كيف يحمي الدماغ ذاكرته من النسيان؟ اكتشاف جديد يكشف السر
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature كيف يُجنب الدماغ "النسيان الكارثي" – وهو تشوّه أو محو الذكريات القديمة عند تكوين ذكريات جديدة.
وأوضح الباحثون أن الدماغ يعالج الذكريات القديمة والجديدة في مراحل منفصلة أثناء النوم، مما يمنع تداخلها ويحافظ على استقرار الذاكرة.
اقرأ أيضاً.. النوم والقراءة يقللان فرص الخرف
دور النوم في تثبيت الذكريات
خلال النوم، يُعيد الدماغ تشغيل التجارب الحديثة عبر إشارات عصبية متطابقة مع ما حدث خلال التجربة الأصلية، مما يُثبّت هذه الذكريات ويُهيئها للتخزين طويل الأمد.
لاحظ فريق البحث أن حجم بؤبؤ العين في الفئران يتغير خلال النوم العميق في دورات تستغرق دقيقة واحدة. وأظهرت التسجيلات العصبية أن معظم عمليات "إعادة التشغيل" للذكريات الحديثة تحدث عندما يكون البؤبؤ صغيرًا.
التجارب باستخدام علم البصريات الوراثي
لتأكيد هذه النتائج، استخدم العلماء تقنية تُعرف بـ"علم البصريات الوراثي" للتحكم في النشاط العصبي.
بعد تدريب الفئران على تحديد موقع مكافأة مخفية، قاموا بتعطيل النشاط العصبي خلال مراحل النوم المختلفة. النتائج كانت واضحة: عند تعطيل النشاط أثناء مرحلة البؤبؤ الصغير، فقدت الفئران ذاكرتها تمامًا للموقع. أما عند تعطيله في مرحلة البؤبؤ الكبير، حافظت الفئران على ذكرياتها بشكل كامل.
أخبار ذات صلة
اقرأ أيضاً.. كشف رابط بين عضلة صغيرة وخطر الإصابة بالخرف
النظام المزدوج لتثبيت الذكريات
تكشف الدراسة أن المرحلة ذات البؤبؤ الصغير مسؤولة عن تثبيت الذكريات الجديدة، في حين تعمل المرحلة ذات البؤبؤ الكبير على تعزيز الذكريات القديمة التي تكوّنت في الأيام السابقة. هذا النظام المزدوج يسمح للدماغ بإدماج المعرفة الجديدة مع الحفاظ على الذكريات السابقة دون تشويهها.
إضافة إلى أهميتها في فهم آليات الدماغ، تشير الدراسة إلى إمكانية تطبيق نتائجها على الذكاء الاصطناعي. يمكن لهذه الآليات أن تلهم خوارزميات تقلل "النسيان الكارثي" في الشبكات العصبية الاصطناعية، مما قد يُحسن أداء تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
المصدر: وكالاتالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدماغ النسيان النوم الذاكرة العقل
إقرأ أيضاً:
أمريكا بين الذكريات والبحث عن الذات
إذا اعتبرنا ما يسير فيه ترامب أمريكا هي حروب تجارية اقتصادية تتداخل مع العسكرية، فهذا يطرح سؤالاً له أهميته والأهم في حقيقة ومصداقية الإجابة عليه..
السؤال هو: هل يريد ترامب من خلال هذا التصعيد غير المسبوق للحرب الاقتصادية التجارية حل مشكلة أو مشاكل مستعصية أو معقدة في الداخل الأمريكي، أم أنها فقط في إطار التنافس واستهداف المنافسين لأمريكا تجارياً واقتصاديا؟..
الإجابة من خلال تتبع الأحداث هي وجود مشاكل داخلية متراكمة ومعقدة، ولكن أمريكا تحتاج إلى أن تحارب كل العالم لتتمكن من حلها وفق نظرية ترامب وما وراءه ومن وراءه..
أمريكا في هذا السياق تريد حروباً عالمية وتشن حروباً على العالم كحلحلة مشاكلها وفق هذا التصور، ولكنها لا تريد حرباً عالمية نووية..
ومن هذا المفهوم الأمريكي فالسلام بالنسبة لأمريكا هو في شن وتأجيح حروب في أنحاء العالم ولكن دون الوصول لحرب نووية عالمية، ولهذا فأمريكا في تعاملها مع الحالة الأوكرانية بما يجنب أو يمنع الحرب النووية..
إذا أوكرانيا يرتبط بما يحدث فيها أمن روسيا القومي فروسيا ستسير في هذه الحرب حتى لو اضطرتها لاستعمال النووي..
هذا يعني أن أمريكا التي تتشدد وتتوسع في مسألة أمنها القومي وتعتبر غزوها للعراق وأفغانستان إنما لحماية أمنها فهي ترفض حق الآخرين فيما يتصل بأمنهم القومي، كما حالة روسيا مع أوكرانيا..
إذا أمريكا شنت الحرب على العراق لحماية أمنها فإيران هي بداهة بوابة الأمن القومي الصيني الأهم، فلماذا لا تراعي أمريكا حاجيات حيوية للأمن القومي الصيني وهي تهدد بحرب على إيران وتكرر تجربة أوكرانيا التي يتبرأ منها ترامب؟..
وهكذا ففلسفة أمريكا جوهرها نشر وتأجيح حروب في العالم تحت سقف النووي وهي قبل وبعد «ترامب» ستظل تقدم نفسها حمامة وراعية سلام، وبالتالي فإن ما يطرحه «ترامب» عن سلام كلام إعلامي ليس جديداً بل تكرار للخطاب الكلامي الإعلامي المخادع لأمريكا..
كأنما عبارة «الأمن القومي» لا علاقة لكل دول العالم بها ولا حق لها في الدفاع عن أمنها القومي بإستثناء أمريكا وربطاً بها إسرائيل فقط..
فروسيا والصين مثلاً لا يحق لهما الدفاع عن أمنهما القومي بمستوى إسرائيل وليس أمريكا، فكيف ينظر لحالة إيران ربطاً بالأمن القومي الصيني مقابل الأمن القومي لإسرائيل و أمريكا ومن الأحق بداهة و بمجرد العين المجردة..
فكيف لـ«ترامب» الذي يحب السلام ولا يريد الحروب ـ وفق زعمه ـ أن يشن حرباً على اليمن و يهدد إيران بحرب أكبر وأوسع، وكيف يفكرّ في حق الصين بل وروسيا في أمنهما القومي وهو الأحق وعين الحق في مقابل التمطيط والتفصيل للأمن القومي على أمريكا وإسرائيل؟..
إذا أمريكا لا تحترم الحد الأدنى من احترام حق دول عظمى في أمنها القومي، كما الصين وروسيا ربطاً بإيران – فهي بهذا تدفع العالم إلى حرب عالمية حتى لو كانت صادقة في أنها لا تريدها..
أريد من خلال كل هذا الوصول إلى حقيقة أن أمريكا تتخبط في حروبها الاقتصادية التجارية المتداخلة مع حروبها العسكرية وليس من حل لهذا التخبط الواضح إلا القبول بعالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة وأكثر واقعية أو السير إلى حرب عالمية لا يستطاع فهم سقف لها أو نتائج، وصدقوني أن الكرة هي في الملعب الأمريكي فوق التذاكي والألعاب والمؤامرات..
إذا فهم ترامب وهو يتحدث عن إعادة العظمة أن يستعيد أولاً التعامل مع العالم كما في فترة الهيمنة الاستثنائية الأمريكية فهو مخطئ ويرتكب خطيئة في حق أمريكا بقدر ما هو مجرد خطأ في حق العالم، والذي يؤكد ذلك هو أن أمريكا ترامب تراهن على فصل أو عزل بين الصين وروسيا وهذا مجرد تنظير لم يعد له من صلة أو ارتباط بواقع العالم ومتغيراته القائمة والقادمة..
أمريكا تتخبط إن شنت حرباً على إيران وستظل تتخبط حتى لو تشنها، ومن أي وجه تتابع أو تقرأ أمريكا فإن جوهرها وعنوانها ليس غير التخبط والمزيد من التخبط!!.