ماذا قال البارزاني لهيكل.. وكيف استقبل عبدالناصر الزعيم الكردي؟..كتاب جديد لشيركو حبيب
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
صدر حديثا للكاتب الصحفي شيركو حبيب، كتاب "الكورد في وثائق للأرشيف الوطني البريطاني وعدد من الصحف الأجنبية والعربية من 1945 إلى 1977".
الكتاب الذي قدمه وراجعه الأستاذ الدكتور عبد الفتاح على البوتاني، هو التاسع للمؤلف والمترجم شيركو حبيب في الوثائق البريطانية المترجمة عن القضية الكردية، والحادي عشر له كباحث ومختص بشؤون الشرق الأوسط، وهو مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، وأسهم خلال العقد الأخير في تمتين العلاقات الثقافية والمدنية بين القاهرة وأربيل.
يحتوي الكتاب على وثائق وتقارير صحفية حول الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني، و يكشف العديد من الجوانب التي لا يعرفها البعض من الجيل الحالي عن تضحيات البارزانيين ونضالهم الوطني، ويقدم 61 تقريرا ووثيقة حول مسار الحركة القومية الكردية، كما يتطرق إلى مدة حكم عبد الكريم قاسم وانقلاب 8 شباط 1963، واتفاقية وقف إطلاق النار عام 1964، واتفاقية حزيران 1966، وإنجاز الثورة الكردية الحكم الذاتي لكردستان وفق اتفاقية 11 آذار 1970، ثم استئناف القتال عام 1974.
ويتعرض الكتاب لانتكاسة الثورة الكردية إثر اتفاقية الجزائر في 6 آرت آذار عام 1975، ويستعرض تصريح البارزاني للكاتب الصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل "الثورة لم تنته، لكنها توقفت في الوقت الحاضر، الشعب الكوردي باق و دوره لا ينتهي".
واشتملت الصفحات السبع والعشرون الأخيرة من الكتاب الذي يقع في 172 صفحة من القطع المتوسط، على صور أرشيفية نادرة أبرزها للزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني ورفاقه مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي استقبلهم في القاهرة مطلع أكتوبر من العام 1958 بعد عودة البارزاني من المنفى في الاتحاد السوفيتي، بخلاف مانشيتات الصحف المصرية والعربية والأجنبية الصادرة خلال الفترة محل البحث حول القضية الكردية.
وينشر شيركو حبيب في كتابه الجديد تحقيقا من العراق أجراه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد لجريدة الأهرام في 26 مارس 1970 مع ملا مصطفى البارزاني والذي وصفه بأسطورة كوردستان، كذلك مقابلة صحفية للبارزاني مع صحيفة الأخبار المصرية في 29 أكتوبر 1966 يؤكد خلالها أن قضية فلسطين ليست قضية العرب وحدهم ولكنها قضية إنسانية، كما يكشف عن زيارة تاريخية فريدة أجراها وفد الزعماء الأكراد إلى مدينة بورسعيد عام 1956 التي شهدت العدوان الثلاثي على شعبها المقاوم.
يشارك المؤلف رسالة نادرة من وزير خارجية أمريكا هنري كيسنجر للبارزاني في فبراير 1975 وتؤكد احترامه النضال الكردي والقراءة البارزانية الواقعية للأزمة في العراق، كما ينشر عن نفس العام تصريحا هاما من البارزاني خلال مقابلته الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في طهران، وقال فيه "لقد كانت ثورتي حركة قومية ولم يكن للإسرائيليين علاقة بها ورفضت محاولاتهم الاتصال بي.. وهم سعداء بتوقف الثورة الكوردية ولقد انتهى دوري شخصيا لكن الشعب الكوردي باق وسوف تبرز له قيادات جديدة تتولى تنظيم مقاومته، فالشعب الكوردي لا يمكن أن ينتهي وجوده".
ويعلق الكاتب الصحفي شيركو حبيب على تصورات مصر لعدالة القضية الكردية، مؤكدا أنها وقفت حكومة وشعبا مع الحقوق القومية للكرد، فالزعيم الراحل جمال عبد الناصر يدعمها بدفاعه عن الفكر" القومي" وهو المنادي بالقومية العربية، كما أيدها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حديثه بمؤتمر الشباب في شرم الشيخ عام 2019، ويقدر الكرد دور مصر في إصدار وطباعة أول صحيفة كردية بالقاهرة عبر دار الهلال، وبث إذاعة صوت العرب ساعات لنشرات كردية يومية عبر أثيرها، وتواجد عائلات كردية الأصل في مصر عبر العصور.
ويشير حبيب، في مناسبة إصدار كتابه الجديد، إلى أن العلاقات بين كافة الشعوب الحرة تؤيد نضال الكرد لأجل الحصول على حقوقهم القومية الكاملة، وأنهم الشعب المؤيد بقوة لعدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وهو اعتراف توارث تأكيده قادة كردستان بدءا من الزعيم ملا مصطفى البارزاني الذي تمتع باحترام وتقدير كافة زعماء العالم كما تكشف الوثائق التاريخية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحف الأجنبية الكورد القضية الكردية المزيد
إقرأ أيضاً:
عواصف الرمال.. كيف تؤثر العواصف الترابية على صحتنا وكيف نواجهها؟|تقرير تليفزيوني
لم تعد العواصف الترابية مجرد ظاهرة مناخية عابرة، بل أصبحت تهديدًا متزايدًا يعصف بالعديد من البلدان حول العالم.
هذه العواصف، التي تجلب معها رياحًا محملة بالغبار والجسيمات الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة، أصبحت تتكرر بشكل متزايد، متسللة بصمت إلى أجسامنا وتسبب أضرارًا صحية جسيمة.
عرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا بعنوان «العواصف الترابية.. ظاهرة خطرة تهدد صحة الإنسان والبيئة»، وفيه تم تسليط الضوء على الزيادة الملحوظة في معدلات العواصف الترابية في السنوات الأخيرة، وهو ما لا يمكن اعتباره مجرد مصادفة.
ويشير المتخصصون إلى أن هذا التزايد هو نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية العالمية، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تدهور الغطاء النباتي الذي يقلل من قدرة الأرض على امتصاص الرمال والغبار.
أضرار صحية خطيرة على الجهاز التنفسيفي كل مرة تحدث فيها هذه العواصف، يتراجع الهواء النقي ليحل محله مزيج خانق من الرمال والأتربة، ما يشكل خطرًا حقيقيًا على صحة الجهاز التنفسي.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون هي الأخطر، حيث تخترق الرئتين بسهولة وتنتقل إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى التهابات مزمنة وتفاقم أمراض مثل الربو وأمراض القلب والرئة.
تأثيرات صحية إضافية على الجسم والعقلولا تقتصر آثار العواصف الترابية على الجهاز التنفسي فقط، بل تمتد لتشمل تهيج العينين والجلد، كما تسبب اضطرابات في النوم وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية. إن التعامل مع هذه الظاهرة يتطلب اهتمامًا كبيرًا من جميع الأفراد لتجنب الأضرار الجسيمة.
وفي ظل هذه التهديدات المتزايدة، تصبح الوقاية أمرًا ضروريًا وليس رفاهية. ارتداء الكمامات في الأماكن المكشوفة، والتزام البقاء في الأماكن المغلقة أثناء العواصف، بالإضافة إلى استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل، أصبحت خطوات أساسية للتعامل مع العواصف الترابية وحماية صحتنا. هذه الظاهرة ليست مجرد رياح، بل هي ناقوس خطر لصحة الإنسان وسلامة كوكب الأرض.