موقع 24:
2025-01-07@18:03:42 GMT

في انتظار اقتناع إيران بخسارة سوريا…

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

في انتظار اقتناع إيران بخسارة سوريا…

في انتظار تبلور الوضع الإقليمي الذي يمرّ في مرحلة مخاض من النوع العسير، يبدو مفيداً التساؤل متى تستوعب إيران حجم الخسائر التي أصيبت بها، خصوصاً في سوريا.

يوجد رفض واضح لدى كبار المسؤولين في "الجمهوريّة الإسلاميّة" للاعتراف بأنّ إيران خسرت سوريا التي كانت حليفاً لها منذ اليوم الأوّل لقيام النظام الجديد الذي أسسه آية الله الخميني في العام 1979.

لم يمرّ وقت طويل على نجاح الثورة التي قام بها الخميني على نظام الشاه، حتّى سارت سوريا في ركاب إيران التي دخلت حرباً مع العراق.
استمرّت تلك الحرب 8 سنوات كاملة. انتهت بشبه انتصار عراقي لم يفهم الراحل صدّام حسين أبعاده أو معناه الحقيقي. حارب العراق طوال ثماني سنوات على جبهتين؛ جبهة إيران وجبهة سوريا. لم يتردّد حافظ الأسد، من منطلق مذهبي قبل أي شيء آخر، في دعم "الجمهوريّة الإسلاميّة". كان وراء حصولها على صواريخ من ليبيا.
استخدمت هذه الصواريخ في قصف بغداد ومدن عراقيّة أخرى.
لا يمكن حصر أحداث 2024 بخروج إيران من سوريا ولا بالهزيمة التي لحقت بـ"حزب الله" في لبنان. تصلح عناوين كثيرة لسنة استثنائية. على الصعيد العالمي يبرز عنوان عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض والمخاوف الأوروبيّة المشروعة من تلك العودة، خصوصاً في ظلّ استعداد ترامب لعقد صفقة مع روسيا على حساب أوكرانيا. يتجاهل الرئيس الأمريكي القديم – الجديد ما يمكن أن تتركه مثل هذه الصفقة، التي ستكافئ فلاديمير بوتين على حرب شنها على دولة أوروبيّة مستقلة، من آثار على القارة العجوز وكلّ دولة من دولها.
الأهمّ من ذلك كلّه، انعكاسات مثل هذه الصفقة على الأمن الأوروبي وعلى مستقبل العلاقات الأوروبيّة – الأمريكيّة في وقت تمرّ دولتان أوروبيتان أساسيتان، هما ألمانيا وفرنسا في أزمتين داخليتين عميقتين. تكمن أزمة ألمانيا، المقبلة على انتخابات نيابية في شباط – فبراير المقبل، في صعود اليمين المتطرف بكلّ ما يمثله من مخاطر أوروبيًّا وألمانيّا. أمّا أزمة فرنسا، فإنّها تكمن في غياب قدرة مؤسسات الجمهوريّة الخامسة التي بناها الجنرال ديغول على التكيف مع واقع سياسي جديد تسبب به وجود إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه. تدور فرنسا في حلقة مقفلة ليس ما يشير إلى أنّها ستخرج منها قريبا في غياب تغيير كبير وإصلاحات في العمق على صعيد مؤسسات الجمهوريّة ذات النظام شبه الرئاسي الذي بناه ديغول.
على صعيد المنطقة التي نعيش فيها، كانت السنة 2024 سنة التغيير الكبير الذي تسبب به رجل اسمه يحيى السنوار كان وراء هجوم "طوفان الأقصى". لم يعش السنوار ما يكفي لرؤية ما فعله بالمنطقة بدءا بإزالة غزة من الوجود وانتهاء بالقضاء على النظام السوري الذي عمّر 54 عاما والذي جعل من سوريا دولة تدور في الفلك الإيراني، خصوصا منذ خلف بشّار الأسد حافظ الأسد في العام 2000. الأكيد أنّ الأسد الأب كان حليفا لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران، لكنّه حافظ في كلّ وقت على هامش ضيّق كي يسهل عليه ابتزاز العرب عموما ودول الخليج العربيّة على وجه الخصوص.
