سودانايل:
2025-02-07@03:06:23 GMT

كل شيء هادئ على الجبهة الغربية !….. سينما

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

All Quiet On The Western Front
كل شيء هادئ على الجبهة الغربية !..... سينما

1

في هذا العام و الحرب في السودان تلقى بظلالها الكئيبة على كل الأشياء، قررت ان يكون احتفائي و احتفالي بالعام الجديد و عيد الاستقلال في المنزل مع الأسرة، و ذلك بمشاهدة فيلم يرفع الروح المعنوية قليلا . و نحن نحرك مؤشر البحث في قناة ( نفليكس ) و قع اختيارنا و بالصدفة المحضة على فيلم باسم ( كل شيء هادئ في الجبهة الغربية) !
كنت قد سمعت من قبل عن الفيلم و حصده كفيلم أجنبي على عدد كبير من جوائز الأوسكار في العام 2023 ، فقد نال جائزة أفضل فيلم أجنبي ( المانى )، أفضل سيناريو مقتبس، أفضل تصوير سينمائي، أفضل مؤثرات صوتية بالإضافة الى أفضل موسيقى تصويرية.

قد يكون ذلك أحد الأسباب المحفزة لمشاهدته، برغم اعتقادي بأن هنالك سبب آخر خفى غير مفصوح عنه، و هو حرب السودان اللعينة.

2
احداث الفيلم بشكل مختصر تبدأ بتطوع أربع من الأصدقاء الألمان للحرب مع الجيش الألماني بعد أن تمت تعبئتهم في المدارس بالتطرف الوطني و كان ذلك في العام 1918 و الحرب تشرف على نهايتها، من ضمن هؤلاء ( بول بولمر ) الذى لم يتجاوز عمره السابع عشر. كانوا منشرحين و فخورين و هم يستلمون ملابس الجيش التي كانت من قبل لجنود قتلوا في نفس هذه الحرب، نزعت منها الأسماء و تم غسلها و إعادة تدويرها ! ثم تم شحنهم فى عربات ضخمة و ارسالهم الى الجبهة الغربية في فرنسا، عندما دخلوا الخنادق الفاصلة بيت القوتيين الفرنسية و الألمانية قال لهم قائدهم المباشر ( سيكون هذا منزلكم حتى نهاية الحرب... أو الموت ) !
اشتهرت الحرب العالمية الأولى بانها حرب ( الخنادق ) ، و الوحشية فاقت حد التصور و وصل ضحاياها 16 مليون شخص ....7 مليون من هؤلاء مدنيين، كما يمكن لأى مشاهد للفيلم أن يطلق عليه باختصار تسمية ( الحروب البشعة و العبثية ) . يتقاتل هؤلاء الجنود على شبر من الأرض يموت جراءه الالاف، ليستعيد الطرف الآخر في اليوم التالي هذه الأمتار التي كانت قد استلمت في اليوم السابق مع موت الالاف أيضا ! الأصدقاء الأربعة المتطوعون يموتون الواحد تلو الآخر، و لم يتبقى غير ( بول ) الذى تضاعف عمره في هذه الشهور عشرات الأعوام، و أصبح يقاتل فقط من اجل حياته و تبخرت كل أحلامه السابقة عن حماية الوطن الأم . و عندما يواجه في الخندق احد الجنود الفرنسيين يقتله ببشاعة ، و عندما يصدر من الفرنسي حشرجات من الألم و هو يحتضر، يبكى ( بول ) بحرقة و يحاول إنقاذه و لا يستطيع !!
من الجانب الآخر يستعرض الفيلم حياة القادة العسكريين في مكاتبهم الفخمة و هم يأكلون في ( الكافيار ) و يحتسون الكونياك المعتق و من ثم يرفضون أى تسوية لإيقاف الحرب ،لأن الحرب كما يقولون مرتبطة بمجد المانيا ، و الجنود في الخنادق يموتون من الجوع و تردى ظروفهم التي تدفعهم أحيانا للسرقة لإطعام أنفسهم. بالطبع هذا الكلام الذى يقومون بتسويقه محض هراء ،لأن أحدهم يقول لزميله و هم يواصلون المسامرة ( كيف تصبح قائدا مجيدا من غير حروب ) !! و من ثم هم يتناقشون كيف يبدأون حياتهم بعد انتهاء الحرب بممارسة ( البيزنس ) ؟!!!
فجأة و انا أشاهد الفيلم تجسدت أمامي حرب السودان..... المقاتلون المغيبون من الجنود و المستنفرون في الجيش السوداني و المرتزقة من الجنجويد .....و هم يقتلون....ينهبون و يغتصبون و يقصفون المدنيين في الأحياء الهادئة بالبراميل المتفجرة أو التدوين بالمدافع الضخمة باسم حماية الوطن، الدين و العقيدة، الديمقراطية و الحكم المدني ؟؟!
الصفوف المتكدسة امام " التكايا " لتناول كمشة من العدس أو الفول........هجرة 12 مليون شخص و موت 150 ألف خلال عامين و ملايين السودانيين المهددين بالموت جوعا في المعسكرات ، المدن والقرى ...ألخ......الأدهى و الامر انهم يريدون أن يحكموا السودان مرة أخرى ؟!......ارتسمت في ذهني بصورة مكبرة جنود الجيش و مرتزقة الجنجويد و كل منهما يهتف ( الله أكبر ) ! لقتل الطرف الآخر في تزييف و تزوير للدين و محاولة إعطاء ما يقومون بفعله من قتل مشروعية دينية و أخلاقية زائفة.

3
في نهاية الفيلم عندما يقبل الجنرالات المتغطرسون من الجانبين توقيع اتفاق بوقف الحرب في تمام الحادية عشر ظهرا بتاريخ 11-11- 1918 ، يستبق القائد الألماني المتعجرف اعلان وقف الحرب ويقوم بإرسال جنوده قبل الساعة الحادية عشر لمواصلة الحرب و مخاطبا لجنوده ان ذلك ( في سبيل مجد المانيا ) ! و كان من ضمن الجنود ( بول بولمر ). في تمام الساعة العاشرة و خمسة و أربعين دقيقة هجم الجنود الالمان على خنادق الجنود الفرنسين ( المندهشين ) ، و في خلال ربع ساعة مات كل المهاجمين الالمان و من ضمنهم ( بول ) بطعنه في ظهره و الميكرفونات تعلن وقف الطلاق النار .
وقعت معاهدة ( فرساي ) بين دول الحلفاء المنتصرين و المانيا ( دول المحور ) المهزومة في قصر فرساي بالقرب من باريس في 28 يوليو 1919 ، يقول المؤرخون و ناقدو أحداث التاريخ ان اتفاقية ( فرساي ) فرضت شروط قاسية و مهينه على دولة ألمانيا مما أعطى النازية سببا تتكئ عليه في شنها الحرب العالمية الثانية ، كما أن المعاهدة لم تهتم بإرساء قواعد ثابته للسلام و جنحت على معاقبة المهزومين.
- أعتقد أن الفيلم الذى كتبت قصته منذ قرن نجح في توصيل فكرته دون تعسف و المتمثلة، في عبث الحروب ثم عنجهية العسكر و تزمتهم، فعل ذلك من خلال احداث الفيلم المكثفة ، الموسيقى التصويرية..... و الصور المتناقضة....جمال الحياة من خلال الطبيعة الساحرة و " ثعلبه " و هي تقوم بإرضاع صغارها، و من بعدها صور الجنود المنتشرين موتى في الخنادق بأعضائهم المبتورة.... و من ثم رميه ببراءة في ذهن المشاهد..... السؤال التجريدي الذى يفتقد الإجابة ....الى متى تستمر الحروب ؟!
- هذا الفيلم هو النسخة الثالثة و المقتبسة من الفيلم الألماني الأول الذى عرض في العام 1930 و المسلسل التلفزيوني الإنجليزي في العام 1979
مخرج الفيلم الألماني : ادوارد بيرغر
كاتب الراوية الألمان : أريك ماريا ريماك
قام بدور شخصية بول بولمر الممثل النمساوي فيلكس كاميرر
- الفيلم جدير بالمشاهدة و التأمل


عدنان زاهر
1 يناير 2025

elsadati2008@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجبهة الغربیة فی العام

إقرأ أيضاً:

مع استمرار شبح «الحرب التجارية».. الذهب قرب ذروة تاريخية والنفط عند أدنى مستوى

استقرت أسعار النفط قرب أدنى مستوياتها هذا العام، فيما شهدت أسعار الذهب ارتفاعا قليلا، في تعاملات الخميس المبكرة، لتحوم قرب أعلى مستوى على الإطلاق الذي سجلته في الجلسة السابقة بعدما عززت المخاوف من تصاعد حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة الطلب على الملاذ الآمن.

