اتهامات متبادلة وتخوين بين ترامب وبايدن.. ما القصة؟
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأميركيين من نسيان الهجوم العنيف الذي وقع في مبنى الكابيتول قبل أربع سنوات، واتهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب وأنصاره بمحاولة "إعادة كتابة - بل وحتى محو - تاريخ ذلك اليوم".
وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فمنذ يوم الانتخابات، ركز بايدن على ضمان انتقال سلس ومنظم للسلطة - وهو الأمر الذي رفضه ترامب عندما كان يغادر منصبه في نهاية ولايته الأولى.
ولكن عشية الذكرى السنوية لهجوم السادس من يناير، تناول بايدن القضية بشكل مباشر، وكتب في مقال له بصحيفة واشنطن بوست "لقد كان من المفترض أن يقول الناس إننا لم نرَ ما رأيناه بأعيننا، لقد رفض الناس المخاوف بشأن هذا الأمر واعتبروه نوعًا من الهوس الحزبي، لقد اعتبروه احتجاجًا خرج للتو عن نطاق السيطرة".
وفي حفل استقبال أقيم مساء أمس الأحد لأعضاء الكونجرس، كرر الرئيس ما قاله في تصريحاته، قائلاً إن الديمقراطية "وضعت حرفياً على المحك" وتحدث عن التحدي المتمثل في حمايتها.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحث فيها السيد بايدن الناس على تذكر ما حدث في ذلك اليوم العنيف.
وفي عام 2022، بعد مرور عام على الهجوم على مبنى الكابيتول، وقف بايدن في قاعة التماثيل بالمبنى لإدانة الغوغاء المارقين الذين حاولوا منع التصديق على فوزه.
كما ندد بتصرفات ترامب كرئيس في ذلك اليوم.
وقال بايدن: "في هذه اللحظة، يجب علينا أن نقرر: أي نوع من الأمة نريد أن نكون؟"
في نوفمبر، قدم الأميركيون إجابتهم: بعد ثلاث سنوات من خطاب بايدن، من المقرر أن يؤكد الكونجرس عودة السيد ترامب إلى منصبه يوم الاثنين. والآن، في أيامه الأخيرة في منصبه، يدرك السيد بايدن حقيقة مفادها أن تحذيراته المتكررة بشأن التهديد الذي يشكله السيد ترامب على الديمقراطية لم يلتفت إليها العديد من الناخبين.
حتى مساء أمس الأحد، لم يكرر بايدن تحذيراته بشأن مصير الديمقراطية إذا استعاد السيد ترامب البيت الأبيض، وبعد يومين من الانتخابات، قدم الرئيس تقييمًا أكثر تفاؤلاً للمستقبل.
وقال إنه هنأ السيد ترامب على فوزه ولم يكرر مخاوفه بشأن ما يعنيه ذلك للبلاد.
وقال بايدن "إن التجربة الأميركية مستمرة، وسنكون بخير".
وفي الأسبوع التالي، التقى بايدن بالرئيس ترامب في المكتب البيضاوي لمدة ساعتين. وقالت كارين جان بيير، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن الرئيس أصدر تعليمات لموظفيه بفعل ما رفض ترامب فعله قبل أربع سنوات: "كن لطيفًا".
وقالت السيدة جان بيير للصحفيين: "ستسمعونني أكرر هذا مرارًا وتكرارًا: أهمية وجود انتقال سلس، وأهمية وجود انتقال منظم". وأضافت: "يحترم الرئيس إرادة الشعب الأمريكي ويريد التأكد من حدوث ذلك".
وسيتم التصديق على التصويت يوم الاثنين بنفس العملية التي قاطعتها أعمال الشغب في عام 2021. وستشرف نائبة الرئيس كامالا هاريس على التصديق، ومن المقرر أن يكون بايدن بعيدًا في نيو أورلينز عندما يحدث ذلك، لتقديم العزاء لضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في المدينة في يوم رأس السنة الجديدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي جو بايدن السید ترامب
إقرأ أيضاً:
عقوبات أم مساومات؟.. من بايدن الى ترامب: كيف تستخدم واشنطن العراق لخدمة مصالحها؟
بغداد اليوم - خاص
في دهاليز السياسة الأمريكية، حيث تُدار الحروب بقرارات رئاسية، ويُرسم مصير الدول بمصالح الشركات الكبرى، يبرز العراق كأحد أبرز الساحات التي تُستخدم لتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية.
منذ سنوات، تحولت بغداد إلى نقطة ارتكاز في الاستراتيجيات الأمريكية، ليس كحليف حقيقي، بل كورقة تُستغل كلما دعت الحاجة. واليوم، تحت إدارة دونالد ترامب، يتعرض العراق لموجة جديدة من الضغوط تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية للولايات المتحدة، بينما تُقدَّم على أنها حملة لضبط النفوذ الإيراني.
لكن خلف هذه الإجراءات، تتوارى أزمات داخلية أمريكية خانقة، ومحاولات مستميتة للتغطية على فشل الإدارات السابقة، وعلى رأسها إدارة جو بايدن، التي تركت إرثًا من الإخفاقات في الشرق الأوسط، إلى جانب أزمة اقتصادية تهدد بانهيار غير مسبوق للاقتصاد الأمريكي.
الضغوط الأمريكية.. لعبة سياسية أكثر من مواجهة حقيقية
كل ما يفعله ترامب في الشرق الأوسط، والضغوط التي يمارسها على العراق، لا تعكس بالضرورة استراتيجية أمنية واضحة أو سياسة خارجية ثابتة، بل هي مجرد أدوات يستخدمها لخدمة مصالحه السياسية والاقتصادية.
