جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-08@00:09:42 GMT

تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

تعزيز الشراكة الصينية الأفريقية

 

تشو شيوان **

يُجري وزير الخارجية الصيني وانغ يي القيام جولة أفريقية تشمل: ناميبيا، وجمهورية الكونغو، وتشاد، ونيجيريا، خلال الفترة من 5 إلى 11 يناير الجاري، وتأتي هذه الجولة ضمن تقليد دبلوماسي مُستمر منذ 35 عامًا؛ حيث يختار وزراء خارجية الصين أفريقيا كوجهة لأول رحلة خارجية لهم مع بداية كل عام، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الصينية مؤخرًا.

ويعود هذا التقليد إلى يناير 1991، ويعكس الأهمية التي توليها الصين للعلاقات مع الدول الأفريقية. تهدف زيارة وانغ يي إلى تعزيز تنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (FOCAC) الأخيرة، وتعميق التعاون العملي بين الجانبين في مختلف المجالات، وتعزيز التنمية المستدامة والشاملة للعلاقات الصينية-الأفريقية.
في قمة بكين العام الماضي، اتفقت الصين والدول الأفريقية على وثيقتين محوريتين تضمنت وضعًا جديدًا للعلاقات الثنائية والسعي لتحقيق "التحديثات الستة"، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي لتنفيذ "إجراءات الشراكة العشرة". تهدف زيارة وانغ يي إلى متابعة التوافق السياسي وخطة العمل التي تم الاتفاق عليها في القمة.
وتأتي أبعاد الزيارة حيث تشمل الجولة أربع دول تعكس التنوع الجغرافي لأفريقيا، حيث تقع ناميبيا في الجنوب، وجمهورية الكونغو وتشاد في الوسط، ونيجيريا في الغرب. لكل من هذه الدول خصوصيتها وأهميتها الاستراتيجية في العلاقات الصينية-الأفريقية، فدولة ناميبيا تتميز بتعاونها مع الصين في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، مما يُعزز العلاقة الاقتصادية الثنائية، بينما جمهورية الكونغو رغم كونها واحدة من أقل البلدان نموًا في أفريقيا، إلا أن علاقتها مع الصين تتسم بالتضامن، كما ستستضيف القمة المُقبلة لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي، أما تشاد فهي بلد غني بالموارد النفطية ويلعب دورًا هامًا في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الإقليمي، مع تميز الصين كشريك تجاري واستثماري رئيسي، وبالحديث عن نيجيريا الدولة الرابعة فهي أكبر دول أفريقيا من حيث السكان، وأحد أبرز منتجي النفط، وتُعد شريكًا اقتصاديًا أساسيًا للصين.

إنَّ الزيارة تحمل في طياتها فرص تنموية لعام 2025، حيث تضع الصين نصب أعينها تعزيز التعاون مع أفريقيا على ثلاثة مستويات رئيسية وهي الدبلوماسي فيشهد عام 2025 مناسبات مهمة مثل الذكرى الـ25 لتأسيس منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، والذكرى السبعين لمؤتمر باندونغ، واستضافة جنوب أفريقيا لقمة مجموعة العشرين. تسعى الصين لتعزيز التعاون مع أفريقيا في القضايا الإقليمية والعالمية، بما يرسخ تأثير الجنوب العالمي في الحوكمة الدولية.
أما الجانب الاقتصادي يحمل هذا العام فرصًا اقتصادية وتجارية، منها تنفيذ الإعفاء الجمركي على واردات 33 دولة أفريقية، الذي بدأ تطبيقه في ديسمبر الماضي، وتطبيق خطة العمل الثلاثية لتعزيز التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والتنمية الخضراء، تعزيز مشاركة الدول الأفريقية في معارض مثل معرض بكين لتجارة الخدمات ومعرض شانغهاي الدولي للاستيراد.
أما المستوى الثالث فهو متعلق بالمستوى الأمني، حيث تعكس مبادرة الأمن العالمي التي دعا إليها الرئيس الصيني شي جين بينغ التزام الصين بالمساهمة في السلام والاستقرار في أفريقيا. يتم ذلك من خلال تعزيز التعاون الأمني عبر آليات دبلوماسية، وتوفير الدعم المالي والمعدات، وتدريب الكوادر الأفريقية.
إنَّ تحقيق التنمية والازدهار يُعدُّ ركيزة أساسية في دبلوماسية الصين مع إفريقيا، وبالحديث عن المساعدات الصينية فقد انطلقت المساعدات الصينية للقارة السمراء من مبدأ التعاون بين دول الجنوب لتعزيز التنمية المشتركة كهدف نهائي، وعلى الصعيد النظري، تحدّت هذه المساعدات الهيمنة الغربية في صياغة نظام معرفي جديد للمساعدات التنموية. ما يُميز النهج الصيني هو غياب الشروط السياسية واحترامه لاختيارات الدول المتلقية في تحديد مسارات تنميتها الذاتية، على عكس المساعدات المشروطة التي ترتبط بالإصلاحات السياسية وتهدف إلى تحقيق مصالح الجهات المانحة. لا تكتفي المساعدات الصينية بدعم القدرات التنموية المستقلة للدول الأفريقية، بل تساهم أيضًا في تعزيز تحول إيجابي في إدارة التنمية على الصعيد العالمي، والحقيقة تقول بأنه لا تفرض الصين أي شروط سياسية وتحترم مفهوم المساعدة الخاص بالاختيار المستقل للبلدان المتلقية لمسار التنمية، والذي يتوافق مع الظروف الوطنية الأساسية ومتطلبات التنمية لبلدان المعونة الأفريقية، وأيضاً يُغير هيكل السلطة لنظام المساعدة الغربية التقليدي، وتوفر مساعدات الصين لأفريقيا المزيد من الخيارات للبلدان المتلقية، ولا تقلل بشكل موضوعي من القدرة التفاوضية لدول المعونة الغربية التقليدية فقط، وإنما يوفر نموذجًا مرجعيًا للبلدان المتلقية يتماشى بشكل أكبر مع تنميتها، وقد تم الاعتراف به على نطاق واسع من قبل البلدان الأفريقية. 

