الإمارات 2024.. إنجازات ضمن مصافّ الدول المتقدمة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
لا غرو بأن فنّ القيادة في دولة الإمارات يمثِّل نقلة نوعيَّة في كلِّ شيء، فالروح القياديَّة المنجزة، والنظرة إلى المستقبل، وأنماط اتخاد القرارات، وفريق العمل المتميز، كلها أمور عزَّزت منظومة الوطن والمواطنة وأسهمت في دفع عجلة التنمية إلى الأمام.
لعبت الإمارات دورًا محوريًا في الدبلوماسية الدولية
تجاوزنا السباق مع الزمن إلى المستقبل الواعد، سواء أكان ذلك في البنية التحتية والتنمية المستدامة والاستثمار في العقول، والرؤية المستقبلية إلى ما بعد النفط، وكل هذا ما هو الا استحقاقات نالتها الإمارات بما تميزت به القيادة الرشيدة من كرم وسخاء، ولترسخ لمستقبل مستدام يفوق كل التوقعات؛ ولهذا كانت "الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات" من أجل وضع الآليات وخلق المبادرات، وتدشين الكثير من الاستراتيجيات التنموية للدولة، لنتأهل حكومة وقيادة وشعباً إلى "مئوية الإمارات 2071".
هذه الثقافة القياديَّة العظيمة هي المسرِّع التاريخي نحو التغيير النوعي؛ علينا أن نستفيد من الإرث الحضاري الذي خلفه الأجداد لتطوير الحاضر وتجديده وصياغته بالعرق والجهد والإخلاص من أجل مستقبل مزدهر، دون أن يطغى إرث الماضي على الحاضر ولا يلغي الحاضر الماضي، ولا يقف الماضي في سبيل المستقبل. ولهذا فإن فلسفة التنمية والتطور في الإمارات تعبّر عن رؤية حضارية محفزة لاستنهاض الهمم للحاضر والمستقبل، وترسيخ ثقافة المستقبل يقوم في جوهره على فكرة شغف الدولة قيادة وحكومة في تعزيز المركز التنافسي والعالمي. مستقبل اقتصادي مستدام
فقد نجحت الدولة في مختلف القطاعات من الاقتصاد إلى الطاقة، ومن التنمية البشرية إلى الدبلوماسية الإنسانية، مما جعلها نموذجاً عالمياً للاستثمار في المستقبل.
هناك خطوات ثابتة نحو تحقيق المستهدفات الوطنية لرؤية 2031، الرامية إلى مضاعفة الناتج المحلي، حققت الإمارات نمواً اقتصادياً بنسبة 4% خلال عام 2024، متفوقة على المعدل العالمي، بفضل الاستثمارات في القطاعات غير النفطية. كما بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية 1.4 تريليون درهم خلال النصف الأول من العام، مع نمو الصادرات غير النفطية بنسبة 25%.
هذا التنوع يعكس قدرة الدولة على تعزيز اقتصادها بعيداً عن النفط، بما يضمن استدامة النمو الاقتصادي.
حققت الإمارات إنجازاً بارزاً بإطلاق المحطة الرابعة لمحطات براكة النووية، لتصبح أول دولة عربية تدير أربع محطات نووية متكاملة. كما عززت الدولة استثماراتها في الطاقة المتجددة ضمن جهودها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. هذه الإنجازات تؤكد التزام الإمارات ببناء مستقبل مستدام يعتمد على الطاقة النظيفة.
البنية التحتية والنقل: تميز عالميتبوأت الإمارات مراكز متقدمة عالمياً في جودة البنية التحتية، حيث حلت في المرتبة الخامسة عالمياً في جودة الطرق والعاشرة في خدمات النقل العام. إلى جانب ذلك، شهدت مطارات الدولة زيادة كبيرة في عدد المسافرين، مما عزز مكانتها كمركز عالمي للسفر والتجارة.
التعليم والتكنولوجيا: الابتكار محور المستقبلكما حققت دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي، خلال 2024، حيث احتلت المرتبة الـ 5 عالمياً والأولى على مستوى الشرق الأوسط، واستثمرت الإمارات بشكل كبير في التعليم والتكنولوجيا، حيث أطلقت مبادرات لتعزيز الابتكار في المناهج الدراسية وتطوير البنية التحتية الرقمية.
