في أعقاب سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة السورية دمشق وفرار الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، يتردد صدى مقولة بين أوساط مؤيدي ومعارضي النظام المخلوع مفادها أن سقوط نظام الأسد لم يقتصر على سوريا فحسب، بل امتد ليشمل لبنان أيضا.

وعلى مدى ما يزيد عن 5 عقود، نجح الأسدان (الأب حافظ والابن بشار) في بسط نفوذهما على لبنان، معتبرين إياه "جناحًا إستراتيجيًا هشًا لسوريا".

وحتى اللحظة الراهنة، لا تزال المنطقة تعاني من تبعات انهيار النظام السوري، وسط تساؤلات ملحة حول انعكاساته على عدة دول مجاورة على رأسها إيران ولبنان والأردن والعراق.

ولأن تداعيات الحاضر وآفاق المستقبل لا يمكن فصلها عن جذور الماضي، فإننا نستعرض بعض الفصول المهمة في تاريخ العلاقات اللبنانية-السورية تحت حكم نظام الأسد والتي بدأت مع دخول القوات السورية إلى الأراضي اللبنانية في يونيو/حزيران 1976 ومشاركتها في الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1989).

جنود سوريون يتخذون مواقعهم عام 1976 في بيروت العاصمة اللبنانية (الفرنسية) جذور حافظ

بدأت قصة حافظ الأسد مع لبنان، منذ توليه رئاسة سوريا عام 1971، حيث سعى لتكريس ما سماه "تلازم المسارين السوري واللبناني"، وهو إرث منحه لبشار الذي خلف والده في البلدين.

وكان حافظ بمثابة الحاكم الفعلي في لبنان منذ أن كان عضوا فاعلا ومؤسسا في حزب البعث، وحدث ذلك -وفق خبراء- مع تعزيز نفوذه بأجهزة الدولة ومفاصلها بتوليه منصب وزير الدفاع بعد انقلاب فبراير/شباط 1966 الذي أوصل حزب البعث إلى السلطة، وتحديدًا بعد سقوط أجزاء من الجولان السوري بيد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.

حينها، كان لدى حافظ الأسد -بحسب علي حمادة- حلم جامح بالتوسع نحو لبنان، وبما يضمن تحويله إلى أشبه بمحافظة من المحافظات السورية.

إعلان

وكانت المرة الأولى التي حصلت فيها أزمة بين دمشق وبيروت عام 1973، عندما اشتعل صدام مسلح بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية، يقول حمادة "يومها، أغلقت سوريا الحدود بين البلدين، وكان لنظام حافظ الأسد دور جوهري بتهريب السلاح والمقاتلين إلى لبنان. ومع انتقال المنظمات الفلسطينية إلى لبنان بعد خروجها من الأردن، بدأ العمل والثقل الأمني والعسكري للمنظمات الفلسطينية".

وبعد اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية، لعب حافظ الأسد دورا بارزا، وكانت الحرب خليطا من حرب الآخرين على أرض لبنان وحرب أهلية قادتها المليشيات اللبنانية المسلحة.

جنود سوريون بجانب صورة لحافظ الأسد في نقطة تفتيش في بيروت عام 1987 (غيتي)

وتحت شعارات قومية مختلفة منها مثل "حماية الوحدة العربية" و"منع التقسيم في لبنان" و"وقف الحرب الأهلية"، اتخذ حافظ الأسد قرار دخول الجيش السوري إلى لبنان عام 1976 تحت مظلة "قوات الردع العربية".

يقول حمادة "دخل الجيش السوري إلى لبنان، لمواجهة الفصائل الفلسطينية وكحليف للمليشيات المسيحية، وشكل التمركز السوري العسكري بداية للوصاية المباشرة على الأرض اللبنانية، لكن الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، مثّل نصف هزيمة أو ثلاثة أرباع هزيمة للسوريين في لبنان".

وحينها، دخل الإسرائيليون كعامل مؤثر ومباشر على الدور السوري، من خلال احتلال الجنوب ومناطق عدة من البقاع الغربي، كما وصلوا إلى طريق الشام. وفي غضون عامين -وفقا لحمادة- "لاحت هزيمة حافظ الأسد، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 90 طائرة مقاتلة سورية بمعركة واحدة مع الطيران الإسرائيلي فوق البقاع وأجزاء من جنوب سوريا".

