صُنفت دولة الإمارات على أنها ثالث أكثر الأسواق جاذبيةً على مستوى العالم للشركات الناشئة في مجال (Blockchain)”بلوك تشين” ، المعروف بـ”سلسلة الكتل” العام 2022؛ حيث يوجد بالدولة نحو 120 شركة ناشئة في هذا المجال. وفقا لشركة الخدمات المهنية “برايس ووترهاوس كوبرز (PWC)العالمية.
وبحسب التقرير الأخير الصادر عن “PWC” ؛ تعد دبي المدينة الأكثر استعداداً لأن تصبح عاصمة “بلوك تشين” في منطقة الشرق الأوسط، والثانية في العالم بوجه عام 2023؛ حيث عززت المدينة مكانتها مؤخراً كعاصمة لـ (Web3) بفضل اللوائح الحديثة والبنية التحتية القوية.


وقدرت “PWC” في هذا الصدد، أن إمكانات سوق بلوك تشين لعام 2024 تقدر بنحو 3.2 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ ما يوضح مدى السرعة التي يتم بها تبني تقنيات البلوك تشين في المنطقة.
وازدادت أهمية “بلوك تشين” في العديد من المجالات، باعتبارها واحدة من أهم وأبرز التقنيات التي تسهل عمليات تسجيل وحفظ المعلومات، خاصةً في ظل المزايا الواسعة التي تتمتع بها هذه التقنية؛ حيث تجعل من المستحيل، أو الصعب تغيير النظام أو اختراقه أو التلاعب به.
وكشفت ورقة بحثية حديقة أعدها مركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي أن دبي تمثل أبرز الاتجاهات الحكومية العالمية القوية في تبني تقنية “بلوك تشين” منذ العام 2016، ،حيث أعلنت حكومة دبي عن خطة طموحة لاستخدام “البلوك تشين” لجميع الوثائق الحكومية في محاولة لإنشاء أول حكومة رقمية بالكامل في العالم العام 2021.
وأضافت الورقة، أن حكومة دبي شكلت في العام ذاته، مجلس (Blockchain) العالمي وهو هيئة تضم الوكالات الحكومية والبنوك وشركات التكنولوجيا ، بهدف تنفيذ وتوسيع نطاق التكنولوجيا التي كانت في ذلك الوقت لا تزال في طور النشوء.
وفي العامين التاليين، قادت المدينة عدداً من مشاريع “البلوك تشين” المتطورة؛ لاستكشاف حالات الاستخدام المبتكرة عبر مجموعة من القطاعات مثل : التعليم والنقل والصحة والخدمات وغيرها من القطاعات.
وذكر مركز “انترريجونال” أنه ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “جلوبال أرينا القابضة” (GAHI)، يقدر نمو سوق تقنية (Blockchain) العالمية بمعدل سنوي مركب 67.4%، ليصل إلى 200.82 مليار دولار بحلول 2028، مقارنة بحجم السوق الذي بلغ نحو 9.12 مليار دولار العام 2022.
وأضاف أن تقريراً حديثا صادر عن (Grand View Research)، توقع أن يؤدي الاعتماد المتزايد للتطبيقات اللامركزية في “بلوك تشين” المرتبطة بإنترنت الأشياء إلى دفع نمو السوق إلى 12.68 مليار دولار العام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 58.2% من 2023 إلى 2030.
واستعرضت ورقة “انترريجونال” البحثية المزايا الرئيسية ، التي تتمتع بها تقنية البلوك تشين، والتي تشكل حوافز قوية نحو النمو المتسارع في تلك السوق، وأبرزها : تسهيل عملية تسجيل المعاملات والتمتع بأسلوب عمل لا مركزي و تنوع المجالات المستفيدة من البلوك تشين وحماية وتأمين البيانات الحساسة وتوفير معاملات سريعة.
وأضافت الورقة أن دور شبكات “بلوك تشين” قد تصاعد في سوق الخدمات المصرفية حيث يتوقع أن يصل حجم سوق الخدمات المصرفية العالمية القائمة على هذه التقنيات إلى 140.26 مليار دولار 2030، متقدمةً بمعدل نمو سنوي مركب 83.9% من 2022 إلى 2030.
وأكد مركز “انترريجونال” أن اهتمام دول العالم بشكل كبير بتلك التقنية والسعي إلى إدخالها في كافة التعاملات الحكومية واهتمام الشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة بتوظيفها في مجال عملها، وصعود “بلوك تشين” بالتحديد في دولة الإمارات والمنطقة ؛ تعد مؤشر قوي على النمو الكبير لتلك الصناعة عالمياً.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ملیار دولار البلوک تشین

