بعد استهداف محطة الكهرباء كيف يقرأ الإسرائيليون ضربات الحوثيين؟
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
القدس المحتلة- حمل التصعيد بالهجمات الصاروخية الباليستية التي يشنها الحوثيون على عمق إسرائيل -في طياته- رسائل متعددة تعكس المخاوف الإسرائيلية من جبهة اليمن، وعجز الهجمات -التي تقوم بها إسرائيل والتحالف بقيادة الولايات المتحدة- عن ردع الحوثيين من مواصلة الهجمات وتوسيعها لتطال منشآت بنية تحتية إستراتيجية.
وبينما تعتمد إسرائيل لغة الوعيد والتهديدات بشن المزيد من الهجمات على مشاريع البنى التحتية في اليمن، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا -فجر الأحد- محطة كهرباء "أوروت رابين" الإسرائيلية في مدينة الخضيرة جنوب حيفا بصاروخ فرط صوتي طراز "فلسطين 2" في وقت نفذ فيه التحالف الأميركي البريطاني غارات على شمالي اليمن.
وفي قراءة للهجمات الصاروخية التي تشنها جماعة الحوثي على عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، توافقت قراءات المحللين وتقديرات مراكز الأبحاث فيما بينها على أن إسرائيل تفاجأت من جبهة اليمن ولم تكن مستعدة حتى لتطوير قدراتها العسكرية ضد الحوثيين، وأجمعت أنه لا توجد طرق مختصرة لردعهم.
وفي استعراض للمخاوف الإسرائيلية من جبهة اليمن، سلطت قراءات المحللين على سياسات واهتمامات الحوثيين بالقضية الفلسطينية، حيث تحولوا بفضل نصرة غزة خلال الحرب الإسرائيلية إلى قوة إقليمية ذات مكانة ونفوذ حتى خارج حدود اليمن، علما بأن هدفهم المعلن -من وجهة النظر الإسرائيلية- هو "القتال حتى الموت ضد أعدائهم في العالم العربي والغرب وإسرائيل واليهود".
إعلانوأشارت التحليلات الإسرائيلية إلى أنه لا يمكن سد الفجوات والنقص بالمعلومات الاستخباراتية أو القضاء على تهديدات الحوثيين بـ"كبسة زر" وأجمعت على أن إسرائيل ليس بمقدورها القضاء على التهديدات من اليمن لوحدها، وهي بحاجة لوضع إستراتيجية ضد الحوثيين، من خلال الشراكة مع الولايات المتحدة ورئيسها المنتخب.
محمل الجدوكتب المستشار الإستراتيجي للشؤون الأمنية والإعلامية أوفير ديان مقالا بالموقع الإلكتروني "والا" تحت عنوان "خذوا اليمنيين على محمل الجد.. السخرية من الحوثيين تخفي مشكلة أعمق في المجتمع الإسرائيلي" استعرض من خلاله تعامل الإعلام الإسرائيلي بسخرية مع هجمات جماعة الحوثي، وكذلك تكتم المؤسسة الإسرائيلية عن طبيعية الهجمات الصاروخية التي باتت تهدد مواقع إستراتيجية.
ويعتقد ديان أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات التي ما زالت تجهل مكونات وطبيعية عمل الحوثيين والهجمات الإستراتيجية التي تشنها، والتي باتت تشكل تهديدا للجبهة الداخلية الإسرائيلية، لديها هواجس ومخاوف من تصعيد الهجمات من اليمن.
ويوضح "لكن حتى الآن، وعلى الرغم من هواجس المؤسسة الأمنية والتقييدات التي لديها بمواجهة تهديدات الحوثيين، ثمة انطباع بأن المجتمع الإسرائيلي -بمختلف مركباته- ليس مدركا لطبيعة التهديدات من اليمن، ويفتقد القدرة على فهم الأيديولوجيا التي يؤمن بها الحوثيون، باعتبار أنهم ليسوا مصدر إزعاج يمنع الإسرائيليين من النوم".
ذات الطرح تبناه إيال زيسر الخبير في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب رئيس جامعة تل أبيب، حيث أكد أن الحوثيين "لا يشكلون مصدر إزعاج بل يشكلون تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل" قائلا "إذا كان ينظر في البداية للتهديد من اليمن على أنه مثير للفضول، فمن الواضح اليوم أنه أصبح ساحة تهديد مركزية".
إعلانوانتقد في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" التعامل مع التهديدات والهجمات الصاروخية لجماعة الحوثي على مواقع إسرائيلية، واصفا الهجمات الإسرائيلية على أهداف البنية التحتية باليمن على أنها "علاقات عامة".
ويشير الخبير الإسرائيلي إلى أن حتى التحالف الدولي برئاسة واشنطن بات عاجزا عن ردع الحوثي، وبرر هذا الطرح بأن "الهجمات محدودة وليست لها تأثير على القدرات الصاروخية والعسكرية للحوثيين".
ويعتقد أن الساحة اليمنية أصبحت مهمة، ليس فقط لأنها تستهدف عمق إسرائيل بل في منطقة الشرق الأوسط، قائلا "تكمن الأهمية التي يجب أن ننسبها إلى الحوثيين في حقيقة أنهم أصبحوا يشكلون تهديدا حقيقيا، والذي سوف يتصاعد وسيؤثر سلبا على روتين حياة الإسرائيليين، وأيضا سيؤثر على الاستقرار الإقليمي، وقد يؤدي لحرب شاملة".