وبعدها بدأ الهجوم المضاد الذي حظي بدعم من موسكو، وأعطِي الضوء الأخضر لإعادة تسليح الجيش السوري ودعم الفصائل المعارضة للمليشيات المسيحية بلبنان، وفَتْح مخازن السلاح لها، مما ساهم بدعم سوريا لمنع انهيارها، بحسب المحلل السياسي.

إعلان

وعبر 5 محطات، يختصر حسين أيوب دور حافظ الأسد في لبنان:

انخراطه في الحرب الأهلية 1975 بطلب من الجبهة اللبنانية (وهي تحالف قوى وأحزاب يمينية مسيحية ضد الحركة الوطنية اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية). تسهيل انتخاب إلياس سركيس رئيسا للجمهورية عام 1976، وبدعم من الجبهة اللبنانية وبعد الخلاف الذي نشب بين الأسد وياسر عرفات وكمال جنبلاط. خروج الجيش السوري من بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وبعد قصف إسرائيل لمواقع سورية بالبقاع. إطلاق مسار لبناني أدى إلى حرب الجبل بين الدروز والمسيحيين (هزيمة القوات اللبنانية وإسقاط اتفاق 17 مايو/أيار)، وانتفاضة 6 فبراير/شباط في بيروت (ضد حكم أمين الجميل) وصولا إلى عودة الجيش السوري إلى بيروت عام 1987. انخراط حافظ الأسد بحرب تحرير الكويت من العراق، وفوزه بالجائزة اللبنانية، وهو مسار استمر من 1991 حتى 2000 تاريخ تحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر لم يكن ليحصل لولا الدعم الذي وفره حافظ الأسد للمقاومة اللبنانية بكل مسمياتها، وفق أيوب. اتفاق الطائف والقبضة الأمنية

لكن إحكام القبضة الأمنية لسوريا على لبنان، بلغ ذروته عشية انتهاء الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف بالسعودية عام 1989.

يومها، كان لبنان وفي حالة استثنائية أمام حكومتين مدنية برئاسة سليم الحص، وعسكرية متمردة برئاسة ميشال عون -حين كان قائدا للجيش-، ويُذكّر حمادة أن الجيش السوري دخل لأول مرة إلى المناطق المسيحية عام 1990 لتصفية ما سمي آنذاك "تمرد الجنرال عون"، وقد أعطى هذا التدخل المجال لإنهاء الحرب، وفق الشروط السورية، وإبرام اتفاق الطائف الذي أشرفت دمشق على تطبيقه".

وبعد عام واحد، في 1991، جرى توقيع اتفاقية "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق"، بين لبنان وسوريا، وكانت دمشق اليد المسيطرة على الاتفاقية.

وهنا، يقول حسين أيوب "لم يتقدم عند حافظ الأسد أي هاجس على هاجس الأمن في لبنان، ومن ثم موقعه الإقليمي، أي سياسة لبنان الخارجية. وبالتالي، كان النظام السوري يحرص في زمن الحرب الأهلية على الإمساك بمفاصل أمنية، تحت عنوان قوات حفظ السلام أو قوات الردع، وهو الأمر الذي ثبّته عام 1990، وصولا إلى إبرام معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق.

إعلان

ويضيف أيوب أنه "لو راجعنا الاتفاقيات التي تضمنتها، لوجدنا أن الاتفاقات الأمنية والعسكرية كانت لها الأولوية من وجهة النظر السورية، فضلا عن اعتماد سيرة المسير والمصير بزمن مفاوضات مدريد، حيث كان يراد للورقة اللبنانية (مقاومة الاحتلال) أن تكون جزءا من أوراق سوريا لاستعادة الجولان السوري المحتل".

توقيع اتفاق الطائف بالسعودية عام 1989 عشية انتهاء الحرب الأهلية (مواقع التواصل) سطوة بشار والنفوذ الإيراني

في عام 1998 قبل نحو عامين من وفاة حافظ الأسد  تقريبا، بدأ بشار يتولى الإشراف على الوجود العسكري السوري في لبنان والذي تجاوز حينها أكثر من 40 ألف جندي. وفي العام نفسه، دعمت سوريا الأسد انتخاب إميل لحود الذي كان قائدا للجيش، رئيسا للجمهورية.

لكن وفاة حافظ الأسد، تزامنت مع عام تحرير حزب الله للجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. وفي سبتمبر/أيلول 2000، خرج لأول مرة البطريرك الماروني السابق نصر الله صفير، بـ"نداء المطارنة الموارنة"، الذي جسد دعوة رسمية لانسحاب الجيش السوري من لبنان.

في تلك المرحلة أيضًا، كان رئيس الحكومة السابقة رفيق الحريري، بحسب علي حمادة، يقود مرحلة إعادة الأعمار وبناء المؤسسات، لكن "مؤسسات لبنان كانت شبيهة بمحافظة من المحافظات السورية، وبدت الحكومة اللبنانية وكأنها مجلس بلدي، بينما كان مجلس النواب اللبناني بمظهر تمثيلي. والرئيس اللبناني بدا كأنه رئيس بلدية، مما يعكس صورة الوصاية السورية"، بحسب رأيه.

وكان وصول بشار الأسد إلى الرئاسة السورية، إيذانًا -في لبنان- ببدء المرحلة الإيرانية الصافية، وفق حمادة، وأدخل لبنان بشكل كامل بدائرة التأثير الإيراني. حتى المقربون من حافظ الأسد تم إبعادهم، مثل عبد الحليم خدام والرئيس السابق للاستخبارات السورية علي دوبا، مما أدى إلى إدخال وجوه قريبة من التركيبة السورية الجديدة، وتمثل التغيير بمحاولة تذويب لبنان بالإطار السوري، بدلا من الوصاية عليه".

قبل نحو عامين من وفاة حافظ الأسد بدأ بشار يتولى الإشراف على الوجود العسكري السوري في لبنان (الفرنسية) تحولات 2005

شكل عام 2004 إنذارا كبيرا للأحداث المدوية والمتفجرة التي شهدها لبنان في 2005، وبداية انقسام عمودي بين مضاد ومُوال لنظام الأسد. ومع انتهاء ولاية لحود الدستورية، جرى التمديد له في 2004 لـ3 سنوات بدعم وضغط من بشار الأسد الذي كان لحود يدين بالولاء له.

إعلان

ومن مجلس الأمن بالأمم المتحدة، صدر في سبتمبر/أيلول 2004 القرار الشهير 1559، والذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية من لبنان (أي الجيش السوري)، وعلى حل المليشيات ونزع سلاحها (وكان موجها لحزب الله وسلاحه).

لكن يوم 14 فبراير/شباط 2005، كان منعطفا تاريخيا باغتيال رفيق الحريري في وسط بيروت ومعه الوزير السابق باسل فليحان وأكثر من 20 مرافقا. وهذه الجريمة التي وجهت فيها أصابع الاتهام إلى النظام السوري، -بحسب حمادة- أدت إلى انقسام لبنان بين معسكرين:

معسكر "8 آذار" الذي أعلن التأييد والولاء لسوريا الأسد بمظاهرة كبيرة في ذلك اليوم وكان على رأسها حزب الله وحلفاؤه. معسكر "14 آذار" الذي عرف أيضا بثورة الأَرز، في مظاهرة مليونية مضادة لسوريا الأسد وتدعو لانسحاب الجيش السوري من لبنان، وكان على رأسها تيار المستقبل وحلفاؤه حينها، مثل حزب القوات والحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين. ثورة الأرز انطلقت يوم 14 مارس/آذار 2005 وهي مظاهرة مليونية مضادة لسوريا الأسد وتدعو للانسحاب من لبنان (أسوشيتد برس)

وبالفعل، تحقق خروج الجيش السوري من لبنان في 30 أبريل/نيسان 2005. ويعقب علي حماة على هذا بقوله "جسد خروج سوريا من لبنان خضوعا للنظام بشكل أو بآخر، مقابل دخول إيران بقوة إلى المسرح اللبناني، لتحل مكان النظام السوري كناظمة للحياة العامة والسياسية والأمنية، عبر حزب الله".

ورغم خروج الجيش السوري، بقي دوره الأمني فاعلا على الساحة اللبنانية، ولا سيما مع اتهامه بالضلوع بمسلسل الاغتيالات التي شهدها لبنان بعد اغتيال الحريري، وفق حمادة، واضطراب الساحة اللبنانية بعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011.

وبعدها، اشتعلت الأحداث الأمنية، وتحديدا في طرابلس شمالي لبنان، بعد تأييدها للثورة السورية. وشهدت المدينة الأفقر في لبنان وعاصمتها الثانية أكثر من 20 جولة قتال بين منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية والتي كانت مؤيدة للأسد، وبين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المعارضة للأسد.

إعلان

وانتهت جولات القتال بخطة أمنية عام 2014، وذلك بعد عام واحد من ضلوع شخصيات أمنية سورية بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس في 23 أغسطس/آب 2013 والذي تسبب بمقتل 49 شخصا وجرح أكثر من 800 آخرين.

لبنان ما بعد الأسد

عمليًا، يشكل سقوط النظام السوري في لبنان، منعطفًا مفصليًا، يُضاف إلى منعطفين اثنين هما:

 اغتيال الحريري في 2005 وما تبعه من انسحاب للجيش السوري من لبنان في العام عينه. اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، وما تبعها من تحولات جذرية في ميزان التحالفات والخصومة لدى القوى السياسية في لبنان مع النظام، وتحديدًا بعد انخراط حزب الله العسكري في الحرب السورية دعمًا للنظام.

وسوريا الأسد التي كانت تنظر إلى لبنان كجزء مقتطع منها، كان صمود النظام فيها بالنسبة إلى حزب الله، أهم هدف إستراتيجي وإقليمي، وكان يعدّه أداة أساسية من أدوات مواجهة إسرائيل.

لذا، يرى محللون أن سقوط نظام الأسد قد يجسد ضربة إستراتيجية كبيرة لحزب الله، خصوصا أن النظام السوري كان يشكل حاضنة لمعبر إمداده الوحيد والحيوي بالسلاح من إيران، وعزز موقعه كأقوى طرف مُهيمن يُمسك بزمام الميزان السياسي في لبنان.

يعتبر علي حمادة أن سقوط النظام السوري، يعني أولا بالنسبة إلى لبنان، إغلاق "الممر الإيراني" الذي يمد حزب الله بالسلاح، بالإضافة إلى بداية اضمحلال النفوذ الروسي في سوريا، وبالتالي، "فإن الذراع الإيرانية في لبنان، وكذلك المشروع الإيراني التوسعي، سيواجهان تداعيات كبيرة، على (صعيد) قوة وتأثير وحجم حزب الله بالمرحلة المقبلة".

وعن سؤال ماذا خسر حزب الله بسقوط النظام؟ يجيب أيوب "حزب الله بنى رصيده المقاوم استنادا إلى تضحيات قدمها آلاف المقاومين طوال 40 عاما، بمرحلة الاحتلال أو التحرير، وحتما بعد التحرير عام 2000، لم يكن الحزب ليصل إلى ما وصل إليه لولا ترسانة السلاح التي كان يحصل عليها من سوريا أو إيران عبر سوريا".

إعلان

ولكن علينا ألا ننسى -يستدرك المحلل- أن بدايات حزب الله، وتحديدا حتى نهاية الثمانينيات، لم تكن عبر البوابة السورية الإلزامية، بل كان انفجار صراع حركة أمل والحزب تعبيرا عن صراع إيراني سوري حول من يمسك بقرار الجنوب اللبناني مع إسرائيل، وحسم الصراع لمصلحة سوريا وصار كل رصيد لبنان يُصرف في الصندوق السوري.

وعندما تحرر لبنان، كانت دمشق أكثر الدول تحفظا على هذا الإنجاز التاريخي، لأنها خسرت ورقة أساسية في معركتها على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي ولا سيما ورقة الجولان المحتل"، بحسب أيوب.

محللون يرون أن سقوط نظام الأسد قد يجسد ضربة إستراتيجية كبيرة لحزب الله في لبنان (الفرنسية) وقف النار

يتساءل كثيرون عن توقيت سقوط النظام، بعد أقل من شهر على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وتداعياته على الحزب، لكن حسين أيوب، يرفض الربط بينهما.

ويقول المحلل "لو سقط النظام السوري قبل وقف النار، ربما لما أوقف الإسرائيلي الحرب ضد لبنان بل واصلها، وربما ضغط على لبنان من البوابة الشرقية، أي من سهل البقاع ومنطقة جبل الشيخ. لكن هذا الخطر قائم في ظل التمدد الإسرائيلي في العمق السوري، مع وصول الدبابات الإسرائيلية إلى بعد 25 كيلومترا من دمشق، ومثلها وربما أقل بكثير بالقرب من الحدود اللبنانية السورية".

حتما، ما تعرض له حزب الله في لبنان ساعد المايسترو التركي، وفق تعبير حسين أيوب، "باختيار التوقيت المناسب، وهذا الأمر لم يحصل بمعزل عن الأميركيين لأن تركيا دولة تنتمي إلى دول الناتو".

