في ديسمبر/كانون الأول الفائت، عُثر على الباحث السابق في شركة "أوبن إيه آي" سوشير بالاجي والبالغ 26 عاما ميتا في شقته الواقعة في سان فرانسيسكو، وذلك بعد شهر واحد فقط من نشر تقريره بصحيفة نيويورك تايمز، وأكد الأطباء الشرعيون أن سبب الوفاة كان انتحارا ولكن عائلة بالاجي لم تقتنع وادعت أن سبب الوفاة جريمة قتل، وفقا لموقع "فيوتشريزم".

ونشر حساب على منصة إكس -يحمل اسم "بورنيما راو" والذي يُعتقد أنه يخص بورنيما راماراو والدة المتوفى- أن العائلة وكلت محققا خاصا ليعيد التحقيق بالقضية وتبين معه أن بالاجي لم ينتحر كما ادعت السلطات.

وكتبت الأم المكلومة في منشورها "لقد وكلنا محققا خاصا وأجرينا تشريحا ثانيا للجثة لكشف سبب الوفاة، والنتائج التي حصلنا عليها لا تؤكد سبب الوفاة الذي ذكرته الشرطة".

وأضافت أن الشقة كانت فوضوية وكأن أحدا فتشها وعُثر على علامات عِراك مع بقع دم في الحمام مما يدل على أن بالاجي تعرض للضرب من قبل شخص ما.

والحساب الذي شارك صورا لبالاجي -لم تُنشر سابقا في الصحافة ووسائل الإعلام- أشار إلى أن مدينة سان فرانسيسكو تخفي جريمة قتل بشعة.

ومن جهة أخرى، قدمت العائلة طلبا لمكتب التحقيقات الفدرالي لإعادة التحقيق بالحادثة، كما قام حساب "راو" بوضع علامة على حساب كل من إيلون ماسك وحاكم كاليفورنيا غافن نيوسوم، وقد حصل على رد من ماسك والذي كتب "هذا لا يبدو انتحارا".

إعلان

وفي أعقاب وفاة بالاجي، تحدثت راماراو عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام عن ابنها وعن شكوكها بالحادثة ولكنها لم تُحدث ضجة كبيرة بالولايات المتحدة.

والشهر الماضي، نشرت صحيفة "بيزنس إنسايدر" مقابلة مع والدة بالاجي والتي تحدثت عن اهتمام ابنها الكبير بالرياضيات والذكاء الاصطناعي وعن خيبة أمله ورحيله عن "أوبن إيه آي" كما أشارت إلى الصعوبات التي واجهتها عندما حاولت الحصول على إجابات حول وفاته.

وبحسب ما ذكرته الأم المفجوعة فإن ابنها كان يحتفل بعيد ميلاده مع أصدقائه قبل أن يُعثر عليه ميتا في شقته، وتدعي أنها اتصلت بالشرطة عندما لم يعد من الشقة وأنها انتظرت أمام الشقة ساعات قبل أن تعلم بخبر الوفاة.

وفي منشور آخر على إكس، زعمت راماراو أنها أجرت مقابلة "إيه بي سي نيوز" (ABC News) في 27 ديسمبر/كانون الأول الفائت ولكنها لم تُبث، وغردت قائلة "لماذا لا تبث وسائل الإعلام الأميركية هذا الخبر، رغم أنه أصبح حديث الساعة؟".

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأم الثكلى لا تتهم شركة "أوبن إيه آي" أو أي منظمة أو فرد آخر، ولكنها تريد فقط العدالة لابنها كما تقول.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أوبن إیه آی سبب الوفاة

إقرأ أيضاً:

وداعة- مسرحية الثوري.. من صفقة الشقة السرية إلى وشاية إسرائيل!

عندما يرقص الثائر على جثث الضحايا
كيف لرجلٍ يدّعي الثورية أن يجلس في غرفة واحدة مع رموز النظام البائد الذين سفكوا دماء المتظاهرين؟ محمد وداعة، الشخصية التي تحوّلت من "صوت الثورة" إلى عنوانٍ يثير الشكوك، تختزل في مسيرتها تناقضات الساحة السياسية السودانية؛ ففي حين يهتف الشارع "حرية، سلام، وعدالة"، كان هو ينسج تحالفات مع فلول الماضي، وتثار حوله تساؤلات حول علاقاته غير المباشرة مع دوائر ترتبط بالكيان الصهيوني عبر قنوات أخرى. هذه ليست مجرد قصة انتهازية؛ بل إشعارٌ مبكر بخطر اختطاف الثورة من الداخل.
الفصل الأول- شقة ابن الإمام الصادق – منصة تحالف النخب القديمة
في الأيام الأخيرة لعهد البشير، عُقد اجتماع سري في شقة ببالخرطوم 2، المملوكة لأحد أبناء الإمام الصادق المهدي، عبد الرحمن الصادق، حضره قيادي حزب البعث، محمد وداعة، برفقة رئيس الحزب نفسه. ما يثير الدهشة أن هذا الاجتماع، الذي جمع شخصيات من النظام القديم والتي لطالما اعتُبرت عدائية تجاه الكتل الثورية، جاء تحت شعار "الانتقال السلس".
وفقًا لوثائق نشرتها "منظمة شفافية الثورة" في 2023، كان الهدف من الاجتماع منسوجًا حول إعادة تدوير النخب القديمة لضمان استمرارية النفوذ خلال المرحلة الانتقالية. وأشار أحد الحاضرين – في شهادة لم يُكشف اسمه – إلى أن وداعة كان يُلقي نكاته الساخرة حول إخفاقات النظام، بينما دعا إلى "المرونة السياسية"، أي التطبيع مع الخصم السابق من أجل تثبيت موطئ قدم للنخب في المشهد الجديد.

