تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ولاية بنجشير، المعروفة بثرواتها من الزمرد الأخضر، تقيم حكومة طالبان مزادات أسبوعية لبيع الأحجار الكريمة، في محاولة لإنعاش الاقتصاد الأفغاني الذي يعاني من أزمة خانقة منذ انسحاب القوات الأمريكية في عام 2021 وتوقف المساعدات الدولية.

وفق تقرير نشرته نيويورك تايمز الأمريكية داخل قاعة مظلمة مضاءة بمصابيح ساطعة، اجتمع تجار الأحجار الكريمة لتقييم أكوام من الزمرد المعروض للمزاد.

بدأت المزادات بعرض قطعة تزن 256 قيراطًا، وسط تنافس بين التجار للحصول على الأحجار ذات الجودة العالية.

ثروات مدفونة تحت الأرض

منذ سيطرتها على الحكم، تسعى طالبان إلى استثمار الثروات المعدنية الهائلة في أفغانستان، التي تُقدّر قيمتها بأكثر من تريليون دولار وفقًا لتقديرات الحكومة الأمريكية. تشمل هذه الثروات النحاس، والذهب، والزنك، والليثيوم، والأحجار الكريمة مثل الزمرد، والياقوت، والسفير، والعقيق.

وقد وقّعت طالبان اتفاقيات مع مستثمرين من الصين، وروسيا، وإيران، وتركيا، وقطر، بالإضافة إلى دول أخرى، لاستغلال هذه الموارد. كما استحوذت الصين على دور رائد في هذه الاستثمارات من خلال مبادرة "الحزام والطريق".

ضرائب على الأحجار الكريمة

أقرت حكومة طالبان ضرائب بنسبة 10% على مبيعات الزمرد في المزادات. ويُمنع التجار من الحصول على الأحجار إلا بعد دفع الضرائب. كما تُفرض ضرائب على بيع الأحجار الأخرى، مثل الياقوت والسفير.

رحمة الله شريفي، أحد التجار، عبّر عن استعداده لدفع الضرائب قائلاً: "الحكومة تحتاج إلى المال لتنمية البلاد، لكن السؤال هو: هل ستستخدم هذه الأموال لمساعدة الشعب الأفغاني؟"

تحديات التعدين في أفغانستان

رغم الجهود المبذولة، تواجه صناعة التعدين في أفغانستان تحديات كبيرة، مثل نقص البنية التحتية، وضعف الأمن، وغياب الكوادر الفنية المتخصصة. وتعمل حكومة طالبان على إصدار تراخيص جديدة للمستثمرين المحليين والأجانب مع اشتراط تدريب العمالة المحلية.

تجارة الأحجار الكريمة: بين الأمس واليوم

قبل سيطرة طالبان، كانت تجارة الزمرد تخضع لهيمنة أمراء الحرب وتفتقر للشفافية. لكن مع المزادات الجديدة، أصبحت العملية أكثر تنظيماً. ومع ذلك، يواجه التجار صعوبات في إيجاد المشترين، حيث تراجع الطلب من الأسواق الغربية بعد انسحاب القوات الأجنبية.

حاجي غازي، أحد التجار في كابول، أكد أنه يبيع معظم الأحجار الكريمة لمشترين من دول الخليج والهند وتايلاند. وأضاف: "نفتقد المشترين من الولايات المتحدة وأوروبا الذين كانوا يساهمون في انتعاش السوق خلال فترة الاحتلال."

بديل اقتصادي للمخدرات؟

حظر طالبان لزراعة الأفيون، الذي كان يمثل مصدر دخل رئيسي للمزارعين، أدّى إلى خسائر اقتصادية فادحة. ومع ذلك، تأمل الحركة أن يوفر التعدين بديلاً مستدامًا يعوّض هذه الخسائر.

المستقبل الغامض

بينما تبذل طالبان جهودًا حثيثة للاستفادة من ثروات أفغانستان المعدنية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه الموارد من إنقاذ الاقتصاد الأفغاني وتحقيق التنمية للشعب، أم أنها ستظل مجرد مصدر دخل محدود في ظل التحديات الراهنة؟

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حكومة طالبان الاحجار الكريمة طالبان ضرائب الأحجار الکریمة

إقرأ أيضاً:

سيدي بلعباس : محافظة الغابات تحجز”طائر مينا” كان معروضا للبيع

سيدي بلعباس : محافظة الغابات تحجز”طائر مينا” كان معروضا للبيع

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: مفاوضات أميركية سرية مع طالبان لتبادل سجناء
  • خبراء إسرائيليون يرصدون مؤشرات انهيار الاقتصاد بسبب ميزانية حكومة اليمين
  • سيدي بلعباس : محافظة الغابات تحجز”طائر مينا” كان معروضا للبيع
  • نهى عادل تكشف كواليس الاستعداد لفيلم دخل الربيع يضحك
  • فى عصر الفيروسات.. قوي مناعتك بتحضير شوربة الكريمة بالثوم بطريقة سهلة
  • جلالة السلطان يشمل برعايته الكريمة المهرجان السلطاني لسباق الخيل بمدينة العاديات
  • أفغان عملوا لصالح أمريكا سابقا يصلون إلى الفلبين لإتمام عملية الحصول على تأشيرة الإقامة بواشنطن
  • الأحجار الكريمة تميز إطلالات نجمات حفل جولدن جلوب 2025
  • نائب: إحياء الحرف التراثية يساهم في دعم الاقتصاد المصري