الولايات المتحدة – اكتشف عالم مصري بقيادة فريق بحثي دولي من جامعة دريكسل الأمريكية بالمشاركة مع المعهد الوطني لفيزياء المواد في بوخارست برومانيا مادة جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وأجرت RT حوارا مع الدكتور حسين بدر الباحث الأول في الدراسة والباحث في هندسة وعلوم النانو وأحد أعضاء مجموعة برسوم في جامعة دريكسل، والذي أكد أن الهيدروجين وقود خال من الانبعاثات الحرارية، المسبب الرئيسي للتغيرات المناخية والاحترار العالمي مثل الفحم والبترول، ولذلك فإن إنتاج الهيدروجين من الماء باستخدام ضوء الشمس كمصدر للطاقة المتجددة هو البديل الأكثر استدامة وصداقة للبيئة.

وأوضح الدكتور حسين بدر أن مادة نانوية أحادية الأبعاد من أكسيد التيتانيوم، تستخدم في إنتاج الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن المحفزات الضوئية مواد تساعد على إتمام التفاعل الضوئي عن طريق امتصاص الفوتونات الضوئية، حيث أن تركيبها الفيزيائي يشمل ما يسمى بنطاق التكافؤ الذي يحتوي على إلكترونات ذات مستوى طاقة منخفض، بالإضافة إلى نطاق التوصيل الذي يحتوي على إلكترونات ذات مستوى طاقة أعلى، ويشار إلى فرق الطاقة بين هذين المستويين بفجوة نطاق الطاقة، وهو المقدار الذي يحدد فعالية المادة كعامل حفز ضوئي، مشيرا إلى أنه عندما يمتص العامل المحفز مقدارا كافيا من الطاقة اللازمة تساوي أو تزيد على فجوة نطاق الطاقة يقفز الإلكترون من مستوى نطاق التكافؤ الأدنى إلى مستوى التوصيل الأعلى تاركا فجوة موجبة الشحنة في نطاق التكافؤ.

وأضاف أن الإلكترون ذا الشحنة السالبة والفجوة ذات الشحنة الموجبة يشكلان طرفي الدائرة الكهربائية على سطح المادة المحفزة، وهذا ما يحدث تماما أثناء عملية فصل الهيدروجين والأكسجين من الماء، إذ تلعب الإلكترونات دورا في اختزال الماء إلى غاز الهيدروجين، فيما تقوم الفجوات الموجبة بأكسدته إلى غاز الأكسجين.

وأضاف الدكتور حسين بدر في حواره مع RT، أن حجم فجوة نطاق الطاقة يحدد أيضا أي الأطوال الموجية للضوء قادرة على إثارة الإلكترونات لبدء هذه التفاعلات، وتتطلب المحفزات الضوئية ذات فجوات نطاق الطاقة الأصغر فوتونات طاقة أقل حتى تتمكن من امتصاص المزيد من طيف الضوء المرئي، وهذا هو مفتاح التحويل الفعال للطاقة الشمسية.

التوصل للاختراع الجديد

وكشف أنه والفريق البحثي نجحوا في التوصل إلى هذا الأمر عن طريق معالجة أكسيد التيتانيوم كيميائيا لتوسيع نطاق امتصاص الضوء، وأسفرت التجارب عن المحفز الضوئي القائم على أكسيد التيتانيوم والقادر على توليد الهيدروجين بكفاءة 10 أضعاف مقارنة بنظيره التجاري.

وذكر أن ثاني أكسيد التيتانيوم “تي آي أو 2” يعد إحدى أكثر المواد الواعدة للتحفيز الضوئي، وهو مادة اقتصادية ووفيرة تستخدم على نطاق واسع في الدهانات ومستحضرات التجميل والخلايا الشمسية، ويمتص ثاني أكسيد التيتانيوم الضوء فوق البنفسجي ويولد الإلكترونات والفجوات الموجبة التي تتفاعل مع الماء لإنتاج الهيدروجين والأكسجين.

وأوضح بدرأن الاكتشاف الأكثر أهمية هو أن “المواد ظلت نشطة في إنتاج الهيدروجين لمدة تصل إلى 300 ساعة تحت ضوء الشمس، وهذا ما يبشر بالكثير من التطبيقات الواعدة”، وأكد بما لا يدع مجالا للشك على أن “المواد مستقرة وقادرة على التحفيز الضوئي في خلائط الميثانول المائي لفترات طويلة”.
وأوضح أن صناعة الهيدروجين هي صناعة بمليارات الدولارات، وهناك عدد كبير من الشركات مثل شركات الغاز والبترول تعمل في هذا المجال، ومن أكبر المستثمرين به، لذلك التغيير في الأمر ليس بالسهل ولا البسيط ، لأن محطات الانتاج كبيرة جدا.

