موقع 24:
2025-02-07@03:19:26 GMT

بولندا تبدأ معركة الدفاع عن أوروبا

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

بولندا تبدأ معركة الدفاع عن أوروبا

في ظلّ سياق جيوسياسي شديد الانفجار على خلفية الحرب المُشتعلة على أبوابها، تستعد بولندا بقيادة ريئس وزرائها دونالد توسك لتولي قيادة أوروبا الغارقة في حالة من عدم اليقين، مع تعطّل المُحرّكين الفرنسي والألماني، والمخاوف من فك الارتباط العسكري لأوروبا مع واشنطن، بينما لا يزال الجيش الأوكراني يُعاني من التراجع في ساحة المعركة.

وفي مكتبه بوزارة الدفاع قلب وارسو، يعمل وزير الخارجية البولندي سيزاري تومشيك بهدوء يتناقض مع الملف المسؤول عنه، إذ كلّفه توسك، بالإشراف على بناء "الدرع الشرقي لأوروبا" الذي يتضمّن تعزيزات غير مسبوقة للبُنية التحتية الدفاعية على طول الحدود مع بيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي، المشروع العسكري الضخم الذي تمّ إطلاقه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

تعزيز سيادة أوروبا وقدراتها الدفاعية

الصحافي والمحلل السياسي الفرنسي المُقيم في بولندا باتريس سينيكال، يرى أنّه مع غرق باريس وبرلين في الشلل السياسي الداخلي وتراجع تأثيرهما الدولي، تُحاول وارسو ترسيخ نفسها كلاعب رئيسي خاصة وأنّها باتت تتولّى رئاسة الاتحاد الأوروبي بدءاً من يناير (كانون الثاني) 2025، وهو الدور الذي سيسمح لها بفرض أولوياتها المُتمثّلة في تعزيز سيادة أوروبا وقُدراتها الدفاعية، وتكثيف المُساعدات لأوكرانيا، وتسليح القارة في مواجهة التهديد الروسي خاصة بعد تلويح الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب بانسحاب بلاده من حلف الناتو. 

من جهتها، تقول آنا باكزيسنياك، أستاذة العلوم السياسية في جامعة فروتسواف البولندية، إنّه على الرغم من محدودية نطاقها، إلا أن زعامة بروكسل هذه "من وجهة نظر المصالح البولندية، ستكون مفيدة، بالتزامن مع ولاية ترامب، أو الانتخابات المبكرة في ألمانيا أو الجمود السياسي في فرنسا". لذا، وعلى النقيض من باريس وبرلين، تسعى بولندا، التي تتمتع بأغلبية حكومية مريحة، إلى ترسيخ نفسها باعتبارها لاعباً رئيسياً. وهي حليف مُخلص لكييف، وتُمثّل ثقلاً كبيراً في المُساعدات العسكرية، بما يتناسب مع اقتصادها، وكونها أرض المنفى لما يقرب من مليون لاجئ حرب. كما أنّ بولندا تُطالب بانضمام أوكرانيا سريعاً إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. 

وتُعتبر الدولة الواقعة في أوروبا الوسطى، والتي يبلغ عدد سكانها 36.7 مليون نسمة، اليوم درع الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، إذ تُخصص جزءاً كبيراً من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، والذي سيصل إلى 4.7٪ لعام 2025، وهو ما عزّز من ثقلها الجيوسياسي. ومن الناحية الاقتصادية، لم تشهد بولندا قط أيّ ركود منذ عام 2004، مع ارتفاع ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 170%، بعد عشرين عاماً من انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

تصاعد نفوذ وارسو

ومن الممكن أيضاً أن تؤدي نتائج الانتخابات الألمانية المقبلة، في فبراير (شباط) المقبل، إلى تعزيز دور بولندا، في حين يبدو المُستشار الجديد المُحتمل، المحافظ فريدريك ميرز، مؤيّداً ثابتاً لكييف. وهو مرشح يحظى بشعبية كبيرة في وارسو ويبتعد بشكل خاص عن موقف أولاف شولتز الذي يُماطل بشأن إرسال المُساعدات العسكرية إلى أوكرانيا.  

برد مؤلم..روسيا تهدد بولندا وتُحذر ألمانيا - موقع 24هددت روسيا برد "مؤلم" على قرار وارسو إغلاق القنصلية الروسية في مدينة بوزنان، كما استدعت السفير الألماني احتجاجاً على إنشاء مقر إقليمي للقيادة البحرية لحلف شمال الأطلسي، في مدينة روستوك.

وتُوضح ريناتا مينكوسكا نوركين، الأستاذة في جامعة وارسو، أن "شولز لم يكن أبداً من المُعجبين بدور أكبر لبولندا في الاتحاد الأوروبي، بل قام بتهميشها".

ولا يزال النفوذ المُتزايد لوارسو ملحوظاً على مدى السنوات الثلاث الماضية. وقد نجحت بولندا بالفعل في فرض وجهات نظرها على المستوى الأوروبي، وخاصة على جبهة الهجرة.
وستسمح الرئاسة الدورية أيضاً لدونالد توسك بتأكيد ضرورة أخرى مُهمّة بالنسبة له، وهي التحرر من وصاية الولايات المتحدة على خلفية التشكيك في صلابة حلف الأطلسي. ومن المتوقع أن تكون الأشهر القليلة المُقبلة صعبة، قبل نحو أسبوعين من تولّي ترامب منصبه، والذي تُهدّد مُخططاته بزعزعة العلاقات بين واشنطن وبروكسل.
وهناك رائحة أخرى للحرب، وهي تجارية تتربص بأوروبا، مع التهديد بفرض رسوم جمركية أمريكية صارمة، من المرجح أن تُثقل كاهل الاقتصاد الأوروبي المُتعثّر بالفعل. لكن أكثر ما تخشاه وارسو مع قدوم ترامب هو احتمال وقف إطلاق النار بشكل سريع غير مُواتي لكييف، الأمر الذي من شأنه أن يسمح لموسكو باستعادة قوتها وتجديد الهجوم في غضون بضع سنوات.

الدرع الشرقي لأوروبا

صحيفة "لو موند" رأت في افتتاحيتها أن بولندا تلعب اليوم دوراً حاسماً في لوجستيات المُساعدات لأوكرانيا، وتعمل بمفردها على تحصين حدودها الشرقية، التي تُشكّل حصن أوروبا ضد الخطر القادم من الشرق. وتلائم تطوّرات اليوم بولندا، التي تجني ثمار ديناميكيتها الاقتصادية وتستثمر مبالغ قياسية في ميزانيتها الدفاعية، وهو الجهد الذي سيُطلب من الدول الأوروبية الأخرى القيام به مع وصول ترامب إلى السلطة في واشنطن.
ومن المُفارقات التاريخية، أن بولندا تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي في لحظة خاصة، حيث أصبحت فرنسا وألمانيا، المُحرّكان الرئيسان لأوروبا، ضعيفتين بسبب الصعوبات الداخلية التي تواجههما. وصحيح أن دونالد توسك يعلم جيداً أنه لن يتمكن من العمل بشكل مُفيد بدونهما، ولكن هذا الوضع غير المسبوق يُقدم أيضاً لبولندا فرصة تاريخية لإظهار نُضجها وقوّتها.

ويؤكّد على ذلك، الصحافي والمحلل السياسي الفرنسي جاكوب إيوانيوك المختص بقضايا أوروبا الوسطى والشرقية، إذ يرى أن بولندا تخطط لأن تُصبح "الدرع الشرقي" لأوروبا. وقد بدأت البلاد في تطوير مُثير للإعجاب لبُنيتها التحتية الدفاعية على الحدود مع روسيا وبيلاروسيا، وهو ما يُعزّز من خطط وارسو لبناء أول جيش برّي في أوروبا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بولندا أوكرانيا أوروبا ترامب بولندا أوروبا أوكرانيا ترامب الاتحاد الأوروبی الم ساعدات بولندا ت التی ت من الم

إقرأ أيضاً:

أمريكا تبدأ ترحيل مهاجرين إلى معتقل غوانتانامو

يمن مونيتور/ وكالات

صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة بدأت ترحيل مهاجرين إلى خليج غوانتانامو في كوبا، وفقا لخطة الرئيس دونالد ترامب.

وقالت المتحدثة كارولين ليفيت، في مقابلة مع قناة “فوكس بزنس” اليوم الثلاثاء، إن الرئيس ترامب “لا يعبث، ولن يسمح بأن تكون أميركا مكبا للمجرمين من دول العالم”.

وأضافت “يمكنني أن أؤكد أن أول رحلة جوية من الولايات المتحدة إلى خليج غوانتانامو تحمل مهاجرين غير نظاميين تمضي في طريقها اليوم”.

وفي 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وقّع ترامب مذكرة رسمية لتجهيز منشأة لاحتجاز المهاجرين في قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في كوبا، وكان قد أعلن سابقا أن هذه المنشأة ستجهز لاستقبال 30 ألف مهاجر.

وانتخب ترامب -لولايته الثانية غير المتتابعة- بعد حملة وعد فيها بإنهاء ما أسماه “غزو” المهاجرين غير النظاميين، وسارعت إدارته لإجراء عمليات ترحيل جماعي عبر رحلات جوية إلى عدة دول في أميركا اللاتينية، في حين يعيش حاليا نحو 11 مليون شخص في وضع غير نظامي على الأراضي الأميركية.

وتعد القاعدة الأميركية في كوبا مقرا لمعتقل غوانتانامو الذي افتُتح عام 2002 في إطار “الحرب على الإرهاب”، التي أعلنها الرئيس السابق جورج بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

واحتجز في المعتقل مئات السجناء، وقد أثار ذلك سجالا حادا في الولايات المتحدة وانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، بسبب ظروف الاعتقال الشديدة القسوة وممارسة التعذيب داخل المعتقل.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، حصلت صحيفة نيويورك تايمز على وثائق حكومية تظهر أن الولايات المتحدة تستخدم منذ عقود قاعدة غوانتانامو لسجن مهاجرين يتم اعتراضهم في البحر، ويتم إيداعهم في الحجز في مساحة منفصلة عن السجن حيث يُحتجز المعتقلون المتهمون بالإرهاب.

مقالات مشابهة

  • أوروبا تعارض خطط المجرم ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة
  • إيران تستعرض قدراتها الدفاعية وتتحدث عن فرصة ثانية لترامب
  • في عيد ميلاد رونالدو الـ40.. البرتغالي الذي يعشقه الملايين
  • قمة غير رسمية ببروكسل.. هل يدفع ترامب أوروبا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي؟
  • أوروبا تبحث الدفاع المشترك مجددا بعد عودة ترامب
  • أمريكا تبدأ ترحيل مهاجرين إلى معتقل غوانتانامو
  • أنا وزير خارجية بولندا والرسالة وصلت إلى أوروبا
  • وزير خارجية بولندا: أوروبا استجابت لطلب ترامب بزيادة النفقات العسكرية
  • حل لغز الغبار المشع الذي جاء إلى أوروبا من إفريقيا
  • قنابل نووية.. الكشف عن سبب الغبار المشع الذي جاء من أفريقيا إلى أوروبا