كلفة اتفاق في أوكرانيا أقل من كلفة تأجيله
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
اقترحت "فايننشال تايمز" تصوراً عاماً لاتفاق رأته مقبولاً يمكن أن ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
التوصل إلى اتفاق مقبول سيكون معقداً ومكلفاً
وكتبت هيئة التحرير في الصحيفة البريطانية أنه إلى جانب الشرق الأوسط، يشكل مستقبل أوكرانيا إحدى القضايا الجيوسياسية الحاسمة في السنة المقبلة.
وتحدث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن إنهاء الحرب التي تشنها روسيا على جارتها في غضون 24 ساعة من عودته إلى منصبه.
وبالرغم من الضغوط التي تواجهها روسيا على اقتصادها، لا يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أحرزت قواته تقدماً بطيئاً لكن ثابتاً في العام الماضي ميلاً كبيراً للجلوس إلى طاولة المفاوضات. ويتمثل الخطر الأكبر في دفع أوكرانيا إلى هدنة سيئة بالنسبة إلى البلاد والأمن الأوروبي، وفي نهاية المطاف، بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفاء آخرين أيضاً.
أساس الخوف الأوروبيوتتخوف أوروبا من أن يعطي ترامب الأولوية للتوصل إلى اتفاق سريع باعتباره مكافأة مبكرة لرئاسته، إذ طرح ترامب فكرة إجبار كييف على الدخول في محادثات من خلال التهديد بقطع المساعدات الأمريكية، ومن دون الضغط على موسكو أيضاً، يعني ذلك الرضوخ لمطالب روسيا، ومن ضمنها حياد ونزع سلاح أوكرانيا.
وبالرغم من إمكانية أن يرى ترامب في سحب الولايات المتحدة من ملف أوكرانيا تحريراً لها كي تركز على الصين، من شأن أي مظهر من مظاهر تخلي واشنطن عن حليف، تشجيع التصرفات العدوانية لبكين وكوريا الشمالية وإيران.
How to secure an acceptable deal for Ukraine https://t.co/H8On8LBqJy | opinion
— Financial Times (@FT) January 5, 2025وتابعت الصحيفة أن التوصل إلى اتفاق بديل هو أمر قابل للتصور، وأفضل بكثير لأوكرانيا وحلفائها.
ومن شأن هذا الاتفاق أن يسعى إلى ضمان أنه في حين قد تحتفظ روسيا بالسيطرة الفعلية على بعض الأراضي في أوكرانيا، ستكون بقية الأراضي قادرة على أن تشهد إعادة البناء والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والازدهار.
التحدي الأولوتضيف الصحيفة "ثمة تحديان رئيسيان لتحقيق مثل هذه الرؤية. الأول هو إجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع استعداد للتنازل، لكن قد يكون من الممكن دفع الرئيس الروسي نحو التوصل إلى اتفاق من خلال التحذير ــ كما اقترح ترامب ــ من أن الولايات المتحدة ستعطي أوكرانيا "أكثر مما حصلت عليه في أي وقت مضى".
Excellent piece by @UmlandAndreas!
For the millionth time “Any deal that erodes Kyiv’s sovereignty will enable Moscow to harvest the fruits of its aggression”
????????????
“As long as Russia’s armed aggression against Ukraine continues, there is no other way to counter it than to… pic.twitter.com/Di06FnpKDM
ويتطلب هذا لا قطع الوعد فقط لكن أيضاً تقديم مساعدات عسكرية متزايدة إلى كييف بسرعة لإظهار الجدية.
ومن شأن ذلك أن يزيد من مخاطر التصعيد الروسي. لكن كما يعترف بعض المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، قد يرقى أي اتفاق "سيئ" لأوكرانيا إلى "أفغانستان ترامب"، في إشارة إلى الانسحاب الأمريكي غير المنظم من أفغانستان تحت قيادة الرئيس جو بايدن سنة 2021، والذي يقال إن ترامب يدينه. وينبغي للحلفاء الأوروبيين أن يروجوا لهذه الحجة بقوة مع الرئيس الجديد.
ماذا عن العائق الثاني؟وبحسب الصحيفة "فالتحدي الثاني هو وجوب أن يكون أي اتفاق يمكن بقية أوكرانيا من إعادة البناء مدعوماً بضمانات أمنية قوية بما يكفي لردع موسكو عن هجمات مستقبلية. وبما أن إجماعاً على دعوة كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد يكون مستحيلاً، وبما أن ترامب يتطلع إلى تقليص وليس توسيع الالتزامات العسكرية الأمريكية في أوروبا، فقد يقع على عاتق الدول الأوروبية توفير مثل هذه الترتيبات.
وقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مشاورات بشأن الضمانات الأمنية، بما فيها نشر محتمل للقوات. لكن التقدم كان محدوداً.
وتتطلب ترتيبات مناسبة تعبئة القوات والموارد الأوروبية المستنفدة حالياً، على نطاق لم تشهده أوروبا منذ عقود.
كل الخيارات غير جذابة وختمت الصحيفة بأن التوصل إلى اتفاق مقبول سيكون عملية معقدة ومكلفة، لكن تحمل هذه التكاليف الآن قد يجنب الغرب تكاليف أكبر بكثير في المستقبل.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا ترامب روسيا الحرب الأوكرانية روسيا عودة ترامب التوصل إلى اتفاق
إقرأ أيضاً:
روسيا تسيطر على بلدة كوراخوف شرق أوكرانيا
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فرض السيطرة على مدينة كوراخوف في شرق أوكرانيا، بعد ثلاثة أشهر من المعارك، معتبرة أن هذا التقدم سيتيح لقواتها الاستيلاء على باقي منطقة دونيتسك «بوتيرة متسارعة».
ويأتي هذا الإعلان في حين تشن القوات الأوكرانية، التي تتعرض لانتكاسات منذ أشهر في الجبهة الشرقية من البلاد، هجوما جديدا في منطقة كورسك الروسية الحدودية، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربّعة منذ الهجوم الذي شنّته في أغسطس 2024.
مفاوضات السلام المستقبليةويسعى الجانبان إلى تعزيز موقفهما، في ظل تكهنات كثيرة تسري منذ أسابيع حول شروط مفاوضات السلام المستقبلية، قبل وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة في 20 يناير الحالي.
وتعهّد ترمب وضع حد سريع للنزاع المتواصل منذ نحو ثلاث سنوات، من دون تقديم أي مقترحات ملموسة لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام.
والولايات المتحدة هي المورد الرئيسي للمساعدات لكييف، فيما تعتبر روسيا واشنطن عدوتها الوجودية.
وعلى الجبهة الجنوبية، وبعد أشهر من القتال بوتيرة بطيئة لكن مع إحراز تقدم متواصل، قالت وزارة الدفاع الروسية، على «تلغرام»، إن وحدات روسية «حررت بالكامل بلدة كوراخوف، أكبر تجمع سكان في جنوب غرب دونباس».
وتضم المدينة الصناعية، التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ حوالى 22 ألف نسمة، محطة للطاقة طالتها أضرار بسبب المعارك.
وتبعد بلدة كوراخوف نحو ثلاثين كيلومترا عن مدينة بوكروفسك المهمة لتأمين الحاجات اللوجيستية للجيش الأوكراني، والتي بات الجيش الروسي على مسافة تقل عن ستة كيلومترات منها.