وعن شلل حركة الشحن بالبحر الأحمر وإغلاق ميناء إيلات، أكد زيسر أن ذلك "تسبب أيضا بالمساس بالاقتصاد المصري الذي يعتمد على عائدات الشحن بقناة السويس، وهو ما قد تكون له عواقب على استقرار النظام المصري، ولن يتوقف الحوثيون، فالسعودية والإمارات وحتى الأردن في مرمى نيرانهم أيضا".
عدم جاهزيةوقدم معهد "مشغاف" للأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية مقاربة بين تعامل ونظرة المجتمع الإسرائيلي لهجمات الحوثيين والتهديدات الإستراتيجية للهجمات الصاروخية من اليمن على العمق الإسرائيلي، مشيرا -في تقدير موقف أعده الدكتور يوسي منشروف الباحث في التنظيمات الشيعية المسلحة- إلى أن إسرائيل تفاجأت من جبهة اليمن ولم تكن مستعدة لمواجهة التهديد الحوثي.
وأوضح أن التحدي الذي يشكله الحوثيون لإسرائيل أصبح محسوسا بقوة أكبر منذ أن دخل وقف النار مع حزب الله حيز التنفيذ، حيث باتت إسرائيل تواجه بوتيرة أعلى الهجمات الصاروخية الباليستية التي تطلق من اليمن، دون أن تشكل الهجمات الإسرائيلية على هذا البلد رادعا للحوثيين الذي صعدوا باستهداف حتى المواقع الإستراتيجية بإسرائيل.
إعلانوقال الباحث الإسرائيلي إن بناء القوة لدى الحوثيين متنوع، ويتكون من القدرات العسكرية التي اكتسبوها تحت رعاية فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، كما يضمن التحسن في هذه القدرات -التي تعتمد على المساعدات والمعرفة الإيرانية- وعلى القدرات الذاتية للحوثيين الذين أظهروا تحسنا بالقدرات العسكرية واستقلالية في قرارتهم بمعزل عن سياسات وتوجهات طهران.
ويختم بقوله "يمكن لإسرائيل -بل وينبغي عليها- تقليص الفجوات بالاستعداد ضد الحوثيين، من خلال العمل الوثيق والمشترك مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب الذي يبدو أنه يظهر اهتماما متزايدا باحتياجات إسرائيل، وكذلك بالتهديد الذي تشكله إيران وشبكة وكلائها بالمنطقة، وعليها صياغة إستراتيجية مشتركة مع الأميركيين لمواجهة الحوثيين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الهجمات الصاروخیة من جبهة الیمن من الیمن على أن
إقرأ أيضاً:
روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية
أبدى سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، دعم بلاده لحليفتها سوريا ضد الاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة.
وقال لافروف، في تصريحاتٍ صحفية، :"هضبة الجولان ستظل أرضاً سورية".
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد كشفت النقاب قبل أيام عن قيام إسرائيل بتشييد منشآت عسكرية ودفاعية في سوريا.
ويفتح ذلك التصرف الباب أمام إمكانية بقاء إسرائيل لفترة طويلة الأمد.
ووثقت الصور التي نشرتها الصحيفة الأمريكية وجود أكثر من 7 منشآت عسكرية داخل قاعدة مُحصنة، وانشاء قاعدة شبيهة على بُعد 8 كيلو إلى الجنوب.
وترتبط هذه القواعد العسكرية بشبكة نقل تتصل بهضبة الجولان المُحتلة.
وكانت منظمة الأمم المُتحدة قد أصدرت بياناً يوم الجمعة الماضي طالبت فيه بخفض التصعيد في المنطقة العازلة بسوريا حتى تستطيع قواتها القيام بدورها.
وذكر البيان الأممي أن إسرائيل أكدت أن انتشار قواتها في المنطقة العازلة بسوريا مؤقت لكن المنظمة ترى أن ذلك يعد انتهاكا للقرارات الأممية.
واستغلت إسرائيل الفراغ الذي أحدثه سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقامت باختراق نقاط فصل القوات فيما بعد حرب 1973.
واستولت إسرائيل على نقاط في العمق السوري، وهو الأمر الذي أغضب السوريين خاصةً أنه يُعد انتهاكاً صريحاً للقرارات الأممية.
يشهد التوتر بين سوريا وإسرائيل تصعيدًا مستمرًا منذ عقود، حيث تعود جذوره إلى الصراع العربي الإسرائيلي وحرب 1948، ثم احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1967، والذي لا تزال سوريا تطالب باستعادته. وعلى الرغم من توقيع اتفاق فض الاشتباك عام 1974 برعاية الأمم المتحدة، فإن التوترات لم تهدأ، حيث تكررت المواجهات العسكرية والضربات الجوية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، خاصة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011. وتبرر إسرائيل هجماتها بأنها تستهدف مواقع إيرانية وقوافل أسلحة لحزب الله، بينما تعتبرها سوريا انتهاكًا لسيادتها ومحاولة لفرض واقع جديد في المنطقة.
في السنوات الأخيرة، تصاعدت الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في دمشق ومحيطها، إلى جانب استهداف البنية التحتية الدفاعية السورية. ورغم أن سوريا غالبًا ما ترد بإطلاق صواريخ دفاعية، فإن ميزان القوى يميل لصالح إسرائيل، التي تتمتع بتفوق عسكري واضح ودعم غربي. وعلى المستوى الدبلوماسي، لا تزال العلاقات مقطوعة بين البلدين، وتُعتبر الجبهة السورية-الإسرائيلية ساحة صراع إقليمي تتداخل فيها قوى مثل إيران وروسيا. ورغم تدخلات بعض الأطراف الدولية للتهدئة، فإن استمرار الغارات الإسرائيلية والتواجد الإيراني في سوريا يجعل احتمالات التصعيد قائمة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة