قالت صحيفة سعودية إن النفي المصري لتقارير إسرائيلية عن استعداد القاهرة شن هجمات عسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، تثير تساؤلات بشأن أسباب إحجام مصر عن التدخل عسكرياً في اليمن، رغم ما تعانيه من تداعيات اقتصادية جراء هجمات الحوثي على السفن المارة في البحر الأحمر.

 

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن خبراء قولهم إن "مصر لا تفضل أن تقوم بأعمال عسكرية خارج حدودها، وأن القاهرة تدرك أن توترات البحر الأحمر سببُها استمرارُ الحرب في غزة، ومن هنا فهي تُفضل "الطُرق الدبلوماسية لوقف الحرب.

 

ونفى مصدر مصري مسؤول، الأحد، ما تناولته تقارير إعلامية إسرائيلية عن "قيام مصر باستعدادات بهدف التدخل العسكري في اليمن". وذكر المصدر المصري المسؤول، في تصريحات أوردتها قناة "القاهرة الإخبارية" الفضائية، أن مثل هذه التقارير، وما تتضمنه من معلومات "مُضللة"، ليس لها أساس من الصحة.

 

وكانت تقارير إسرائيلية ادعت أن مصر تستعد لضرب الحوثيين بعد تكبدها خسائر اقتصادية كبرى جراء تصاعد التهديدات ضد هيئة قناة السويس التي تعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية.

 

وحسب الصحيفة فإنه منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة الحوثي السفن المارة بالممر الملاحي، "رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة"؛ ما دفع شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها، متجنبةً المرور في البحر الأحمر.

 

وعدَّ الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، التقارير الإسرائيلية، "محاولة للضغط على مصر ودفعها للعب دور في اليمن". وقال إن "مصر لن تشارك في أي عمل عسكري في اليمن"، مشيراً إلى أن القاهرة "تدرك أن السبب وراء التوترات في البحر الأحمر ليس في الحوثي أو في اليمن؛ بل في استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة". وأضاف فرج: "لو توقفت الحرب الإسرائيلية في غزة سوف تتوقف الهجمات على السفن بالبحر الأحمر".

 

واتفق معه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، وقال إن "المشكلة ليست في (الحوثي)، فما يحدث جزءٌ من حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل، و(الحوثي) مجرد أداة، والقاهرة لن تتعامل مع الأدوات ولن تتورط في هذا الصراع".

 

وأضاف أن "القاهرة تؤمن بالحلول الدبلوماسية لأزمات المنطقة، ولن ترسل قواتها خارج الحدود، لا سيما مع إدراكها حجم التوترات على جميع حدودها، سواء في غزة أو ليبيا أو السودان".

 

وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد يوسف أحمد، فإن رفض مصر التدخل عسكرياً ضد «الحوثي» في اليمن "دليل على موضوعية السياسة المصرية".

 

وقال إن "مصر هي الخاسر الأكبر من هجمات الحوثي، لكنها على مدار أكثر من عام لم تدنها، واقتصرت التصريحات الرسمية على التأكيد على ضرورة تأمين الملاحة في البحر الأحمر".

 

وأرجع أستاذ العلوم السياسية ذلك إلى أن "مشاركة مصر في أي تحالف حالياً ضد الحوثي قد ينظر له البعض على أنه دعم لتل أبيب في حربها على قطاع غزة".

 

وسبق وأشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي الذي يبدأ من يوليو (تموز) 2022 حتى نهاية يونيو (حزيران) 2023، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي 2023 - 2024، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

 

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهاية الشهر الماضي، إن "إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023، مما يعني أن مصر خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مصر الحوثي إسرائيل حرب فی البحر الأحمر قناة السویس فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الحوثي تشن سلسلة هجمات ضد حاملة طائرات أمريكية وأهداف إسرائيلية

أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن، الاثنين، عن شن سلسلة من الهجمات ضد حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" شمالي البحر الأحمر، وعدد من الأهداف داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة اليمنية، يحيى السريع، إن "القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير نفذا عملية عسكرية نوعية ومشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان بصاروخين مجنحين وأربع طائرات مسيرة شمالي البحر الأحمر".

وأضاف سريع في كلمة مصورة، أن العملية جاءت "أثناء تحضير العدو الأمريكي لشن هجوم جوي كبير على بلدنا وقد أدت العملية بفضل الله إلى إفشال الهجوم".


وبحسب المتحدث العسكري، فإن الحوثيين نفذوا أيضا عمليتين عسكريتين ضد الاحتلال الإسرائيلي، الأولى "استهدفت هدفا عسكريا تابعا للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة بطائرتين مسيرتين"، والثانية استهدفت "هدفا حيويا في عسقلان المحتلة بطائرة مسيرة".

كما كشف سريع عن عملية عسكرية ثالثة نفذها سلاح الجو المسير لدى الحوثيين ضد "هدف عسكري تابعا للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة بطائرة مسيرة"، لافتا إلى أن العمليات المشار إليها حققت "أهدافها بنجاح".

وأشار إلى أن هذه العمليات تأتي "انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه وردا على المجازر بحق إخواننا في غزة، وضمن المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".


وشدد سريع على استمرار جماعة الحوثي في تنفيذ "عملياتها المساندة للمقاومة الفلسطينية"، موضحا أن "هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصارِ عنها".

ونصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يستمر الحوثيون في استهداف مصالح الاحتلال في المنطقة، فيما تسعى الولايات المتحدة التي أعلنت عن تشكيل تحالف دولي تحت اسم "حارس الازدهار" للتعامل مع الهجمات الحوثية، إلى ردع الجماعة عن شن عملياتها في البحر الأحمر.

وشنت الولايات المتحدة العديد من الهجمات ضد مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 كانون الثاني/ يناير عام 2024؛ بهدف ردع الجماعة اليمنية، التي أعلنت أن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.

مقالات مشابهة

  • معضلة إسرائيل في البحر الأحمر.. ضرب الحوثيين أم إيران؟
  • الحوثي تشن سلسلة هجمات ضد حاملة طائرات أمريكية وأهداف إسرائيلية
  • صحيفة عبرية: زعيم الحوثيين في مرمى إسرائيل.. هل حان الوقت لتنفيذ سيناريو "نصرالله" في اليمن؟
  • مصر تنفي تقارير عن استعدادات لتدخل عسكري في اليمن
  • مصر توضح موقفها بشأن تقارير التدخل العسكري في اليمن
  • هل تستعد مصر للتدخل عسكرياً في اليمن؟
  • مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن استعدادات لتدخل عسكري ضد الحوثيين
  • إغتيال عبدالملك الحوثي وأخيه سيحدث انهيارا كليا في جماعة الحوثيين .. صحيفة بريطانية تناقش الانعكاسات
  • مصدر مصري مسؤول ينفي الاستعداد للتدخل العسكري في اليمن (شاهد)