تعني "الذوبان"، وظهر الطبق في سويسرا في القرن الـ18 كوسيلة للأسر الزراعية لتوسيع مواردها خلال أشهر الشتاء الباردة.
وفي قرى الريف السويسري في جبال الألب، كانت العائلات تتجمع حول الموقد لتناول وجبة بسيطة مكونة من الجبن المتبقي والخبز القديم.
وعلى الرغم من أن أول الوصفات المكتوبة للفوندو ظهرت في كتب الطبخ في فرنسا وبلجيكا، إلا أنها احتفظت بضرورة استخدام جبن غرويير السويسري، لذلك استحق السويسريون الثناء باعتبارهم مبتكري هذا الطبق.
وقد اكتسب الفوندو شهرة على المستوى الوطني في ثلاثينيات القرن الماضي بعد حملة تسويقية شنها اتحاد الجبن السويسري لزيادة استهلاك الجبن في البلاد، لينتشر بعد ذلك إلى حدود أوسع ويصبح رمزا للوحدة والهوية الوطنية وعنصرا أساسيا لا يقتصر على الريف فقط، بل يستمتع به الناس من جميع الأعمار وفئات الدخل.
إعلان أطباق وطنيةومن الأطباق الوطنية الشهيرة في سويسرا، نجد طبق الروستي (أو الروشتي) من البطاطس المبشورة بشكل رقيق والمقلية حتى تصبح مقرمشة وذهبية اللون. وهناك اختلافات إقليمية بشأن المكونات التي يمكن إضافتها، مثل روستي الجبن والبصل، لكن الوصفة التقليدية تستخدم البطاطس فقط.
وتتميز هذه الوصفة اللذيذة بسهولة تحضيرها إذ تعتمد بشكل أساسي على البطاطس والقليل من الزبدة الساخنة للحصول على لونها الذهبي الرائع، ويمكن تقديم الروستي كوجبة فطور أو غداء أو عشاء. كما أنها تحظى بشعبية كبيرة على مدار العام.
وبينما تنتشر رائحة حرق الصنوبر والأخشاب في شوارع مدن سويسرا خلال فصل الشتاء، ستجد رائحة الجبن الراكليت الذائبة من كانتون فاليه منتشرة في المكان، وهو عبارة عن جبن محلي يتم شواؤه ببطء على نار هادئة مع تقطيعه طبقة تلو الأخرى لتغطية البطاطس المسلوقة ومخلل الخيار والبصل.
وتقول الأسطورة إن الفتاة من مدينة بازل السويسرية لا تستطيع الزواج حتى تعرف كيفية تحضير حساء الدقيق المحمص. ورغم وجود طرق لا حصر لها لتحضير الطبق، فإنه يتكون في أبسط صوره من الدقيق والزبدة والبصل ومرق اللحم، مع إضافة القليل من الجبن المبشور.
ويقال أيضا إن الحساء تم صنعه لأول مرة عندما كان أحد الطهاة منشغلا بالدردشة وترك الدقيق ينضج في قدر حتى تحول إلى اللون البني عن طريق الخطأ. ولتصحيح ما حدث، تم تحويله إلى حساء الدقيق المحمص بشكله الحالي الذي لا يزال معتمدا حتى يومنا هذا.
وفي منطقة كانتون تيسينو الناطقة بالإيطالية، اعتاد السكان على تحضير عصيدة الذرة منذ قرون. وتقليديا، يتم طهيها على نار هادئة في مرجل نحاسي حتى تصبح سميكة ودسمة. وأصبح لحم البقر المليء بالنكهات مع عصيدة الذرة من الأطباق الأساسية السويسرية، في مزيج مثالي بين التقاليد الطهوية والأذواق الريفية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
«الزراعة» تعلن عن 617 ألف فدان خالية من العفن البني في البطاطس
كشفت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن زيادة المساحات الخالية من العفن البني في البطاطس، إلى 617 ألف فدان، وذلك من خلال جهود مشروع حصر ومكافحة العفن البني في البطاطس.
يأتي ذلك وفقا لتقرير رسمي تلقاه علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، من الدكتورة نجلاء بلابل مدير المشروع، استعرضت خلاله أبرز أنشطة وجهود المشروع خلال شهر يناير الماضي، حيث يأتي على رأسها تجديد شهادة الاعتماد الدولية طبقا للمواصفة القياسية الايزو، لمعامل المشروع للسنة الخامسة علي التوالي.
