آلاف الموريتانيين يتدفقون على الولايات المتحدة عبر طريقة جديدة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
"الحلم الأميركي لا يزال متاحا"، بهذه العبارة، تحاول مقاطع فيديو ترويجية، على تيك توك، إقناع الموريتانيين، بأن هناك طرقا أخرى لدخول الولايات المتحدة، غير الطرق الرسمية "غير المضمونة".
تقترح تلك المقاطع، باللغتين العربية والفرنسية، أن هناك مكاتب تساعد الراغبين في الهجرة لأميركا، بطريقة غير مباشرة، تغنيهم عن المسار العادي الذي يتطلب وقتا ووضعا قانونيا خاصا، وسلسلة من المعاملات الرسمية.
أصبحت الهجرة ممكنة من خلال طريق جديد هذا العام عبر نيكاراغوا، حيث تسمح شروط الدخول الميسرة للموريتانيين بشراء تأشيرة منخفضة التكلفة دون تقديم الكثير من الإثباتات.
ومع انتشار أخبار هذه "الطريق"، انتقلت وكالات السفر والمؤثرون على تيك توك على وجه التحديد، للترويج للحلم الأميركي، عبر اقتراح رحلات جوية من موريتانيا، عبر تركيا وكولومبيا والسلفادور، وتنتهي في ماناغوا، بنيكاراغوا.
ومن هناك، يتم نقل المهاجرين، إلى جانب طالبي اللجوء من دول أخرى، شمالً، بالحافلة إلى الأراضي الأميركية، وذلك بمساعدة مهربين.
فاجأ تدفق الموريتانيين، غير العادي، المسؤولين في الولايات المتحدة، حيث لم يكن بسبب كوارث طبيعية أو انقلاب، أو انهيار اقتصادي مفاجئ، "مما يشير إلى القوة المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعي لإعادة تشكيل أنماط الهجرة" يقول تقرير لوكالة أسوشيتد برس.
ووصل الكثير من الموريتانيين سابقا (في التسعينيات) كلاجئين بعد أن بدأت النظام العسكري هناك بمضايقة المواطنين السود.
لكن من المحتمل أن يفوق عدد الوافدين الجدد عدد المقيمين الموريتانيين في الولايات المتحدة والذين يقدرون بنحو 8000، نصفهم تقريبا في أوهايو.
أعدادا معتبرةوصل إلى أميركا بطريقة غير شرعية، عبر الحدود البرية، في الفترة من مارس إلى يونيو 2023، أكثر من 8500 موريتاني، وفقا لبيانات الجمارك وهيئة حماية الحدود الأميركية.
ويتحجج هؤلاء بقمع الدولة لهم باعتبارهم مواطنين سود.
وقال العديد منهم، ممن تحدثوا إلى أسوشيتيد برس إن الشرطة الموريتانية، تستهدفهم بسبب نشاطهم المناهض للعبودية.
وقال صو، 38 سنة، الذي وصف نفسه بأنه ناشط إن "الحياة صعبة للغاية، خاصة بالنسبة للسكان الموريتانيين السود" ثم تابع "السلطات أصبحت مهددة وقمعية".
وقال إنه أصبح من الصعب مواجهة الحكومة، لأن حياته أصبحت مهددة، وهو السبب وراء قراره الهجرة.
وفر صو، عبر الطريق الجديد إلى سينسيناتي في أوهايو، حيث سمع أن الجالية الموريتانية الكبيرة هناك، تساعد الوافدين الجدد.
وفي الصدد، قال عمر بال، الذي وصل إلى سينسيناتي من موريتانيا في عام 1997 وافتتح مؤخرا منزله لمواطنه صو إلى جانب أكثر من عشرة مهاجرين آخرين "منذ أربعة أشهر، أصبح الأمر جنونيا" ثم تابع "هاتفي لم يتوقف عن الرنين".
وفي السابق، كان تقديم طلب اللجوء في الولايات المتحدة، يمر عبر السفر إلى البرازيل، ثم المخاطرة في رحلة عبر غابة دارين الكثيفة، لكن الطريق الجديد عبر نيكاراغوا يتجاوز تلك المخاطر.
تكلفة باهظةيمكن أن تكلف الرحلة ما بين 8000 إلى 10000 دولار، وهو مبلغ ضخم قد تدبره بعض العائلات فقط، عن طريق بيع الأراضي أو الماشية.
ورغم النمو الاقتصادي البطيء، على مدى العقد الماضي، احتلت موريتانيا مرتبة ضمن البلدان ذات الدخل المتوسط، وفقا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، لكن معدل الفقر لا يزال مرتفعا، حيث يعيش 28.2٪ تحت خط الفقر.