الأمر الأول: محاولة التغطية على إخفاقات إدارة بايدن، حيث توجد أدلة على أن بايدن، خلال فترة حكمه، تواطؤ مع جهات شرق أوسطية وسمح بتمدد النفوذ الإيراني في العراق، مما جعل الجمهوريين يستخدمون هذا الملف لإظهار ضعف الديمقراطيين في إدارة السياسة الخارجية.
الأمر الآخر: الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تضرب الولايات المتحدة، والتي باتت تُشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار المالي الأمريكي، حيث تظهر أرقام التسريح الجماعي للموظفين في الشركات الكبرى والمؤسسات الصناعية كدليل على حجم الأزمة. ترامب، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة، يسعى إلى تحويل الأنظار عن الداخل الأمريكي، عبر افتعال أزمات خارجية تشغل الرأي العام، ويأتي العراق في مقدمة هذه الملفات.
مصرف الرافدين في عين العاصفة: اتهامات بلا أدلة
ضمن سلسلة الضغوط، يأتي ملف مصرف الرافدين كواحد من أبرز الأهداف الأمريكية، حيث تتهم واشنطن العراق وإيران بالتورط في تمويل أنشطة مشبوهة ودعم الحرس الثوري، وهي اتهامات لم تستند إلى أدلة قانونية واضحة، بل جاءت في سياق حملة تضييق اقتصادي على بغداد.
الحكومة الأمريكية تدرك جيدًا أن هذه التعاملات تتم ضمن الأطر القانونية والتجارية الدولية، لكنها تسعى إلى خلق حالة من الهلع المالي والاقتصادي داخل العراق، لإجبار بغداد على الخضوع لخيارات أمريكية محددة.
لكن المفارقة هنا، أن الإدارة الأمريكية نفسها لا تملك القدرة على إغلاق هذا الملف، ولا حتى تقديم بدائل اقتصادية للعراق، مما يجعل الضغوط أشبه بأداة ابتزاز سياسي، أكثر منها إجراءً اقتصادياً ذا أثر حقيقي.
الاقتصاد العراقي بين واشنطن والحاجة لدول الجوار
العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز والكهرباء المستوردين من إيران، لم يجد أي خطط بديلة قدمتها الولايات المتحدة، بل تُرك يعتمد على منظومة اقتصادية هشة، جعلته مضطرًا إلى تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول الجوار، رغم الضغوط الخارجية.
الولايات المتحدة، التي كانت تمتلك فرصة تاريخية لإعادة بناء الاقتصاد العراقي على أسس متينة بعد 2003، تركت البلاد متخلفة اقتصاديًا، باستثناء الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.
هذا الفشل الأمريكي في تقديم حلول حقيقية، يجعل أي ضغوط لمنع العراق من التعامل مع إيران أو أي دولة أخرى، أقرب إلى محاولة خنق بغداد اقتصاديًا، دون تقديم بدائل ملموسة.
الملف العراقي: ساحة لخدمة مصالح ترامب الاقتصادية
تحت غطاء مواجهة النفوذ الإيراني، تسعى واشنطن إلى تمرير صفقات اقتصادية لصالح شركات أمريكية مرتبطة بدوائر النفوذ داخل إدارة ترامب. فالضغوط التي تُمارس على الحكومة العراقية لا تهدف فقط إلى عزل إيران اقتصاديًا، بل إلى إجبار العراق على تقديم امتيازات لشركات أمريكية محددة، في قطاعات الطاقة والاستثمار والمقاولات.
الرئيس الأمريكي، الذي يواجه انتقادات متزايدة بسبب سياساته الداخلية، يحاول إعادة فرض الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العراق، عبر صفقات تخدم دوائر النفوذ الاقتصادي داخل البيت الأبيض.
ازدواجية المعايير: واشنطن ليست جادة في مواجهة إيران
لو كانت الولايات المتحدة جادة حقًا في محاصرة إيران، لكانت المواجهة مباشرة، بدلاً من استخدام العراق كأداة ضغط. فالواقع يشير إلى أن واشنطن، رغم كل تصريحاتها، لا تزال تدير علاقتها مع طهران وفق حسابات دقيقة، وتستغل العراق فقط كوسيط لتطبيق استراتيجياتها.
الأمر لا يتعلق فقط بفرض عقوبات أو إغلاق ملفات مالية، بل هو جزء من سياسة أمريكية طويلة الأمد، تُبقي العراق في حالة من الفوضى الاقتصادية والسياسية، حتى يظل بحاجة دائمة إلى التدخل الأمريكي.
إلى أين يتجه العراق وسط هذه الضغوط؟
المشهد الحالي يعكس حقيقة واضحة: واشنطن تستخدم العراق كورقة ضغط لخدمة أجنداتها الداخلية والخارجية، دون أن تقدم حلولًا واقعية لمشكلاته الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار هذه الضغوط، تجد بغداد نفسها أمام خيارين:
إما الخضوع لهذه السياسات، والاستمرار في حالة الارتهان الاقتصادي والسياسي، أو تبني سياسة أكثر استقلالية، عبر تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل الاعتماد على واشنطن، لصياغة معادلة أكثر توازنًا في علاقاتها الدولية.
لكن هذه الخطوة ليست سهلة، إذ تتطلب إجماعًا داخليًا، وإرادة سياسية قادرة على مقاومة الابتزاز الأمريكي، والبحث عن حلول عملية تُخرج العراق من هذه الحلقة المفرغة.
المصدر: قسم التحليل والمتابعة في وكالة بغداد اليوم