الرابحون والخاسرون

وفي ميزان الربح والخسارة من سقوط النظام السوري، يقول علي حمادة إن الرابحين لبنانيا هم من راهنوا على الخصومة مع "محور الممانعة ومحور وحدة الساحات، مثل القوات اللبنانية والأطراف المسيحية باستثناء التيار الوطني الحر، بالإضافة إلى زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الساحة الدرزية".

إعلان

لكن حسين أيوب، يعتقد أن النظر إلى الرابحين والخاسرين، يجب أن يُحكم بمعيار النتائج لا بمعيار الصورة التي نراها الآن. ويقول "بالصورة الخاسر الأول هو حزب الله والرابح الأول هو سمير جعجع. لكن بالمضمون، يجب مراقبة المشهد".

ولعل سقوط النظام السوري -وفقا لأيوب- يجعل حزب الله أقرب بكثير إلى بداياته كفصيل سري في المقاومة، لا كما صار جيشا غداة حرب سوريا عام 2011 التي كلفته الكثير، خصوصا وأن إسرائيل عودتنا أنها المنتصرة دائما في حروب الجيش النظامية، "بينما سر المقاومة في سريتها وعملها البدائي ووسائلها غير التقليدية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سقوط النظام السوری السوری من لبنان الجیش السوری من السوری فی لبنان الحرب الأهلیة اتفاق الطائف سوریا الأسد بشار الأسد نظام الأسد حافظ الأسد علی حمادة إلى لبنان سوریا عام حزب الله أن سقوط أکثر من

إقرأ أيضاً:

فرض حظر للتجوال بمدن الساحل السوري.. وتقارير تفيد بمقتل 70 شخصا (شاهد)

قررت السلطات السورية فرض حظر تجوال في مدن محافظتي اللاذقية وطرطوس بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلين مرتبطين بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد والقوات الحكومية.

وقالت الوكالة السورية الرسمية "سانا"، إن عمليات تمشيط واسعة بدأت في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.

وأعلنت إدارة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، شمال غربي سوريا، فرض حظر تجول في المدينة حتى الساعة العاشرة من صباح الجمعة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تجري في عدة أحياء واستمرار وصول تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، في أعقاب هجمات نفذتها فلول النظام السابق.

مصدر قيادي بإدارة الأمن العام لـ سانا:
1️⃣ نعلن حظراً للتجوال في مدن #اللاذقية و #طرطوس، وبدء عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.#سانا pic.twitter.com/Xg3360cDAS — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) March 7, 2025
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، بمقتل 70 شخصًا على الأقل في اللاذقية جراء اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين موالين لنظام المخلوع بشار الأسد.

أكثر من 70 قتيلاً وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد — المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) March 7, 2025
وفي أحدث التطورات، تعرض مرفأ اللاذقية لهجوم مسلح شنه عناصر من فلول النظام السابق، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة داخل المدينة.

كما أعلن قائد شرطة اللاذقية تعرض فرع الأمن الجنائي في المحافظة لهجومين متتابعين من قبل فلول النظام، استُخدمت فيهما قنابل وأسلحة آلية.

وأكد قائد الشرطة أن عددًا من المهاجمين قُتلوا وأُسر آخرون، مشيرًا إلى أن فلول النظام ما زالت تقطع عددًا من شوارع اللاذقية وسط استمرار وصول تعزيزات من قوات الجيش ووزارة الدفاع التي باتت على مشارف المدينة.

المشاهد الأولى لدخول قوات وزارة الدفاع إلى مدينة #اللاذقية دعماً لقوات إدارة الأمن العام ضد فلول ميليشيات الأسد، ولإعادة الاستقرار والأمن للمنطقة.#سانا pic.twitter.com/tQmRLlR6IE — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) March 7, 2025
محافظة طرطوس: أرتال قوات وزارة الدفاع السورية تدخل مدينة بانياس لدعم جهود إدارة الامن العام في ملاحقة فلول النظام البائد.#سانا pic.twitter.com/TcrEWbI7mV — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) March 7, 2025
وفي مدينة جبلة، جنوبي اللاذقية، تواصلت الاشتباكات داخل أحياء المدينة، حيث سُمعت أصوات رصاص كثيفة عند مدخل المدينة الشمالي القريب من قاعدة حميميم العسكرية التي توجد فيها القوات الروسية.

