وزير الخارجية الصيني يتوجه إلى أفريقيا
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
بكين "رويترز": بدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي جولته السنوية بمناسبة العام الجديد في أفريقيا في إطار تقليد مستمر منذ 35 عاما لتعزيز نفوذ بكين الكبير بالفعل في القارة الغنية بالموارد في وقت يتضاءل فيه الوجود الأوروبي وتبدي الولايات المتحدة ترددا.
ويقول محللون إنه في حين تستعد عواصم العالم والمستثمرون لعودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتشغل الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط والسياسة الداخلية وزراء في ألمانيا وفرنسا، تسلط زيارة وزير الخارجية الصيني إلى ناميبيا وجمهورية الكونجو وتشاد ونيجيريا الضوء على ثبات انخراط الصين في أفريقيا.
وتأتي زيارة وانغ التي تستمر حتى السبت المقبل في وقت تعمل فيه الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، على تعزيز دعمها المالي للقارة المثقلة بالديون وتتطلع إلى إبرام المزيد من صفقات التعدين المهمة وإيجاد أسواق لاستيعاب صادراتها.
وقال إريك أورلاندر المؤسس المشارك لمشروع (تشاينا-جلوبال ساوث بروجيكت) "قرار اختيار البلدان التي يجب الذهاب إليها كل عام ... يتردد صداه في أفريقيا كتذكير بالتزام الصين الثابت تجاه القارة، على النقيض من نهج الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون في إفادة صحفية دورية اليوم "لدى الصين اعتقاد راسخ بأن أفريقيا لم تكن أبدا قارة منسية، بل هي مصدر للحيوية وأرض زاخرة بإمكانات التنمية".
وفي حين كانت زيارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إلى أنجولا في ديسمبر هي زيارته الوحيدة إلى دولة في أفريقيا جنوب الصحراء منذ توليه الرئاسة، فإن الصين تضع أفريقيا في مقدمة أولوياتها الدبلوماسية.
وقالت هانا رايدر مؤسسة ديفلوبمنت ري إماجيند الاستشارية المملوكة لأفارقة إن قرار وانغ بزيارة جمهورية الكونجو، التي تتولى هذا العام منصب الرئيس المشارك لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، يشير أيضا إلى التزام الصين بتنفيذ نتائج قمة العام الماضي التي تعهدت خلالها بكين بتقديم 51 مليار دولار في شكل مساعدات مالية جديدة.
ويقول المحللون إن بكين بدأت أيضا في جعل حضورها محسوسا فيما يتصل بقضايا الأمن الملحة في المنطقة، وهو ما يفسر جزئيا سبب سفر وانغ إلى تشاد.
وبدأت فرنسا الشهر الماضي سحب قواتها من الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، بعد أن أنهت حكومتها بشكل غير متوقع اتفاقا للتعاون الدفاعي جعلها حليفا رئيسيا للغرب في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين في المنطقة.
وقال أورلاندر "صارت الصين شريكا موثوقا ومستقرا للمجالس العسكرية (الحاكمة) الجديدة في منطقة الساحل وغرب أفريقيا".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الخارجیة الصینی فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
الصين تنتقد الرسوم الجمركية الأمريكية: لا يوجد رابح في الحرب التجارية
ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان بتصريح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بأن الولايات المتحدة "مستعدة" لخوض حرب مع الصين بعد تحذير بكين من تصاعد التوترات التجارية.
وانتقدت الصين بحدة الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، حيث ندد المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان بهذه الخطوة ووصفها بأنها حرب "لا ينبغي خوضها ولا يمكن كسبها".
وقد ردد وزير التجارة الصيني وانج وينتاو هذا الرأي: "لن يجدي الإكراه والتهديدات نفعًا مع الصين، ولن تخيف الصين. إن تصميم الصين على الدفاع عن مصالحها الخاصة لا يتزعزع"، مضيفًا أنه "لا يوجد رابح في الحرب التجارية".
وكانت إدارة ترامب قد رفعت الرسوم الجمركية مرتين على الواردات الصينية منذ توليها السلطة في يناير. وردت بكين بفرض رسوم وقيود أخرى على السلع والشركات الأمريكية. وقال وانغ إن الصين تتوقع الاحترام المتبادل في تعاملاتها مع الدول الأخرى.
وقال: "إذا مضى الجانب الأمريكي في هذا المسار الخاطئ، سنواصل الرد بالمثل". "سنقاتل حتى النهاية."
ومع ذلك، شدد على أن الصين منفتحة على حل الخلافات حول التجارة. وقال: "يمكن للجانبين أن يجتمعا في وقت مناسب، كما يمكن لفرقنا أن تتواصل في أقرب وقت ممكن".
وقال إن إلقاء اللوم على الصين في مشكلة الفنتانيل في الولايات المتحدة - وهو السبب المعلن لترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 20% على جميع الواردات من الصين - لن يحل المشكلة.
وقد كان للركود في سوق الإسكان في الصين وانخفاض أسعار الأسهم والرعاية الاجتماعية الضئيلة وفقدان الوظائف منذ جائحة كوفيد-19 تأثير على الاقتصاد الصيني، وعلى النمو في هذا البلد.
واعترف تشنج شانجي، رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، وهي وكالة التخطيط الوطنية الرئيسية في الصين، بأن توقعات النمو الاقتصادي لعام 2025 تميل إلى أن تكون حوالي 4.6% إلى 4.8%، أي أقل من هدف الحكومة البالغ "حوالي 5%".
وقال تشنج إن الحكومة تعمل على صياغة "خطة عمل متخصصة" لتشجيع المزيد من الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار. ولم يقدم تفاصيل محددة.
قال وزير المالية الصيني لان فو-آن إن الصين ستنفق المزيد على "المعيشة والاستهلاك"، ووعد بمزيد من المساعدة للحكومات المحلية المثقلة بالديون واستثمارات أكبر في التعليم والضمان الاجتماعي والصحة العامة.
وقال لان: "سنتأكد من إنفاق كل عملة نقدية بشكل جيد"، مضيفًا أن "الحكومة المركزية تركت مجالًا واسعًا لتنفيذ السياسة".
وتحدث الوزير على هامش الدورة السنوية للمؤتمر الوطني الصيني، مكررا أيضًا دعوات بكين لإجراء محادثات. وأشار إلى أن دور الصين كشريك تجاري رئيسي لـ 140 دولة يعني أن لديها الكثير من الخيارات. وحدد وانج ومسؤولون آخرون استراتيجيات بكين لبناء اقتصادها وأسواقها المالية، لكنهم لم يعلنوا عن أي مبادرات جديدة رئيسية.