سودانايل:
2025-02-12@01:53:32 GMT

من الذي يحكمنا الآن !!

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

أطياف –

صباح محمد الحسن

بعد الشهور التي مرت على انقلاب ٢٥ اكتوبر اتضحت الرؤية كاملة وتخطى المتابعون للمشهد السياسي علامات التعجب والتوهان في افق رمادي تغطيه سحب كثيفة جعلت الرؤية أكثر ضبابية لبعضهم في قراءة الدوافع الحقيقية التي تكمن وراء اجراءات الفريق البرهان التي أعلنها بعدما القى القبض على وزراء الحكومة التنفيذية.


وظن الكثير منهم أن اكبر الدوافع هي رغبة العسكريين في السيطرة على الحكم ووأد ثورة ديسمبر المجيدة ، وتفكيك لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ، هذه الدوافع بالرغم من انها من الاسباب المباشرة لكن ماخفي أعظم من ذلك بكثير بدأت حقيقته تتكشف وتتجلى يوماً بعد يوم.
فمنذ اعلان الانقلاب وقبله بدأ فلول النظام المخلوع تعود الى مؤسسات الدولة ونبه لذلك عدد من اعضاء لجنة التفكيك وبدأت المحكمة العليا في اعادة المفصولين الذين اعفتهم لجنة ازالة التمكين من وظائفهم بالمؤسسات، هذا كله حدث قبل اعلان الانقلاب.
لكن لم يعتقد البعض ان الانقلاب الذي تم الاعلان عنه عبر المؤسسة العسكرية هو انقلاب اسلامي خالص ليس للفريق البرهان يد في طباخته واعداده سوى انه قام بعملية التقديم للشعب السوداني.
وكشف مصدر عن ان الاعداد للانقلاب تم قبل الاعلان عنه بثلاثة أشهر او يزيد وان الاسلاميين كانوا يخططون للصعود الى المسرح بعده مباشرة ، الا ان الرفض الواسع غير المتوقع من المجتمع الدولي ومن الشارع الثوري للخطوة وسرعة ردات الفعل وحرمان السودان من المنح والمساعدات وقرارات الاتحاد الاوربي وامريكا وغيرها من الدول التي كشفت عن رفضها سريعاً، جعلهم يتراجعون عن خطوتهم واختاروا ان يكونوا خلف الواجهة العسكرية لكنهم واصلوا بصياغة القرارات العاجلة ومخاطبة القضاء والدوائر العدلية لاكمال كل الاجراءات القانونية لاستعادة املاكهم وأموالهم واطلاق سراح المعتقلين ، وكانت الخطة (ب ) هي ان لم يقبل بهم المجتمع الدولي ولم يكُف الشارع عن الاحتجاجات فستكون الإنتخابات هي الوسيلة الافضل لعودتهم.
وقال المصدر ان الدولة الآن تديرها مجموعة من القيادات الاسلامية التي تملي قراراتها وماتريده على قادة الإنقلاب وتفتعل عدد من الازمات بما فيها أحداث العنف في المواكب وغيرها من انفلاتات أمنية، الغرض منها تصويب الانتقاد للقيادة العسكرية ، واستمرار تبادل الاتهامات بين القوى المدنية والعسكرية ، كما تمت صناعة عدد من الاجسام الوهمية تحت واجهات الادارات الاهلية وشباب لحماية الثورة ولجان مقاومة واعلام يسوق لفشل الثورة والاحزاب وغيرهم من الذين ينشدون التحول الديمقراطي.
كما ان أخطر ما كشفه المصدر ان الحديث الآن عن التوافق والحوار مع القوى السياسية وما يتحدث عنه المكون العسكري من ضرورة الحوار والتوافق الوطني وتقديم التنازلات ماهو الا جزء من ذات التخطيط لإلهاء القوى السياسية والثورية ، حتى يتسنى لهم ترتيب صفوفهم من جديد ،( وحدة الاسلاميبن ) نموذجاً.
وذلك ليس لحكم البلاد وأردف ضاحكاً (هم الآن يحكمونها) ولكن لصعودهم لكرسي القيادة من جديد، بطريقة تتماشى مع شعارات الثورة ، التي تنادي بالديمقراطية وذلك عبر خوض الانتخابات.
وأضاف ان مايقوم به المجلس الانقلابي الآن هو إمتثال لأوامر الاسلاميين ، وتنفيذ لكل مطالبهم اليومية وان الذي يقف بينهم وبين العودة هو فقط رفض المجتمع الدولي وبعض دول الاقليم.
واختتم حديثه ان هذا المخطط الخطير لن توقفه إلا وحدة القوى السياسية ، ووحدة الشارع الثوري ، الذي قال ان له سوابق مشرفة في (قلب الطاولة) فمن منا لا يذكر ما فعلته مواكب ٣٠ يونيو ٢٠١٩ هي وحدها التي قطعت احلام العسكر وأجبرتهم للتوقيع على الوثيقة الدستورية مع المدنيين بالرغم من شروعهم في السيطرة الكاملة على الحكم .
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

خطاب البرهان: الإنقلاب الثالث لتعضيد الانقلاب الاول والثاني

كما تعودنا من العسكر حين يستولون علي السلطة بالقوة وبانقلاب فإنهم يشغلون كل أوقاتهم ويسخرون إمكانيات الدولة بالبحث عن طرق ووسائل تجعلهم يستمرون في الحكم بدون وجه حق إلي أن تطيح بهم ثورة تقتلعهم أو بانقلاب آخر يذهب بهم إلي الشارع أو إلي المقابر لو كان دمويا.
والبرهان ليس استثناءا لهذه القاعدة والمتلازمة التي لازمت العسكر طيلة ستين عاما من حكمهم المتخبط من عمر السودان ،تاركين فقط عشر سنوات من نصيب الحكم المدني والتي للاسف لم يستفد منه البلاد ومواطنيه لأن الطائفية هي من تسيدت الموقف في هذه النافذة من الديمقراطية وفشلت فشلا ذريعا مما اعطي مسوغا ودافعا للعسكر ليهجموا عليها ويستولوا علي الحكم ويستمر المسلسل عسكر طغاة - وحرامية فاشلون.
والبرهان في خطابه هذا يريد إرضاء الذين ضد الكيزان بتكشير أنيابه علي الكيزان ، وإرضاء الذين ضد القحاتة وتقدم بتكشير أنيابه ضد قحت وتقدم ، وبطريقة حريفة أراد كسب جانب أنصار الدعامة بالعفو عنهم وقد اعتقد أو تأكد بأنه ضمن جانب الحركات المسلحة (المشتركة) من يوم خطأهم بموقف دعمه في انقلابه ضد قحت التي حاولت إبعاد الحركات المسلحة والغاء اتفاق جوبا.
طيب ماذا بقي له ليستمر في الكرسي إلي ماشاء الله ؟! بقي له أن يكون هو من يعين رئيس وزراء انتقالي علي الطريقة الاعيسرية وهو من يحدد موعد الانتخابات والذي يمكنه ببساطة فبركة عدم نزاهتها ثم الغائها والاستمرار في الفترة الانتقالية الي حين تحديد موعد آخر للانتخابات وووهكذا نلف وندور في حلقة مفرغة.
واهم من صدق أن البرهان سيقيم انتخابات حرة ونزيهة ، وواهم من يريد رؤية الديمقراطية تعود مرة أخري لأنه ببساطة يعتقد البرهان أن حلم أبيه يتحقق ويزداد قناعة بذلك يوما بعد يوم.
كسرة كما يقول المرحوم الفاتح جبرا :
هل وراء خطاب البرهان هذا ضوء أخضر امريكي وخليجي ومصري؟!!
كسرة أخري:
لا يجب أن ينسي برهان وغيره من أن الثوار الحقيقيين الذين أسقطوا المارد الظالم الباطش موجودون وفي انتظار انتهاء الحرب العبثية ليهبوا من جديد بلا يأس ولا قنوط ولا وهن ولا ضعف ولا استكانة ، ولن ينسوا دماء وأرواح شهداء ثورة ديسمبر المجيدة ، والله مع المستضعفين والمظاليم ضد القتلة والظلمة حيثما كانوا.
د محمد علي سيد طه الكوستاوي.
القاهرة.
٨فبراير ٢٠٢٥

kostawi100@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • إيهاب منصور: قانون التصالح لم يحقق المطلوب خلال الأعوام الماضية
  • روبيو: الوحيد الذي قال إنه سيساعد غزة هو ترامب
  • المسيرات.. سلاح الحروب الحديثة الذي يغير موازين القوى
  • حمدين صباحي.. لماذا الآن؟!
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • الخارجية السودانية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة
  • الخارجية السودانية تدعو المجتمع الدولي لدعم "خريطة طريق" للسلام طرحتها قيادة الدولة
  • الخارجية تدعو المجتمع الدولي لدعم خارطة الطريق التي طرحتها قيادة الدولة
  • خطاب البرهان: الإنقلاب الثالث لتعضيد الانقلاب الاول والثاني
  • هشام طلعت مصطفى يطالب المجتمع الدولي بتوفير حياة كريمة للفلسطينيين لتحقيق الاستقرار |فيديو