في تاريخ الأدب العربي، تبرز قصة الحب التي جمعت بين الأديب اللبناني جبران خليل جبران والكاتبة الفلسطينية-المصرية مي زيادة كواحدة من أكثر القصص استثنائية ورومانسية. قصة لم تُنسج على أرض الواقع، بل عاشت في فضاء الرسائل والأفكار العميقة، وظلت شاهدة على ارتباط روحين رغم البعد المكاني والزماني بينهما.


 لقاء بين العقول

بدأت هذه القصة عام 1912، عندما قرأت مي زيادة أعمال جبران خليل جبران، فأُعجبت بأفكاره العميقة وأساليبه الأدبية المتميزة.

قررت أن تكتب إليه رسالة تعبّر فيها عن تقديرها لإبداعه، فكان رد جبران يحمل امتنانًا عميقًا واهتمامًا واضحًا، ومنذ تلك اللحظة، بدأت مراسلات بينهما استمرت لنحو عشرين عامًا، حتى وفاة جبران عام 1931.

رغم أن مي وجبران لم يلتقيا وجهًا لوجه أبدًا، إلا أن رسائلهما كانت أشبه بجسر يمتد بين نيويورك، حيث عاش جبران، والقاهرة، حيث استقرت مي. حملت هذه الرسائل مشاعر متدفقة، مزيجًا من الحب، الإعجاب الفكري، والبحث الروحي المشترك عن معنى أسمى للحياة والحب.

جبران: الحب العميق والغياب
 

في رسائله إلى مي، أظهر جبران حبًا عميقًا ومخلصًا، رغم إدراكه أنهما قد لا يلتقيان أبدًا. كتب لها في إحدى رسائله: “أحبك كما يحب الغريب مدينة لم يرها، لكنه يتوق إليها بروحه.” كان يرى في مي صورة المرأة المثقفة الملهمة، التي تفهم أعماقه وتعبر معها الكلمات عن مشاعر لا يمكن أن تُقال وجهًا لوجه


مي: الحلم البعيد


أما مي، فوجدت في جبران روحًا مكملة لها. في إحدى رسائلها، كتبت إليه: “أنت عندي فوق الحب، وأكبر من العاطفة.” كانت تعيش حالة من التعلق العاطفي والروحي بجبران، ترى فيه رجلًا مختلفًا عن كل من عرفتهم، يمتلك عقلًا ساميًا وقلبًا نابضًا بالحياة.

رسائل الحب الخالدة

امتازت رسائل جبران ومي بالعمق العاطفي والفلسفي، حيث ناقشا في كتاباتهما قضايا الحب، الفقد، المعاناة، وحتى الموت. لم تكن رسائلهما مجرد كلمات عابرة، بل كانت قطعًا أدبية تحمل مشاعر صادقة ومضامين فكرية سامية.

النهاية: حب بلا لقاء

رحل جبران عن العالم عام 1931 دون أن يلتقي بمي، لكن حبهما بقي خالدًا عبر رسائلهما، التي أصبحت وثيقة أدبية تروي حكاية حب فريدة. 

وبعد وفاة جبران، عانت مي من الوحدة والحزن، وعاشت سنواتها الأخيرة في ظروف قاسية، لكنها ظلّت تحمل ذكرى حبها لجبران حتى النهاية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جبران خليل جبران مي زيادة الأدب العربي الأديب اللبناني المزيد

إقرأ أيضاً:

عمرو خليل: نتنياهو عاجز عن تحقيق الحسم العسكري في غزة

علق الإعلامي عمرو خليل، على تواصل المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، قائلا: "ذرائع إسرائيلية لا تتوقف، ومجازر وفظائع على مدار الساعة، نداءات استغاثة تنتظر من يرفع عنها الظلم وقسوة الواقع وآلامه".

نتنياهو يصدق على إجراءات إضافية في الضفة ضد الفدائيينالسلطة الفلسطينية تسلم الاحتلال منفذة عملية دير قديس .. ومطالب لعائلات الأسرى من نتنياهو

وأضاف "خليل"، مقدم برنامج "من مصر"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "لكن رغبة نتنياهو ويمينه المتطرف هي مواصلة الإبادة بل ورفع وتيرتها، ما يماطل من أجله نتنياهو في غزة واضح لكنه عاجز حتى اليوم عن تحقيقه".

وتابع، أنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاجز عن تحقيق حسم عسكري، والوصول للمحتجزين رغم استمرار الحرب، وتهجير سكان غزة وطردهم خارج القطاع، ومن ثم، فإنه في ظل هذه الظروف قد يصعب رؤية كيف ستنتهي الحرب قريبا.

مقالات مشابهة

  • بعد حديث الحكومة السورية عن زيادة الأجور 400 بالمئة.. ما هي الدولة التي ستمول؟
  • بعد حديث الحكومة السورية عن زيادة الأجور 400 بالمئة.. من الدولة التي ستمول؟
  • عمرو خليل: نتنياهو عاجز عن تحقيق الحسم العسكري في غزة
  • الحكومة التي تسيِّر دولاب العمل الآن لا علاقة للكيزان بها، بل هي حكومة الآتي (..)
  • ذكرى ميلاد جبران خليل جبران رائد الأدب الإنساني
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: تأجيل زيارة رئيس الموساد التي كانت مقررة اليوم إلى الدوحة لمواصلة محادثات صفقة التبادل
  • العلاقات السامة.. عندما يصبح الحب قيدا مؤلما
  • السجن والغرامة عقوبة النصب علي المصريين عن طريق الرسائل الوهمية
  • عزيز مرقة: أغنية "حطة إيدك" هي الأقرب لقلبي وتحربة جديدة بمشاركة مشاعر معجبيني