وكشف أن الاختبارات العلمية للتحول إلى التنفيذ انتهت بنجاح، مشيرا إلى أن التجارب انتهت، ولكن الانتقال من المعمل إلى المصنع تحتاج مزيد من الوقت، خاصة وأنها تجربة جديدة وتحتاج العديد من الدراسات للمصنع المسؤول عن الانتاج ، من حيث حجم الانتاج والتخزين والمبيعات.

وأشار إلى أنه من الضروري أن يعلم الشخص العادي أن هناك خطوة بين العلم والصناعة، حيث أن العلم يصل إلى نتائج كبيرة جدا، والتطبيق في الصناعة يحتاج وقت طويل حتى يتحرك، مشددا أن الموضوع تخطى مرحلة التجارب للتصنيع، ودخل مرحلة التنفيذ.

وأضاف أنه حصل على العديد من الجوائز في مجالات البحث العلمي، مشيرا إلى أن الشخص يجب أن يعمل بإخلاص من أجل أن ينتج شيء ينفع البشرية في مجالات متعددة.

نداء للعرب والمصريين

وكشف الدكتور حسين بدر أنه يعمل حاليا مع أكثر من 20 جامعة على مستوى العالم معظمهم في أوروبا واليابان وأمريكا، معربا عن أمله في أن يعمل مع جامعة مصرية أو عربية أو أفريقية لنقل هذا العلم لهم، من أجل أن يكون هناك جيل من الدارسين لاستكمال الأبحاث والمسيرة.

وأكد أنه يجب التوعية بأهمية الهيدروجين الأخضر، حيث أن عددا كبيرا لا يعلم شيئا عن الهيدروجين الأخضر، خاصة وأنه أصبح مستخدما على نطاق واسع في العديد من الدول على مستوى العالم، مشيرا إلى أن هناك 12 ألف سيارة تعمل بالهيدروجين الأخضر في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وشدد على أن الاحتباس الحراري يتزايد بشكل سنوي، لذلك فالتحول من الطاقة الناتجة عن البترول والفحم للطاقة الخضراء والطاقة الشمسية ، وهو أمر ضروري وحتمي حدوثه.

وأوضح أن هناك العديد من دول العالم تعاني من أزمة الطاقة الكهرباء، مشيرا إلى أن البنزين والبترول في الولايات المتحدة الأمريكية شهد زيادة ملحوظة، حيث أن الموارد على مستوى العالم تشهد انخفاضا وبالتالي ترتفع الأسعار، مشيرا إلى أن العمل حاليا على أن يكون الهيدروجين الأخضر أرخص من البترول وبالتالي يشهد إقبالا من قبل المواطنين في كافة أنحاء العالم.

وكشف أنه والفريق البحثي اخترعوا مجموعة من “المواد لم تكن موجودة قبل ذلك”، مشيرا إلى أن “واحدة من هذه العائلة وهو “التيتانيوم” يعمل جيد جدا في انتاج الهيدروجين الأخضر، وتطبيقات أخرى ستظهر للنور قريبا”.

وأوضح الدكتور حسين بدر أنه خلال شهر سبتمبر المقبل سيكون هناك مؤتمر علمي كبير سيشارك الفريق البحثي الذي يعمل معه فيه، وسيجمع كل العاملين في هذا المجال سواء بالصناعة أو البحث، مشيرا إلى أن اختراع “عائلة من المواد” ليس بالأمر البسيط، ولكنها طفرة تحدث مرة كل عشر سنوات، ويعمل عليها أبحاث عديدة من قبل الأجيال للتوسع في استخداماتها .

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر العدید من حیث أن

إقرأ أيضاً:

هيئة كهرباء ومياه دبي تسلط الضوء على أهم مشاريعها ومبادراتها المبتكرة في الاستدامة والطاقة المتجددة

 

