حكومة الفوضى الكبرى بين حصان وزير ونعامة وكيل ورئيس وزراء تور له قرون!
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
زهير عثمان
مشهد عبثي قادم وقربيا جدا مجلس وزراء الحيوانات
في نظام لا يخضع للقانون، تتولى فئران المعامل دور القضاء. يراقبون المشهد من زوايا مظلمة، ويمضغون أوراق القوانين حتى تصبح غير قابلة للتنفيذ.
الحصان وزيراً وبفضل أصالته ومظهره الفخم، أصبح الحصان وزيراً للشؤون الرمزية. يركض في اجتماعات المجلس دون أن يترك أثراً حقيقياً، لكن الجميع يشيدون بسرعته في الهروب من الأسئلة الصعبة.
النعامة وكيلاً للوزارة -تقضي وقتها في دفن رأسها في الرمال كلما اشتعلت أزمة، بينما تُلقي تصريحات دبلوماسية مثل: "نحن في الطريق الصحيح... نرجو الصبر."
رئيس الوزراء تور له قرون -رمز القوة الوهمية، يثير الرعب بقرونه التي يستخدمها للدفاع عن سياساته العبثية. التور لا يفهم شيئاً عن الاقتصاد أو السياسة، لكنه يهوى نطح كل من يعارضه.
فئران المعامل قضاة المستقبل - في نظام لا يخضع للقانون، تتولى فئران المعامل دور القضاء. يراقبون المشهد من زوايا مظلمة، ويمضغون أوراق القوانين حتى تصبح غير قابلة للتنفيذ.
في عالم الألعاب الإلكترونية، حيث تنتصر الجيوش بضغطة زر، وتُصنع القرارات على وقع أصوات المدافع الافتراضية، ظهرت فكرة مبتكرة: تصميم مشهد سياسي يحاكي الواقع، لكنه يزخر بشخوص كرتونية مصنوعة من الورق المقوى، بلا ملامح حقيقية أو أدوار جوهرية. الهدف؟ إعادة إنتاج البؤس السياسي بطريقة أقل كآبة وأكثر عبثية.
الشخوص الكرتونية: النشأة والتكوين
هؤلاء "القادة" الجدد ليسوا سوى تجسيد رقمي لنماذج بشرية فشلت في الحياة السياسية الواقعية، فتم ترقيتهم بقرار افتراضي إلى مصاف الأبطال الوطنيين. بعضهم كان يقف على هامش الأحزاب، مجرد ديكور حزبي يؤدي مهام البروتوكول. لكن، في اللعبة الجديدة، وجدوا أنفسهم فجأةً في واجهة المشهد، محاطين بهالات البطولة الزائفة.
هذه الشخوص تعاني من أمراض اجتماعية مزمنة، لا علاج لها سوى إعادة البرمجة الافتراضية. النفاق؟ سمة أساسية في برمجتهم. الكذب؟ لغة التعامل الوحيدة. أما ادعاء البطولة، فهو هواية يمارسونها بشغف، إذ يحاكون قادة التاريخ العظام في هيئة مثيرة للشفقة.
رجال التصوف على طراز "الشحدة الدولية"
إذا أردت أن تضحك وتبكي في آنٍ واحد، عليك مشاهدة هذه الشخوص وهي ترتدي عباءات التصوف. يتقمصون دور الحكماء، يطلقون التصريحات الجوفاء، ويصلّون من أجل "الوطن"، لكنهم في الواقع يشاركون في سباق عالمي للشحدة الدولية. يتقنون فنون الاستجداء، يتسولون المساعدات والقروض، ثم ينفقونها ببذخ على "البسطاء" في احتفالات تتخللها خطب تمجد إنجازاتهم الوهمية.
عبثية المسرح السياسي و القرف الممتد
المسرح السياسي في هذه اللعبة أشبه بمسرحية عبثية لا نهاية لها. يُعاد تدوير نفس الوجوه، نفس الشعارات، ونفس الكوارث. القائد الكرتوني يتخذ قرارات مصيرية وهو يحتسي الخمر في مكتبه الافتراضي، أو يتناول المهدئات التي تساعده على النوم بعيدًا عن صرخات الشعب الغاضب.
كل شيء هنا مثير للقرف. من الخطط التنموية التي تنتهي في ملفات مهملة، إلى الاجتماعات "الطارئة" التي تناقش ضرورة تغيير اسم الحزب بدلاً من مواجهة الأزمة الاقتصادية. المسرح مليء بالجنون، لدرجة تجعلك تشعر أنك تعيش في عالم موازي حيث جنون البقر أهون الخيارات.
إدمان قراءة التاريخ والهروب من الحاضر
الشخصيات الكرتونية مدمنة على قراءة التاريخ. ليس بهدف التعلم أو الاستفادة، بل للبحث عن لحظات تمجيد ذاتية. يجلسون في زوايا مظلمة، يقلّبون صفحات كتب صفراء، ويحاولون إقناع أنفسهم أنهم امتداد طبيعي لعصور العظمة الغابرة. وفي لحظات الهروب من الواقع، يتخيلون أنفسهم ملوكًا ومحاربين وأبطالًا، بينما يغرق وطنهم في العدم والسراب.
السوداني بين الفوضى والاستياء
في هذا الواقع العبثي، يظل المواطن السوداني عالقًا في دائرة الفوضى المستمرة. يحاول التعايش مع القهر اليومي، لكنه يواجه مسرحيات سياسية تجعله يتساءل: هل هذه هي القيادات التي يُعوَّل عليها؟ بين الإنفاق البذخي على اللامعنى، والتصريحات الجوفاء التي تتحدث عن "النهضة"، يعيش المواطن على هامش الحاضر، متسائلًا عما إذا كان هناك أمل في المستقبل.
لعبة بلا فائزين
إذا كان الهدف من اللعبة السياسية الجديدة هو البقاء على قيد الحياة، فإنها لعبة بلا فائزين. الجميع خاسرون , القادة الكرتونيون الذين يدورون في حلقة مفرغة، والمواطنون الذين يراقبون هذا العبث بشعور مختلط من الغضب والاستسلام. في النهاية، ربما الحل الوحيد هو إطفاء الجهاز، وإعادة تشغيل اللعبة من جديد، على أمل أن تكون النسخة القادمة أقل عبثية.
*في هذاالوطن الجريح ، يُدار المستقبل بواسطة "حيوانات" لا ترى أبعد من حوافرها أو مخالبها. المواطن البائس ينظر إلى هذا المشهد السياسي العبثي ويتساءل "هل نحن حقاً جزء من هذه اللعبة، أم مجرد جمهور يشاهد فصولها الكوميدية؟"
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الحكومة التي تسيِّر دولاب العمل الآن لا علاقة للكيزان بها، بل هي حكومة الآتي (..)
▪️الحكومة التي تسيِّر دولاب العمل الآن لا علاقة للكيزان بها، بل هي حكومة الآتي:
١. سلام جوبا.
٢. بقية الموظفين القحاتة.
٣. الذين باعوا الإسلاميين وتمسكوا بالثورة.
٤. والذين باعوا الثورة وتمسكوا بحميدتي.
٥. والذين باعوا حميدتي وتمسكوا بالبرهان.
▪️هؤلاء يريدون العيش والأكل وهم أسوأ ما انجبتهم حواء السودان؛ كلما جاءت حكومة تمسكوا بها وبصقوا في ماضيهم وتنكروا له.
????إنهم (مصلحجية) ومنافقين يعيشون بعدة أوجه وهم الخطر الدائم في كل مرحلة.
جنداوي