د.سليمان المحذوري
abualazher@gmail.com
في أواخر أيام 2024، تُوفي السلطان جمشيد بن عبدالله آخر سلاطين زنجبار من أسرة البوسعيد، وقد تولى السّيد جمشيد- رحمه الله- الحكم في سلطنة زنجبار بتاريخ 1 يوليو 1963 خلفًا لوالده السيِّد عبدالله بن خليفة الذي حكم لمدة ثلاث سنوات.
ومن المفارقات أنّ حكمه لم يستمر سوى بضعة أشهر؛ حيث استقلت زنجبار عن سلطة التاج البريطاني في 10 ديسمبر 1963، وبعد نحو شهر حدثت إضرابات عنيفة، وأحداث أليمة في الجزيرة الوادعة في 12 يناير 1964، أدت إلى نتائج أقل وصف لها بأنّها كارثية؛ وذلك بالتآمر على الحكم الشرعي لدولة مستقلة، والإطاحة بحكم السّيد جمشيد كآخر سلطان لزنجبار.
بيد أنّ لهذه النهاية المأساوية إرهاصات سابقة إذ كانت زنجبار على صفيح ساخن، وباتت النهاية ناضجة وحتمية في عهد السّيد جمشيد. ومن المعلوم أنّ عُمان ارتبطت بإقليم شرق إفريقيا منذ آلاف السنين حيث كانت السفن الشراعية تبحر في مياه المحيط الهندي مع الرياح الموسمية ذهابًا وإيابًا بين عُمان وساحل إفريقيا الشرقي. ونتيجة لذلك استقرت هجرات عُمانية في المنطقة سواء في المناطق الساحلية أو الجزر المتناثرة على طول الساحل وصولًا إلى أعماق إفريقيا. ومن المحطات التاريخية المهمة في هذا الإطار استقرار السّيد سعيد بن سلطان - سلطان عُمان وزنجبار - في زنجبار منذ عام 1832 والذي كان يحكم إمبراطورية امتدت من الوطن الأم عُمان وتوابعها وحتى زنجبار وما يتبعها. إلا أنه وبعد وفاة السّيد سعيد بن سلطان عام 1856 وجدت بريطانيا أنّ الفرصة سانحة لتقسيم هذه الدولة الكبيرة وكان لها ما أرادت؛ إذ صدر قرار تقسيم جائر عام 1861 بفصلها الى سلطنتين عُمان ويحكمها الابن الأكبر للسيد سعيد وهو السّيد ثويني، وزنجبار تحت حكم السّيد ماجد بن سعيد، واستمر أبناء وأحفاد السّيد سعيد في حكم زنجبار حتى عهد السّيد جمشيد. وفي عام 1890 وضعت زنجبار تحت الحماية البريطانية وبالتالي أصبحت لا تملك من حكمها شيئًا، وبالنتيجة كانت بريطانيا هي من تدير دفة الأمور داخليًا وخارجيًا. وفي خضمّ التكالب الاستعماري على إفريقيا أضحت زنجبار فريسة للأطماع الأوربية، وتم تقسيم أوصالها إربًا إربًا بين القوى المتنافسة الإنجليزية والألمانية والإيطالية والفرنسية.
وكما هو ديدن المحتل الغربي زرع الفتن لتمزيق الشعوب طائفيًا أو مذهبيًا أو عرقيًا ضمانًا لاستمرار الهيمنة إن كنَّا نتعلم من دروس وعبر التاريخ؛ فقد استخدمت بريطانيا سياسة "فرق تسد" بين الطوائف المختلفة القاطنة في هذه الجزيرة؛ العرب والأفارقة والشيرازيين والهنود وغيرها من العرقيات، وتكريس الطائفية البغيضة؛ وذلك من خلال تشجيع تأسيس الجمعيات العرقية التي زادت زنجبار تشرذمًا. ومع التطورات السياسيّة في زنجبار خلال النصف الأول من القرن العشرين تمّ تأسيس الأحزاب السياسيّة مثل الحزب الوطني الذي كان يطالب باستقلال زنجبار وتوحيد الزنجباريين، والحزب الأفروشيرازي الذي تشكّل من أغلبية إفريقية سواء من زنجبار أو المهاجرين من البرّ الإفريقي، وحزب الأمة وغيرها من الأحزاب المتنافسة والمتنافرة في آن واحد. الأمر الذي عمّق الفرقة وأجّج الصراعات بين المكونات الزنجبارية، وانتشرت الدعايات المغرضة ضد العرب، وازدادت الانقسامات بين هذه الأحزاب. واستمر الوضع هكذا إلى أن نالت زنجبار استقلالها؛ إلا أنّها في حقيقة الأمر لم تكن تملك جيشًا ولا حكومة منظّمة فاستغل الانقلابيون هذا الوضع، وانقضوا على الدولة الوليدة، وأطاحوا بحكومتها الشرعية ولله الأمر من قبل ومن بعد. وهكذا طويت صفحة من تاريخ علاقة عُمان بإفريقيا الشرقيّة؛ بيد أنّ العلاقة الحضاريّة بين الجانبين ما زالت مستمرة ومتواصلة " فعُمان حاضرة في شرق إفريقيا حضور شرق إفريقيا في عُمان".
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: ید سعید
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: سعيد أن المصريين جنبي ومعايا
كتب-عمرو صالح
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، زيارة تفقدية إلى الأكاديمية العسكرية المصرية، بحضور الفريق أشرف زاهر رئيس الأكاديمية العسكرية.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته بالأكاديمية العسكرية المصرية، "سعيد أن المصريين جنبي ومعايا وفاهمين.. حتى لو فيه ظروف صعبة الكل تجاوزها.. كلنا فى مصر على قلب رجل واحد تجاه التحديات في المنطقة.. ده أمر لازم أقوله واسجله لشعب مصر.. كل التحية لشعب مصر".
وتابع الرئيس السيسي: "الفترة اللى احنا فيها واللى جاية.. مكملين الجهد ده والتنسيق مع الأشقاء والشركاء فى أوروبا والولايات المتحدة أن احنا نصل إلى وقف الحرب فى غزة.. فترة كبيرة اوى والمنطقة شهدت أحداث كبيرة اوى خلال سنة ونص.. وكلها أحداث مكنتش إيجابية.
اقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تهنئ الرئيس السيسي بذكرى العاشر من رمضان
السيسي يشكر الشعب المصري على اصطفافه بقوة خلف القيادة السياسية
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الرئيس عبد الفتاح السيسي الأكاديمية العسكرية الفريق أشرف زاهر السيسي غزةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
الرئيس السيسي: "سعيد أن المصريين جنبي ومعايا"
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
23 13 الرطوبة: 45% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك