النمسا في لحظة محورية| اليمين المتطرف على أبواب المستشارية .. ورئيس البلاد يلتقي بزعيمه
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
تشهد النمسا تحولا كبيرا وتقف في لحظة محورية حيث إنها على أعتاب تشكيل حكومة تقودها مجموعة مناهضة للمهاجرين ومؤيدة لروسيا ومتشككة في المناخ، بعد أن دعا رئيس البلاد، ألكسندر فان دير بيلين، حزب الحرية اليميني المتطرف لإجراء محادثات اليوم لمناقشة قيادة الحكومة لأول مرة متطلعا إلى فرصة تشكيل حكومة ائتلافية.
ويبدو أن حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا يسير في طريق سهل للوصول إلى مستشارية البلاد، بعد انهيار المفاوضات بين أحزاب الوسط خلال عطلة نهاية الاسبوع وإعلان حزب الشعب المحافظ المعتدل (ÖVP) أنه منفتح على محادثات الائتلاف.
حاولت أحزاب الوسط تشكيل ائتلاف حكومي وفشلت، مما جعل زعيم حزب الحرية ووزير الداخلية السابق هربرت كيكل هو المرشح الأكثر ترجيحا لمنصب المستشار.
وتُعَد النمسا أحدث مثال على ميل أوروبا نحو اليمين، في الوقت الذي يستعد فيه دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض. كما أن التحول الكامل من جانب حزب الشعب المحافظ بشأن ما إذا كان سيعمل مع حزب الحرية بمثابة تحذير للدول الأوروبية الأخرى من الاعتماد على الخطوط الحمراء التقليدية. وأي اتفاق من شأنه أن يمثل أحدث انتصار كبير لليمين المتطرف في أوروبا، ويفرض تدقيقا مكثفا على موقف يمين الوسط في الاتحاد الأوروبي تجاه التعامل مع الجماعات السياسية المتطرفة.
ووفقا لوسائل الاعلام المختلفة، التقى زعيم حزب الحرية النمساوي، هربرت كيكل، برئيس البلاد، اليوم الاثنين، مع تزايد التوقعات بأنه سيتم تكليفه بمحاولة تشكيل حكومة جديدة، والتي ستكون الأولى التي يقودها اليمين المتطرف منذ الحرب العالمية الثانية.
ودخل حزب الحرية، المعروف بمواقفه المشككة في أوروبا والصديقة لروسيا، التاريخ في سبتمبر بحصوله على 29% من الأصوات البرلمانية متغلباً على حزب الشعب النمساوي المحافظ بزعامة المستشار المنتهية ولايته كارل نيهامر، الذي احتل المركز الثاني، مما وضع نفسه في موقع يسمح له بقيادة حكومة للمرة الأولى. وقد يتولى كيكل، وهو شخصية مثيرة للجدل، الآن قيادة الحكومة النمساوية، مما يضع خطابه الشعبوي في المقدمة.
محاولات تشكيل الحكومةلكن في أكتوبر، كلف الرئيس ألكسندر فان دير بيلين نيهامر بمحاولة تشكيل حكومة جديدة بعد أن قال حزب نيهامر إنه لن يشارك في حكومة مع حزب الحرية بقيادة كيكل، ورفض آخرون العمل مع حزب الحرية على الإطلاق. وانهارت تلك الجهود لتشكيل تحالف حاكم بدون اليمين المتطرف في الأيام القليلة الأولى من العام الجديد، وقال نيهامر يوم السبت إنه سيستقيل.
وأشار حزب الشعب بعد ذلك إلى أنه قد يكون منفتحا على العمل تحت قيادة كيكل، على الرغم من أن نجاح المفاوضات بين الاثنين ليس مضمونا، ولكن لم تعد هناك أي خيارات ائتلافية واقعية أخرى في البرلمان الحالي وتشير استطلاعات الرأي إلى أن إجراء انتخابات جديدة قريبا يمكن أن يعزز حزب الحرية بشكل أكبر.
لقد حكم اليمين المتطرف والمحافظون معًا من قبل، ولكن في مناسبات سابقة كان حزب الحرية هو الشريك الأصغر. وفي الآونة الأخيرة، أداروا النمسا من عام 2017 إلى عام 2019 في حكومة شغل فيها كيكل - البالغ من العمر 56 عاما- منصب وزير الداخلية. وانهارت في فضيحة أحاطت بزعيم حزب الحرية آنذاك.
آراء كيكل مؤيدة لروسياويتمتع كيكل بآراء صارخة مؤيدة لروسيا، وقد تبنى نظريات المؤامرة المتعلقة بوباء كوفيد-19.
وبصرف النظر عن تعزيز الجهود بشكل كبير لإلغاء دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، والعقوبات ضد روسيا وسياسات الهجرة الحالية، فإنه من شأنه أن يسلط الضوء أيضًا على موقف حزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط تجاه العمل مع أحزاب اليمين المتطرف.
ويعد حزب الشعب الأوروبي، الذي ينتمي إليه حزب الشعب النمساوي، أكبر مجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي. وتواجه الأحزاب الأعضاء في ألمانيا وبولندا منافسين من اليمين المتطرف في الانتخابات الوطنية الحاسمة هذا الربيع، ويتعرض الحزب بالفعل لانتقادات شديدة من الجماعات الاشتراكية والليبرالية في الجمعية بسبب تعاونه مع الجماعات اليمينية المتشددة للفوز بالأصوات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا البيت الأبيض النمسا حزب الحرية حزب الحرية اليميني المتطرف المزيد الیمین المتطرف تشکیل حکومة حزب الحریة المتطرف فی حزب الشعب
إقرأ أيضاً:
الحرية: زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر دفعة قوية لمساعي دعم القضية الفلسطينية
قال الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بحزب الحرية المصري. إن زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى القاهرة ولقاؤه اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي يعكسان ديناميكية العلاقات المصرية الإندونيسية، وإدراك الجانبين لأهمية تعميق التعاون في ظل عالم يموج بالتحولات الجيوسياسية، مشيراً إلى أن هذه الزيارة أيضا تحمل دلالات استراتيجية واضحة، إذ تأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز أطر التعاون بين الدول ذات الثقل الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة.
ولفت عبد الهادي، في تصريحات له، أنه على مستوى العلاقات الثنائية، تمثل المباحثات فرصة سانحة لبحث مجالات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية، في ظل اهتمام مشترك بتوسيع نطاق التعاون في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والتحول الرقمي.
وتابع: مصر، بموقعها الاستراتيجي بين آسيا وإفريقيا، تمثل شريكاً مثالياً لإندونيسيا التي تسعى إلى توسيع حضورها العالمي، كما أن إندونيسيا بدورها تتيح لمصر مدخلاً مهماً إلى منظومة دول جنوب شرق آسيا ذات الأسواق الواسعة.
وأشار عبد الهادي، إلى أنه على المستوى الإقليمي، تأتي أهمية هذه الزيارة مضاعفة، إذ تتيح للطرفين تبادل وجهات النظر حول سبل استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار بؤر الصراع وتصاعد التهديدات المرتبطة بالأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
وأضاف عبد الهادي، أن الدعم الإندونيسي للمواقف العربية، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يمثل إضافة مهمة للمساعي المصرية الرامية إلى حشد موقف دولي أكثر توازناً تجاه أزمات المنطقة.