دل تكنولوجيز تّعزز ابتكارات الذكاء الاصطناعي على الطرفية
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
أعلنت شركة دل تكنولوجيز عن تحسينات في منصة برامج عمليات الطرفية Dell NativeEdge لتبسيط كيفية قيام المؤسسات بنشر الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقه وتطبيقه على الطرفية.
وما الأهمية؟
وفقًا لشركة الأبحاث جارتنر، بحلول عام 2025، سيتم إنشاء ومعالجة أكثر من 50% من البيانات التي تديرها المؤسسات خارج مركز البيانات أو السحابة، مع قيام المؤسسات بنقل المزيد من البيانات إلى الطرفية مع تسريع الذكاء الاصطناعي لأحمال العمل الجديدة على الطرفية، يتزايد الطلب على أنظمة مرنة ومتصلة وآمنة لنشر نماذج الذكاء الاصطناعي وإدارتها عبر مواقع الطرفية متعددة.
إن التطورات التي تشهدها Dell NativeEdge اليوم، والتي تعد جزءًا من قدرات مصنع دل تكنولوجيز للذكاء الاصطناعي، تلبي هذه الاحتياجات وتقدم للمؤسسات تكاملات برامج الذكاء الاصطناعي وقدرات التوفر العالي (HA) لتوفير المزيد من المرونة والموثوقية في نشر وإدارة الذكاء الاصطناعي على الطرفية.
تعزيز كفاءة عمل الطرفية والذكاء الاصطناعي باستخدام NativeEdge
تُعد Dell NativeEdge منصة عمليات الطرفية الوحيدة في الصناعة والتي تتيح إعداد الأجهزة بشكل آمن على نطاق واسع والإدارة عن بُعد وتنسيق تطبيقات السحابة المتعددة. يتيح برنامج NativeEdge الآن التجميع عالي التوفر متعدد العقد لنقاط نهاية NativeEdge، مثل خوادم Dell PowerEdge ومحطات العمل OptiPlex وPrecision وبوابات دل.
يمكن لبرنامج NativeEdge تجميع نقاط النهاية أو دمجها معًا لتعمل كنظام موحد، مما يسمح للمؤسسات بما يلي:
ضمان توفر عالي للعمليات التجارية المهمة وأعباء عمل الذكاء الاصطناعي على الطرفية، حتى أثناء انقطاع الشبكة أو فشل الجهاز. تستفيد المؤسسات من عملية نقل الآلة الافتراضية (VM) والتعافي التلقائي من فشل التطبيقات والحوسبة والتخزين، مما يعزز المرونة ويضمن استمرار العمليات.
التكيف بسهولة مع متطلبات أعباء العمل المتغيرة عبر بيئات متنوعة، بدءًا من متاجر التجزئة إلى شركات المرافق.
دمج نقاط نهاية NativeEdge مع حلول التخزين الخارجية، مثل Dell PowerStore وDell PowerVault، لدعم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها مع مرونة الحلول ذات المستوى الواحد أو المستوىين أو الثلاثة على الطرفية.
تكاملات برامج NativeEdge AI تبسط عمليات نشر الذكاء الاصطناعي على الطرفية
قد تجد المنظمات التي تنفذ الاستدلال الآلي على الطرفية أنه من الصعب ويستغرق وقتًا طويلاً نشر تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي عبر مئات، إن لم يكن آلاف، مواقع الطرفية. تقدم دل تكنولوجيز كتالوجًا شاملاً لأكثر من 55 مخططًا مسبقًا من Dell NativeEdge تعمل على أتمتة نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإطارات العمل التي تختارها المؤسسة لتحقيق وقت أسرع لتحقيق القيمة. كما توفر مخططات NativeEdge للعملاء زرًا سهلاً لتجميع ونشر حالات استخدام جديدة وقدرات استدلال الذكاء الاصطناعي على الطرفية، مع تقليل وقت الإعداد اليدوي والأخطاء.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم دل تكنولوجيز بتوسيع نطاق الكتالوج ليشمل:
استخدام أدوات مفتوحة المصدر، مثل Apache Spark™ وApache Airflow® وMLflow وGrafana، لدعم سير عمليات تعلم الآلة (MLOps) المستمر المصمم خصيصًا لحالات الاستخدام الطرفية، من أجل نشر سريع وفعال للحلول المعززة بالذكاء الاصطناعي.
مركز العمليات الموحدة لشركة Aveva، لتسهيل تحديث البنية التحتية للمدينة من خلال العمليات المتكاملة وأنظمة البناء والتخطيط الرئيسي والتنقل الحضري الذكي والاتصال الحيوي.
EPIC iO، الذي يستخدم التحليلات في الوقت الفعلي لعمليات البيع بالتجزئة، لتعزيز تجربة المتسوق داخل المتجر
يقوم Dell Data Collector، بجمع ونقل البيانات من أجهزة الاستشعار وأجهزة إنترنت الأشياء إلى مواقع مختلفة في الوقت الفعلي تقريبًا. كما يمكن للمؤسسات استخدام Dell Data Lakehouse استكشاف البيانات للحصول على رؤى في الوقت الفعلي وأحمال عمل الذكاء الاصطناعي.
حلول برنامج Intel® Geti™ لتسريع تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي للرؤية الحاسوبية على الطرفية.
تتيح التحديثات التي تم إدخالها على منصة برامج NVIDIA AI Enterprise، والتي تتضمن خدمات NVIDIA NIM المصغرة، للمطورين نشر قدرات الاستدلال الآلي على الطرفية بطريقة أكثر كفاءة وأمانًا، مع تقليل وقت الإعداد اليدوي وتقليل الأخطاء.
تساعد خدمات دل تكنولوجيز لـ NativeEdge Blueprints المؤسسات على تصميم وتطوير مخططات NativeEdge Blueprints مخصصة لتطبيقات Dell المعتمدة والمملوكة للعملاء، مما يضمن النشر السهل باستخدام برنامج Dell NativeEdge.
وجهات نظر
قال جيل شنيورسون، نائب الرئيس الأول للحلول والمنصات في شركة دل تكنولوجيز: "إن الذكاء الاصطناعي يعمل على تسريع أعباء العمل والفرص الجديدة بمعدل غير مسبوق، وتطلب المؤسسات في مختلف الصناعات طرقًا أبسط وأكثر موثوقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الطرفية". "يعمل توسع NativeEdge الخاص بنا على أتمتة نشر وإدارة أحمال عمل الذكاء الاصطناعي على الطرفية، مع ميزات لدعم استمرارية الأعمال، حتى تتمكن المؤسسات من استخدام أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر على الطرفية لتعزيز الإيرادات والنتائج الإيجابية للعملاء" .
قال كيث برادلي، نائب رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في Nature Fresh Farms: "مع أكثر من 1000 منشأة تدعم إنترنت الأشياء، تساعدنا Dell NativeEdge في مراقبة عناصر البنية التحتية في الوقت الفعلي، وضمان الظروف المثلى لمنتجاتنا، والحصول على رؤى شاملة حول عمليات تعبئة المنتجات لدينا". “لقد عززت Dell NativeEdge كفاءتنا التشغيلية وخفضت التكاليف، في حين دعمت نمونا المستمر وابتكارنا في تحسين العائد ومراقبة البيئة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دل تكنولوجيز الذكاء الاصطناعي فی الوقت الفعلی دل تکنولوجیز
إقرأ أيضاً:
نور في غزة.. الذكاء الاصطناعي سلاح لقمع غزة وأداة مهمة لصمودها
"نور في غزة: كتابات وُلدت من النار" هو كتاب أعدته "لجنة الأصدقاء الأمريكيين للخدمة في قطاع غزة"، التي أُسست عام 1948 لخدمة اللاجئين الفلسطينيين. ويضم الكتاب ين دفتيه مقالات لأحد عشر كاتبا فلسطينيا من غزة، للمساعدة على فهم أحلامهم ومخاوفهم وتطلعاتهم لمستقبل يتجاوز حدود الاحتلال والحصار العسكري الإسرائيلي. وأشرف على تحريره: جهاد أبو سليم، جينفر بينغ، ومايكل لوتز. وقد نشرته دار هايماركت، شيكاغو، في آب / أغسطس 2022.
من بين الفصول المهمة التي حواها الكتاب: "الذكاء الاصطناعي كأداة لإعادة الحقوق وتحسين جودة الحياة الفلسطينية"، للباحثة والأكاديمية الفلسطينية "نور نعيم" الحاصلة على درجة الدكتوارة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وتناقش فيه موضوعان مهمان:
ـ الذكاء الاصطناعي كسلاح بيد الاحتلال لقمع الشعب الفلسطيني وإطباق الحصار حوله.
ـ الذكاء الصناعي وتوظيفه في استعادة الحقوق الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
أولا ـ الذكاء الاصطناعي سلاح لقمع غزة
غزة الصغيرة مكانا، المحاصرة برًا وبحرًا وجوًا، أكثر المناطق ازدحامًا على وجه الأرض، حوّلتها إسرائيل إلى مختبر لاستخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وترويج روايتها الزائفة، دون أي مراقبة دولية أو مساءلة قانونية. فهي تنتهك وتقتحم خصوصيةَ مليوني فلسطيني، وتراقبهم عن كثب، وتجعلهم يعيشون حصارًا رقميًا معقدًا يعزز من سيطرتها على القطاع. وتقوم بسرقة وتخزين معلومات الناس الخاصة، مما يجعل غزة مصدرًا مهمًا للبيانات الضخمة التي يمكن تطبيقها في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، واستخدامها في أوقات الحرب لتوجيه الهجمات، ولتعزيز الصناعات التكنولوجية والأمنية الإسرائيلية. وهكذا، تهدف إسرائيل إلى: تحقيق الربح، وفرض الهيمنة كقوة عسكرية على الأرض.
لم تعد قوة البلدان تقاس فقط بالقوة العسكرية والاقتصادية، إذ أصبحت تكنولوجيا المعلومات من القوى الاستراتيجية التي تحدد النصر أو الهزيمة في زمن الحرب. ولا يكفي أن نجعل العالم يعرف الحقيقة، فهو يعرفها بالفعل؛ لكننا بحاجة إلى جعله يتخذ إجراءات لدعم الحق الفلسطيني وردع ومعاقبة الاحتلال.ونظرًا للأهمية البالغة التي توليها إسرائيل لتكنولوجيتها المتطورة، فهي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات المسيرات في حروب القطاع وعمليات اغتيال الفلسطينيين. وتتباهى بأنها شنت أول حرب رقمية في العالم على الإطلاق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. ولديها في هذا المجال وحدتان مهمتان:
ـ وحدة 8200: وتستخدم خوارزميات وتقنيات التعلم العميق، وهو أسلوب للذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات مستوحاة من المخ البشري، وتوظفها لأغراض عسكرية. كما وظفت أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع بيانات ومعلومات أولية ضخمة لاستخدامها في العمليات العسكرية.
ـ وحدة 9900: وهي ضمن مشروع "غزة: الفضاء الذكي"، وتقوم عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليل كمية هائلة من البيانات لتحديد الأهداف بسرعة لإزالتها.
وفي الوقت ذاته، تنفذ إسرائيل مجموعة من الاستراتيجيات، وتطبق مجموعة من الآليات والوسائل لمحاولة تحقيق السيطرة المطلقة على قطاع غزة، وقمعه، والقضاء على مقاومته الباسلة:
1 ـ منع التطور التقني الفلسطيني:
يعتمد الفلسطينيون في مجال الاتصالات السلكية والخلوية على البنية التحتية الإسرائيلية، مما منح إسرائيل قدرات هائلة، تمكنها من نشر الدعاية المسمومة، والتجسس على الفلسطينيين، واختراق موجات البث الإذاعي وتعطيلها، والتواصل مع سكان غزة وإرسال رسائل نصية قصيرة إليهم أثناء عملياتها العسكرية.
2 ـ مراقبة الفضاء الالكتروني الفلسطيني:
تُخضِع إسرائيل الفضاء الإلكتروني الفلسطيني للمراقبة المستمرة، حيث تستشهد بمنشورات وتغريدات الفلسطينيين على فيسبوك كأسباب لاعتقال الأفراد وتعذيبهم واغتيالهم. وبينما تستخدم إسرائيل تقنية الجيل الخامس؛ فإنها لا تسمح للغزيين إلا بتقنية الجيل الثاني، مما يعيق إنتاجيتهم، ويحول دون تطورهم في مجال الاتصالات أو في أي مجال حديث متصل بالإنترنت كالإدارة الإلكترونية والتعليم والخدمات الأخرى.
3 ـ مراقبة وملاحقة الناشطين:
تستخدم إسرائيل تقنيات التعرف على الوجه ومسح قزحية العين وبصمات الصوت لمراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقطاع، ولتسهيل ملاحقة الناشطين وتتبع تحركاتهم داخل فلسطين وحول العالم، مما يشكل انتهاكًا لخصوصيتهم الشخصية.
4 ـ القمع من خلال الطائرات المسيرة:
للمُسيّرة، ويطلق عليها الغزيون: الزنانة أو غراب السماء، استخدامات متعددة لدى الاحتلال، منها: المراقبة المستمرة للقطاع، عمليات الاغتيال، إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الفلسطينيين خلال مسيرة العودة الكبرى لعام 2018 لقمع احتجاجاتهم السلمية.
5 ـ الحدود الذكية القاتلة:
بعد الانتهاء من بناء الجدار الخرساني تحت الأرض حول القطاع، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بناء جدار تكنولوجي كـحدود ذكية قاتلة جديدة. وتضم هذه الحدود: لواء روبوتات عسكرية، وكتيبة اعتراض، وكتيبة احتياطية. وتعمل جميعها بدون عنصر بشري، ويمكن تفعيلها عن بُعد، وهي متصلة بمركز قيادة الجيش.
6 ـ القبة الإلكترونية:
يتعرض المحتوى الفلسطيني لضغط شديد تمارسه المؤسسات الصهيونية وشركات التواصل الاجتماعي التي تستخدم الذكاء الاصطناعي والخوارزميات لإيقاف المستخدمين ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي عندما يستخدمون كلمات أو عبارات معينة تدعم القضية الفلسطينية في محاولة لمنع إيصال الحقيقة للعالم، ومحاربة الرواية الفلسطينية، وشيطنتها، وربطها بالإرهاب من خلال القيود والتعقيدات المفروضة على المحتوى الرقمي الفلسطيني. وأطلق على ذلك اسم "القبة الإلكترونية"، والتي تعمل على غرار القبة الحديدية من خلال الإبلاغ عن المحتوى المؤيد لفلسطين وإخضاعه لرقابة شركات وسائل التواصل الاجتماعي.
يتطلب القمع الرقمي الإسرائيلي لغزة تضافر جهود الداعمين المحليين والدوليين وأصدقاء فلسطين لإيجاد أدوات تقنية لـتصحيح مدخلات الخوارزميات، وتعديل البيانات الخاطئة المستخرجة من مجتمع غير عادل، وإضافة البيانات الصحيحة لتحدي الصورة النمطية للفلسطيني، ولمقاومة التنكيل والتحيز والظلم ضد كل ما يدعم الشعب الفلسطيني.وتعزز إسرائيل هيمنتها الرقمية على الفلسطينيين عبر التعاون مع شركات التكنولوجيا العملاقة: أمازون وجوجل وميكروسوفت، التي قامت بتبييض صورة إسرائيل، وتوظف استثمارات ضخمة لإنشاء مركز بيانات إقليمي في إسرائيل لخدمات مشروع الحوسبة السحابية المسمى "مشروع نيمبوس".
ثانيا ـ الذكاء الاصطناعي كأداة لدعم صمود ومقاومة غزة
في هذا الجزء من الفصل، تقدم "نور نعيم" عرضا متنوعا ومهما لأهمية وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم الصمود الأسطوري للقطاع المحاصر. وكذلك، لجعل القضية الفلسطينية، بما فيها قضايا الاستيطان واللجوء الداخلي والشتات، حية في ذكراة ووجدان وأعين الفلسطينيين والعالم:
1 ـ رصد وتوثيق الجرائم الأسرائيلية بالأراضي الفلسطينية
عملت إسرائيل على منع نشر معلومات دقيقة أو صور عالية الجودة للأراضي الفلسطينية. ففي عام 1997، أقرت الحكومة الأمريكية تعديل "كيل ـ بنجامين"، المقدم من عضوي مجلس الشيوخ: جون كيل وجيف بنجامين، والذي يحظر جمع أو نشر صور الأقمار الصناعية عالية الدقة المتعلقة بإسرائيل، بحيث لا تصل دقة الصور المتعلقة بها إلا مترين فقط لكل بِكسل، مقابل نصف متر لكل بِكسل لصور الدول الأخرى، مما سمح بإخفاء الآثار الكارثية للاحتلال وإحباط الجهود المبذولة لتحديد هوية الجنود، والتحقق منها، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان خاصة في قطاع غزة. كما أدت إلى صعوبة مراقبة التغييرات على الأرض، مثل عمليات الاستيطان والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية أو حول قطاع غزة.
ومع ذلك، ونتيجة لظهور شركات أجنبية منافسة توفر صوراً دقيقة للمنطقة، فضلاً عن الضغوط الخارجية الأخرى، تم رفع الحظر المفروض على التصوير الجوي الدقيق عالي الجودة للأراضي الفلسطينية المحتلة في كانون الأول ديسمبر 2020. وبفضل سياسة السماء المفتوحة العالمية الجديدة، أصبحت الصور متاحة بدقة عالية، وبات من الممكن الآن تحديد ورصد التغيرات والانتهاكات الحقوقية على الأرض. وقد ساعدت سياسة السماء المفتوحة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتخصصين في مجالات حقوق الإنسان لرصد وتوثيق الجرائم الإسرائيلية.
2 ـ الهندسة المعمارية الجنائية
تعتمد "الهندسة المعمارية الجنائية" على التكتولوجيا والتقنيات المعمارية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والعنف الحكومي في جميع أرجاء العالم، وتُستخدم لبناء نماذج رقمية ومادية ثلاثية الأبعاد، والرسوم المتحركة، والواقع الافتراضي. كما يمكن استخدامها لتوثيق الدمار البيئي الناتج عن العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة.
3 ـ ملاحقة مجرمي الحرب
يمكن أن تساعد بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة وتنظيم وتحليل البيانات، وتوفير الوقت الكبير الذي كان سيقضيه المحققون في الفرز واستعراض كميات هائلة من مقاطع الفيديو والصور. وتنتج خوارزميات الذكاء الاصطناعي مجموعة ضخمة من الأدلة لإدانة المجرمين، التي يمكن تحليلها لإنشاء نموذج تقني للتحقيق في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، لتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى العدالة، عبر:
ـ توثيق الجرائم الإسرائيلية والممارسات والأسلحة المستخدمة المحظورة دوليا.
ـ جمع العديد من مقاطع الفيديو لنفس الحادث، ومطابقتها مع حسابات وأقوال شهود العيان.
ـ تحديد جميع البيانات ذات الصلة والعثور عليها لرصد وتوثيق انتهاك معين.
ـ تسليط الضوء على المعاناة الناتجة عن الاحتلال باستخدام تقنيات المحاكاة الافتراضية.
ـ تحديد وقت ومكان الهجوم، عبر تحليل الأدلة كزوايا الظل وأعمدة الدخان في مقاطع الفيديو.
إذن، يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تقدم - عبر تحقيقات حاسمة مستقلة ونزيهة - أدلة دامغة تجرم الاحتلال الإسرائيلي، وتعزز مطالبات الفلسطينيين بأرضهم، مما سيساهم في قضية التحرر، وستوفر للضحايا الحق في اللجوء إلى المحاكم الدولية، وتقديم الاحتلال وجميع المشتبه بهم إلى العدالة لارتكابهم جرائم حرب، بما في ذلك القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
4 ـ التأكيد على حقوق اللاجئين
يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتقوية اتصال اللاجئين الفلسطينيين بالمدن والقرى التي نزح منها آباؤهم وأجدادهم، وتعريفهم بأملاكهم فيها، وذلك عبر: استخدام تقنيات رسم الخرائط في تطوير برامج افتراضية لتوزيع الممتلكات والحقوق على اللاجئين استعدادا للحظة العودة التي طال انتظارها. وحاليا، هناك مشروع فلسطيني يستخدم المصدر المفتوح للتقنيات والخرائط القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر لعرض القرى والمدن الفلسطينية بأسمائها العربية الأصلية. ومن خلال المقارنة مع الخرائط اللاحقة، يمكن متابعة التغييرات التي أحدثها الاحتلال. ويسمح المشروع للمستخدمين إثراء قاعدة البيانات بمعلومات جديدة ومحدثة باستمرار عبر الهواتف المحمولة.