في إطار مشاركتها كـ”شريك الكفاءة” للقمة العالمية لطاقة المستقبل 2025، تستعرض هيئة كهرباء ومياه دبي أبرز مشاريعها ومبادراتها المبتكرة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة والمتجددة. ويمكن لزوار القمة، التي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، التعرف إلى مجموعة من أبرز مشاريع الهيئة والتقدم الذي أحرزته في مختلف مجالات الابتكار والبحوث والتطوير والتقنيات الذكية، فضلاً عن جهودها الرائدة لإرساء دعائم المستقبل الأخضر ودعم التنمية المستدامة، وذلك في منصة الهيئة في القاعة رقم 5 (قاعة الطاقة) من 14 إلى 16 يناير 2025 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية
تستعرض منصة الهيئة نموذجاً لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل للطاقة، وستبلغ قدرته الإنتاجية أكثر من 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تزيد عن 50 مليار درهم. وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 2,860 ميجاوات باستخدام أحدث تقنيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، والقدرة الإنتاجية للمشاريع قيد التنفيذ 1,800 ميجاوات. وبحلول عام 2030، فإن نحو 27% من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي ستكون من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
مركز الاستدامة والابتكار
يوفر مركز الاستدامة والابتكار التابع للهيئة في مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية لزواره تجربة فريدة لاستكشاف أحدث الابتكارات في مجال الاستدامة وتقنيات الطاقة النظيفة. وباستخدام تقنية الميتافيرس، يتيح المركز للزوار اختبار تجربة فريدة تأخذهم في رحلة افتراضية في مختلف أنحاء المجمع.
مركز البحوث والتطوير
يسهم مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للبحوث والتطوير في مجال الطاقة الشمسية، والشبكات الذكية، وكفاءة الطاقة، وبناء القدرات في هذه القطاعات. ووصل إجمالي الأوراق العلمية التي نشرها المركز إلى 263 ورقة علمية وبحثية في دوريات عالمية مُحكَّمة ومؤتمرات علمية دولية، إضافة إلى تسجيل 42 براءة اختراع لحماية الملكية الفكرية للهيئة.
سبيس دي
يسهم برنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء (سبيس دي) في رفع مستوى عمليات تطوير وصيانة وتخطيط شبكات الكهرباء، بالإضافة لتحسين كفاءة قطاعات الإنتاج، والنقل، والتوزيع في الهيئة، وضمن البرنامج، أطلقت الهيئة قمرين اصطناعيين نانويين: “ديوا سات-1″ في يناير 2022، و”ديوا سات-2” في إبريل 2023، وتعد الهيئة أول مؤسسة خدماتية على مستوى العالم تستخدم الأقمار الاصطناعية النانوية لتحسين عملياتها.
الشاحن الأخضر للمركبات الكهربائية
أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي مبادرة “الشاحن الأخضر” للمركبات الكهربائية عام 2014، لتعزيز طموح دبي لتصبح المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم، ودعم التنقل الأخضر. ووصل عدد محطات “الشاحن الأخضر” إلى أكثر من 400 محطة شحن في جميع أنحاء دبي بطاقة استيعابية تصل إلى 740 نقطة شحن حيث إن معظم محطات الشحن تستطيع شحن مركبتين في نفس الوقت.
الشبكة الذكية
تسلط المنصة الضوء كذلك على خصائص وميزات الشبكة الذكية التي طوَّرتها الهيئة، والتي تساعد في تعزيز كفاءة نقل وتوزيع الطاقة، وتقليل الفاقد، وتحسين إدارة الأحمال الكهربائية. وقد أسهم التشغيل السلس والسريع والفعال للشبكة الذكية في تحقيق الهيئة نتائج تنافسية تتجاوز نخبة الشركات الخدماتية العالمية من حيث الكفاءة والاعتمادية. وحصدت الهيئة مؤخراً جائزة “مشروع الشبكة الذكية للعام – دولة الإمارات” عن مشاريع أتمتة الشبكة الذكية لمحطات التوزيع ضمن “جوائز آسيا للطاقة” لعام 2024.


مقالات مشابهة

  • بايدن يعلن مواصلة أمريكا إرسال الأسلحة لأوكرانيا
  • «ديوا» تُضيء على مشاريعها في «طاقة المستقبل» يناير المقبل
  • السيسي يوجه بالارتقاء بالمنظومة التعليمية ورفع مستوى الطلاب والمعلمين
  • هيئة كهرباء ومياه دبي تسلط الضوء على أهم مشاريعها ومبادراتها المبتكرة في الاستدامة والطاقة المتجددة
  • مصر والتحول نحو الاقتصاد الأخضر: بناء المستقبل الأخضر
  • الطاقة المستدامة والاقتصاد الأخضر: الطريق نحو مستقبل واعد
  • رئيس الوزراء يتابع موقف مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته
  • للمساهمة في مبادرة تطوير الوقود المستدام للطيران.. وفد مصري يشارك في اجتماع مجموعة العمل الفنية بأديس بابا
  • تعاون بين “الطاقة والبنية التحتية” و”باكت كربون”
  • توقيع 12 اتفاقية لإنتاج 18 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا