هيئة تحرير الشام على رأس سوريا.. مرحلة انتقالية أم بداية دكتاتورية جديدة؟
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت تعيينات جديدة في الحكومة السورية المؤقتة، بقيادة أحمد الشرع المعروف سابقًا باسم "أبو محمد الجولاني"، قلقًا واسعًا بين النشطاء الحقوقيين والسياسيين في الداخل والخارج.
الشرع، قائد سابق في تنظيم القاعدة، أصبح رئيسًا للحكومة الجديدة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، ورافقته شخصيات كانت جزءًا من تاريخه العسكري المتشدد.
قيادات مثيرة للجدل
من بين التعيينات التي أثارت جدلًا واسعًا، شادي الويسي، الذي تولى منصب وزير العدل رغم ظهوره سابقًا في مقاطع فيديو تُظهر تورطه في عمليات إعدام علنية خلال فترة سيطرة جبهة النصرة على إدلب عام 2015.
كما شملت الحكومة أنس خطاب رئيسًا للاستخبارات، وعائشة الدبس مسؤولة عن شؤون المرأة، والتي أثارت بتصريحاتها عن "أدوار المرأة الطبيعية" ردود فعل غاضبة من منظمات حقوقية.
مخاوف حقوقية
التعيينات، إلى جانب تصريحات الشرع بأن الفترة الانتقالية قد تستمر لخمس سنوات قبل إجراء انتخابات، أثارت مخاوف بشأن توجه الحكومة الجديدة.
ناشطون حذروا من احتمال تحول الفترة الانتقالية إلى حقبة جديدة من الطغيان، وإن كانت بواجهة دينية هذه المرة.
"نحن نخشى أن يعود الطغيان، لكن في ثوب ديني"، يقول ياسر العيطي، أحد قادة المعارضة منذ زمن طويل.
محاولات لطمأنة الداخل والخارج
على الرغم من الانتقادات، تسعى القيادة الجديدة لتقديم نفسها على أنها تطمح لبناء دولة مستقرة ومعتدلة.
والشرع وعد باحترام حقوق الأقليات والنساء، ونفى أي نية لفرض أيديولوجيا متشددة، لكن الأفعال على الأرض غالبًا ما تعكس واقعًا مختلفًا.
في إحدى المدن الريفية، أحرق متشددون شجرة عيد الميلاد، مما أثار احتجاجات واسعة بين المسيحيين. واعتذرت الحكومة لاحقًا وصرحت بأنها ألقت القبض على الجناة.
ضغوط دولية واستجابة ضعيفة
التطورات دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا لإرسال وفود إلى دمشق للتأكد من نوايا الإدارة الجديدة. ورغم تعهد الشرع باحترام حقوق الإنسان وتجنب التحول إلى نظام دكتاتوري، فإن الممارسات الحالية على الأرض، بما في ذلك القمع والاعتقالات العشوائية، تعزز مخاوف الحقوقيين.
بين الطموح والمخاوف
مع استمرار الفترة الانتقالية، يواجه الشعب السوري تساؤلات معقدة حول مستقبل بلدهم: هل تسير سوريا نحو الاستقرار والإصلاح، أم أن قيادة الشرع ستعيد إنتاج حقبة من القمع والتشدد؟
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد الشرع أبو محمد الجولاني الحكومة السورية بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
تحركات مفاجئة.. سلاح هيئة تحرير الشام يحمي سفارة إيران بحراسة مشددة - عاجل
بغداد اليوم - دمشق
أكدت مصادر سورية، اليوم الاثنين (6 كانون الثاني 2025)، أن ألوية تابعة لهيئة تحرير الشام بدأت بفرض حراسات مشددة على مقر السفارة الإيرانية وأملاكها في دمشق والمدن السورية الأخرى.
وقالت المصادر لـ"بغداد اليوم"، إن "مفارز قتالية من عدة ألوية تابعة لما يُعرف بهيئة تحرير الشام أو إدارة العمليات العسكرية بدأت الانتشار بمفارز ثابتة ومتحركة حول مبنى السفارة الإيرانية وسط دمشق، إضافة إلى أملاكها الأخرى.
وأوضحت أن "هذه الخطوة، التي تُعد الأولى من نوعها منذ أحداث الثامن من كانون الأول الماضي، تضمنت منع أي محاولات للاقتراب من السفارة أو كتابة عبارات مناهضة للنظام الإيراني وشخصياته".
وأضافت المصادر، أن "المفارز أغلقت المداخل الرئيسية للسفارة وفرضت حراسات مشددة، في ما يبدو أنها محاولة لتخفيف التوتر مع طهران، ومنع الانتقادات التي تزايدت مؤخراً.
ووفق القوانين الدولية، تُعد السفارة مرفقاً دبلوماسياً يجب حمايته من أي انتهاك.
وأشارت المصادر إلى أنه "بحسب المعلومات المتوفرة، لا يوجد أحد داخل السفارة حالياً، لكن فرض الحراسات يلمح إلى وجود تحركات قد تكون مفاجئة خلال الفترة المقبلة، من بينها عودة كادر السفارة للعمل".
ولفتت إلى أن "خطاب الجولاني تجاه طهران لم يكن شديد اللهجة، وإنما حمل انتقادات وصفها البعض بأنها خفيفة وأقرب إلى رسائل مبطنة، ما قد يُشير إلى محاولات لتخفيف حدة التوتر في العلاقات".
وفي الـ21 كانون الاول 2024، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق في هجوم استهدف سيارته.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لإيرانية إسماعيل بقائي في بيان نشر على منصة "إكس" وجرى حذفه في وقت لاحق، إن موظفا محليا في السفارة الإيرانية لدى دمشق يدعى داوود بيطرف قتل عندما أطلق مسلحون النار على سيارته في العاصمة السورية.
وحمّل بقائي الحكومة السورية الانتقالية مسؤولية تحديد ومحاكمة ومعاقبة "مرتكبي هذه الجريمة"، مشيرا إلى أن جثمان بيطرف أعيد إلى إيران في الأيام الأخيرة.
وأضاف إن "وزارة الخارجية الإيرانية تتابع القضية بجدية وبالطريقة المناسبة من خلال القنوات الدبلوماسية والدولية.