تعيش موريتانيا منذ أيام جدلا واسعا بشأن الوضع الصحي لرئيس البلاد السابق محمد ولد عبد العزيز، الذي يحاكم بتهم فاسد مع عدد من أركان حكمه.

وبدأ السجال حين أعلن الرئيس السابق في إحدى جلسات محاكمته قبل أسبوع أنه يعاني من مرض القلب ومن مضاعفات عمليات جراحية كان قد خضع لها قبل فترة، بالإضافة لآلام في الركبة قال إنها تمنعه من النوم ليلا

وأشار ولد عبد العزيز، إلى أنه "ممنوع من الزيارات ولم يزره أي طبيب منذ فترة وإنه وضعه الصحي يتدهور بشكل مستمر".



وكان ولد عبد العزيز قد تعرض لوعكة صحية عام 2021 خضع على إثرها لعملية قسطرة قلب بأحد مستشفيات نواكشوط.


وعام 2012 خضع ولد عبد العزيز أيضا لعدة عمليات جراحية إثر تعرض لإطلاق نار قيل حنها إنه عن طريق الخطأ وإن مصدره جندي موريتاني.

تعليق الجلسات

والأسبوع الماضي قررت محكمة الاستئناف في نواكشوط، تعليق جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وتشكيل فريق طبي لتشخيص وضعه الصحي.

ووفق مصادر "عربي21" فقد تم بالفعل تشكيل فريق طبي ضم أطباء بينهم مدير مستشفى أمراض القلب في نواكشوط الدكتور أحمد ولد اب، وأخصائي أمراض القلب الدكتور عبد الله ولد سيدي عالي، وأخصائي أمراض العظام الدكتور محمد محمود ولد الحسن.

وحسب المصدر نفسه فقد رفض ولد عبد العزيز، استقبال الفريق الطبي، بحجة عدم التشاور معه بخصوص تشكيلة الفريق.

"ملف سياسي كيدي"
وفي بيان شديد اللهجة قالت هيئة الدفاع عن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، إن الملف الذي يحاكم على أساسه "ملف سياسي كيدي هدفه تصفية الرجل".

واعتبر فريق الدفاع في بيان وصلت نسخة منه لـ"عربي21" أن القضاء الموريتاني "مختطف ومسخر ينفذ تعليمات السلطات ويصرف النظر عن القانون".

وأضاف البيان: "تصوروا مثلا كيف استهدف قادة خدموا وطنهم وبنوه وتنحو طواعية عن السلطة، فأهينوا وسجنوا وعذبوا وحوكموا وأدينوا دون أدنى بينة. وكيف عطل الدستور، وخرقت القوانين الإجرائية والموضوعية، وأُصْدِرَ أزيد من مائة أمر وقرار من مختلف درجات التقاضي تخالف كلها وتحرف نصوص القانون الصريحة، وتتطابق كلها مع طلبات النيابة".

واعتبرت هيئة الدفاع عن الرئيس السابق أنه يتعرض لمعاملة "مزرية، حيث مُنِع من جميع حقوقه؛ بما فيها حق العلاج ومنع من والرياضة، والتعرض لأشعة الشمس، ومن زيارات الأهل والأقارب والأصدقاء".

وقال دفاع الرئيس السابق إن المحكمة "حاولت إرغامه على متابعة الاستجواب وهو مريض؛ إمعانا في إهانته وخرق القانون في حقه، ولما رفضنا ذلك ورفضه هو ألقته في زنزانة انفرادية، ولم تحرك ساكنا من أجل علاجه وحمايته ومساعدته مدة أسبوع".


في المقابل اعتبر فريق الدفاع عن الطرف المدني "الدولة الموريتانية" أن "خطة دفاع الرئيس السابق تنحصر في وضع العراقيل أمام المحكمة في الأفعال المجرّمة التي تنهض أدلة متعددة على ارتكاب الرئيس السابق لها''.

واهتم فريق الدفاع عن الدولة الموريتانية في بيان ديسمبر الماضي، دفاع الرئيس السابق بـ "بالمغالطة والتضليل".

سجال بمواقع التواصل
واحتدم السجال على مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا، بشأن صحة الرئيس السابق، ففي الوقت الذي حذر فيه ناشطون من مخاطر تجاهل الوضع الصحي لرئيس البلاد السابق، اعتبر صحفيون وناشطون مقربون من النظام الحاكم حاليا، أن الوضع الصحي للرئيس السابق مستقر وغير مقلق وإن بإمكانه تلقي العلاج داخل البلاد وليست ثمة ضرورة لنقله للخارج.

وكتب الصحفي المقرب من النظام الحاكم، شنوف مالوكيف عبر فيسبوك: "رفض الرئيس السابق استقبال الفريق الطبي غير مفهوم والحكم على نتائج عملهم حتى قبل البداية أقل فهما عندي".

فيما علق الصحفي محمد الأمين خطاري عبر حسابه على فيسبوك: "حسبما ما لدي من معلومات فإنه لا خطر على صحة الرئيس السابق، وحتى آلام رُكبته بدأت تتماثل للشفاء".