5 ـ الزيارات الافتراضية لفلسطين
باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن عمل جولات افتراضية للفلسطينين الذين لا يستطيعون زيارة بلادهم بسبب الاحتلال. وهناك تطبيقات جديدة بالفعل تخدم هذا الغرض، منها برنامج الزيارات الافتراضية لفلسطين "Palestine VR"، الذي يعرض الحياة اليومية للفلسطينيين داخل فلسطين والانتهاكات التي يتعرضون لها. ويمكن للمستخدِم التفاعل مع المكان، ومراقبة تفاصيله بالطريقة التي يريدها من جميع الزوايا الممكنة.
الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية للمقاومة والصمود. وإذا كانت هناك صعوبات فإنه يمكن التغلب عليها عبر استراتيجية وطنية لتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي فلسطينيا، مع التعاون مع المجتمع المدني الدولي للحصول على تقنياتهويهدف التطبيق أيضا إلى إتاحة المواد للندوات والمؤتمرات والأنشطة المختلفة لدعم الرواية الفلسطينية ضد انحياز وسائل الإعلام الرئيسية للرواية الإسرائيلية، وفضح جرائم الفصل العنصري. ومن خلال هذه التطبيقات، يمكن تسليط الضوء على قضايا المستوطنات والمياه والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية. واستخدام هذه التقنيات يعزز الاعتقاد بأن حق العودة ليس مستحيلا، ويربط أحفاد جيل النكبة بوطنهم الجميل، حتى وهُم يعيشون حياة البؤس والألم داخل السجن المفتوح في قطاع غزة. ويمكنها لهذه التقنيات أيضا الحفاظ على الهوية الفلسطينية والتمسك بحق العودة للأجيال الجديدة، وخاصة الجيل الرابع الذين وُلدوا وكبروا خارج فلسطين، وتحقيق اندماجهم مع الشتات، دون أن يذوبوا فيه، فهناك وطن جميل ينتظرهم، ولديهم حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم.
6 ـ الحفاظ على الجغرافيا والذاكرة الفلسطينية
يقوم المطورون بإدراج مجموعة كبيرة من الصور الملونة في شبكة الذكاء الاصطناعي العصبية التي تعمل مثل الدماغ البشري. وبمرور الوقت، يتعلم البرنامج التعرف على الكائنات المختلفة، وتحديد ألوانها الأصلية المحتملة، وإنتاج صور ملونة بجودة عالية لإظهار فلسطين القديمة وسكانها الأصليين. وستكشف الصور أن فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني، ولا حق للصهاينة فيها.
وتهدف "استراتيجية استعادة الصور التاريخية" إلى بناء أرشيف رقمي ضخم للتاريخ الاجتماعي الفلسطيني، واستخدام هذه الصور لسرد جغرافي وتاريخي طويل، وإنشاء شبكة لربط الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم بالوطن.
7 ـ تخفيف وطأة الحصار
باستخدام مجموعة من المواد المتوافرة بقطاع غزة مثل البوليمرات والمعادن والسيراميك، يمكن صنع نماذج ثلاثية الأبعاد بمساعدة برامج تصميم، وتحويلها إلى أداة مهمة لتخفيف الحصار، واستخدامها في:
ـ أدوات البناء، وصناعة المعدات، وقطع الغيار.
ـ صناعة الأجهزة الطبية،والأطراف الصناعية، والأنسجة والجلد والأعضاء.
ـ دعم الصناعة المحلية، وتقليل وقت الإنتاج وتحسين جودته.
ـ تعزيز الاستدامة باستخدام مواد أقل بكفاءة وفائدة أكثر في القطاعات الصناعية والإغاثية.
8 ـ تحسين الخدمة الطبية
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيصات الطبية يساهم في تقليل فترة الإقامة في المستشفيات بنسبة 50%. كما حقق الذكاء الاصطناعي أيضا إنجازات رائعة في الكشف عن الأمراض في مراحلها المبكرة. وهذا سيوفر الوقت، ويؤدي إلى تحسين حياة مرضى غزة بشكل كبير، والتخفيف من معاناتهم، لا سيما بالنظر إلى واقع المستشفيات المكتظة والحصار المضروب على القطاع بما فيه معبر رفح.
