أسئلة لا إجابة لها حتى الآن عن معتقلي صيدنايا
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
في أعقاب انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، تجوب العائلات السورية أرجاء البلاد بحثا عن أحبائهم الذين فقدوا خلال سنوات الصراع الطويلة، سواء بسبب الحرب أو الاعتقال أو النزوح.
ولم يجلب سقوط نظام لابتسام النداف وإبراهيم الدرادجي أي عزاء أو حل، بل زاد من حدة الحزن والأسئلة التي لم يجدا لها إجابة.
ابتسام تحمل صورتي ابنيها في ساحة المرجة بدمشق، وتعبر عن حزنها وأملها في العثور على ابنها المفقود (رويترز)ابتسام النداف، أم فقدت اثنين من أبنائها خلال الحرب في سوريا، أحدهما قُتل برصاص قناص أثناء حصار حي العسالي في دمشق، في حين اختفى الآخر في سجن صيدنايا عام 2018، أحد أكثر مراكز الاعتقال شهرة في عهد آل الأسد.
كما واصل الأب إبراهيم الدرادجي، من مخيم اليرموك، بحثه اليائس عن ابنه عمر، الذي اعتقل عام 2018.
صورة عمر الدرادجي ابن إبراهيم الذي فقد في سجن صيدنايا (رويترز)ويقول الدرادجي إن "في صيدنايا، يعطون السجناء أرقاما، لا أسماء. رقم ابني هو 10912 في الزنزانة. التقطت صورة للشهادة وأقمت له العزاء".
ولإبراهيم ابن آخر شهيد، قتل بسبب قذيفة هاون، وقعت على مخيم اليرموك الذي دفن فيه.
إبراهيم يزور قبر ابنه الذي استشهد بقذيفة هاون في مخيم اليرموك الذي دفن فيه (رويترز)وفتح سقوط النظام على مسؤوليه حسابا مريرا من العائلات في سوريا، حيث يتم اكتشاف المقابر الجماعية وتفريغ السجون، مما يثير تساؤلات عن العدالة والمساءلة.
وبالنسبة للمفجوعين بأحبائهم، فإن الأولوية الفورية هي العثور على إجابات ومحاسبة المسؤولين.
ابتسام النداف داخل زنزانة في سجن صيدنايا، المعروف بـ"المسلخ" تأمل في أي إشارة تدل على ابنها المفقود (رويترز)وعقب سقوط نظام الحكم، في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، فتحت مراكز الاعتقال أبوابها، وأطلق سراح آلاف السجناء أحرارا في الشوارع، حيث هرعت الأهالي للقاء أبنائها ولم شمل المعتقلين مع عائلاتهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أسرة عبد الرحمن القرضاوي توجه رسالة لرئيس وزراء لبنانlist 2 of 2رئيسة الصليب الأحمر: معرفة مصير المفقودين في سوريا تحد هائلend of list إعلانلكن المشهد بالنسبة للبعض، لا يزال كابوسا، يعاني منه آلاف العائلات لعدم وجود أي أثر يدل على وجود أو وفاة أبنائهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات سجن صیدنایا
إقرأ أيضاً:
"سوريا وغيوم المستقبل "الجولاني"!! ( ٤ )
في المقال السابق، طرَحتُ بعض التساؤلات حول ما حدث في سوريا وما يمكن حدوثه استنتاجاً وليس مؤكداً.
فبعد فِرار "بَشَّار" إلى روسيا التي منحتْهُ لجوءاً إنسانياً وليس سياسياً، وأعقبَ فِرارَه قيام إسرائيل بتدمير ٨٠٪ من قوةِ عرينهِ الذي كان متسلحاً بالقواعد الجوية والصاروخية وفرقة مدرعات، بما أتاح لها الاستيلاء على جزءٍ آخر مِن هضبةِ الجولان وهو "جبل الشيخ" المتميِّز بارتفاعه الشاهِقْ مِمَّا يجعل سوريا كلَها تحت النيران الإسرائيلية، وبعد هذا الخَراب العسكري فَرَّ ضباط وجنود الجيش السوري وفي مقدمتهم الفرقة الرابعة المُدَرَّعة بقيادة "ماهر الأسد" شقيق "بشَّار" تاركين مواقعَهم وأسلحتَهم وخلعوا ملابسهم العسكرية ولزِموا بيوتهم خوفاً مِنْ ملاحَقةِ المُسَيطِر الجديد، ورعباً من انتقام أقارب مَنْ قُتِلوا على أيديهم، وبطشِ مَنْ عُذِبوا بعد خرجوهِم مِن السجون والمعتقلات.
وسؤال آخر يشْغَلُ الأذهان: ما هو مصير بشار الأسد؟ ولكن الأهم الآن مِن مصير "بشار" ورجاله هو معرفة ما يدورُ برأس "الشرع" (القاعِدي) الذي أتى سوريا ليؤسِس جبهة النُصرَة (جماعة أحرار الشام ) لإنهاء حُكْم العائلة العلوية، وما هو برنامجه القادم في سوريا سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً؟ الإجابة: لا شيء مُؤكَّد، فالرجل بعد أن خَلَعَ رِداء القاعدة لَمْ يَعُد بمقدورهِ الآن أن ينْطِق بكلمةٍ أو يخْطو خطوةً إلاَّ بإشارةِ إصبَع من أمريكا بعد أن رَفَعَتْ اسمه مِنْ قائمةِ المطلوبين الإرهابيين..
وعما يلوحُ بالأفق العَرَبي فيما يتعلَّق بموقفِ "الشرع" وتحليل إيماءاتهِ وابتساماته. فَمِن العَرَب مَنْ يراهُ مُحَرِّراً لبلدهِ منْ طاغية، ويجب مساعدتهِ مادياً وعينياً ومعنوياً، وهناك مَنْ يراهُ داعِشيِّاً دموياً سيُحَوِّل سوريا إلى قاعدةٍ تنطَلِقُ مِنها مسيرةُ إقامة "دولة الخِلافةِ الإسلامية" بمباركةٍ تُركيِّةٍ، ودَعمٍ إخواني (أينما وُجِدْ).
وهناك مَنْ يراهُ مُتلوِّناً مُتطلِّعاً لسلطةٍ باعَ لأجلِها قضيِّة تحرير الأجزاء المُحتَّلةِ مِنْ بلادهِ ومعها القَضيِّة الفلسطينية، وفي هذه الحالة الأخيرة ستكون (واشنطُن) قبلَته، (والبيتُ الأبيض) كَعْبَتهُ، و(دولة الكيان) ميقاته.
* بهذا القَدْر مِن التساؤلات أرىٰ أنه مِن الحِكمةِ أنْ ننتظِر (نحن العَرَبْ)، ونتَرقَّب في حَذَرٍ وتأهْب فربما يكون تحت الرْماد لهيباً، وحتى تنْقشِع بعض غيوم المستقبل "الجولاني" أو الشرعي (مجرد ألقاب وليست صفات لحامِلها)، وإلى أَن يتضح إنّ كان هذا الهدوء يَسْبِقُ عاصِفةً أَمْ أنَ فَصلاً جديداً مستقراً قد بَدَأ. *