قضى "طوفان الأقصى" أيضاً على "حزب الله" بعدما استسهل زعيمه الراحل حسن نصرالله فتح جبهة جنوب لبنان وخوض حرب "إسناد غزّة". لم يدرك النتائج التي ستترتب على مثل هذا القرار الذي في أساسه رغبة إيران في التأكيد للولايات المتحدة أنّ مفتاح توسيع حرب غزّة في يدها… وليس في يد إسرائيل وبنيامين نتنياهو وحكومته.
ارتدّت الحروب التي خاضتها "الجمهوريّة الإسلاميّة" على إيران نفسها. نرى إيران في حال ضياع. تدل على هذا الضياع التصريحات الأخيرة لـ"المرشد الأعلى" علي خامنئي الذي لا يزال يراهن على استعادة سوريا. هناك جهل إيراني واضح بأمور سوريا حيث يشعر الشعب بسعادة ليس بعدها سعادة بعد التخلّص من نظام آل الأسد ومن الوصاية الإيرانيّة.
أثبتت إسرائيل أنّ في استطاعتها خوض حروب عدّة في الوقت ذاته. ذهبت من القضاء على غزّة وتوجيه ضربة قويّة إلى "حزب الله"… إلى رفع الغطاء عن النظام العلوي في سوريا. من الواضح أنّ تركيا دخلت على خطّ الاستفادة إلى أبعد حدود من تراجع المشروع التوسّعي الإيراني.
ثمة واقع لم يعد في استطاعة أحد الهرب منه. حلّت تركيا مكان إيران في سوريا. ذلك هو العنوان الأبرز لأحداث 2024. سيكون ذلك العنوان الأبرز للسنة 2025 أيضا. ما الذي ستفعله تركيا بالورقة السوريّة؟ كيف سيستغلّ الرئيس رجب طيب أردوغان الفشل الإيراني؟ ليس مستبعدا أن تكون تركيا أكثر تعقلاً من "الجمهوريّة الإسلاميّة" التي لم تستوعب يوما أنّه لن يكون في استطاعتها إحداث تغيير ديموغرافي في سوريا عبر القضاء على الأكثريّة السنّية في هذا البلد.
ستكون السنة 2025 سنة الصعود التركي في المنطقة في مقابل التراجع الإيراني. سيعتمد نجاح تركيا، ذات الاقتصاد الضعيف، على مدى قدرتها على مد جسور مع القوى العربيّة الفاعلة أولا وعلى التخلي عن أيديولوجية الإخوان المسلمين ثانياً وأخيراً. هل يمتلك أردوغان ما يكفي من الحكمة بما يسمح له باستيعاب أن المشروع الإخواني لا يصلح لبناء دولة عصرية في سوريا تنقل هذا البلد المهم إلى مكان آخر بعد سنوات طويلة من التخلّف والقمع والظلم والقتل والمتاجرة بالشعارات الوطنية مارسها حافظ الأسد وورّثها إلى نجله؟
يظهر أنّ تركيا تحاول بالفعل تفادي تجربة إيران في سوريا. يشير إلى ذلك التحسّن الكبير في العلاقات السوريّة – السعودية. توجد قناعة تركية بوجوب الاستعانة بالعرب، خصوصاً بأهل الخليج ومصر في سوريا. المؤسف أنّه لا توجد قناعة لدى "الجمهوريّة الإسلاميّة" بأنّ ما حصل في سوريا طي لصفحة إيران في هذا البلد العربي. يكفي أنّه لم تعد سوريا مستعمرة إيرانيّة ولم تعد جسراً لنقل أسلحة وصواريخ لـ"حزب الله" في لبنان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الحرب في سوريا سقوط الأسد الجمهوری ة الإسلامی ة حزب الله إیران فی فی سوریا ة إیران ة التی

إقرأ أيضاً:

اكتشاف شبكة أنفاق تربط قصر الأسد بمقر الحرس الجمهوري

على أحد سفوح جبل قاسيون، الذي يشرف على مدينة دمشق، توجد شبكة أنفاق تربط المجمع العسكري للحرس الجمهوري، الذي كان مكلّفاً الدفاع عن العاصمة السورية، بالقصر الرئاسي وفق ما أفاد مراسل من وكالة فرانس برس، تمكن من دخول الموقع.