إقرأ أيضاً:

محمد القرقاوي: الهدف الأسمى لقيادتنا هو تأمين أفضل حياة لشعب الإمارات وأن تظل الدولة نموذجا عالميا رائدا

أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، في كلمته الافتتاحية ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي تقام بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبرئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الهدف الأسمى للقيادة الإماراتية الرشيدة يتمثل في تأمين أفضل حياة لشعب الإمارات، وكل من يعيش على أرضها، ولتظل الإمارات نموذجاً عالمياً للدول والشعوب.
وأشار معالي محمد القرقاوي إلى أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات تعد المنتدى الوطني الأكبر لأصحاب القرار في دولة الإمارات، بهدف تقييم الواقع وتشخيصه لتحديد الأولويات الحكومية وتعزيز الاستعدادات لعام جديد من التحديات والإنجازات؛ وقال معاليه: نجتمع اليوم تجسيداً لروح الفريق الواحد، وروح الوطن الواحد، روح أبناء زايد الذين يعملون لترسيخ ازدهار هذا الوطن واستقراره، فالهدف الأسمى لقيادتنا هو تأمين أفضل حياة لشعب الإمارات، وكل من يعيش على أرضها، ولتظل الإمارات نموذجاً عالمياً للدول والشعوب.
وأكد معالي محمد القرقاوي، أن دولة الإمارات – وعلى الرغم من الأحداث الراهنة والمتغيرات العالمية – تتمسك بنهجها وقيمها الثابتة؛ وقال معاليه: دولة الإمارات ثابتة على مبادئها، ماضية وفق منهجيتها، متمسكة بثوابتها، وفق رؤية قيادتها.
وألقى معالي محمد بن عبدالله القرقاوي الضوء على مجموعة من الإنجازات المهمة التي حققتها فرق العمل الحكومية في الدولة؛ وقال: في العام 2024، بلغ نمو التجارة العالمية نحو 1.5% فقط، إلا أن دولة الإمارات حققت نمواً بأكثر من 11% في تجارتها الخارجية، وفي العام ذاته، تسارع استقطاب دولة الإمارات للاستثمارات الخارجية المباشرة بنسبة 35%، وتبوأنا المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، وتضاعف عدد الرخص التجارية خلال 3 أعوام ليصل إلى مليون رخصة، كما جاء اقتصادنا الوطني في المركز الأول عالمياً في مؤشر الاستقرار الاقتصادي.
وأضاف معاليه أن إنجازات الإمارات خلال المرحلة الماضية تنوعت لتشمل مختلف المجالات والقطاعات حيث مرّ عبر مطارات الدولة حوالي 134 مليون مسافر وأصبحت الشركات الوطنية تدير أكثر من 100 ميناء حول العالم، كما أنجزت الإمارات التشغيل التجاري لكامل محطات “براكة” للطاقة النووية، أكبر محطة للطاقة النظيفة في مكان واحد.
وأكد معاليه أن الإنجازات الإماراتية المتوالية تعود في المقام الأول إلى الرؤية الجريئة والمرنة للقيادة الإماراتية الحكيمة والتي تشكّل منهجية عمل من شأنها أن نعزز من جاهزية الدولة.

