في ذكرى ميلاد شيخ الأزهر .. الإمام الأكبر أحمد الطيب قائد الوسطية وصانع الحوار
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
شيخ الأزهر في ذكرى ميلاده التي توافق 6 يناير، نسلط الضوء على مسيرة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أحد أبرز الشخصيات الإسلامية في العصر الحديث، والذي يمثل نموذجًا للوسطية والتسامح على مستوى العالم.
النشأة والمسيرة العلمية
وُلد الإمام أحمد الطيب في 3 صفر 1365هـ الموافق 6 يناير 1946م، في قرية القرنة بمحافظة الأقصر، لأسرة عريقة تعود جذورها إلى النبي ﷺ.
نشأ في بيت علم وصلاح، وحفظ القرآن الكريم في صغره، قبل أن يلتحق بالمعاهد الأزهرية ثم كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث تفوق في دراسته وتخصص في العقيدة والفلسفة.
حصل الإمام على درجة الماجستير في 1971م، ثم الدكتوراه في 1977م. وأمضى فترة علمية في جامعة باريس، مما جعله يجيد الفرنسية بطلاقة.
تدرج في المناصب الأكاديمية، من أستاذ للعقيدة والفلسفة إلى عميد لكليات الدراسات الإسلامية في قنا وأسوان، حتى شغل منصب رئيس جامعة الأزهر في 2003م. وفي 2010م، تولى منصب شيخ الأزهر، ليبدأ مرحلة جديدة من الإصلاح والتجديد.
الإمام الطيب والأزهر عالميًا
منذ توليه مشيخة الأزهر، عزز الإمام الطيب من مكانة الأزهر عالميًا، محولًا إياه إلى منارة علمية وثقافية تخدم أكثر من 110 دول. أسس "مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين" لخدمة آلاف الطلاب الأجانب، وأطلق مبادرات لإنشاء معاهد أزهرية في إفريقيا. كما ترأس مؤتمرات دولية كبرى ناقشت قضايا السلم والعدالة، مثل مؤتمر "الأزهر العالمي لنصرة القدس"، و"مؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي".
جهوده في مكافحة التطرف والإسلاموفوبيا
كان للإمام الطيب دور ريادي في مواجهة التطرف الديني والإسلاموفوبيا، عبر مبادرات عدة، منها تأسيس "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" بـ12 لغة، و"مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية"، و"مركز الحوار بين الأديان"، الذي يعزز التعايش بين أتباع الديانات المختلفة. كما قاد "قوافل السلام الدولية" بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، لنشر ثقافة التسامح.
إنجازات دولية بارزة
بالتعاون مع بابا الفاتيكان، وقع الإمام الطيب "وثيقة الأخوة الإنسانية" في 2019م، التي تعتبر من أبرز الوثائق الداعية إلى التعايش والسلام بين الأديان.
كما قاد أكثر من 34 جولة دولية شملت 21 دولة، والتقى بزعماء وقادة عالميين، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتوضيح رسالة الإسلام الوسطي.
إرث فكري وعلمي
الإمام الطيب صاحب إرث علمي كبير، شمل مؤلفات في العقيدة والفلسفة مثل "مقومات الإسلام" و"مدخل لدراسة المنطق القديم". وله أيضًا ترجمات بارزة من الفرنسية، مثل "مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها"، إلى جانب أبحاث منشورة في مجلات علمية، تناولت قضايا الفكر الإسلامي والجدل الفلسفي.
الإمام رمز التسامح
الإمام الطيب يمثل رمزًا للوسطية والتسامح، حيث يؤمن بأهمية الحوار بين الأديان والتعايش المشترك. بجهوده، أصبح الأزهر الشريف من أبرز ركائز القوة الناعمة لمصر، وداعمًا للسلام والعدالة على المستوى الدولي.
في ذكرى ميلاده، نستذكر مسيرة الإمام الطيب الحافلة بالعطاء، والتي جعلت منه قدوة ومجددًا يُحتذى به في العالم الإسلامي وخارجه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر د أحمد الطيب ذكرى ميلاد شيخ الازهر المزيد الإمام الطیب شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يبحث تعزيز الدعم العلمي والدعوي مع وزير الأمن البوركيني
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس بمشيخة الأزهر، ماهاما دوسانا وزير الأمن البوركيني، لبحث سبل تعزيز الدعم الأزهري المقدم لأبناء بوركينا فاسو.
ورحَّب الإمام الأكبر بالوزير البوركيني في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا متانة العلاقات التي تربط الأزهر ببوركينا فاسو، والتي لعب الطلاب الوافدين دورًا مهمًّا في تقدمها وتطورها، مشيرًا إلى أن الأزهر يدرس به 805 طلالب وطالبات من بوركينا فاسو في مختلف المراحل التعليمية، منهم 235 على منح أزهرية؛ حيث يخصص الأزهر 25 منحة سنويًّا لأبناء بوركينا فاسو للدراسة في معاهده وجامعته العريقة، كما أن هناك 27 مبتعثًا أزهريًّا متواجدين داخل بوركينا فاسو؛ لتدريس مختلف العلوم لأبناء المسلمين، إضافة إلى وجود معهد أزهري هناك، مضيفًا أن الأزهر الشريف يتعاون مع المؤسسات البوركينية لاعتماد شهادات عدد من المعاهد الأخرى بجانب الشهادة الأزهريّة.
مواجهة الجماعات المتطرفةمن جانبه، أعرب وزير الأمن البوركيني عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير بلاده لدور فضيلته في نشر قيم السلام العالمي، وما يقدِّمه الأزهر من مجهودات كبيرة لدعم الشعوب الإفريقية، وبخاصة أبناء بوركينا فاسو، مؤكدًا أن بوركينا فاسو تعول على الأزهر في مواجهة الجماعات المتطرفة التي تحاول التخفي خلف ستار الإسلام، من خلال تفنيد أفكار هذه الجماعات وبيان بطلان حجتها، وأيضًا من خلال خريجيه الذين يقومون بدور مهم في نشر الخطاب الوسطي وتصحيح المفاهيم لدى الشباب الذين يقعون في براثن الخطاب المتطرف، ويعودون بهم إلى الطريق الصحيح.
أكاديمية الأزهروأكَّد الوزير البوركيني تقدير بلاده لما يقدمه الأزهر من دعم كبير لأبناء بوركينا فاسو من خلال المنح الدراسية للطلاب، والمبعوثين الأزهريين المتواجدين في بروكينا فاسو واستضافة أئمة بوركينا فاسو للتدريب في أكاديمية الأزهر، كما قدم الشكر لشيخ الأزهر على مقترح مشروع مركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في بوركينا فاسو، الذي تم استعراضه خلال زيارة وزير الخارجية البوركيني لفضيلته خلال العام الماضي، مشيرًا إلى أنهم ماضون في إنشائه للاستفادة من جهود الأزهر ومناهجه ومعلميه، بما يلبِّى احتياجات الشعب البوركينى ويعزز قدراته فى مواجهة التحديات الداخلية.
وطلب وزير الأمن البوركيني من الإمام الأكبر تخصيص بعض المنح الدراسية لأبناء بوركينا فاسو لدراسة الطب والصيدلة والهندسة وغيرها من التخصصات العمليَّة في جامعة الأزهر.
ورحب شيخ الأزهر بذلك، موجهًا قيادات جامعة الأزهر بدراسته وإنجازه في أقرب وقت ممكن، كما طلب فضيلته تقديم قائمة بأسماء أبناء بوركينا فاسو من خريجي الأزهر حتى يتسنَّى للبلد الاستفادة منهم والاستعانة بهم في نهضة مجتمعاتهم.