 وسقط عدد من القتلى من الأمن العام ومن فلول النظام جراء هذه الاشتباكات.


وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية في بيان موجه إلى فلول النظام: "اليوم أنتم مشتتون بين الجبال، لا ملجأ لكم سوى المحاكم حيث ستواجهون العدالة".

وأضاف، وفق ما نقلت وكالة "سانا" الرسمية: "الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصر البعض على الهروب والموت دفاعًا عن قتلة ومجرمين. الخيار واضح: إلقاء السلاح أو مصيركم المحتوم".

وختم البيان بالقول: "إلى العناصر المتبقين من فلول الأسد، لا تكونوا وقودًا لحرب خاسرة. بشار هرب وترككم لمصيركم".

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "سانا" عن قيادة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية في محافظتي اللاذقية وطرطوس دعوتها جميع المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية، وترك المهمة للقوات المختصة من الجيش والأمن "التي تعمل وفق خطط مدروسة لحسم الموقف وحماية الأرواح".

أرتال الأمن العام باتجاه الساحل الشامي لكتابة السطر الأخير للحكم الطائفي في الشام بإذن الله… pic.twitter.com/z3odLeMwOL — د ـ أحمد موفق زيدان (@Ahmadmuaffaq) March 6, 2025
وأكدت قيادة العمليات أنها وجّهت كافة الوحدات العسكرية والأمنية بـ"الالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين المقررة، حفاظًا على المدنيين ومواجهة أي محاولة لاستهداف الأمن الوطني بحزم".

وأضافت أنها "لن تسمح لأي جهة أو فرد بالتصرف خارج إطار الدولة والقانون، وستبقى سوريا قوية وموحدة".

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر منصة "إكس" بسقوط "أكثر من 70 قتيلًا وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد".


كما قطع مسلحون من فلول النظام السابق الطريق الدولي بين طرطوس واللاذقية، واستهدفوا سيارات على الطريق، وحاصروا مشفى جبلة العام ومداخل المدينة.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية للمدعو مقداد فتيحة، قائد ما يسمى مليشيا "درع الساحل"، يعلن فيها النفير العام والسيطرة على محيط مطار حميميم لإخراج الأمن العام من الساحل السوري، وفق زعمه.

وقال مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إنه "ضمن هجوم مدروس ومعد مسبقًا، هاجمت مجموعات عدة من فلول ميليشيات الأسد نقاطنا وحواجزنا، واستهدفت العديد من دورياتنا في منطقة جبلة وريفها، مما نتج عنه سقوط العديد من الشهداء والمصابين في صفوف قواتنا"، دون تحديد العدد.



وأضاف: "تمكنّا من امتصاص هجومهم الغادر، وسنعمل على إنهاء وجودهم.. وسنعيد الاستقرار للمنطقة ونحفظ ممتلكات أهلنا".

يذكر أن فصائل سورية بسطت سيطرتها على دمشق في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بعد مدن أخرى، منهية 61 عامًا من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
 
وعقب ذلك، فتحت السلطات السورية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم السلاح، استجاب آلاف الجنود، فيما رفض بعض الخارجين عن القانون، خاصة في منطقة الساحل معقل كبار ضباط الأسد، واختاروا الهروب والاختباء في المناطق الجبلية ونصب الكمائن ضد القوات الحكومية.

مقالات مشابهة

  • هذه حقيقة ما جرى في الساحل السوري وهكذا بدأت الأحداث
  • بعد سقوط ابن خاله..رامي مخلوف يهاجم الأمن السوري ويلوم بشار الأسد
  • حزب الله ينفي ضلوعه في أحداث الساحل السوري
  • الجيش السوري يواصل مطاردة فلول الأسد ويعتقل قائد الدفاع الوطني للنظام السابق
  • مصادر أمنية: مقتل عشرات من فلول نظام الأسد خلال تمشيط الساحل السوري
  • غوتيريش يعرب علن قلقه إزاء التوترات الأمنية في الساحل السوري
  • فرض حظر للتجوال بمدن الساحل السوري.. وتقارير تفيد بمقتل 70 شخصا (شاهد)
  • السعودية تعلق على هجمات فلول نظام الأسد ضد قوى الأمن في الساحل السوري
  • إلهام شاهين تدافع عن الأسد وترفض وصفه بـالمجرم.. كان يحارب الإرهاب
  • مصدر أمني يكشف علم الأسد بهجمات فلول النظام المخلوع في الساحل السوري