الدبلوماسية الإنسانية: ريادة عالميةلعبت الإمارات دوراً محورياً في الدبلوماسية الدولية، حيث ساهمت في تسهيل إطلاق سراح أكثر من 2000 أسير في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، وصفقة تبادل الأسرى تعتبر العاشرة، تأكيداً لنهج التعاون الدولي والسلام العالمي.. كما قدمت مساعدات إنسانية سخية لدول متضررة من الكوارث والصراعات، كما استجابت الإمارات للأزمة الإنسانية في غزة، وركزت جهودها على علاج الجرحى والمصابين وتوفير الإغاثة العاجلة للأسر المتضررة، وتقديم الدعم للقطاعات الحيوية والصحية الهامة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" التي تعد من أكبر العمليات الإغاثية في القطاع.
المرأة والمساواةحققت الإمارات إنجازاً كبيراً في مجال تمكين المرأة، وتعزيز مهاراتها المستقبلية، تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية، وتعزيز العمل المؤسسي والشراكات، حيث تقدمت إلى المرتبة السابعة عالمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2024. ونضوج المرأة في هذا الميدان أصبح مصدر ثقة من قيادتها، ونجاحها يعدّ انتصاراً وتفوّقاً يحسب للمرأة العربية أوّلاً والإماراتية على وجه الخصوص. ويعكس هذا الإنجاز التزام القيادة الإماراتية بتوفير بيئة داعمة تتيح للمرأة المشاركة الفاعلة في مختلف المجالات.
لو تأملنا المشهد العام لدولة الإمارات في عام2024 لوجدنا أنّه كان عاماً حافلاً بالإنجازات ومن أهم الأعوام ترسيخاً لثقافة "الاستثمار في المستقبل" وأعتقد أن الأوان آن لكي نقول إننا في مصافّ الدول المتقدمة، حيث تم تحقيق المكتسبات التنموية كلّها، وعلى أعلى مستويات التفوق والجودة والإتقان، وكلّ هذا المنجز ثمرة من ثمار العبقرية القيادية لقيادتنا الرشيدة، والتعاطي مع قيّم التعايش والتسامح وقبول التعددية والاختلاف، وحصاد من الميراث القيمي المتصالح مع المجتمع والمستقبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حصاد 2024 البنیة التحتیة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستشرف المستقبل من الفضاء
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةانطلق حدث الأسبوع الجيومكاني الذي يستضيفه مركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون مع الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد (ISPRS)، GSW 2025 في مركز دبي التجاري العالمي، حيث يقام الحدث من 7 إلى 11 أبريل 2025، تحت شعار «المسح التصويري والاستشعار عن بُعد من أجل غدٍ أفضل»، ويجمع أبرز الخبراء من مختلف أنحاء العالم لبحث أحدث المستجدات في مجال العلوم الجيومكانية وتقنياتها.
وأكد المهندس سعيد المنصوري، مدير حدث الأسبوع الجيومكاني بمركز محمد بن راشد للفضاء، أن هناك العديد من المشاكل والكوارث البيئية حول العالم، وخاصةً المرتبطة بارتفاع منسوب ماء البحر، مشيراً إلى أن 70% من سكان العالم يعيشون على المنطقة الساحلية، وبالتالي أصبح من المهم إجراء دراسة دورية باستخدام الذكاء الاصطناعي والاستشعار «عن بُعد» من أجل مراقبة التغيرات وكشفها بشكل مستمر.
وقال المنصوري: يستضيف مركز محمد بن راشد للفضاء حدث الأسبوع الجيومكاني، ونستعرض من خلاله مجموعة من الدراسات التحليلية التي تعتمد على العلوم الجيومكانية ونظم المعلومات الجغرافية ونظم الاستشعار «عن بُعد»، موضحاً أن هناك العديد من الحلول فيما يتعلق بإدارة الأزمات والكوارث المرتبطة بالمتغيرات البيئية.
وأكد أن الحدث يشكل منصة دولية رائدة لتبادل المعرفة والخبرات، حيث يجمع بين قادة القطاع الفضائي، وصناع القرار، والخبراء، والباحثين، والمبتكرين الشباب، بهدف تسريع تطوير التطبيقات الجيومكانية وتعزيز استدامتها في دعم خطط التنمية. ويعزز الأسبوع الجيومكاني مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً في مجال الفضاء والعلوم المرتبطة به، كما يسهم في تعزيز التعاون الدولي ضمن الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار «عن بعد»، التي تُمثل أبرز الجهات العلمية المعنية بتطوير هذا القطاع عالمياً.