تم تداول أسعار خام “برنت” دون 75 دولاراً بعد انخفاض بنسبة 2.1% يوم الأربعاء، مما محا جميع المكاسب منذ بداية العام، بينما كانت أسعار خام “غرب تكساس” الوسيط بالقرب من 71 دولاراً.

من المتوقع أن تدخل التعريفات الانتقامية التي فرضتها الصين على الولايات المتحدة حيز التنفيذ اعتباراً من يوم الاثنين، مما يشعل حرباً تجارية قد تؤثر على النمو العالمي، في حين تم إدانة مقترح ترمب للسيطرة على غزة، من جميع دول العالم تقريباً.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع فرضت الصين رسوما جمركية على سلع أميركية ردا على رسوم جمركية أميركية جديدة، مما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية بين البلدين. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ليس في عجلة من أمره للتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ من أجل تهدئة التوتر.

وسحب المستثمرون أموالهم من أسواق النفط والوقود منذ تولي ترامب منصبه، مما أدى إلى انخفاض الأسعار، على الرغم من استمرار القلق بشأن المزيد من القيود على إمدادات إيران وروسيا، فضلاً عن الرسوم المؤجلة على النفط من كندا والمكسيك. وقد عزز ذلك بعض درجات النفط في الشرق الأوسط، حيث رفعت السعودية سعر الخام الرئيسي المورد لآسيا بأكبر زيادة منذ أكثر من عامين.

في الولايات المتحدة، ارتفعت مخزونات النفط الخام التجارية الوطنية بأكبر معدل لها منذ ما يقرب من عام، بفضل زيادة الواردات من كندا قبل تنفيذ الرسوم الأولية. عادة ما تبدأ المخزونات في التراكم في هذا الوقت من العام، على الرغم من أنها تظل أقل من المتوسطات الموسمية.

في الوقت نفسه، هناك إشارات على أن سوق النفط الفعلية بدأت في التباطؤ.

وانخفض الفارق بين أقرب عقدين لـ”برنت” إلى أدنى مستوى له هذا العام، حيث تقلص الفارق، في حالة “باكورديشن
” صعودية، إلى 53 سنتاً للبرميل، مقارنة بحوالي دولار في نهاية الشهر الماضي. بالنسبة لخام “غرب تكساس” الوسيط، تم وضع رهان على الخيارات للتحول إلى نمط “كونتانغو” هبوطي، في العام المقبل.

وفي سياق آخر، شهدت أسعار الذهب ارتفاعا قليلا، في تعاملات الخميس المبكرة، لتحوم قرب أعلى مستوى على الإطلاق الذي سجلته في الجلسة السابقة بعدما عززت المخاوف من تصاعد حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة الطلب على الملاذ الآمن.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 2867.79 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 0032 بتوقيت غرينتش. وسجل المعدن النفيس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2882.16 دولار في الجلسة السابقة.

وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 2887.10 دولار.

ويُنظر إلى الذهب على أنه استثمار آمن في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الأصل الذي لا يدر عوائد.

ومن المتوقع أن يقدم تقرير للتوظيف في الولايات المتحدة، من المقرر نشره الجمعة، المزيد من المؤشرات حول قوة الاقتصاد بشكل عام.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 32.35 دولار للأونصة وزاد البلاتين 0.2 بالمئة إلى 981.81 دولار وارتفع البلاديوم 0.1 بالمئة إلى 990.66 دولار.

مقالات مشابهة

  • أثر الحرب على التعليم والمدخل لاصلاحه
  • "أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية
  • الرأي العام .. الجبهة الديمقراطية وعمل اللجان الإعلامية
  • مع استمرار شبح «الحرب التجارية».. الذهب قرب ذروة تاريخية والنفط عند أدنى مستوى
  • الحكاية مش بس سينما يفتتح مهرجان الإسماعيلية
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • 5 افلام قصيرة بنادى سينما أوبرا الإسكندرية
  • هل اختلف تعامل السعودية بين الشرع ومرسي؟ نقاش هادئ مع جمال سلطان
  • الكشف عن تفاصيل عملية حاجز “تياسير” بالضفة الغربية
  • ترامب يتجنب الإجابة عن سؤال حول ضم إسرائيل للضفة الغربية / فيديو