عربي21:
2025-04-10@10:13:30 GMT

سوريا الجديدة.. تحولات إقليمية تربك حسابات القاهرة

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

سوريا الجديدة.. تحولات إقليمية تربك حسابات القاهرة

يشكل وصول إسلاميين إلى السلطة في سوريا، عقب الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، مصدر قلق كبير لمصر، خاصة بعد مرور أكثر من عشر سنوات على تولي رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الحكم، والذي جاء بعد الإطاحة بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين".

وظلت القاهرة تدعم بشار الأسد حتى اللحظات الأخيرة من حكمه، ومع تولي "هيئة تحرير الشام"، التي كانت مرتبطة سابقاً بتنظيم "القاعدة"، السلطة في سوريا منذ 8 كانون الأول / ديسمبر، تجد مصر نفسها أمام مشهد جديد قد يعيد تشكيل التوازنات الإقليمية ويثير تساؤلات حول تأثير الإسلاميين على المنطقة

في الوقت الذي سارعت فيه دول عربية إلى فتح قنوات اتصال مع الإدارة الجديدة في دمشق، اتخذت مصر موقفاً أكثر تحفظاً، وأظهرت القاهرة حذراً واضحاً، إذ انتظر وزير الخارجية المصري ثلاثة أسابيع قبل أن يُجري أول اتصال بنظيره السوري الجديد، داعياً إلى عملية انتقال سياسي شاملة.

كما أعلنت مصر إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا، وهي خطوة تُقرأ في إطار محاولة إيجاد موطئ قدم في الساحة السورية دون المجازفة بعلاقاتها الإقليمية.


ويرى السيسي أن وصول الإسلاميين إلى السلطة في سوريا يشكل تهديداً مزدوجاً، فمن جهة، تحمل "هيئة تحرير الشام" تاريخاً مرتبطاً بالتطرف، ومن جهة أخرى، يعيد هذا التطور ذكريات فترة حكم "الإخوان المسلمين" القصيرة في مصر، والتي انتهت بإزاحتهم من السلطة في عام 2013.

وقالت الباحثة ميريسا خورما من مركز ويلسون البحثي: "تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر يجعل أي صعود مماثل للإسلاميين في المنطقة مثيراً للقلق بالنسبة للقاهرة".

على الصعيد الداخلي، اتخذت مصر إجراءات سريعة بعد سقوط الأسد. تم اعتقال 30 سورياً في مصر كانوا يحتفلون بسقوط النظام السوري، بينما شددت السلطات القيود على منح تأشيرات الدخول للسوريين. ورافق ذلك حملة إعلامية صورت الوضع الجديد في سوريا كتهديد أمني محتمل لمصر، حيث بث التلفزيون الحكومي مشاهد تدريب عسكري وخطابات للسيسي تحذر من انتقال الفوضى إلى مصر.

يُضاف إلى المخاوف المصرية الدور التركي في دعم "هيئة تحرير الشام". تركيا، التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع جماعة "الإخوان المسلمين"، قد تصبح الحليف الأبرز للنظام الجديد في سوريا، مما يثير مخاوف القاهرة من أن تتحول دمشق إلى منصة لتعزيز النفوذ التركي في المنطقة. ورغم التحسن النسبي في العلاقات بين مصر وتركيا مؤخراً، إلا أن التنافس الإقليمي يظل عاملاً رئيسياً يؤثر على حسابات القاهرة.


لم تقتصر تداعيات سقوط الأسد على الداخل السوري فقط، بل امتدت لتشمل التوازن الجيوسياسي في المنطقة. إذ أدى هذا التحول إلى تقليص نفوذ إيران، الحليف الأقرب للأسد، مما قد يفتح المجال أمام لاعبين جدد، مثل تركيا وقطر. في هذا السياق، تسعى مصر إلى ضمان ألا يؤدي هذا التحول إلى تعزيز قوة الإسلاميين أو الهيمنة التركية.

بينما تعمل القاهرة على التعامل مع الواقع الجديد، تشدد على ضرورة تقاسم السلطة في سوريا، لمنع احتكار الإسلاميين للحكم. وترى الباحثة ميريت مبروك أن هذا الموقف يأتي ضمن استراتيجية مصرية أوسع تهدف إلى حماية مصالحها الإقليمية وتجنب أي تصعيد قد يؤثر على استقرارها الداخلي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية سوريا المصري السيسي هيئة تحرير الشام سوريا مصر السيسي الاخوان المسلمين هيئة تحرير الشام المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین السلطة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

القاهرة: تشكيل حكومة ليبية موحدة ضرورة لإجراء الانتخابات

???????? ليبيا – القاهرة وبرلين تبحثان تطورات الأزمة الليبية خلال مؤتمر “عملية الخرطوم”

???? موقف مصري واضح من أزمة السلطة التنفيذية ????️
بحث وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، مع كاتيا كويل، وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الألمانية، تطورات الأوضاع في ليبيا، وذلك على هامش المؤتمر الوزاري لعملية الخرطوم.

???? دعوة لتشكيل حكومة موحدة ودعم الانتخابات ????️
ووفقًا لما أفاد به المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية المصرية، فقد استعرض عبد العاطي أمام كويل محددات الموقف المصري من التطورات الليبية، مؤكدًا ضرورة العمل على حل أزمة السلطة التنفيذية في أقرب وقت ممكن، وتشكيل حكومة جديدة موحدة.

???? تأكيد على دعم الحل الليبي-الليبي ????
كما شدد عبد العاطي على أهمية دعم المسار الليبي-الليبي، وتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بوصفها خطوة حاسمة نحو تحقيق الاستقرار الشامل في البلاد.

 

 

مقالات مشابهة

  • هل تسهم التشكيلة الوزارية الجديدة في رفع العقوبات عن سوريا؟
  • القاهرة: تشكيل حكومة ليبية موحدة ضرورة لإجراء الانتخابات
  • ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فعلا ذراع جديد لإيران في المنطقة؟
  • في ظل الحكم الجديد في سوريا.. هل تولد نسخةٌ مطورة من “داعش”..!
  • محافظ القاهرة يقود حملة مكبرة لنقل الباعة داخل موقف السلام النموذجى الجديد
  • نفل الباعة الجائلين لأماكن مخصصة داخل موقف السلام الجديد
  • محافظ القاهرة يقود حملة مكبرة لنقل الباعة لأماكنهم داخل موقف السلام الجديد
  • صدمة للنصر قبل ديربي الرياض.. إصابة بروزوفيتش تربك حسابات بيولي قبل صدام آسيا
  • الفضيحة الجديدة للسلطة الفلسطينية
  • بنسبة 2%.. بنك القاهرة يخفض الفائدة على حسابات التوفير والجاري بعائد