شهدت أوروبا موجة من الغضب والانتقادات ضد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة "إكس" والرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، بسبب تدخلاته المتكررة في شؤون السياسة الداخلية للعديد من الدول الأوروبية، هذه التدخلات التي تتراوح بين تصريحات مثيرة للجدل على منصته إلى دعوات لتحقيقات حول قضايا حساسة، أثارت استياء قادة سياسيين بارزين في القارة الأوروبية.

انتقادات حادة من بريطانيا

في بريطانيا، جاءت الردود القوية على تعليقات ماسك من رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي انتقد ماسك دون أن يذكره بالاسم بعد سلسلة من التغريدات التي وجهت انتقادات لاذعة لحكومته.

وفي كلمة ألقاها ستارمر حول إصلاحات النظام الصحي البريطاني، قال: "معظم الناس يهتمون بمستقبل خدمة الصحة الوطنية أكثر مما يُقال على تويتر".

وأضاف ستارمر بأن نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة على نطاق واسع لا يخدم الضحايا ولا يدعم القضايا الحساسة، في إشارة إلى اتهامات ماسك له بالتقصير في قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال عندما كان يشغل منصب النائب العام.

وكان ماسك قد دعا، في وقت سابق، إلى فتح تحقيق جديد في قضايا تتعلق باغتصاب قاصرات على يد رجال من أصول باكستانية خلال فترة تولي ستارمر النيابة العامة.

والتحقيقات السابقة خلصت في عام 2014 إلى أن 1400 طفل على الأقل تعرضوا للاستغلال الجنسي في مدينة روذرهام بين عامي 1997 و2013.

تصاعد التوتر بين ماسك والحكومة البريطانية

ردود الفعل الغاضبة لم تقتصر على ستارمر، حيث دافع وزير الصحة ويس ستريتنغ عن رئيس الوزراء وعضو حكومته جيس فيليبس، التي أثارت غضب ماسك بدعوتها السلطات المحلية للتعامل مع أي تحقيقات جديدة حول هذه القضايا.

ماسك لم يكتفِ بالانتقادات، بل اتهم الحكومة البريطانية بتقييد حرية التعبير وطالب بالإفراج عن الناشط ستيفن ياكسلي - لينون المعروف باسم تومي روبنسون، زعيم رابطة الدفاع الإنجليزية اليمينية المتطرفة.

ويقضي روبنسون حاليًا حكمًا بالسجن لمدة 18 شهرًا بتهمة ازدراء القضاء، ما زاد من التوتر بين ماسك والحكومة البريطانية.

تدخلات في الانتخابات الأوروبية

وفي فرنسا، عبّر الرئيس إيمانويل ماكرون عن استيائه من تدخل ماسك، متهمًا إياه بمحاولة التأثير على الانتخابات الألمانية لصالح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.

وقال ماكرون إن "تدخل ماسك في الشؤون الداخلية لدول أوروبا يمثل خرقًا للمعايير الديمقراطية"، واصفًا تعليقاته بأنها تدخل مباشر وغير مقبول.

أما في ألمانيا، فقد وجه المستشار أولاف شولتس انتقادات مماثلة، واصفًا تصريحات ماسك الداعمة لليمين المتطرف بأنها "متنافرة وغير مسؤولة".

وأضاف شولتس: "يجب أن نتعامل مع هذه التصريحات بهدوء ولكن بحزم للحفاظ على استقرار الديمقراطية في بلادنا".

انتقادات من النرويج

وفي النرويج، أعرب رئيس الوزراء يوناس غار ستور عن قلقه من تدخل ماسك في القضايا الداخلية لدول خارج الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة النرويجية، قال ستور: "لا ينبغي لرجل يمتلك نفوذًا هائلًا على وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة أن يتورط في شؤون دول أخرى".

وأضاف ستور أن على السياسيين في بلاده أن يتخذوا موقفًا موحدًا لمواجهة أي محاولات مشابهة من ماسك للتدخل في الشؤون النرويجية.

غضب متزايد في أوروبا

تصرفات ماسك وتصريحاته، التي تُعتبر تدخلًا مباشرًا في شؤون الدول الأوروبية، قوبلت بموجة من الانتقادات من قبل قادة وسياسيين في القارة.

وتثير هذه التدخلات تساؤلات حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومالكيها على السياسة الدولية، خصوصًا عندما يتم استغلال هذه المنصات للترويج لأجندات سياسية معينة.

ويبدو أن ماسك يواصل تصعيد مواقفه، ما يضعه في مواجهة مباشرة مع قادة العالم الديمقراطي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتهامات استغلال الأمريكي إيلون ماسك الانتخابات الاوروبية الانتخاب التحقيقات البريطانية الاوروبي الحكومة البريطانية الدول الأوروبية الرئيس التنفيذي

إقرأ أيضاً:

ماسك يتهم رئيس الوزراء البريطاني بالتواطؤ في اغتصاب جماعي.. والأخير يرد

اتهم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك بالكذب، وذلك ردا على اتهامات الأخير له بالتواطؤ في قضية اغتصاب جماعي وقعت في بريطانيا.

وجاءت هذه التصريحات في إطار تصاعد الخلاف بين الطرفين، حيث نفى ستارمر بشدة هذه الاتهامات ووصفها بأنها غير صحيحة.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني، ردًا على أسئلة الصحفيين، أن "أولئك الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة لا يهتمون بالضحايا، بل هم مهتمون بأنفسهم فقط"، مشددًا على أن مثل هذه الممارسات تُستخدم لأغراض شخصية ولا تأخذ بعين الاعتبار معاناة المتضررين.

وأضاف ستارمر: "لن أتسامح مع هذه الاتهامات الكاذبة"، مؤكدًا أن الادعاءات الموجهة إليه "مبنية على أكاذيب". كما تجنب رئيس الوزراء البريطاني الإجابة على سؤال حول نيته رفع دعوى تشهير ضد إيلون ماسك.


وفي وقت سابق، هاجم ماسك٬ ستارمر عبر منصة "إكس"٬ ودعاه إلى الاستقالة والمثول أمام المحكمة، متهمًا إياه بأنه "شريك في جرائم جنسية ارتكبت ضد قاصرات في شمال إنجلترا منذ عقود".

وكتب ماسك: "خلال فترة رئاسته للنيابة العامة الملكية لمدة ست سنوات، كان ستارمر متواطئًا في اغتصاب قاصرات.. يجب إقالته ومحاكمته بتهمة التواطؤ في واحدة من أبشع الجرائم الجماعية في تاريخ بريطانيا".

يذكر أن كير ستارمر، الذي تولى رئاسة الحكومة البريطانية في تموز/يوليو 2023، شغل منصب رئيس النيابة الملكية بين عامي 2008 و2013.

ويكرر ماسك، عبر منصة "إكس" التي يملكها، نشر تعليقات تتعلق بالمملكة المتحدة، حيث يعيد تداول انتقادات موجهة إلى زعيم حزب العمال، إلى جانب استخدام وسم "تو تاير كير" (To Tier Keir)، الذي يشير إلى ادعاء غير مثبت بأن بريطانيا تطبق "نظامًا ثنائيًا للشرطة"، يتعامل فيه مع المتظاهرين اليمينيين المتطرفين بقسوة أكبر مقارنة بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أو حركة "حياة السود مهمة".

وخلال أعمال عنف مناهضة للمهاجرين شهدتها المملكة المتحدة الصيف الماضي، غرد ماسك قائلًا إن "الحرب الأهلية حتمية".


وفي الفترة الأخيرة، ركز ماسك اهتمامه على قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال، خاصة تلك التي هزت بلدات في شمال إنجلترا، حيث تمت محاكمة مجموعات من الرجال، معظمهم من أصول باكستانية، بتهم استدراج عشرات الفتيات القاصرات واستغلالهن جنسيًا. وقد استغل نشطاء من اليمين المتطرف هذه القضايا لربط الاعتداءات الجنسية بقضايا الهجرة، متهمين السياسيين بالتستر على ما يسمى "عصابات الاستدراج" خوفًا من اتهامهم بالعنصرية.

مقالات مشابهة

  • NYT: ماسك يختطف السياسة البريطانية لصالح اليمين المتطرف
  • ماسك يتهم رئيس الوزراء البريطاني بالتواطؤ في اغتصاب جماعي.. والأخير يرد
  • من بريطانيا إلى فرنسا.. غضب أوروبي من تصريحات إيلون ماسك حول استغلال الأطفال جنسيًا
  • ستارمر ينتقد "الأكاذيب والمعلومات المضللة" بعد التعرض للهجوم من ماسك
  • ماكرون يهاجم إيلون ماسك.. ويتهمه بالتدخل في الانتخابات الألمانية
  • ماركون يهاجم إيلون ماسك.. ويتهمه بالتدخل في الانتخابات الألمانية
  • «إيلون ماسك» يتصدر الشخصيات الرائدة للأعمال في عالم السياسة 2024
  • رئيس الوزراء البريطاني يتهم إيلون ماسك بالكذب
  • غضب بريطاني بسبب تصريحات «إيلون ماسك».. ينشر الأكاذيب