ومن جهته أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بالدور الذي تقوم به معامل المشروع، وتجديد الاعتماد الدولي له، للعام الخامس على التوالي، لافتا إلى أن الاعتماد يعد خطوة ضرورية فى ظل فتح الأسواق التصديرية الجديدة وهو دليل على كفاءة وأهلية معامل المشروع لأداء الاختبارات المكلف بها من حيث نظام الإدارة، كفاءة العاملين، كفاءة الأجهزة، متابعة واستخدام الجديد من بروتوكولات الفحص المعتمدة دوليا، فضلا عن إرضاء العميل، والتحسين المستمر للخدمة المقدمة، كذلك التطوير المستمر للأجهزة المعملية ورفع كفاءه العاملين فضلًا عن تطبيق مبادئ الشفافية والحيادية مع جميع السادة المستثمرين.
وأشاد فاروق بكفاءة العاملين بالمعامل والأجهزة الحديثة والبرتوكولات المستخدمة في المشروع كذلك الإمكانيات المتاحة للعاملين لتنفيذ مهام المشروع علي أكمل وجه، مطالبهم ببذل المزيد من الجهد لتحقيق إضافة للدخل القومي.
ومن ناحيتها أكدت بلابل في تقريرها، أنه قد بلغ إجمالي ما تم فحصه ميكروسكوبيا من تقاوي البطاطس المستوردة، حوالي 17 ألف و 566 طن، بإحمالي عدد عينات 805 عينة، ليصبح إجمالي ما تم فحصه منذ بداية الموسم وحتى آخر يناير الماضي حوالي 145 ألف و 251 طن، بإجمالي عدد عينات 6187 عينة.
وأضافت مدير المشروع أنه فيما يتعلق أيضا بفحص بطاطس المائدة المعدة للتصدير لمختلف دول العالم، فبلغ الإجمالي خلال شهر يناير حوالي 78 ألف و 481 طن، بإجمالي عدد عينات 2892 عينة، حيث بلغ إجمالي ما تم فحصه منذ بداية الموسم وحتى نهاية يناير حوالي 103 ألف و 814 طن، بإجمالي عدد عينات 3839 عينة، لافتة إلى أنه تم أيضا الفحص الظاهري للبطاطس عمر 75 يوم من الزراعة، حيث بلغ إجمالي عدد العينات الحقلية للعروة الشتوية 5037 عينة، والعروبة الصيفية 84 عينة.
واوضحت أنه فيما يتعلق بأعمال وحدة الرصد والمتابعة، فإنه يتم مراجعة بيانات الاستمارات المرسلة من التابلت إلى منصة إعداد واستقبال البيانات، فضلا عن إصدار تقارير ومؤشرات أداء لأعمال مهندسي المناطق الخالية، كذلك تم تحميل (754) صورة فضائية، لمتابعة زراعات العروة الشتوية والصيفية لرصد جميع التغيرات داخل المناطق الخالية من حيث: أسلوب الري، التشجير، والمساحة، لافتة إلى أنه تم تأسيس عدد (47 بيفوت) بمساحة (4650) فدان داخل المناطق الخالية ليصبح اجمالي عدد البيفوتات (4114 بيفوت) وعدد الحوش (259 حوشة) داخل قاعدة البيانات الجغرافية وإجمالي مساحة المناطق الخالية (617 ألف فدان).
واضافت بلابل أنه تم أيضا إدخال بيانات زراعات العروة الشتوية (العروة التصديرية) لموسم 2024/2025 في قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل (938 بيفوت) بمساحة (78 ألف) فدان ومازال تحقيق الزراعات مستمراً، كذلك تم إدخال بيانات زراعات العروة الصيفية لموسم 2024/2025 في قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل (69 بيفوت) بمساحة (7 ألاف) فدان ومازال تحقيق الزراعات مستمراً، فضلا عن إجراء تحليلات: ملوحة التربة، كلوروفيل والمحتوى المائي للمجموع الخضري، باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد لزراعات العروة الشتوية والصيفية.
وأشارت إلى أنه تم أيضا إدخال بيانات السحب الحقلي لموسم 2024/2025 في قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل (5037 عينة)، كذلك متابعة الحصاد للعروة الشتوية لموسم 2024/2025 حيث يتم متابعة الحصاد يومياً من خلال منصة planet.
والجدير بالذكر ان المشروع حاصل على شهادة الاعتماد منذ 2020 ويساهم في تحقيق منظومة إنتاج وتصدير البطاطس بطريقة إيجابية بجانب تحقيق أهداف التنمية من خلال الخدمات المختلفة التي يقدمها المشروع وبروتوكولات التعاون مع الجهات المختلفة لدعم وتطوير الاقتصاد القومي.
اقرأ أيضاًوزير الزراعة يستقبل البعثة الإشرافية للإيفاد لاستعراض جهود مشروعات «سيل»
وزير الزراعة يبحث مع الأمين التنفيذي لمرصد الصحراء التعاون في مكافحة التصحر
الزراعة تعلن اجتياز معامل مشروع حصر ومكافحة العفن البني في البطاطس