من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أحلام الملوك
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
#أحلام_الملوك
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 25 / 3 / 2017
الحلم كرنفالُ الليل المجاني، السفر البعيد من غير أجنحة، تحرير الراحلين من قافلة الموت، إطفاء الشوق المخطوف بحفنة سراب، غيمة الأمنيات المكبوتة في النفس التي تتصاعد عالياً بعدما بخّرتها شمس الحقيقة..
مقالات ذات صلة بلينكن: نريد إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غضون الأسبوعين المقبلين 2025/01/06الجائع الذي يحاول إطفاء عويل أمعائه طوال الليل، لن يحلم إلا برغيف له استدارة الشمس ولذعات المشمش الناضج.
السجين الذي تحلّق عيناه في سماء الزنزانة الرمادية، العفن الأبيض هو الصديق الوحيد الذي يمارس عليه دور الفنان التشكيلي فيتمدّد على السقف جاد الملامح، وعلى الحيطان الرطبة تتشكل غيمة أو جبلاً أو وجهاً لم يره من قبل أو خارطة تصلح لن تكون دولة عربية لا مكان لها في القارتين.. عندما يغفو السجين، تحصل روحه على عفو عام، فتسافر عيناه إلى قريته البعيدة، إلى دكاكين الحارة، إلى عشب الدار، إلى أمه وأولاده الصغار، ويحضر أباه الميّت ليكتمل عرس الحريّة، فتصفّق الريح لنوار الكرز الأبيض.. وعندما يتنفس هواء طرياً من أوكسجين الخيال يطرق السجّان باب غرفته ليسلّمه إفطاره اليومي البائس..
البسطاء يحلمون أكثر من المترفين، البسطاء تكون أحلامهم محشوة بالتفاصيل، مزخرفة بنقوش الحرمان الملوّنة.. الحلم “روبن هود” الفقراء.. يحاول أن يحقق لهم كل شيء ليسعدهم، ما عليهم سوى أن يغفوا قليلاً ليفرد لهم مائدة الأمنيات..
لو أعرف بماذا يحلم الملوك لاقتطعت “شوكة” من ألواح الصبر الشعبي الممتدة على سياج العطش.. وفقأت كل أحلامهم.. فأحلام الملوك.. جوع للشعوب!
طفل يحدّق بلباس “سوبر مان” في واجهة محل لملابس الأطفال، يرى الخفاش على البدلة الزرقاء كقطعة من سماء، يحلم بعينين مستيقظتين امتلاكها، يمدّ ذراعه أمام الزجاج اللامع المضاء متخيلاً قياس أكمامها وعندما يغادر بفائض من التنهيدات، ويضع رأسه الصغير على وسادة المستحيل آخر الليل، يحلم أنه يحلق بجناحين في السماء ترفرف خلفه عباءة “سوبر مان” يعلو العصافير ويتخلل الغيوم ويرى الأرض كما لم يرها من قبل؛ البيوت “مكعبات ليجو” وأعمدة الكهرباء أعواد كبريت، وأسلاك الضغط العالي مجرد أوتار مشدودة على جسد قيثارة..
المحرومون من كل شيء يحلمون بأي شيء، لكن بماذا يحلم الملوك يا ترى؟ وهم النائمون وفوق بطونهم تلال التخمة، وفي خزائنهم مرايا الشمس المكسّرة، وفي صناديقهم الثقيلة ثمار الذهب المقطوفة من أصابع الشعوب الجائعة، بماذا يحلم الملوك؟ وهم القادرون على كل شيء، المالكون لكل شيء، الآمرون بكل شيء، الناهون عن أي شيء، كيف تنعقد خيوط الأحلام فوق رؤوسهم وهم يزجرون الحرية البرية في أقفاص من فولاذ، يجلدون الكرامة العارية بنفاق الأذناب، ويسحلون الوطن المقيّد بعربات الخيول النزقة؟
بماذا يحلم الملوك وغرف نومهم مشغولة بجنان النقوش، لديهم فردوس المُلك، وسُلطة الصولجان، والوزراء بعض من ولدانهم المخلّدون.. بماذا يحلم الملوك؟ وفوق رؤوسهم حراس صارمون يمنعون أن يحط النّدى على نبات القصر أو تصافح القرميد موجة من ضباب.. بماذا يحلم الملوك ولم تتحشرج في صدورهم أمنية إلا وتحققت؟ ولا معارضة إلا وتحللّت؟ ولا زلّة إلا وتأولت.. أيحلمون بشعوب أكثر مسالمة، بأكثر طوعاً بأكثر جوعاً بأكثر دعاء بين الخطبتين أن يحفظ الله أمير المؤمنين لما يحبّه ويرضاه؟.. بماذا يحلم الملوك؟ بحاشية على اتساع الوطن القصر تسمى شعباً.. لا تسمع إلا خطابات “الدوبلاج” ولا ترى إلا صوره الباسمة ولا تلمس الا رأسها الماضي مع رؤوس النعاج..
لو أنني أعرف بماذا يحلم الملوك.. لاختطفت أحلامهم وقايضت عليها ابتسامة واحدة تروي البائسين.. أو قمت على طريقة فصائل المقاومة بمفاوضتهم بصفقة: “حلم” الزعيم مقابل إطلاق سراح أحلامنا الأسرى في معتقلات الاختزال!.. لو أعرف بماذا يحلمون لاقتطعت “شوكة” من ألواح الصبر الشعبي الممتدة على سياج العطش.. وفقأت كل أحلام الملوك.. فأحلام الملوك.. جوع للشعوب!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
مضى #189يوما …
بقي #87يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#متضامن_مع_احمد_حسن_الزعبيالمصدر: سواليف
كلمات دلالية: سجين الوطن حسن الزعبی کل شیء
إقرأ أيضاً:
كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت في سريرك؟
قيام الليل يُعد من أعظمِ الطّاعات عند الله سبحانه وتعالى، وسرٌ من أسرار الطُمأنينة والرِّضا في قلب الإنسانِ المؤمن؛ وكذلك صلاة قيام الليل من فضائلها أنها ترسم نورًا على وجه المؤمن، حيث إنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء الدُّنيا فيقول: «هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له»، حتى يطلع الفجر، ولكن هناك الكثير لا يستطيعون أن يقيموا الليل فكيف يأخذون أجر قيام الليل دون القيام؟.
كيف تأخذ أجر قيام الليل وأنت فى سريرك ؟قيام الليل له معنى مختلف عن الذي نفهمه حيث يقتصره البعض منا على الصلاة فقط، ولكن قيام الليل ليس صلاة فقط، فهناك أنواع كثيرة لقيام الليل، وتعد الصلاة جزء منه أو نوع منه.
فالاستغفار والصلاة على النبي والذكر والتسبيح وقراءة كتاب تنتفع به، وأنت نائم تحت البطانية، وكذلك الدعاء لك ولأهلك وزملائك وأحبتك فكل هذه أنواع لقيام الليل ولكننا حصرناها في الصلاة فقط، وهذا معنى محدود.
تخيل أيها المسلم إنك إذا نفذت كل هذه الأمور، وانت تنام تحت البطانية فقد كتبت من الذين قاموا الليل وتحصل على الثواب، وإذا واظبت عليها، ومرضت ولم تستطيع المواظبة عليها خلال المرض فسوف تحصل على الأجر أيضا، حيث يوكل الله الملائكة تكتب لك الأجر، لأن الله رحيم بنا، فالليل جزء من عمرك، فامضي في الطاعة وأنت من الله قريب عسى أن تصيبك نفحة من ربك فترضيك وتذهب ما فيك.
أسهل طريقة للحصول على أجر قيام الليلقال الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أجر صلاة الفجر والعشاء جماعة كأجر من قام الليل.
وأضاف العجمي، خلال فيديو مسجل له، أنه بما روي عن عثمانُ بنُ عفانَ رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: «من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ». أخرجه مسلم وابن حبان.
وأشار إلى أن المحافظ على أداء الجماعة سيستظل تحت ظل عرش الرحمن في الآخرة، مستشدة بما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «سبعةٌ يُظِلُّهمُ اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه.... ورجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ في المساجدِ، ..» أخرجه: الشيخان.
أسرار قيام الليلوعلم العارفون أنَّ قيامَ الليل مدرسةُ المخلصين، ومضمارُ السابقين، وأنّ الله تعالى إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنَّيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظ من قيام الليل.
والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره."
وقال: "ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن، والروح، والقلب".
ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس، وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء، والتسميع، والعجب، وهم أشدّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله تعالى، والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.
ولا بد من تذكرة أخيرة، وهي أنه "صلى الله عليه وسلم" لم يترك هذه السُّنَّة قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، وهي سُنَّة قيام الليل، حيث روى أبوداود - وقال الألباني - صحيح: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا".
وكان ينصح أصحابه بالحفاظ عليه، وعدم التذبذب في أدائه، حيث روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».
وتتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وإلى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوا هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاع، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ».
فلْيحرص كل مؤمن على هذه العبادة الجميلة، كلٌّ حسب طاقته، ولا تنسوا شعارنا الدائم قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} النور:54