يسمح طريق نيكاراغوا للمهاجرين أيضا بتجنب رحلات القوارب إلى أوروبا التي قتلت عشرات الآلاف في العقد الماضي.
وشنت السلطات الموريتانية والإسبانية حملة على القوارب التي تعبر المحيط الأطلسي بجزر الكناري الإسبانية، حيث يتم اعتراض المهاجرين بشكل متزايد.
في المقابل، يعد السفر إلى نيكاراغوا قانونيا و"آمنا"، وهو ما جذب إليه مزيدا من الراغبين في الهجرة إلى الولايات المتحدة.
مخاطرومع ذلك، يقول بعض الذين اتبعوا طريق نيكاراغوا إنهم تعرضوا للتضليل بشأن المخاطر المحتملة والمستقبل الذي ينتظرهم في الولايات المتحدة.
وقالت سال، وهي ممرضة موريتانية، تبلغ 23 عاما، إنها سُلبت ما تبقى من نقودها في حافلة في المكسيك، من قبل رجال كانوا يرتدون زي ضباط الشرطة.
وبعد عبورها الحدود، تم نقلها مباشرة إلى المستشفى بسبب الجفاف الذي عانته من طول الرحلة والعطش.
وقالت: "يقولون هذا ليس صعبا، هذا ليس صحيح، نحن واجهنا الكثير من الألم على طول الطريق".
ويدخل العديد من الموريتانيين الولايات المتحدة عبر يوما، بولاية أريزونا، حيث ينزل المهربون بعضهم على طريق مكسيكي سريع لنحو ساعتين سيرا على الأقدام، وذلك، عبر نهر عميق، ثم يسلكون طريقا بصخور صحراوية وعرة، قبل أن يستلمهم حرس الحدود في يوما، حيث ينتظرون دراسة ملفات لجوئهم.
وبعد فترة من الاحتجاز والفحص، قد تستغرق ساعات أو أيام، يدخلون البلاد في انتظار موعد المحكمة، وهي عملية قد تستغرق سنوات.
في المقابل، يظل آخرون رهن الاحتجاز لأسابيع، أو يتم وضعهم على متن رحلات جوية تعيدهم إلى موريتانيا.
ودعت جماعات حقوق الإنسان إدارة الرئيس، جو بايدن، إلى منح الحماية المؤقتة للموريتانيين، بعد ورود تقارير عن انتهاكات ضد السكان السود.
في غضون ذلك، يتم ربط أولئك الذين تمكنوا من الدخول لأميركا بمجموعة من المدافعين الأميركيين عن حقوق الإنسان، والموريتانيين المقيمين الذين يساعدونهم في تدبير السكن.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محتجون في بنما يحرقون علم الولايات المتحدة وصور ترامب
أحرقت مجموعة من المحتجين في بنما علم الولايات المتحدة وصورا للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد تصريحاته بشأن استعادة الإدارة الأمريكية لقناة بنما.
المكسيك تعلن دعمها لسلطات بنما بعد تصريحات ترامب ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنماوبحسب روسيا اليوم، نظمت المظاهرة من قبل النقابات البنمية، امس الاثنين، احتجاجا على السياسات الاجتماعية للحكومة، لكن بعض المشاركين في المظاهرة اغتنموا الفرصة للتعبير عن احتجاجهم على تصريحات دونالد ترامب.
وأعلن منظمو الفعاليات عبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضهم لتصريحات ترامب بشأن قناة بنما، وطالبوا الحكومة باتخاذ "خطوات حازمة".
يذكر أن الولايات المتحدة كانت تدير قناة بنما وتسيطر على المنطقة المتاخمة لها منذ أوائل القرن العشرين. وفي عام 1977 تم توقيع اتفاقية بين حكومتي الولايات المتحدة وبنما حول تسليم القناة لسلطات بنما. وأنجزت جميع الإجراءات المتعلقة بالتسليم في عام 1999.
وكان دونالد ترامب قد أعلن يوم الأحد أنه سيطالب بعودة سيطرة الولايات المتحدة على القناة بسبب التعريفة المرتفعة للنقل، مشيرا إلى أهمية القناة بالنسبة للتجارة الأمريكية وانتشار القوات البحرية الأمريكية في المحيطين الأطلسي والهادئ.
وردا على ذلك، شدد رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو على سيادة بلاده على القناة.
وأعرب عدد من رؤساء الدول في أمريكا اللاتينية تضامنهم مع بنما، وخصوصا ممثلو معسكر اليسار، بمن فيهم رؤساء فنزويلا وكولومبيا والمكسيك.