وقال محمد أبو سليم (32 عاماً) وهو مسؤول عسكري في هيئة تحرير الشام، التي قادت فصائل مسلحة، وأطاحت بشار الأسد مع دخولها دمشق في 8  ديسمبر (كانون الأول): "هذا اللواء هو ثكنة عسكرية تابعة لباسل الأسد، هي ثكنة ضخمة جداً دخلناها بعد التحرير".
وأضاف "فيها أنفاق طويلة تصل حتى القصر الجمهوري"، الواقع على تلة مجاورة.

ودخل مراسل وكالة فرانس برس إلى غرفتين محصنتين تحت الأرض تضمان غرفاً كبيرة مخصصة للحرس، ومزودة معدات اتصالات وكهرباء ونظام تهوية، بالإضافة إلى مكان لتخزين الأسلحة.
وهناك أنفاق أخرى أكثر بدائية، حفرت في الصخر، تحتوي على ذخيرة.
كان الحرس الجمهوري مكلّفاً حماية دمشق، لكن الجيش السوري انهار عندما دخلت الفصائل المسلّحة إلى دمشق يوم 8  ديسمبر (كانون الأول) في هجوم خاطف انطلق من شمال سوريا.

وإثر ذلك، فرّ بشار الأسد إلى موسكو.
وتم تخريب تمثال ذهبي لباسل الأسد، شقيق الرئيس السابق، على ظهر خيل، فيما أزيل رأسه ورمي بعيداً. وقضى باسل الأسد في حادث عام 1994 في حين كان يُعتبر الخلف المفترض لوالده حافظ الذي حكم سوريا بقبضة من حديد حتى وفاته عام 2000.
في هذا المجمع الضخم، يتدرب مقاتلون على إطلاق النار نحو صور لبشار الأسد ووالده حافظ، الذي سلمه السلطة بعد وفاته، في حين تصطف دبابات ومدافع في الموقع.

كذلك، يمكن رؤية عدد كبير من البراميل الفارغة ومتفجرات مرصوصة في مكان أبعد.
وأكد محمد أبو سليم أن "النظام سابقاً كان يستخدم هذه البراميل، ليقصف بها المدنيين في الشمال السوري".

رفع العقوبات الأوروبية على سوريا.. "سلاح ذو حدين" - موقع 24شهدت دمشق حدثاً دبلوماسياً غير مسبوق منذ سنوات، مع وصول وزيري خارجية فرنسا وألمانيا للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، وهو ما يثير التساؤلات عن مصير العقوبات المفروضة على النظام السابق.

وندّدت الأمم المتحدة باستخدام سلاح الجو زمن حكم بشار الأسد البراميل المتفجرة ضد مناطق مدنية كان يسيطر عليها خصومه خلال الحرب الأهلية.

مقالات مشابهة

  • إيران توضح موقفها من الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • سوريا بعد الأسد.. كيف يعزز ترامب موقفه ضد إيران وحلفائها؟
  • وفاة الشيخ سارية الرفاعي “جبل سوريا”.. والرجل الذي لم يهاب الأسد
  • أردوغان يتوقع دعم سوريا لمعركة تركيا مع حزب العمال الكردستاني
  • مدير مكتبه: العراق أبلغ سوريا برفض تركيا لأي حوار مع الأسد
  • فيديو من دمشق.. أنفاق تربط قصر الرئاسة بمقر الحرس الجمهوري
  • صور من دمشق..شبكة أنفاق تربط قصر الرئاسة بمقر الحرس الجمهوري
  • مفتي سوريا الذي انتقد الأسد يعود إلى دمشق بعد نفي 13 عاما
  • اكتشاف شبكة أنفاق تربط قصر الأسد بمقر الحرس الجمهوري