الفصل الثاني- الكيان الصهيوني.. صداقة تُثير التساؤلات
بينما يرفع وداعة شعارات العروبة ويرفض التطبيع في العلن، تسربت تقارير استخباراتية محلية في 2023 تُلمّح إلى أن هناك قنوات اتصال غير مباشرة تُحيل إلى دوائر ترتبط بالكيان الصهيوني، لكن هذه الاتصالات لم تكن مباشرة مع وداعة.

وفقًا لما ورد، فإن مدير مكتب رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، الذي يُقال إنه صديق مقرب لوداعة، كان له تبادل في الأحاديث مع وسطاء أوروبيين مرتبطين بدوائر إسرائيلية؛ حيث استُخدمت تلك اللقاءات لبحث ملفات يُغلفها "الإنسانية" وتوقيتها يشير إلى محاولة إعادة ترتيب العلاقات الخارجية. ورغم نفي وداعة المتكرر لأي صلة مباشرة، فإن التوقيت والسياقات تطرح تساؤلات ملحة حول مدى استفادة الحركات الانتقالية من تلك القنوات.

الفصل الثالث- نرجسية مُقدسة – كيف حوّل الثورة إلى منصة لتلميع الذات؟
لم يكن وداعة مجرد فاعل سياسي، بل سعى إلى رسم صورة إعلامية تبقيه في قلب المشهد الثوري، بينما كانت أفعاله تُظهر تناقضاً صارخاً مع الخطابات المعلنة.

تضخيم الذات وتزيين الصورة في مقاله "صلاح قوش مهندس المرحلة" (2021)، حاول وداعة إعادة تأهيل صورة مدير جهاز الأمن السابق، رغم ما يُعرف عنه من انتهاكات، ليتماشى مع تحالفات منسوخة من النظام القديم.
تنسيق الظلال-
أشارت تقارير إلى تنسيق غير معلن مع أطراف أمن سابقة بهدف حسم معارك السلطة داخل البيئة الانتقالية، في إطار محاولات لاستبعاد خصومه السياسيين.
مسرحية الإعلام الوهمية -باستخدام منصة "صوت التغيير" الإلكترونية، قام بتشكيل واجهة نقدية تنتقد خصومه، بينما تثار التساؤلات حول مصادر تمويل المنصة وعلاقتها بصفقات خارجية، ومثلت تحركاته المتكررة إلى بورسودان في فترات حساسة مثالًا على ذلك.
الفصل الرابع- محاكمة التاريخ.. هل سقط القناع؟
اليوم، لم يعد الصراع محتكرًا حول قضايا البشير أو صلاح قوش، بل أصبح النقاش الأساسي منصبًا حول من يمثل الثورة حقًا، ومن يستغلها من داخلها لتحويلها إلى ورقة ضغط لأجندات قديمة وشبكات سرية.
شهادات من الشارع- الناشطة آمال محمد تقول: "وداعة باع الثورة في أول منعطف.. دماء الشهداء لن تُنسى!"
المحلل السياسي خالد عمر والفيادي في حزب المؤتمر السوداني "الثورات الحقيقية لا يقودها من شارك في صفقة الظل الأولى."

ردود وداعة، التي يتكرر فيها الادعاء بأنه "ضحية مؤامرة"، لم تعد تُقنع الكثيرين بعد أن بدأت شهادات المستشارين والوثائق بالتساقط واحدة تلو الأخرى.

الثورة تحتاج إلى تطهير.. فهل آن الأوان؟
بهذا التحليل السياسي يُطرح وداعة كرمزٍ للتناقضات العميقة التي تعصف بالثورة السودانية، حيث تتنافر الكلمات مع الأفعال، وتتحول المبادئ الثورية إلى أدوات بيد النخب القديمة.
هذا الواقع يجعل من الضروري أن يقف الشعب والجهات الوطنية الحقيقية لمحاسبة من يُنتهكون الثقة ويحولون الثورة إلى مسرح للصفقات والادعاءات الكاذبة.
رسالة إلى الشارع السوداني "لا تسمحوا لمن يبيعون تضحياتكم في بورصة السياسة أن يسيروا باسمكم. الثورة الحقيقية تبدأ بتنقية الصفوف والوفاء لدماء الشهداء.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • حادث أدى إلى الوفاة.. تفاصيل دهس ابن الفنان محسن منصور لشاب
  • هل الكوابيس سبب في الشيخوخة المبكرة؟ دراسة تكشف الرابط المروع
  • وداعة- مسرحية الثوري.. من صفقة الشقة السرية إلى وشاية إسرائيل!
  • يسبب السكتات والجلطات القلبية.. جمال شعبان يحذر المواطنين من أمر يومي
  • الوفاة تفجع المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة
  • العثور على جثة مهاجرة مغربية عارية مرمية في نهر بإيطاليا
  • كيفية تسجيل عقد بيع شقة في الشهر العقاري ورسوم التسجيل
  • بلدٌ يشيخ: عشرات آلاف اليابانيين بلا أسرة أو معيل لا يجدون من يدفنهم عند الوفاة
  • القبض على موظف سرق أموال شركته بالقاهرة
  • وفاة مسن فى دار السلام بسوهاج داخل شقته إثر أزمة قلبية