جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-10@10:30:33 GMT

تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية

 

تشو شيوان **

يُجري وزير الخارجية الصيني وانغ يي القيام جولة أفريقية تشمل: ناميبيا، وجمهورية الكونغو، وتشاد، ونيجيريا، خلال الفترة من 5 إلى 11 يناير الجاري، وتأتي هذه الجولة ضمن تقليد دبلوماسي مُستمر منذ 35 عامًا؛ حيث يختار وزراء خارجية الصين أفريقيا كوجهة لأول رحلة خارجية لهم مع بداية كل عام، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الصينية مؤخرًا.

ويعود هذا التقليد إلى يناير 1991، ويعكس الأهمية التي توليها الصين للعلاقات مع الدول الأفريقية. تهدف زيارة وانغ يي إلى تعزيز تنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (FOCAC) الأخيرة، وتعميق التعاون العملي بين الجانبين في مختلف المجالات، وتعزيز التنمية المستدامة والشاملة للعلاقات الصينية-الأفريقية.
في قمة بكين العام الماضي، اتفقت الصين والدول الأفريقية على وثيقتين محوريتين تضمنت وضعًا جديدًا للعلاقات الثنائية والسعي لتحقيق "التحديثات الستة"، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لتنفيذ "إجراءات الشراكة العشرة". تهدف زيارة وانغ يي إلى متابعة التوافق السياسي وخطة العمل التي تم الاتفاق عليها في القمة.
وتأتي أبعاد الزيارة حيث تشمل الجولة أربع دول تعكس التنوع الجغرافي لأفريقيا، حيث تقع ناميبيا في الجنوب، وجمهورية الكونغو وتشاد في الوسط، ونيجيريا في الغرب. لكل من هذه الدول خصوصيتها وأهميتها الاستراتيجية في العلاقات الصينية-الأفريقية، فدولة ناميبيا تتميز بتعاونها مع الصين في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، مما يُعزز العلاقة الاقتصادية الثنائية، بينما جمهورية الكونغو رغم كونها واحدة من أقل البلدان نموًا في أفريقيا، إلا أن علاقتها مع الصين تتسم بالتضامن، كما ستستضيف القمة المُقبلة لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي، أما تشاد فهي بلد غني بالموارد النفطية ويلعب دورًا هامًا في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الإقليمي، مع تميز الصين كشريك تجاري واستثماري رئيسي، وبالحديث عن نيجيريا الدولة الرابعة فهي أكبر دول أفريقيا من حيث السكان، وأحد أبرز منتجي النفط، وتُعد شريكًا اقتصاديًا أساسيًا للصين.

إنَّ الزيارة تحمل في طياتها فرص تنموية لعام 2025، حيث تضع الصين نصب أعينها تعزيز التعاون مع أفريقيا على ثلاثة مستويات رئيسية وهي الدبلوماسي فيشهد عام 2025 مناسبات مهمة مثل الذكرى الـ25 لتأسيس منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، والذكرى السبعين لمؤتمر باندونغ، واستضافة جنوب أفريقيا لقمة مجموعة العشرين. تسعى الصين لتعزيز التعاون مع أفريقيا في القضايا الإقليمية والعالمية، بما يرسخ تأثير الجنوب العالمي في الحوكمة الدولية.
أما الجانب الاقتصادي يحمل هذا العام فرصًا اقتصادية وتجارية، منها تنفيذ الإعفاء الجمركي على واردات 33 دولة أفريقية، الذي بدأ تطبيقه في ديسمبر الماضي، وتطبيق خطة العمل الثلاثية لتعزيز التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتنمية الخضراء، تعزيز مشاركة الدول الأفريقية في معارض مثل معرض بكين لتجارة الخدمات ومعرض شانغهاي الدولي للاستيراد.
أما المستوى الثالث فهو متعلق بالمستوى الأمني، حيث تعكس مبادرة الأمن العالمي التي دعا إليها الرئيس الصيني شي جين بينغ التزام الصين بالمساهمة في السلام والاستقرار في أفريقيا. يتم ذلك من خلال تعزيز التعاون الأمني عبر آليات دبلوماسية، وتوفير الدعم المالي والمعدات، وتدريب الكوادر الأفريقية.
إنَّ تحقيق التنمية والازدهار يُعدُّ ركيزة أساسية في دبلوماسية الصين مع إفريقيا، وبالحديث عن المساعدات الصينية فقد انطلقت المساعدات الصينية للقارة السمراء من مبدأ التعاون بين دول الجنوب لتعزيز التنمية المشتركة كهدف نهائي، وعلى الصعيد النظري، تحدّت هذه المساعدات الهيمنة الغربية في صياغة نظام معرفي جديد للمساعدات التنموية. ما يُميز النهج الصيني هو غياب الشروط السياسية واحترامه لاختيارات الدول المتلقية في تحديد مسارات تنميتها الذاتية، على عكس المساعدات المشروطة التي ترتبط بالإصلاحات السياسية وتهدف إلى تحقيق مصالح الجهات المانحة. لا تكتفي المساعدات الصينية بدعم القدرات التنموية المستقلة للدول الأفريقية، بل تساهم أيضًا في تعزيز تحول إيجابي في إدارة التنمية على الصعيد العالمي، والحقيقة تقول بأنه لا تفرض الصين أي شروط سياسية وتحترم مفهوم المساعدة الخاص بالاختيار المستقل للبلدان المتلقية لمسار التنمية، والذي يتوافق مع الظروف الوطنية الأساسية ومتطلبات التنمية لبلدان المعونة الأفريقية، وأيضاً يُغير هيكل السلطة لنظام المساعدة الغربية التقليدي، وتوفر مساعدات الصين لأفريقيا المزيد من الخيارات للبلدان المتلقية، ولا تقلل بشكل موضوعي من القدرة التفاوضية لدول المعونة الغربية التقليدية فقط، وإنما يوفر نموذجًا مرجعيًا للبلدان المتلقية يتماشى بشكل أكبر مع تنميتها، وقد تم الاعتراف به على نطاق واسع من قبل البلدان الأفريقية. 

تُعد زيارة وزير الخارجية الصيني إلى أفريقيا بداية جديدة لتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية. تمثل الجولة فرصة لتعزيز التعاون في كافة المجالات، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق المصالح المشتركة. بهذا النهج، تستمر الصين وأفريقيا في بناء علاقة قائمة على التضامن والشراكة المتبادلة لمواجهة التحديات المستقبلية.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"الصحة" تبحث مع "ميديف الدولية" تعزيز الشراكة بين القاهرة وباريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبلت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، وفد جمعية أرباب العمل الفرنسية "ميديف الدولية"، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، في لقاء هدفه تعميق التعاون الثنائي وفتح آفاق جديدة للاستثمار في القطاع الصحي المصري، وذلك على هامش الزيارة الرئاسية الفرنسية إلى القاهرة.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن اللقاء عكس اهتمام القيادة السياسية المصرية البالغ بتطوير القطاع الصحي، وحرص الدولة على جذب الاستثمارات الأجنبية، لا سيما في القطاعات الحيوية، مضيفًا أن الدولة المصرية شرعت في سن مجموعة من القوانين المحفزة للاستثمار، بما يعزز مناخ الأعمال ويتسق مع أهداف التنمية المستدامة.
أضاف عبدالغفار أن اللقاء ركز على مجالات التدريب وتبادل الخبرات في بناء القدرات البشرية، عبر برامج لرفع كفاءة الأطقم الطبية، بما يسهم في تحسين جودة خدمات الرعاية الصحية، كما تم التطرق إلى آفاق التعاون في مجال الرقمنة والتحول الرقمي، إلى جانب التشخيص عن بُعد، والحوكمة، والاستثمار في صناعة المستحضرات الدوائية.
وشمل النقاش كذلك مجالات البحث العلمي والابتكار في تكنولوجيا الرعاية الصحية، والمعدات الطبية، إضافة إلى مستهدفات الصحة العامة، واستعرض الجانب المصري تجربة الدولة الرائدة في توطين صناعة اللقاحات، وما تحقق من خطوات متقدمة في مجال التحول الرقمي، مشيرًا إلى الإمكانات الواسعة التي تتيحها قواعد البيانات الوطنية المرتبطة بالمبادرات الصحية الكبرى.
من جانبه، أعرب وفد "ميديف الدولية" عن ثقته في المناخ الاستثماري المصري، وحرص فرنسا على الاستثمار في السوق المصري، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الدولة لتطوير القطاع الصحي، وأكد أعضاء الوفد تطلعهم إلى تعميق الشراكة الصحية بين البلدين، وتوسيع نطاق التعاون بما يعزز التبادل المعرفي ونقل الخبرات الطبية بين القاهرة وباريس.
ويأتي هذا اللقاء في إطار مساعي الدولة المصرية المتواصلة لتعزيز التعاون الدولي، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الصحة، بما يسهم في تطوير البنية التحتية وتعزيز جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وقد شارك في الاجتماع كلٌّ من الدكتور هشام بدر، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للشراء الموحد، والدكتور محمد عبد الفتاح، رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، والدكتورة رشا الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية، والدكتورة داليا رشيد، مدير إدارة المنح والقروض، والدكتور أحمد عيسى استشاري الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل لتطوير الأعمال.

IMG-20250409-WA0015 IMG-20250409-WA0017 IMG-20250409-WA0019 IMG-20250409-WA0018 IMG-20250409-WA0021 IMG-20250409-WA0023 IMG-20250409-WA0020 IMG-20250409-WA0022 IMG-20250409-WA0014 IMG-20250409-WA0013 IMG-20250409-WA0010 IMG-20250409-WA0011 IMG-20250409-WA0016 IMG-20250409-WA0009 IMG-20250409-WA0012 IMG-20250409-WA0008

مقالات مشابهة

  • البنتاجون: تعزيز الترسانة العسكرية الصينية يهدد أمن منطقة المحيطين الهادي والهندي
  • "الصحة" تبحث مع "ميديف الدولية" تعزيز الشراكة بين القاهرة وباريس
  • الخارجية الصينية: تصريحات نائب الرئيس الأمريكي حول الصين تفتقر للمعرفة والاحترام
  • مكتوم بن محمد يبحث مع رئيس «إيتون» تعزيز الشراكة في الطاقة الذكية
  • كيف يبرز دور المرأة الريفية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟
  • محافظ كفر الشيخ: تعزيز التعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي يدعم التنمية المحلية بالمحافظة
  • وزير الإسكان يبحث مع السفير السويدي تعزيز سبل التعاون المشترك بشأن التنمية العمرانية المستدامة
  • جامعة الأقصر تبحث مع وفد التعاون الإسباني والأوروبي تعزيز الشراكة الأكاديمية والتنموية في صعيد مصر
  • الرئيس السيسي: الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك
  • السيسي: بحثت مع ماكرون تعزيز الاستثمارات الفرنسية فى مصر ودفع عجلة التنمية