تُعد زيارة وزير الخارجية الصيني إلى أفريقيا بداية جديدة لتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية. تمثل الجولة فرصة لتعزيز التعاون في كافة المجالات، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق المصالح المشتركة. بهذا النهج، تستمر الصين وأفريقيا في بناء علاقة قائمة على التضامن والشراكة المتبادلة لمواجهة التحديات المستقبلية.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ قنا يناقش مع طلاب الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية تعزيز مشروعات التنمية المستدامة والحرف التراثية

التقى الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، بفريق من طلاب الدراسات العليا بقسم السياسات والإدارة العامة بالجامعة الأمريكية، لمناقشة منهجية الدراسة التي أجراها الفريق على النماذج المختلفة من "الأنشطة الزراعية والصناعات الحرفية" ضمن مشروعات مؤسسة النداء بمحافظة قنا.

جاء ذلك بحضور الدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا، والنائبة نجلاء باخوم، عضو مجلس النواب، والدكتورة ليلى البرادعي، أستاذة الإدارة العامة ورئيس قسم السياسات العامة بالجامعة الأمريكية، والدكتور عادل أحمد، مدير منتدى السياسات العامة بالجامعة، والدكتور علي ماهر، نائب مدير برنامج التنمية الزراعية بمؤسسة النداء، وعدد من طلاب الدراسات العليا بقسم السياسات والإدارة العامة بالجامعة الأمريكية.

حيث استعرض محافظ قنا مع الطلاب رؤية المحافظة وأولويات العمل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنسيق الجهود لتنمية الحرف التراثية، لافتًا إلى أن المحافظة قامت بتشكيل مجموعة عمل تضم مؤسستي "النداء" و"تروس مصر" بالتعاون مع البنك الدولي، وذلك لإعادة تنظيم المناطق الحرفية بالمحافظة، مؤكدًا على الدور الهام للحرف اليدوية في تحقيق أهداف التنمية المحلية، من خلال الاستعانة بمؤسسات المجتمع المدني، لتحسين جودة المنتج ورفع كفاءة الإنتاج.

كما طالب محافظ قنا فريق طلاب الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية بتقديم الاقتراحات العملية لتوطين الحرف اليدوية، وتحقيق التنمية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي لتحسين الدخل، في ضوء الدروس المستفادة من التجارب العالمية التي درسوها في هذا المجال، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية التكتلات الاقتصادية في محافظات الصعيد، ودعم أصحاب الحرف اليدوية والتراثية لتطوير منتجاتهم وتسويقها وفقًا لأحدث أساليب العرض والتسويق، سواء على المستويين التنموي من خلال تعزيز التكتلات وأعضائها، أو التجاري بتعريف الجمهور ومجتمع الأعمال بها.

من جانبهم، أشاد فريق عمل الجامعة الأمريكية بالتجربة المتميزة والدراسات التي أجروها على النماذج المختلفة للمشروعات التي تقوم بها مؤسسة النداء داخل المحافظة، والتي شملت "مجمع الصناعات والمزرعة السمكية بالمعنا، وورشة الفخار بقرية المحروسة، ومشروع إنتاج الحرير بنقادة، ومصنعي الملابس الجاهزة والصناعات الخشبية بقوص"، معربين عن سعادتهم بلقاء محافظ قنا، ودعمه الدائم لتحقيق مبدأ المشاركة المجتمعية في العديد من المشروعات التنموية التي تقوم بها المحافظة، وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص بالمحافظة.

مقالات مشابهة

  • محافظ قنا يناقش مع طلاب الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية تعزيز مشروعات التنمية المستدامة والحرف التراثية
  • ميناء دمياط يستقبل وفدًا من "شيشينج الصينية" لبحث أوجه التعاون بين الجانبين
  • وزير الخارجية الصيني يتوجه إلى أفريقيا
  • تعزيز الشراكة الصينية-الأفريقية مع زيارة وزير الخارجية الصيني لأربع دول أفريقية
  • كامل الوزير: توجيهات رئاسية بزيادة حجم التعاون مع الدول الأفريقية
  • الرئيس الصيني: مستعدون لتعزيز التعاون السياسي مع بوتسوانا
  • الوزير: الشركات المصرية في الدول الأفريقية تستهدف زيادة حجم المشاركة
  • وزير الخارجية يبحث الاستثمارات الواعدة وسبل تعميق الشراكة الاقتصادية مع عُمان
  • وزير الاستثمار: الشراكة تعزز القدرة التنافسية لسوق التأمين العربي على المستوى العالمي