علاقة حب جمعتها الرسائل.. هل التقى جبران خليل جبران بمي زيادة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
في تاريخ الأدب العربي، تبرز قصة الحب التي جمعت بين الأديب اللبناني جبران خليل جبران والكاتبة الفلسطينية-المصرية مي زيادة كواحدة من أكثر القصص استثنائية ورومانسية. قصة لم تُنسج على أرض الواقع، بل عاشت في فضاء الرسائل والأفكار العميقة، وظلت شاهدة على ارتباط روحين رغم البعد المكاني والزماني بينهما.
لقاء بين العقول
بدأت هذه القصة عام 1912، عندما قرأت مي زيادة أعمال جبران خليل جبران، فأُعجبت بأفكاره العميقة وأساليبه الأدبية المتميزة.
رغم أن مي وجبران لم يلتقيا وجهًا لوجه أبدًا، إلا أن رسائلهما كانت أشبه بجسر يمتد بين نيويورك، حيث عاش جبران، والقاهرة، حيث استقرت مي. حملت هذه الرسائل مشاعر متدفقة، مزيجًا من الحب، الإعجاب الفكري، والبحث الروحي المشترك عن معنى أسمى للحياة والحب.
جبران: الحب العميق والغيابفي رسائله إلى مي، أظهر جبران حبًا عميقًا ومخلصًا، رغم إدراكه أنهما قد لا يلتقيان أبدًا. كتب لها في إحدى رسائله: “أحبك كما يحب الغريب مدينة لم يرها، لكنه يتوق إليها بروحه.” كان يرى في مي صورة المرأة المثقفة الملهمة، التي تفهم أعماقه وتعبر معها الكلمات عن مشاعر لا يمكن أن تُقال وجهًا لوجه
مي: الحلم البعيد
أما مي، فوجدت في جبران روحًا مكملة لها. في إحدى رسائلها، كتبت إليه: “أنت عندي فوق الحب، وأكبر من العاطفة.” كانت تعيش حالة من التعلق العاطفي والروحي بجبران، ترى فيه رجلًا مختلفًا عن كل من عرفتهم، يمتلك عقلًا ساميًا وقلبًا نابضًا بالحياة.
امتازت رسائل جبران ومي بالعمق العاطفي والفلسفي، حيث ناقشا في كتاباتهما قضايا الحب، الفقد، المعاناة، وحتى الموت. لم تكن رسائلهما مجرد كلمات عابرة، بل كانت قطعًا أدبية تحمل مشاعر صادقة ومضامين فكرية سامية.
النهاية: حب بلا لقاءرحل جبران عن العالم عام 1931 دون أن يلتقي بمي، لكن حبهما بقي خالدًا عبر رسائلهما، التي أصبحت وثيقة أدبية تروي حكاية حب فريدة.
وبعد وفاة جبران، عانت مي من الوحدة والحزن، وعاشت سنواتها الأخيرة في ظروف قاسية، لكنها ظلّت تحمل ذكرى حبها لجبران حتى النهاية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جبران خليل جبران مي زيادة الأدب العربي الأديب اللبناني المزيد
إقرأ أيضاً:
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة: الأطفال في غزة الأكثر تضررا
شدد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة، على أهمية نقل ما شاهده في غزة إلى العالم، خاصة في ظل غياب التغطية الإعلامية الكافية التي تعكس حجم المأساة.
وأوضح فليتشر، خلال لقاء خاص مع الإعلامية فيروز مكي، على قناة «القاهرة الإخبارية» عن زيارته الأخيرة للقطاع، أنه التقى بأشخاص كرسوا له قصصهم المؤلمة، مؤكدين أن العالم لا يسمع معاناتهم، راويًا كيف التقى بطفل لم يكن يملك سوى زجاجة ماء، وبأم أصيبت برصاص قناص وظل وجهها ينزف أمامه، بالإضافة إلى مشاهد الدمار والموت التي لم تفارق ناظريه، مشيرا إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا، إذ فقد الكثير منهم أسرهم، ويعيشون تحت القصف المستمر، وهو ما انعكس على ملامحهم التي كانت مليئة بالصدمة والخوف.
وأضاف أنه زار مستشفى الشفاء، حيث وجد الأوضاع كارثية، والمرافق الطبية شبه مدمرة، مع نقص حاد في الإمدادات والأدوية، مؤكدًا أنه تبرع بالدم هناك في محاولة لإنقاذ بعض المصابين، مشددًا على أن الأطفال هم الأكثر احتياجًا للرعاية العاجلة في ظل هذه الظروف المأساوية.
واختتم فليتشر حديثه بالدعوة إلى تدخل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين، مشيرًا إلى أن معاناة الأطفال في غزة يجب ألا تُترك في الظل، بل يجب أن يتحرك العالم لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.