9 ـ كسر الحصار
من حق الفلسطينيين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كسر حالة الحصار التي تفرضها إسرائيل. وهناك مثال مثير هو تقنية النانو التي استخدمها المهندسون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتحويل السبانخ إلى أجهزة استشعار قادرة للكشف عن المواد المتفجرة والملوثات الناتجة عنها في المياه الجوفية. وقد استخدم المهندسون الإشارات المنبعثة من الأنابيب النانوية الكربونية في أوراق السبانخ بواسطة تركيب كاميرا الأشعة تحت الحمراء المتقدمة، تقرأ وتحلل الإشارات، ثم ترسل تنبيها بالبريد الإلكتروني إلى السلطات المختصة. وفي غزة، هناك الكثير الذين فقدوا أحباءهم بسبب الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة المدفونة في التربة. لذا، فاستخدام مثل هذه التكنولوجيا سيكون مفيدا جدا للقطاع.
10 ـ تقليص الاحتلال السيبراني للقطاع
يمكن للتكنولوجيات الحديثة أن تحسن حياة سكان غزة حيث الدمار هو الواقع. كيف يمكن لمنطقة صغيرة محاصرة برا وبحرا وجوا، وحتى في الفضاء الإلكتروني، البقاء على قيد الحياة؟! لذا، يجب:
ـ تسخير جميع وسائل التكنولوجيا لحماية الحقوق الفلسطينية ومواجهة الرواية الإسرائيلية الملفقة التي تصل عبر التكنولوجيا إلى العالم.
ـ المطالبة بتطبيق قوانين دولية جديدة يمكن أن تحد من الاحتلال السيبراني الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ـ وضع قيود على المراقبة الجماعية للشعب الفلسطيني، وقيود على استخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بحياة الفلسطينيين، ومقاضاة الشركات التي تستخدم أو تبيع خوارزميات متحيزة ضدهم.
الخلاصة
لم تعد قوة البلدان تقاس فقط بالقوة العسكرية والاقتصادية، إذ أصبحت تكنولوجيا المعلومات من القوى الاستراتيجية التي تحدد النصر أو الهزيمة في زمن الحرب. ولا يكفي أن نجعل العالم يعرف الحقيقة، فهو يعرفها بالفعل؛ لكننا بحاجة إلى جعله يتخذ إجراءات لدعم الحق الفلسطيني وردع ومعاقبة الاحتلال.
ويتطلب القمع الرقمي الإسرائيلي لغزة تضافر جهود الداعمين المحليين والدوليين وأصدقاء فلسطين لإيجاد أدوات تقنية لـتصحيح مدخلات الخوارزميات، وتعديل البيانات الخاطئة المستخرجة من مجتمع غير عادل، وإضافة البيانات الصحيحة لتحدي الصورة النمطية للفلسطيني، ولمقاومة التنكيل والتحيز والظلم ضد كل ما يدعم الشعب الفلسطيني.
إن الفضاء الرقمي الافتراضي لم يعد فضاءً ثانويًا؛ بل هو فضاءٌ حقيقي للنضال لا يقل فاعليةً عن النضالي الفلسطيني على أرض الواقع. ولذلك، فإن الدعوة إلى الانسحاب إلى منصات أكثر تسامحًا تجاه قضيتنا هي دعوةٌ للانسحاب من المعركة إلى ساحةٍ هامشية أقل فعالية، لمجرد توفير الوقت والجهد. ونحن بحاجة إلى الترويج للصورة الحقيقية للفلسطيني كشخص يحب الحياة، ومفعمٌ بالأمل في أن يعود إلى أرضه ودياره ذات يوم. وقد حققت الجهود المبذولة لمقاومة الحصار الرقمي اختراقًا من خلال تعزيز الصورة الفلسطينية وتحطيم جدران العزلة التي تريد منع الصوت الفلسطيني من الوصول إلى العالم والتحدث والكتابة عن الألم والقمع الذي تمارسه إسرائيل يوميًا.
الذكاء الاصطناعي هو أداة قوية للمقاومة والصمود. وإذا كانت هناك صعوبات فإنه يمكن التغلب عليها عبر استراتيجية وطنية لتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي فلسطينيا، مع التعاون مع المجتمع المدني الدولي للحصول على تقنياته، والتي يجب أن يتم تطويرها وتنظيمها بعناية وبطريقة تحد من الانتهاكات الإسرائيلية، واستخدامها أيضا لتمكين المجتمع الفلسطيني ومساعدته على تحقيق الحرية في أسرع وقت ممكن.