السؤال الابرز الذي تطرح الاوساط الشعبية وتحديدا في بيئة "حزب الله" هو: هل تعود الحرب بعد انتهاء مهلة الستين يوماً؟ على اعتبار ان بعض الظروف الحالية توحي بأن امكانية اشتعال المعارك واردة في ظل استمرار الجيش الاسرائيلي بخرق الهدنة واحتلال قرى ومناطق داخل الحدود اللبنانية وهذا ما سيفتح الباب امام تطورات دراماتيكية ممكنة.
وفق سيناريو متخيل، لمح له الامين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بالقول بأن الرد او الصبر ليس مرتبطا بالايام الستين، وعليه قد يقرر الحزب بعد انتهاء الهدنة العودة الى العمليات ضد قوات الاحتلال ما يشعل الحرب ويعيد المعارك الى سابق عهدها خصوصا ان الحرب في المنطقة لم تنته بعد وشهية رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لا تزال مفتوحة.
َلكن هل من مصلحة اسرائيل اصلا فتح حرب من جديد؟ لا يبدو ان تل ابيب تستسهل اعادة فتح الحرب مع لبنان اولا، لان المعركة التي نفذتها تل ابيب حققت جزءا كبيرا من أهدافها ما يعني انه لم يعد هناك ما يمكن تحقيقه، بل على العكس قد يتمكن الحزب من ايلام اسرائيل في اي معركة مقبلة ما يعيد خلط الأوراق وهذا ما لا يريده احد.
اضافة الى ذلك، صحيح ان نتنياهو يفضل استمرار اشتعال الجبهات، لكن هذا لا يشمل جبهة لبنان وهو يستطيع تحقيق هذا الهدف في غزة اولا، والتي لا يريد ايقاف الحرب فيها، وفي الحرب مع اليمن وربما مع ايران، وعليه فهو ليس بحاجة لخوض حرب جديدة تعيد تهجير المستوطنين.
حتى بالمعيار الدولي، وبغض النظر عن كل التحليلات التي تتحدث عن سياسة ترامب في الشرق الاوسط، هناك قرار بإستقرار لبنان وعدم توسع الحرب في المنطقة، وعليه بعد دخول ترامب الى البيت الابيض لن يعود من السهل على نتنياهو فتح اي معركة مع لبنان، وهذا ينطبق على التطورات السورية التي لم تؤثر حتما علي الساحة اللبنانية.
كذلك فإن "حزب الله" لا يريد العودة الى الحرب وهو لاجل ذلك يتحمل الكثير من التجاوزات الاسرائيلية ومستعد للعودة البطيئة الى مستويات الردع السابقة بدل اعادة فتح اشتباك مباشر مع اسرائيل لذلك، باتت احتمالات الحرب مستبعدة جدا حتى بعد انتهاء مهلة الستين يوما، وحتى لو لم تلتزم اسرائيل بوقف اطلاق النار بشكل حاسم وكامل، وهذا سيدخل لبنان بمرحلة طويلة من الاستقرار وان بشكل تدريجي.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قبلان: لن نقبل ببقاء الجيش الإسرائيلي ساعة واحدة بعد مدة الستين يوماً
وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة للقوى السياسية في لبنان جاء فيها: "للضرورة المصيرية والتاريخية أقول: لبنان ليس دكاناً ولا مزرعةً للبيع، والمصلحة السيادية للبنان فوق كل اعتبار، وحمايته من اللعبة الخارجية أكبر مهمة وطنية على الإطلاق، وحرق لبنان من خلال الإنقسام والقطيعة الداخلية أمر يضعنا بقلب المجهول، لذلك القوى السياسية والنيابية مطالبة بموقف وطني يحفظ مصير وطننا ويمنع لعبة القمار الدولية والداخلية به، وأهلاً بالموفدين الدوليين لكن ليس على حساب البناء الدستوري والمصلحة الوطنية لبلدنا، والمشاريع الإلغائية لا محل لها في هذا البلد السيد، وحذار من وضع لبنان فوق صاعق الإنفجار، والمطلوب رئيس جمهورية للبنان وليس للغرف الدولية، وقيمة رئيس الجمهورية بقدرته على الحكم وهذا يتطلب انتخاب رئيس من رحم النظام والمصالح السيادية اللبنانية، ومطابخ الخارج المسمومة تريد حرق لبنان، ومن غير التعامل مع لبنان من باب الوصاية السياسية أو الإنتداب الدولي، ولن نسمح بتضييع البلد، وتاريخ لبنان الطويل شاهد على ذلك، والقوى المسيحية شريكة التاريخ بهذا البلد ولن نقبل بخذلانها أو تفويت مصلحتها الوطنية، والرئيس نبيه بري ضمانة بحجم التاريخ الميثاقي والسيادي للبنان، والبلد ليس للمنازلات الإلغائية لأن الإلغاء يعني تفجير لبنان".
وتابع: "بخصوص سيادة الأرض اللبنانية أقول: لن نقبل ببقاء الجيش الإسرائيلي ساعة واحدة بعد مدة الستين يوماً، فكل شبر من لبنان سيادة وطنية والمقاومة قدرة سيادية مرّغت أنف إسرائيل بالخيام وباقي الحافة الحدودية وستمرّغ أنف إسرائيل مجددا إذا أصرّت على العربدة والإرهاب بالحافة الحدودية. والتحولات مهما كانت لن تمر ببيروت، والقوى النيابية مطالبة بحماية لبنان وقراره الوطني والموقف مصيري واللحظة للتاريخ، وحذار من وضع لبنان في قلب الخراب".