وأضاف: يمثل الحدث فرصة لأعضاء الجمعية الدائمين للمشاركة في الاجتماعات الرسمية واللجان العلمية، والمساهمة في صياغة توجهات المستقبل، بما يعزز تأثير العلوم الجيومكانية في مواجهة التحديات العالمية، مثل تغير المناخ، وإدارة الموارد، وتحسين جودة الحياة من خلال التكنولوجيا والبيانات الفضائية.
وبدوره، قال حامد الهاشمي، مهندس أول تطوير مشاريع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: تشارك الوكالة في «أسبوع الجيومكاني GSW2025» من خلال 3 مشاريع استراتيجية رئيسية تجسد التزام الوكالة بدعم الابتكار وتعزيز دور الدولة في قطاع الفضاء، وتتمثل هذه المشاريع في مشروع «سرب» للأقمار الاصطناعية، الذي يسعى إلى تطوير منظومة متقدمة من الأقمار الاصطناعية الصغيرة، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعمل بتكامل لدعم مختلف التطبيقات الجيومكانية والبيئية.
وأوضح أن المشروع الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية «سرب» لديه القدرة على توفير صور رادارية على مدار الساعة، وسيسهم البرنامج ضمن أهدافه في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض بسبب التغيرات المناخية، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للاستدامة البيئية والموارد على سطح الأرض، فيما تسهم منظومة الأقمار الاصطناعية في تلبية مختلف الاحتياجات الاقتصادية والبيئية، بما يدعم تنافسية دولة الإمارات واقتصادها الوطني عن طريق تبني تقنيات فضائية متقدمة تخدم القطاعات الحيوية في الدولة، بالإضافة إلى مشروع مناطق الفضاء، الذي يهدف إلى دعم نمو قطاع الفضاء في الدولة من خلال إنشاء مناطق اقتصادية مخصصة لجذب الاستثمارات وتمكين الشركات الناشئة والمتخصصة في مجالات الفضاء والتكنولوجيا، مشيراً أنه بلغ عدد مناطق الفضاء 3 مناطق تضم أكثر من 200 شركة وطنية متخصصة في الفضاء. وتابع: بالإضافة إلى مجمع البيانات الفضائية، وهو منصة رقمية لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين ورواد الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة، بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية، حيث تسد الفجوة بين بيانات الفضاء والخدمات من خلال تسهيل الوصول للصور الفضائية وتوفير سوق ديناميكية للتطبيقات المبتكرة في مجال مراقبة الأرض.
وقال الهاشمي: تؤكد هذه المشاركة التزام وكالة الإمارات للفضاء بدعم رؤية الدولة في بناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات الفضاء والبيانات الجيومكانية.
المنصة الجيومكانية البيئية
استعرضت وزارة التغير المناخي والبيئة، المنصة الجيومكانية البيئية، والتي تم إطلاقها مواكبة مع تحقيق «رؤية الإمارات 2031» ووفق اختصاصات الوزارة، إذ تُعد المنصة الجيومكانية البيئية ركيزة أساسية لدعم تحقيق الاستراتيجيات البيئية في دولة الإمارات وأهداف لتنمية المستدامة ذات العلاقة بعمل الوزارة، حيث تُعتبر المنصة المصدر الموثوق للبيانات المكانية البيئية في دولة الإمارات. وتتضمن المنصة العديد من التطبيقات الجغرافية التفاعلية التي تتيح الوصول والحصول على البيانات المفتوحة في مجالات مختلفة مثل التنوع البيولوجي، والبيئة البحرية، والتنمية الخضراء، والكيماويات والنفايات، والامتثال البيئي، والأمن البيولوجي وغيرها، ويتميز النظام بالتفاعلية والديناميكية لمساعدة الأفراد والمؤسسات في الوصول إلى التصنيفات والتحليلات اللازمة، والحصول على البيانات التي تدعم مسيرة التنمية الزراعية والبيئية في الدولة. وأكدت الوزارة على هامش مشاركتها، أنها عملت من خلال المنصة على دمج تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية والاستراتيجيات البيئية لتنمية وتطوير قطاع البيئة في الإمارات، حيث تشمل المنصة 24 تطبيقاً جغرافياً مقسماً إلى مجموعات حسب اختصاصات الوزارة.