وقال معاليه: الإمارات هي الثانية عالمياً في القدرة على التكيّف مع المتغيرات، والرابعة في كفاءة الحكومة، والسابعة في القوة التنافسية للدول، حسب تقرير التنافسية العالمي، واحتلّت دولتنا هذا العام المرتبة العاشرة في مؤشر “القوة الناعمة العالمي.
(التركيز على الأسرة والهوية الوطنية)
وأكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن تركز ملفات الدورة الحالية على الهوية الوطنية، والأسرة، والذكاء الاصطناعي، ومن ثم ترجمتها إلى خطط وسياسات ومبادرات خلال 2025.
وقال معاليه: المحور الأول والأهم هو هويتنا الوطنية، الهوية التي تحفظ قيمنا، ولغتنا، وإرثنا، وبصمتنا الحضارية في هذا العالم، فمن نحن دون هويتنا؟ الهوية الوطنية هي الأولوية الأولى لقيادتنا، والتي يؤكد عليها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله في كل مناسبة وكل محفل، وفي اجتماعاتنا السنوية هذا العام، خصصنا خلوة خاصة لتطوير هذه الخطة المتكاملة، كما تم تخصيص خلوة للأسرة لدراسة العوامل كافة التي تضمن قوة الأسرة الإماراتية وسعادتها على المستويات كافة كونها تشكّل اللبنة الأهم في النسيج المجتمعي.
وعن أهمية محور الذكاء الاصطناعي، قال معالي محمد القرقاوي: حسب مبادئ الخمسين، فإن التفوق الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات سيرسم حدودها التنموية والاقتصادية، نضاعف الجهود لنكون حكومة أكثر جرأة في تبنّي أدوات المستقبل، وفريق يعزز عمله الذكاء الاصطناعي، وستكون هناك جلسة خاصة حول الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز كفاءة وإنتاجية الحكومة.
وتناول معاليه في كلمته أهم المنجزات التي تم تحقيقها منذ النسخة الماضية من الاجتماعات السنوية؛ وقال: نجني اليوم ثمار اجتماعاتنا السنوية للعام الماضي، فقد تم إطلاق وتنفيذ 121 مشروعاً تحوليّاً بمشاركة 33 جهة اتحادية في قطاعات استراتيجية كالإسكان، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية والنقل والاقتصاد، وتم إطلاق بوصلة الاستثمار الأجنبي لتعزيز جذب رؤوس الأموال، ووصل الرصيد التراكمي للاستثمار الأجنبي المباشر إلى 828 مليار درهم بنهاية العام الماضي.
وأشار معاليه إلى أن برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية، الذي تم إطلاقه في نسخة العام الماضي، أدى إلى إلغاء 3000 إجراء حكومي غير ضروري حتى اليوم، وتم خفض 70% من المدد الزمنية لهذه الإجراءات.
وأضاف معاليه: تمكّنا خلال 4 سنوات فقط من تحديث أكثر من 75% من القوانين الاتحادية كافة في الدولة، وأصدرنا 38 قانوناً جديداً لمواكبة التغيرات العالمية والتطورات التكنولوجية، وألغينا ما يقارب 100 قانون لم يعد صالحاً للمرحلة الحالية.
يذكر أن “الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات” تمثل تجمعاً وطنياً سنوياً، يتم عقده برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحضور أصحاب المعالي الوزراء وممثلي مختلف الجهات في حكومة دولة الإمارات، والجهات المحلية كافة، ممثلة بمجالسها التنفيذية، ومتخذي القرار كافة.
واعتمد مجلس الوزراء عقد هذا التجمع الوطني السنوي الأكبر من نوعه في عام 2017، وانطلقت دورته الأولى في شهر سبتمبر من العام ذاته، وتهدف الاجتماعات السنوية لتوحيد العمل الحكومي كمنظومة واحدة تعمل وفق نهج استباقي وخطط مدروسة لتسريع ومضاعفة الانجاز، ومناقشة المواضيع التنموية بشكل سنوي وبحضور كافة متخذي القرار، وإشراك القطاعات الوطنية كافة في وضع التصور التنموي للدولة وصولا لمئوية الإمارات 2071.


مقالات مشابهة

  • “المركزي الصيني” يجري عمليات إعادة شراء عكسية بقيمة 12.2 مليار يوان
  • “أدنوك للإمداد” توقع عقوداً بقيمة 4.4 مليار دولار لبناء 23 ناقلة عملاقة
  • الولايات المتحدة تلغي 1.1 مليار دولار من ديون الصومال في اتفاق مالي “تاريخي”
  • “بلومبيرغ”: السعودية تعتزم استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي
  • “لولو” تجمع 6.32 مليار درهم من طرحها العام الأولي.. وتحديد سعر السهم بـ 2.04 درهم
  • لولو تجمع 6.32 مليار درهم من طرحها العام الأولي.. وتحديد سعر السهم بـ 2.04 درهم
  • "لولو" تجمع 6.32 مليار درهم من طرحها العام الأولي في سوق أبوظبي
  • مسؤول: شركات روسية تقدم مجموعة واسعة من المعدات لقطاع النفط والغاز في “أديبك”
  • محمد القرقاوي: الهدف الأسمى لقيادتنا هو تأمين أفضل حياة لشعب الإمارات وأن تظل الدولة نموذجاً عالمياً رائداً
  • محمد القرقاوي: الهدف الأسمى لقيادتنا هو تأمين أفضل حياة لشعب الإمارات وأن تظل الدولة نموذجا عالميا رائدا