وعلق الإعلامي عبد الله اتشفاغه المختار بالقول: "الدليل على أن ولد عبد العزيز في كامل صحته، رفضُه استقبال فريق طبي برئاسة البروفسير أحمد ولد أبّ الولاتي، مدير طب القلب".

مطالبة بتقرير مهني
ومع تزايد السجال بشأن الوضع الصحي للرئيس السابق، دعت "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان" (حكومية) إلى إعداد تقرير طبي مهني مفصل يكشف عن الحالة الصحية للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، ويوصي بكل ما تتطلبه حالته من علاجات.

وقال رئيس اللجنة محمد سالم ولد بوحبيني، إن "للمعتقل الحق في فرض الأطباء الذين يتم تعيينهم له بشكل رسمي".

وشدد في منشور عبر صفحته على فيسبوك، على أنه "يمكن للمعتقل أن يطلب فحصه من قبل طبيب يختاره بنفسه، وذلك وفقًا لشروط معينة مرتبطة بالقواعد السجنية ومتطلبات الأمن".


وأضاف: "الحق في الخبرة المضادة هو حق آخر، سواء كان للمعتقل إذا تم اختيار الأطباء من قبل القضاء، أو للقضاء إذا كان الأطباء من اختيار المعتقل".

ونبه إلى أنه "يجب على السلطات أن تضمن توفير رعاية طبية مناسبة وعادلة، ويجب التعامل مع أي طلب أو رفض بما يحترم حقوق المعتقل ومتطلبات المؤسسة السجنية إجبار المعتقل عن القبول بهؤلاء الأطباء "قد يُعتبر انتهاكًا لحقوقه الأساسية، وخاصة حقه في السلامة الجسدية والاستقلالية الشخصية".

من جهته طالب "المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان والتنمية" بتوفير الرعاية الصحية اللازمة للرئيس السابق وضمان توفير العلاج الذي يحتاجه وإن اقتضى رفعه للخارج.

وأكد الأمين العام للمرصد محمد محمود ولد عبد الجليل، في تصريح لـ"عربي21" على ضرورة محاكمة عادلة للرئيس السابق وتحسين ظروف اعتقاله، منتقدا "عدم السماح له بالزيارات".

وأضاف: "نؤكد على حق المعتقلين في المعاملة الكريمة وعدم استغلال المساطر القضائية لتصفية حسابات سياسية".

محاكمة شغلت الرأي
وشغلت محاكمة الرئيس السابق الرأي العام الموريتاني على مدى الأشهر الماضية، حيث يتابعها الموريتانيون بكثير من الترقب.

وكانت محكمة الاستئناف بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، استأنفت قبل شهرين، جلساتها لمحاكمة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وعدد من أركان حكمه، وذلك بعد نحو سنة من إصدار المحكمة المختصة بجرائم الفساد حكما بسجن ولد عبد العزيز 5 سنوات نافذة ومصادرة حقوقه المهنية وتجميد أرصدته البنكية.


وبدأت محكمة الاستئناف – وهي الدرجة الثانية من درجات التقاضي – جلساتها بناء على استئناف الأحكام الصادرة عن المحكمة المختصة في جرائم الفساد السنة الماضية، وذلك بعد استئنافها من طرف فريق الدفاع عن المشمولين في الملف المعروف بـ"ملف العشرية".

ومن أبرز التهم الموجهة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وأركان حكمه في "ملف العشرية" "غسيل الأموال والإثراء غير المشروع ومنح امتيازات غير مبررة في صفقات حكومية، والإضرار بمصالح الدولة" وهي التهم التي ينفيها المشمولون في الملف.

وجمدت السلطات حتى اليوم 41 مليار أوقية (أكثر من 100 مليون دولار)، في إطار القضية، أكثر من نصفها من ممتلكات ولد عبد العزيز وأفراد عائلته، بحسب وسائل إعلام محلية.

وولد عبد العزيز، هو الرئيس التاسع لموريتانيا، حكم البلاد لولايتين رئاسيتين، لكنه لم يترشح للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 22 يونيو 2019 بل مهد الطريق أمام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي انتخب رئيسا للبلاد في العام نفسه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية موريتانيا الوضع الصحي محمد ولد عبد العزيز الرئيس السابق موريتانيا محمد ولد عبد العزيز الوضع الصحي الرئيس السابق المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابق محمد ولد عبد العزیز الرئیس السابق للرئیس السابق فریق الدفاع الدفاع عن

إقرأ أيضاً:

محكمة العدل الدولية تفتتح جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية

تفتتح محكمة العدل الدولية، اليوم الاثنين 28 أبريل 2025، أسبوعا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يوما على فرضها حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

وسيبدأ ممثلو الأمم المتحدة ماراثونا يستمر خمسة أيام في محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في لاهاي (هولندا)، في الساعة العاشرة صباحا (08,00 بتوقيت غرينتش) أمام هيئة مؤلفة من 15 قاضيا. وستكون دولة فلسطين أول من سيدلي بمرافعته خلال معظم اليوم.

وهذا الأسبوع، ستقدم 38 دولة أخرى مرافعاتها، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كبيرة قرارا قدمته النروج يطلب من محكمة العدل الدولية إصدار رأي استشاري.

ويدعو القرار محكمة العدل الدولية إلى توضيح ما يتعين على إسرائيل أن تفعله فيما يتصل بوجود الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية أو الدول الثالثة "لضمان وتسهيل تسليم الإمدادات العاجلة الضرورية لبقاء السكان المدنيين الفلسطينيين، بلا عوائق".

وتتحكم إسرائيل بكل تدفقات المساعدات الدولية التي تعتبر حيوية بالنسبة لـ 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة، وقد قطعت إسرائيل هذه المساعدات في 2 آذار/ مارس قبل أيام فقط من انهيار وقف إطلاق نار هش بعد 15 شهرا من القتال المتواصل.

وندد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة بـ"مجاعة من صنع الإنسان وذات دوافع سياسية".

ووفقا للأمم المتحدة، نزح حوالي 500 ألف فلسطيني منذ نهاية وقف إطلاق النار الذي دام شهرين.

واستأنفت إسرائيل هجماتها الجوية والبرية في 18 آذار/ مارس، ما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "ربما يكون أسوأ" أزمة إنسانية في القطاع منذ بداية الحرب التي اندلعت بسبب هجوم حركة المقاومة الفلسطينية " حماس " على المستوطنات الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقد تسبب ذلك الهجوم في مقتل 1218 شخصا في الجانب الإسرائيلي، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

ومنذ ذلك الحين، أسفرت العمليات الانتقامية العسكرية الإسرائيلية عن استشهاد ما لا يقل عن 52,243 شخصا في غزة، معظمهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

واستشهد ما لا يقل عن 2,111 فلسطينيا منذ 18 آذار/ مارس.

ويكرر المسؤولون الإسرائيليون أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على إطلاق سراح الأسرى الـ58 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، بمن فيهم الـ34 الذين أعلن الجيش مقتلهم.

والآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية ليست ملزمة قانونا، لكن هذا الرأي الاستشاري من شأنه أن يزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل.

في كانون الثاني/ يناير 2024، دعت محكمة العدل الدولية إسرائيل إلى منع أي عمل محتمل من أعمال الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وفي آذار/ مارس 2024، وبناءً على طلب جنوب إفريقيا التي تتهم الدولة العبرية بالإبادة الجماعية، دعت المحكمة إلى اتخاذ تدابير إسرائيلية جديدة للتعامل مع "المجاعة" المنتشرة في القطاع الفلسطيني.

وقال هاريس هوريماغيتش، طالب الدكتوراه في معهد الدراسات العليا في جنيف (سويسرا) إن "الأطراف المنخرطين في النزاع لم يُظهروا التزاما كبيرا باحترام القانون الدولي".

وأضاف أن "طلب الرأي الاستشاري يعكس الإحباط الواسع النطاق من عدم وجود حوار هادف لمعالجة الوضع الكارثي في غزة".

وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في تموز/ يوليو الماضي رأيا استشاريا اعتبرت فيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "غير قانوني" وطالبت بإنهائه في أقرب وقت ممكن.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين شاهد: عشرات الشهداء والإصابات في غارات إسرائيلية على غزة اليوم صورة: تفاصيل اجتماع وفد قيادة حماس مع وزير الخارجية التركي شاهد: حريق ضخم في وادي القلط بين القدس وأريحا واستنفار لفرق الإنقاذ الأكثر قراءة محدث: موجة غضب في إسرائيل بعد تصريح سموتريتش: "إعادة الأسرى ليست الهدف الأهم" غزة: الجرحى يحتضرون ببطء بسبب غياب الدواء وانهيار القطاع الصحي محدث: مصادر لسوا: "فتح" تعقد اجتماعين متتاليين لمناقشة منصب قيادي بارز محدث: إسرائيل تُبعد وزير شؤون القدس عن الضفة لـ 6 أشهر والحكومة تُعقّب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر يعبر عن قلقه بشأن تعرض مركز احتجاز في صعدة للقصف
  • عاجل بعد السجن المؤبد.. براءة متهم بـ " ألتراس أهلاوي " في إعادة إجراءات محاكمته
  • اعتماد مرحلة انتقالية.. تصريحات مهمة لرئيس الوزراء بشأن الإيجار القديم
  • «القضاء» يرفض طلب نيمار بشأن «بودكاست»!
  • عبدالجليل يناقش مع البعثة الإنسانية للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الوضع الصحي في الكفرة
  • شركة المياه والصرف الصحي في الإسكندرية تستقبل فريق من أساتذة كلية هندسة وعلوم
  • «العدل الدولية» تبدأ جلسات استماع بشأن حظر إسرائيل لـ«أونروا»
  • محكمة العدل الدولية تفتتح جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية
  • هنا الزاهد: هذا سر اختيار رؤوف عبد العزيز لي في أهل الخطايا
  • محمد ثروت: تجربتي مع رؤوف عبد العزيز في «أهل الخطايا» مختلفة